مجالس الإدارة ومسؤولياتها التاريخية
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
من المؤسف أن نجدَ شركاتٍ كانت تتمتع بسجل جيد من الأرباح والأداء المالي والنمو والتوسع والانتشار الجغرافي والحصول على العقود والمناقصات ثم بين ليلة وضحاها تقف هذه الشركات عاجزة عن تبرير أسباب الخسائر التي حدثت لها، وكثيرا ما تُعيد هذه الأسبابَ إلى التحديات الاقتصادية العالمية والمشاكل التي يواجهها القطاع الذي تعمل فيه كصناعات الأسمنت والألمنيوم والقطاعات المتعلقة بالخدمات والمقاولات والأعمال الهندسية.
وفي نظرنا أن التبريرات التي نجدها في التقارير السنوية والربعية التي تُصدرها شركاتُ المساهمة العامة عن أسباب الخسائر التي تتكبدها بعيدة كل البعد عن الأسباب الحقيقية والممارسات الإدارية والمالية الخاطئة التي تقع فيها، وهنا يفترض أن نجد دورا فاعلا لمجلس الإدارة لإعادة الشركات إلى المسار الصحيح من خلال رقابة صارمة على الأعمال التي تنفذها الشركات، ومراجعة السياسات والأنظمة الإدارية والمالية، ودراسة مدى تأثيرها على أداء الشركة، ومناقشة الجوانب المتعلقة بالتوسع غير المدروس، وافتتاح فروع دون دراسة واقعية، وتعيين أشخاص في المناصب القيادية دون الكفاءة المطلوبة ونحوها من الأسباب الأخرى التي كثيرا ما تتجاهلها الشركات وتؤثر سلبا على أدائها المالي وتدفعها إلى تحقيق الخسائر.
وهذا يجعلنا نفكر في دور مجالس الإدارة في مساندة الشركات و«إنقاذها» والمحافظة على مكانتها قبل أن تنزلق إلى فخ الخسائر، وقد لاحظنا أن الشركات التي تتعرض للخسائر بسبب الممارسات الإدارية والمالية الخاطئة لا تتمكن من العودة إلى تحقيق الأرباح سريعا بل ترتفع خسائرها من سنة إلى أخرى وربما تلجأ إلى إعادة هيكلة رأس المال وضخ رأسمال جديد ولكن دون أي جدوى، في حين أن الشركات التي تقع في الخسائر نتيجة للأزمات الاقتصادية والمالية العالمية تستطيع العودة إلى تحقيق الأرباح مجددا شريطة أن تمتلك مجلس إدارة كفء ولديه إحساس بمسؤولياته التاريخية ودوره الحيوي في إعادة الشركة إلى الربحية، وهنا نتساءل عن المعايير التي يضعها المساهمون لاختيار ممثليهم في مجالس الإدارة، وعن أهمية وجود كفاءات متخصصة يتم انتخابها نتيجة لكفاءتها وليس نتيجة للمجاملات أو المحاباة لأن هذه الشخصيات هي التي تحدد مسار الشركات؛ إما إلى الربح أو الخسارة.
هناك أمثلة عديدة لشركات المساهمة العامة التي أثرت الممارسات الإدارية والمالية الخاطئة على أدائها ودفعتها إلى تكبّد الخسائر. العديد من هذه الشركات غادرت السوق بالفعل وتمت تصفيتها، والبعض الآخر من المتوقع أن يغادر السوق قريبا خاصة الشركات التي تآكلت رؤوس أموالها وعجزت عن تسديد التزاماتها المالية تجاه البنوك وشركات التمويل والشركات الأخرى. وهو ما يعني أن مجالس الإدارة لم تقم بدورها في حماية الشركات وإنقاذها وإعادتها إلى الربحية والمحافظة على أموال المساهمين وحقوق المتعاملين مع الشركة وتأدية التزاماتها تجاه الغير.
الأموالُ التي يدفعها المساهمون في تأسيس الشركات، والأموال التي يدفعها المستثمرون في بورصة مسقط لشراء الأسهم، والقروضُ التي تقدمها البنوك وشركات التمويل، والسلعُ والبضائع التي يتم شراؤها من الغير وغيرها من الالتزامات المالية الأخرى؛ ينبغي على الشركات المحافظة عليها.
