خيار الضربات على الطاولة.. هل تقترب واشنطن من استهداف فنزويلا؟
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
تتزايد مؤشرات التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا في ظل تحركات عسكرية أميركية متسارعة وتلميحات إلى توسيع العمليات نحو الداخل الفنزويلي. اعلان
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا توتراً متصاعداً بعدما شنّ الجيش الأميركي ضربات استهدفت قوارب في البحر الكاريبي، تقول إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها كانت تهرّب المخدرات.
ذكرت "نيويورك تايمز" أن عدداً من كبار مساعدي ترامب يضغطون عليه للموافقة على عملية عسكرية تهدف إلى الإطاحة بمادورو. ومن بين هؤلاء وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ومستشار الرئيس للسياسات الداخلية والأمن الداخلي ستيفن ميلر. وقد صعّد روبيو بشكل خاص لهجته ضد مادورو، إذ ضاعفت وزارة الخارجية الأميركية في آب/أغسطس الماضي المكافأة المرصودة للقبض عليه، وقال روبيو لشبكة "فوكس نيوز" في أيلول/سبتمبر: "لن نسمح لكارتل يتخفّى في شكل حكومة بالعمل في نصف الكرة الغربي".
إعلان "حالة حرب" ضد كارتلات المخدراتتقول إدارة ترامب إن الولايات المتحدة في حالة "نزاع مسلح" مع كارتلات المخدرات التي صنّفتها كمنظمات إرهابية. وشملت هذه التصنيفات عدداً من الجماعات الفنزويلية أبرزها "ترين دي أراغوا" و"كارتل دي لوس سوليس" التي تصفها واشنطن بأنها شبكات إجرامية قائمة في فنزويلا. ويتّهم ترامب مادورو بالتحكم في الأولى وقيادة الثانية.
Related وسط تصاعد المواجهة مع واشنطن.. فنزويلا تستعرض ترسانتها العسكرية الروسية خلال مناورات في الكاريبيبتهمة تهريب المخدرات.. واشنطن تعلن مقتل أربعة أشخاص بضربة استهدفت قاربًا قبالة سواحل فنزويلاقتلى بقصف أمريكي جديد على فنزويلا ومادورو ينتقد إدارة ترامب تعزيز الوجود العسكري الأميركي في البحر الكاريبيفي تموز/يوليو، وقّع ترامب أمراً سرياً يوجّه وزارة الدفاع إلى استخدام القوة العسكرية ضد المجموعات المصنّفة إرهابية. ومنذ آب/أغسطس، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في جنوب البحر الكاريبي، حيث نشرت ثماني سفن حربية وعدداً من طائرات المراقبة البحرية وغواصة هجومية. كما نُشرت مقاتلات F-35 في بورتو ريكو، ليصل إجمالي القوة المنتشرة بحراً وبراً إلى أكثر من 6,500 عنصر. ويشير خبراء عسكريون إلى أن حجم هذه القوات يتجاوز بكثير ما هو مطلوب لاعتراض قوارب صغيرة يشتبه بتهريبها المخدرات.
ضربات أميركية ضد أهداف فنزويلية في البحرنفّذ الجيش الأميركي أربع ضربات معروفة ضد زوارق سريعة في البحر الكاريبي قالت إدارة ترامب إنها كانت تهرّب المخدرات لصالح "إرهابيين مخدرات"، من دون تقديم أدلة. وأعلنت واشنطن أن الضربات تمت في المياه الدولية وأسفرت عن مقتل 21 شخصاً. الضربة الأولى، في 2 أيلول/سبتمبر، كانت الأكثر جدلاً؛ إذ قال ترامب إن الزورق كان يحمل 11 شخصاً من "ترين دي أراغوا"، وبرّر الهجوم أمام الكونغرس بأنه "دفاع عن النفس ضد مهربين". أما الضربات التالية فأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في 15 أيلول/سبتمبر، وثلاثة آخرين في 19 أيلول/سبتمبر، وأربعة في 3 تشرين الأول/أكتوبر. ولم تحدد وزارة الدفاع هوية القتلى أو انتماءاتهم.
بحث خيار الضربات داخل الأراضي الفنزويليةنقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الجيش الأميركي وضع خططاً لتوسيع عملياته لتشمل ضربات داخل فنزويلا نفسها، بناءً على توجيهات من البيت الأبيض. ولم يتضح ما إذا كانت هذه الخيارات تشمل عملية "قتل أو أسر" تستهدف مادورو، أو إن كان ترامب قد أعطى موافقته على أي ضربات داخلية.
