كشف الاستطلاع عن فجوة واضحة بين الأجيال؛ فبينما قال 56% من اليهود الأمريكيين عمومًا إنهم مرتبطون عاطفيًا بإسرائيل، تنخفض هذه النسبة إلى 36% بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، مقابل 68% بين من تزيد أعمارهم على 65 سنة. اعلان

أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة واشنطن بوست أن العديد من اليهود الأمريكيين ينتقدون بشدة سلوك إسرائيل في الحرب على غزة، حيث قال 61% منهم إن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب، بينما ذهب 39% إلى القول إن البلاد مذنبة بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

ورغم هذه الانتقادات الحادة، يميز كثيرون بوضوح بين إسرائيل كدولة وهويّة يهودية، وبين حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

أُجري الاستطلاع الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست في الفترة من 2 إلى 9 سبتمبر/أيلول، على عينة وطنية عشوائية مكونة من 815 يهودياً أمريكياً تم اختيارهم عبر لجنة الرأي التابعة للجمعية الأمريكية لليهود.

وشملت العينة بالغين يُعرفون بأنهم يهود حسب الدين (76%)، وكذلك أولئك الذين لا انتماء ديني لهم لكنهم يهود عرقياً أو ثقافياً أو عبر خلفيتهم العائلية (24%).

استياء من قيادة نتنياهو... ودعم واسع لمحاسبة حماس

وأفادت صحيفة واشنطن بوست أن 68% من اليهود الأمريكيين أعطوا علامات سلبية لقيادة نتنياهو، وصفها 48% بأنها “سيئة” — ما يمثل قفزة بنحو 20 نقطة مئوية مقارنة باستطلاع لمركز بيو قبل خمس سنوات. في المقابل، قال 94% إن حماس ارتكبت جرائم حرب ضد الإسرائيليين.

وأشار الاستطلاع إلى أن كثيراً من اليهود الأمريكيين أيدوا التوغل العسكري الإسرائيلي في البداية، نظراً لوحشية هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة. لكن مع استمرار الحرب وتراكم التقارير عن الفظائع وعدم إحراز تقدم واضح، تراجع كثيرون عن دعمهم.

وقالت جوليا سيدمان، كاتبة من إيساكواه بواشنطن: "في البداية، لم يكن أمام إسرائيل أي خيار إلى حد ما. لا يمكنك السماح بتهديد أمنك القومي بهذه الطريقة. لكن هذا لا يبرر بأي حال من الأحوال ما يحدث الآن، بعد مرور عامين. حجم المعاناة الإنسانية التي نشهدها الآن... أنا فقط أشعر بالاشمئزاز."

Related فيديو - دعماً لغزة: احتجاجات في لندن تنتهي باعتقالات ومسيرة حاشدة في برشلونة الحرب في يومها الـ730: الغزيون يترقبون مفاوضات القاهرة وسقوط عشرات القتلى في القطاعفيديو - ردّ حماس على مقترح ترامب.. كيف كان صدى الموقف في غزة؟ روابط عاطفية قوية.. رغم الانتقادات

ورغم الغضب من سياسات الحكومة الإسرائيلية، يحتفظ اليهود الأمريكيون بروابط عاطفية وثقافية وسياسية قوية مع إسرائيل. إذ يعتقد 76% أن وجود إسرائيل أمر حيوي لمستقبل الشعب اليهودي، ويقول 58% إن لديهم بعض أو الكثير من القواسم المشتركة مع اليهود الإسرائيليين.

وقال بوب هاس (71 عاماً)، مستشار أعمال من ديفون ببنسلفانيا: "عندما تصبح الأمور صعبة، فإن المشتبه بهم الأوائل وبالتالي الضحايا الأوائل هم اليهود، لذلك أعتقد أن وجود إسرائيل مهم جداً للشعب اليهودي. لكن الطريقة التي تصرفت بها حكومة نتنياهو لا تفعل شيئاً لحماية اليهود، في إسرائيل أو في جميع أنحاء العالم."