وهنا تبرز أهمية أن يتمتع أعضاء مجالس الإدارة بكفاءة عالية لأن المجلس أمام مسؤوليات تاريخية خاصة البنوك والشركات الكبرى التي تم تأسيسها قبل أكثر من 3 عقود والشركات الصناعية الكبرى التي يعول عليها الكثير في تعزيز أداء الاقتصاد الوطني وزيادة العوائد على أموال المساهمين والمساهمة في توفير فرص العمل وزيادة الناتج المحلي للقطاعات الاقتصادية.
إن أحد أبرز التحديات التي يواجهها المستثمرون في بورصة مسقط هي عدم اكتراث العديد من مجالس الإدارة بالخسائر التي تسجلها شركات المساهمة العامة. ومع استمرار الشركات في تبرير أسباب الخسائر دون اتخاذ خطوات عملية ومراجعة شاملة لأداء الشركة، فإن هذه الخسائر سوف تتضاعف وستجد الشركات أنفسها أمام أحد خيارين: إما الخروج من السوق وإعلان التصفية، وإما إعادة الهيكلة وضخ رأسمال جديد، وفي كلتا الحالتين سوف يخسر المستثمرون أموالهم وستخسر الشركة سمعتها ومكانتها الاقتصادية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الإداریة والمالیة مجالس الإدارة
إقرأ أيضاً:
سانشيز يكشف سبب احتفاله أمام برشلونة في ليلة إشبيلية التاريخية
أعرب أليكسيس سانشيز لاعب إشبيلية، عن سعادته الكبيرة بعد تحقيق انتصارًا كبيرًا على برشلونة، وذلك في المباراة التي انتهت بفوز الفريق الأندلسي على البلوجرانا برباعية مقابل هدف بالأمس الأحد، في إطار الجولة الثامنة من الدوري الإسباني.
وتراجع برشلونة إلى المركز الثاني بعد هذه الهزيمة الثقيلة، حيث عاد ريال مدريد لصدارته بعد غيابه عنها لجولة واحدة بعدما حقق الفريق الملكي فوزًا هامًا أمام فياريال بثلاثة أهداف مقابل هدف يوم السبت.
أليكسيس سانشيز يكشف سبب احتفاله أمام برشلونةوقال أليكسيس سانشيز: «قلت إنني لن أحتفل، لكن أحيانًا القلق أو الرغبة يتغلبان عليك انفلتت مني، لكن بصراحة لدي مودة كبيرة لبرشلونة».
وواصل التشيلي: «في حياتي دائمًا أسعى لصناعة التاريخ، لقد فزت بكوبا أمريكا مع تشيلي، وهزمنا باريس سان جيرمان مع مارسيليا، واليوم بعد 10 سنوات نفوز على برشلونة في أفضل نسخة له منذ زمن طويل».
تعرض نادي برشلونة لهزيمة كبيرة، وذلك أمام إشبيلية بأربعة أهداف مقابل هدف الأمس الأحد، في إطار الجولة الثامنة من الدوري الإسباني.
سجل هدف إشبيلية الأول أليكسيس سانشيز عن طريق ركلة جزاء في الدقيقة 13 من عمر الشوط الأول.
وعند الدقيقة 37 سجل إسحاق روميرو هدف إشبيلية الثاني بعد عرضية مميزة من فارجاس وضعها في شباك تشيزني.
وقلص ماركوس راشفورد النتيجة في الدقيقة 43 وسجل هدفًا رائعًا بعد عرضية مميزة من بيدري سكنت شباك إشبيلية.
وعند الدقيقة 80 أهدر ليفاندوفيسكي ركلة جزاء وضعها بجانب المرمى ليضيع على الفريق فرصة إحراز هدف التعادل.
وأحرز خوسيه أنخيل كارمونا الهدف الثالث لإشبيلية في الدقيقة 90 عن طريق مرتدة مثالية أحرزها في شباك تشيزني.
وعند الدقيقة 97 سجل أكور آدامز رباعية إشبيلية ورصاصة الرحمة في شباك برشلونة ليحقق الفريق الأندلسي انتصارًا كبيرًا على برشلونة.