الموقف في كاراكاس والمعارضةنفت حكومة مادورو أن يكون القتلى من مهربي المخدرات، واتهمت ترامب بمحاولة إشعال حرب. في المقابل، قال شخصان من المعارضة الفنزويلية إنهما يجريان اتصالات مع إدارة ترامب تحضيراً لتولي السلطة في حال الإطاحة بمادورو، فيما التزمت واشنطن الغموض بشأن مدى تعاونها مع المعارضة.
مزاعم ترامب تحت التدقيقرغم أن واشنطن وحلفاءها يتهمون مادورو بتزوير الانتخابات الرئاسية عام 2024، فإن كثيراً من مزاعم إدارة ترامب تواجه تشكيكاً واسعاً. تصف الإدارة الكارتلات بأنها "منظمات إرهابية مخدّراتية"، وهو استخدام غير مسبوق لهذا التوصيف الذي يُطلق عادة على الجماعات ذات الدوافع الأيديولوجية أو الدينية لا الإجرامية.
كما أن وكالة الاستخبارات الأميركية لا تؤيد ادعاء ترامب بأن مادورو يسيطر على "ترين دي أراغوا"، وتعتبر أن "كارتل دي لوس سوليس" هو أقرب إلى توصيف لشبكات فساد متغلغلة في المؤسسة العسكرية والحكومة الفنزويلية، وليس تنظيماً مركزياً واحداً. وتبرر إدارة ترامب هجماتها على مهربي المخدرات باعتبارها دفاعاً عن النفس في ظل أزمة وفيات الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، رغم أن هذه الأزمة مرتبطة أساساً بمادة الفنتانيل القادمة من المكسيك، وليس من أميركا الجنوبية.
جدل قانوني حول شرعية استخدام القوةيؤكد خبراء في القانون الدولي أن الادعاء الأميركي بوجود "نزاع مسلح" مع كارتلات المخدرات لا يستند إلى أساس قانوني واضح، إذ لم يمنح الكونغرس تفويضاً بذلك، كما أن هذه الجماعات لا تمتلك هيكلاً مركزياً منظماً يرقى إلى مستوى "طرف متحارب" وفق القانون الدولي. وبحسب تقييم الاستخبارات الأميركية، فإن "ترين دي أراغوا" تتكون من خلايا محلية غير مركزية ولا تملك قيادة موحدة. كما لم تقدّم الإدارة أي تبرير قانوني لاعتبار نشاط تهريب المخدرات عملاً عدائياً يرقى إلى مستوى "العمليات الحربية".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فنزويلا دونالد ترامب حروب نيكولاس مادورو إسرائيل دونالد ترامب غزة حركة حماس الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين دراسة حكومة قطاع غزة أوروبا مصر الولایات المتحدة البحر الکاریبی أیلول سبتمبر إدارة ترامب فی البحر
إقرأ أيضاً:
إنترسبت: فنزويلا على خطى العراق.. هكذا يعيد خطاب واشنطن إنتاج مسار الحرب
حذّر الصحفي الاستقصائي الأميركي ألين ستيفنز من أن التحركات العسكرية المتسارعة للولايات المتحدة قرب فنزويلا تُعيد إلى الأذهان السياقات السياسية والإعلامية نفسها التي سبقت غزو العراق عام 2003.
وفي تقرير تحليلي نشره موقع ذا إنترسبت أشار الكاتب إلى أن واشنطن تسير خطوة تلو أخرى في مسار تصعيدي مألوف، عنوانه "عمليات محدودة" وشعارات مكافحة الإرهاب، لكن نهايته غالبا ما تكون حربا مفتوحة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هنا يرسم مستقبل غزة في غياب الفلسطينيينlist 2 of 2لاكروا: شبكات المتطوعين أنقذت آلاف الأرواح في السودانend of listوأوضح ستيفنز أن الولايات المتحدة بدأت خلال الأسابيع الأخيرة حشد قوة بحرية وجوية كبيرة في منطقة البحر الكاريبي، تحت ستار "عمليات مكافحة المخدرات"، بينما استعرض مسؤولون في وزارة الحرب (البنتاغون) أمام الرئيس دونالد ترامب خططا متعددة لاحتمالات التدخل العسكري في فنزويلا.