انقسام جيلي وحزبي في المواقف

وكشف الاستطلاع عن فجوة واضحة بين الأجيال. فبينما قال 56% من اليهود الأمريكيين عموماً إنهم مرتبطون عاطفياً بإسرائيل، تنخفض هذه النسبة إلى 36% بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، وترتفع تدريجياً مع التقدم في العمر لتصل إلى 68% بين من تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

كما أن 50% من اليهود الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً يقولون إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، مقارنة بنسبة أقل في الفئات العمرية الأكبر.

أما من حيث الانتماء الحزبي، فأيد أكثر من 8 من كل 10 جمهوريين يهود الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة، مقابل حوالي نصف المستقلين وحوالي 3 من كل 10 ديمقراطيين. وتوافق 56% من الرجال على تصرفات إسرائيل، في حين أن 55% من النساء اليهوديات لا يوافقن.

وفيما يتعلق بالتعليم، فإن 54% من اليهود الحاصلين على بعض التعليم الجامعي أو أقل يوافقون على تصرفات إسرائيل، مقابل 47% من الحاصلين على درجة البكالوريوس و36% من طلاب الدراسات العليا.

الموقف من الدعم الأمريكي: تزايد الدعوات لفرض شروط

وقال معظم اليهود الأمريكيين، حوالي 6 من كل 10، إنهم يريدون أن تستمر الولايات المتحدة في إرسال المساعدات العسكرية لحرب إسرائيل ضد حماس. لكن عند فصل مسألة التحالف عن سياق الحرب، قال 47% إن الدعم الأمريكي لإسرائيل هو في المستوى الصحيح تقريباً، بينما قال 32% — حوالي الثلث — إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل أكثر مما ينبغي، و20% قالوا إنها ليست داعمة بما فيه الكفاية.

وارتفعت نسبة الذين يقولون إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل كثيراً بمقدار 10 نقاط منذ عام 2020 و21 نقطة منذ عام 2013 مقارنة باستطلاعات بيو.

وقال ماكس بارك (38 عاماً)، مهندس برمجيات من بروكلين: "المبادئ اليهودية تقول أننا بحاجة إلى احترام إنسانية الجميع. أما في إسرائيل، فالأمر ليس كذلك؛ فهي تعطي الأولوية لليهودية في عدد لا يحصى من السياسات، دون اتباع المبادئ اليهودية الفعلية." وأضاف أن "أسرع طريقة لتحسين الظروف في غزة هي أن تقوم الولايات المتحدة بتقييد المساعدات لإسرائيل أو فرض شروط عليها".

الإبادة الجماعية: نقاش يمزّق المجتمع اليهودي

وعند سؤال المشاركين عما إذا كانوا يعتقدون أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة — بعد تذكيرهم بأن الأمم المتحدة تعرّف الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد تدمير مجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، كلياً أو جزئياً" — قال 39% نعم، و51% لا، و10% ليس لديهم رأي.

ورفضت دانا ويتن (59 عاماً) من بوسطن هذا الاتهام، قائلة: "إن وصفها بالإبادة الجماعية هو معادلة خاطئة لإهانة اليهود في بعض النواحي، لأنهم يجب أن يكونوا على دراية أفضل أو شيء من هذا القبيل. أنا لا أفهم ذلك. وهو مضر بالخطاب. من الجنون أن نقول إنها إبادة جماعية."

في المقابل، أشارت جوليا سيدمان إلى خلافات متكررة مع زوجها حول المصطلح، مضيفة: "ليس لأنه يعتقد أن ما يجري أمر مبرر؛ فهو بالتأكيد ليس كذلك. ولكن إذا قمنا بتعكير صفو المياه من خلال وصفها بالإبادة الجماعية في حين أنها ليست كذلك، فهو يعتقد أننا نخاطر بفقدان السلطة الأخلاقية. أنا أقل يقيناً بكثير بشأن ذلك."

مسؤولية الحرب

وعند سؤال المشاركين عن المسؤول عن استمرار الحرب، قال 91% إن حماس تتحمل المسؤولية، و80% يقولون إن إسرائيل تتحمل المسؤولية، و86% يقولون إن نتنياهو يتحمل المسؤولية. كما حملت أغلبية 61% الولايات المتحدة جزءاً من المسؤولية.

وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية، قال 59% من اليهود الأمريكيين إن إسرائيل لا تبذل ما يكفي من الجهد للسماح بدخول الغذاء إلى غزة، مقابل 30% قالوا إنها تبذل ما يكفي. وتنفي إسرائيل أن يكون الناس يتضورون جوعاً، وتشكك في تقارير المنظمات الدولية.

تفاؤل حذر... ورفض قاطع لحكم حماس

ورغم التشاؤم، يرى 59% من اليهود الأمريكيين أنه يمكن إيجاد طريقة لتعايش إسرائيل وفلسطين المستقلة بسلام، مقابل 41% لا يوافقون.

كما قال 62% إنه سيكون من المقبول أن تحكم غزة حكومة فلسطينية منتخبة، بينما قال 4% فقط إنه سيكون من المقبول أن تحكمها حماس رغم أن الأخيرة فازت في انتخابات 2006.

وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن تصاعد معاداة السامية عزّز لدى كثيرين شعوراً بأن الدولة اليهودية ضرورية.

وقالت دانا ويتن: "أعتقد أن هذا هو المكان الوحيد الذي يمكنهم تسميته بالمنزل. إنه بالتأكيد المكان الوحيد الذي يمكن أن يشعروا فيه بالأمان... عندما تتفشى معاداة السامية في أوروبا وبلدنا، على أعلى المستويات الأكاديمية، ماذا يفعل اليهودي؟"

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو حركة حماس دراسة دونالد ترامب غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو حركة حماس دراسة اليهودية واشنطن حركة حماس غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو دونالد ترامب غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو حركة حماس دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كوفيد 19 الصحة قطاع غزة لبنان الصين فيضانات من الیهود الأمریکیین صحیفة واشنطن بوست الولایات المتحدة إبادة جماعیة إن إسرائیل یقولون إن بین من فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إيران تطور صواريخ قادرة على ضرب أمريكا.. وتل أبيب تحمي العالم الحر

ظهر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو٬ عشية الذكرى الثانية 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في مقابلة مع الإعلامي الأمريكي اليهودي بن شابيرو عبر بودكاست، متحدثا عن الحرب في غزة، ومستقبل الصراع، والعلاقات مع الولايات المتحدة، ومكانة الاحتلال الإقليمية.

وقال نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في المقابلة التي استمرت قرابة عشرين دقيقة: "نحن على وشك إنهاء الحرب، ولكن ليس بعد"، مؤكدا أن "ما بدأ في غزة سينتهي في غزة بإطلاق سراح رهائننا الـ46، ووضع حد لحكم حماس الإرهابية"٬ رغم أن العدد الرسمي للرهائن المحتجزين في غزة يبلغ 48 شخصا، منهم 20 فقط أحياء، وفق المعطيات الإسرائيلية الرسمية.

وأضاف: "لم يتم تدمير حماس بعد، ولكننا سنصل إلى ذلك. لا يمكن أن نُنهي الحرب ونترك حماس في السلطة بينما الصواريخ ما زالت توجه نحونا".



"أقوى من أي وقت مضى"
استهل نتنياهو حديثه بالإشارة إلى هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، الذي وصفه بأنه "أفظع حدث يشهده الشعب اليهودي منذ المحرقة"، مضيفا: "ظن الجميع أن إسرائيل انتهت، لكن بعد عامين سحقنا المحور الإيراني ومعظم فروعه. لقد خرجت إسرائيل من الحرب أقوى دولة في المنطقة، وما زال أمامنا مهام لتحقيق النصر الكامل".

وفي الوقت الذي تتواصل فيه محادثات القاهرة بين مفاوضين من الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بوساطة مصرية وأمريكية، لمحاولة التوصل إلى اتفاق جديد لوقف الحرب وإطلاق الأسرى، شدد نتنياهو على أن "النهاية الحقيقية" للصراع تعني "إطلاق سراح جميع الرهائن، وإبعاد حماس عن السلطة، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مجددا لا لإسرائيل ولا للسلام الإقليمي".