ويربط ترامب بين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وشبكات التهريب التي تُسمى "إرهاب المخدرات"، في مسعى منه لتصنيف حكومة كاراكاس باعتبارها تشكل تهديدا إرهابيا يبرر اللجوء إلى القوة المسلحة، وذلك على الرغم من تلويحه في الوقت ذاته بإمكانية عقد محادثات.
ويرى الكاتب أن هذا التحوّل في الخطاب يشكّل خطوة تمهيدية تقليدية، إذ إن توصيف أي دولة أو جهة بأنها "إرهابية" كان يمثل تاريخيا البوابة السياسية والقانونية لشن حروب خارجية دون الحاجة إلى تفويض تشريعي واضح.
ويضيف أن التهيئة الإعلامية لما سيحدث تجلّت في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز لكاتب العمود بريت ستيفنز -يوم الاثنين- بعنوان "الحجة لإسقاط مادورو"، قدّم فيه التدخل الأميركي المحتمل باعتباره خيارا محسوبا ومحدودا، في خطاب يذكّر كثيرا بالسردية التي رافقت غزو العراق.
وفي ذلك المقال، يؤكد بريت ستيفنز أن الحديث عن "عمليات دقيقة" أو "تدخل محدود" يتجاهل حقيقة وجود مجموعة قتالية لحاملة طائرات تضم أكبر سفينة حربية في العالم، تتخذ مواقع قريبة من دولة تعاني أصلا من انهيار اقتصادي وبنية سياسية هشة.
إعلانوواصل تقرير ذا إنترسبت الاستشهاد بمقال نيويورك تايمز، الذي ذكر كاتبه أن هناك أيضا اختلافات مهمة بين فنزويلا والعراق أو ليبيا، ومنها تردّد ترامب الواضح في نشر قوات أميركية على الأرض لفترة طويلة، ومنها كذلك أن واشنطن تستطيع التعلم من أخطائها السابقة.
بريت ستيفنز: تحركات ترامب ضد فنزويلا ليست شرارة تشعل حربا، بل هي تطبيق ضروري لقوة منضبطة
وانتقد كاتب التقرير ما ورد في مقال الصحيفة، مشيرا إلى أن كاتبه يجادل بأن فنزويلا توفر أسبابا وجيهة للتدخل ضد من يسميهم المجرمين في دولة "فاشلة"، واصفا مادورو بأنه "فاسد" ويشكل "تهديدا حقيقيا"، ومعتبرا تحركات ترامب ليست شرارة تشعل حربا، بل هي تطبيق ضروري لقوة منضبطة.
وقال إن صدى الغزو على العراق يتردد في كل مكان ويتجلى في إصرار واشنطن على أن المهمة محدودة، وفي القوانين التي يجري تفسيرها لتبرير استخدام القوة، في حين تدفع طبقة الصحفيين القراء نحو القبول بمنطق التصعيد.
وحذر من أن هذا المناخ يعيد إنتاج منظومة التبريرات التي قادت الولايات المتحدة إلى العراق من حيث توظيف لغة أخلاقية حاسمة، وتضخيم التهديدات، واستخدام مصطلحات مثل "الإرهاب" و"الملاذات الخطرة"، وإعادة تصوير الضربات العسكرية على أنها إجراءات أمنية ضرورية أو مسؤولة.
آلان ستيفنز: صدى الغزو على العراق يتردد في كل مكان ويتجلى في إصرار واشنطن على أن المهمة محدودة، وفي القوانين التي يجري تفسيرها لتبرير استخدام القوة، في حين تدفع طبقة الصحفيين القراء نحو القبول بمنطق التصعيد
ويشير تقرير الموقع الأميركي إلى أن التاريخ القريب يثبت أن مثل هذه السرديات غالبا ما تفتح الباب أمام التورط في صراعات طويلة ومكلفة، يتجاوز أثرها الإدارات السياسية ويظل عبؤها على الأجيال.
ويخلص ألين ستيفنز في تقريره إلى أن الصحافة الأميركية مدعوة اليوم إلى تفكيك هذه الخطابات، لا إلى إعادة تدويرها، وأن عليها التساؤل بشأن ما وراء التحركات العسكرية وما قد تؤول إليه، قبل أن تجد الولايات المتحدة نفسها في حرب جديدة لم تُحسب عواقبها، تماما كما حدث في العراق.
ويشدد على ضرورة أن يسلط الإعلام الضوء، قبل فوات الأوان، على الفجوة بين من يصنعون القرار في واشنطن ومن يعيشون تبعات الحروب على الأرض، جنودا كانوا أو مدنيين.