أشاد نتنياهو مرارا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرا أنه "قلب الطاولة على حماس" وساهم في "كشف حقيقة الصراع أمام العالم". وقال: "ترامب قالها بوضوح: أطلقوا سراح الرهائن، وأنهوا حكم حماس. لقد نجح في جعل العالم يرى الواقع كما هو".

وفي حديثه عن العلاقات مع واشنطن، وصف نتنياهو الشراكة مع ترامب بأنها "وثيقة وعلنية وسرية في آن واحد"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة تحتاج إلى حلفاء أقوياء، وإسرائيل حليف مقاتل لا يطلب جنودا أمريكيين، بل يدافع عن نفسه منذ 77 عامًا".

وفي سياق آخر، حذر نتنياهو من أن إيران تطور صواريخ طويلة المدى قد تصل إلى الأراضي الأمريكية، قائلاً: "إيران تعمل على تطوير صواريخ يصل مداها إلى 8 آلاف كيلومتر، وبإضافة 3 آلاف كيلومتر أخرى، فإنها ستستهدف نيويورك وواشنطن وبوسطن وميامي وحتى مارالاغو. إسرائيل منعت ذلك بمساعدة ترامب".

وادعى رئيس وزراء الاحتلال أن تل أبيب "حطمت مشروع الصواريخ النووية العابرة للقارات الإيراني" دون الحاجة إلى حرب عالمية أو تدخل عسكري أمريكي مباشر، مضيفا أن "إسرائيل تحمي فعليا أمريكا والعالم الحر".


"ثورة الدفاع الإسرائيلية"
تطرق نتنياهو إلى خطط بلاده لتحقيق "الاستقلال الأمني الكامل"، مؤكدا أن إسرائيل في طريقها "للاستغناء عن المساعدات العسكرية الأمريكية" من خلال تطوير صناعات دفاعية قائمة على الذكاء الاصطناعي.

وقال: "كما أوقفنا المساعدات الاقتصادية الأمريكية وأصبحنا اقتصادا حرا، سنحقق أيضا استقلالنا الأمني. نحن نقود ثورة في صناعة الدفاع ستجعلنا نعتمد على أنفسنا بالكامل، وسنشارك الولايات المتحدة هذه التطورات".

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "طور أسلحة هجومية لا تملكها حتى القوى العظمى"، وشارك بعضها مع واشنطن ضمن التعاون في مجال الدفاع الصاروخي، مثل أنظمة "القبة الحديدية" و"حيتس".

اتفاقيات أبراهام

وفي ختام المقابلة، قال نتنياهو إن اتفاقيات أبراهام ستتوسع "بعد انتهاء العمليات في غزة"، مشيرا إلى أن "عدداً من الدول الإسلامية الكبرى خارج الشرق الأوسط تُجري محادثات مع إسرائيل لتطبيع العلاقات".

وأضاف: "لن نحقق هذا السلام قبل إنهاء الحرب وإزالة تهديد حماس. حين نفعل ذلك، سنفتح الباب أمام حقبة جديدة من العلاقات الإقليمية".

مقالات مشابهة

  • إحالة ميلوني ووزيري الدفاع والخارجية للجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في إبادة جماعية في غزة
  • إحالة جورجيا ميلوني للجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في إبادة جماعية بغزة
  • نقابة الصحفيين الفلسطينية: إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة إعلامية في غزة
  • نشطاء يطالبون القضاء الأسترالي بإقرار أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة
  • الخارجية القطرية: ما حدث في غزة أكبر إبادة جماعية في التاريخ
  • الخارجية القطرية: ما حدث في غزة أكبر إبادة جماعية في التاريخ الحديث
  • نتنياهو: إيران تطور صواريخ قادرة على ضرب أمريكا.. وتل أبيب تحمي العالم الحر
  • ناشطون سويسريون يتحدثون عن ضرب وظروف لا إنسانية ومهينة في إسرائيل
  • نائبة فرنسية: إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة