في خطوة نادرة في عالم الاحتراف الرياضي، قرر الدراج الكندي ديريك جي إنهاء عقده مع فريق "إسرائيل بريميير تيك" رغم ارتباطه بعقد يمتد حتى عام 2028، ليجد نفسه اليوم أمام مطالبة مالية هائلة تتجاوز 30 مليون يورو، فقط لأنه رفض مواصلة السباق في ظل ما وصفه بأنه "عبء أخلاقي ومخاوف شخصية جدية".

الرياضي البالغ من العمر 28 عاما، والذي لمع نجمه في سباق "جيرو دي إيطاليا" باحتلاله المركز الرابع هذا العام، كتب عبر حسابه في "إنستغرام" منشورا مؤثرا أوضح فيه دوافع قراره قائلا: "أنهيت عقدي لسبب وجيه.

لم يكن القرار سهلا، لكنه جاء بعد علاقة لا يمكن إصلاحها مع مدير الفريق، ومخاوف جدية تتعلق بالسلامة والمعتقد الشخصي أثقلت كاهلي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الآلاف يودعون الملاكم "القاتل المحترف" في مانشسترlist 2 of 2مقتل مصارع "يو إف سي" سابق بالرصاص في سيدنيend of list

وأضاف جي أنه لم يكن المال سبب الخلاف، بل القيم والضمير الإنساني، متسائلا: "كيف يصبح المال هو العنوان الرئيسي عندما تتعلق القضايا بالإنسانية؟ لم أستطع ببساطة الاستمرار مع الفريق تحت هذه الظروف".

وتابع الدراج "أواجه الآن ما أفهمه أنه مطالبة بتعويضات للفريق يقال إنها تتجاوز حوالي 30 مليون يورو لمجرد أنني لم أفعل شيئا سوى ممارسة حقوقي الأساسية كمحترف وشخص".

الدراج الكندي ديريك جي مع فريق "إسرائيل بريميير تيك" (الفرنسية)

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و211 قتيلا، و169 ألفا و961 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

بين الرياضة والموقف الإنساني

قرار ديريك جي جاء في وقت حساس يشهد فيه الفريق الإسرائيلي احتجاجات متكررة بسبب العدوان على مدار عامين على قطاع غزة، حيث اضطر النادي إلى الانسحاب من سباقات أوروبية عدة بسبب مخاوف أمنية، كما سحبت منظمات رياضية دعوته من سباقات مرموقة مثل "جيرو ديل إميليا" و"تري فالي فاريسيني".

وفي مواجهة هذا الضغط المتزايد، أعلن الفريق مؤخرا عزمه على إزالة كلمة "إسرائيل" من اسمه بدءا من موسم 2026، في خطوة اعتُبرت محاولة لتخفيف الرفض الشعبي العالمي المتصاعد تجاهه.

إعلان

لكن بالنسبة إلى جي، فإن التغيير الشكلي لم يكن كافيا: "رحلت لأني لم أعد أستطيع أن أكون جزءا من شيء لا يتوافق مع ضميري أو إنسانيتي"، كما كتب اللاعب في ختام بيانه.

الفريق الإسرائيلي أصبح غير مرغوب فيه بكل البطولات الدولية (الفرنسية)صوت رياضي في وجه الصمت

خطوة ديريك جي لم تمر مرور الكرام، إذ نالت تفاعلا واسعا على المنصات الرياضية، واعتبرها كثيرون مثالا نادرا لرياضي يضع الضمير قبل العقود والمال. فبينما التزم أغلب الرياضيين الصمت تجاه الحرب على غزة، اختار جي أن يتحدث بالفعل لا بالكلمات.

يقول أحد المعلقين الرياضيين الأوروبيين: "في عالم تُقاس فيه النجومية بالأرباح والرعايات، ما فعله ديريك جي يذكّرنا بأن الرياضة يجب أن تبقى مساحة للكرامة الإنسانية، لا مجرد سباق نحو الجوائز".

الرياضة حين تلتقي بالضمير

قصة الدراج الكندي تسلط الضوء على البعد الأخلاقي في الرياضة الحديثة، في زمن تزداد فيه الضغوط التجارية والسياسية. فبينما تطالب إدارة فريقه بتعويضات خيالية، يواجه ديريك جي مستقبله بمبدأ بسيط: أن تكون إنسانا أولا، ورياضيا ثانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: اتفاق ترامب أعاد إسرائيل إلى نقطة الصفر

نشر موقع "واي نت" التابع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مقالا للبروفيسور الإسرائيلي جاي هوكمان، اعتبر فيه أن اتفاق استعادة الأسرى، رغم ما يحمله من مشاعر الفرح، لا يُعدّ إنجازا إستراتيجيا بقدر ما هو عودة إلى الوضع الذي كانت عليه إسرائيل في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي قبل اندلاع الحرب على قطاع غزة، دون ردع أو أمن أو نصر.

ويؤكد الكاتب أن الهدف الوحيد الذي حققته إسرائيل اليوم هو إعادة الأسرى، وهو أمر لا خلاف على أهميته الأخلاقية والإنسانية، لكنه يأتي بعد حرب دامت عامين، خلّفت آلاف القتلى والجرحى ومجتمعًا مصابا بصدمة جماعية، ويتساءل "بعد كل هذا الثمن الباهظ، على ماذا نحتفل؟ وعلى ماذا نشكر؟".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لا أحد يريد لوكورنو.. لوبوان: خيار ماكرون يثير الدهشة بالداخل والخارجlist 2 of 2صحفي فلسطيني يكشف معاناة الأصوات الفلسطينية بفرنسا بعد 7 أكتوبرend of list

 

عودة بلا إنجاز

ويصف الكاتب المشهد الإسرائيلي بعد الاتفاق بأنه "رحلة في الزمن إلى الماضي"، إذ إن الدولة عادت إلى النقطة ذاتها قبل الحرب "الرهائن يعودون، نعم، لكن حماس ما زالت موجودة، والصراع لم يُحل، والوضع الأمني والسياسي هش كما كان قبل المجزرة".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي، رغم سيطرته الميدانية على أكثر من نصف قطاع غزة، لا يملك فعليًا قدرة ردع أو سيطرة مستقرة، إذ إن الجنود هناك "ليسوا في نزهة على شواطئ غزة، بل يقاتلون فقط كي لا يُقتلوا".

ويرى الكاتب أن هذا "الإنجاز" المفترض ليس سوى إعادة تدوير للأخطاء السابقة، حيث كان يمكن لإسرائيل أن تكون في هذا الوضع ذاته قبل عامين، عندما عرضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صفقة لإطلاق سراح جميع الأسرى مقابل وقف إطلاق النار، لكن الحكومة رفضت حينها باسم شعارات مثل "الردع" و"النصر الكامل"، وهي شعارات فارغة، في نظره.

غياب الردع وتكرار الفشل

ويشير الكاتب إلى أن إسرائيل اليوم تواجه الحقيقة المرة: لا ردع ولا أمن ولا نصر، ويضيف "إذا كان كل انتقاد يُعد خيانة، وكل سؤال يُتهم بالسذاجة أو اليسارية، فنحن لا نحمي أنفسنا من أعدائنا، بل نحمي أنفسنا من الحقيقة".

إسرائيل اليوم تواجه الحقيقة المرة: لا ردع، ولا أمن، ولا نصر.

ويتابع قائلاً إن المشكلة ليست في اليمين أو اليسار، بل في القيادة التي جرّت إسرائيل إلى حرب عبثية تحت ذرائع وطنية زائفة، مضيفا أن نتنياهو وحكومته يتحملون مسؤولية الوضع المأساوي الذي تعيشه الدولة والمجتمع.

إعلان

ويذكّر الكاتب بأن من يصفون الاتفاق بأنه "انتصار" يتجاهلون حقيقة أن الثمن كان باهظا، وأن إسرائيل لم تحقق أيا من الأهداف التي أعلنتها في بداية الحرب، لا إسقاط حماس ولا استعادة الردع، بل إنها اليوم "مجتمع ممزق يعيش على تبرير الهزيمة بعبارة لم يكن أمامنا خيار".

دروس لم تُستوعب

ويضيف أن التاريخ عادةً يتكرر مرة كـ"مأساة"، لكن في المرة التالية يتحول إلى "كارثة"، محذرًا من أن إسرائيل عام 2026 قد تواجه نسختها الثالثة من المأساة نفسها.

ويعتقد الكاتب أن اتفاق ترامب ربما منح إسرائيل لحظة من التنفّس المؤقت، لكنه لم يُغيّر الواقع الأمني أو السياسي، ولم يُحقق أي إنجاز حقيقي باستثناء إنقاذ نتنياهو من أزمة سياسية داخلية، موضحًا أن إسرائيل "عادت إلى نقطة البداية، فقط أكثر إنهاكا وانقسامًا".

تزييف الإنجاز

ويختتم الكاتب مقاله بسخرية لاذعة قائلا "إذا اعتبرنا هذا الاتفاق إنجازا، فقد نستحق جائزة نوبل للسلام -أو ربما جائزة نوبل للفيزياء- على قدرتنا الخارقة في كسر الزمن والمجتمع في آنٍ واحد"، مضيفًا أن ما تعيشه إسرائيل اليوم ليس "سياسة" فحسب، بل "فيزياء نفسية"، مزيجا من الإنكار الجماعي والتمسك بالرواية نفسها رغم فشلها المتكرر، ليخلص إلى أنه "من دون تغيير الرواية، لسنا بحاجة إلى آلة زمن، فالتاريخ نفسه سيتكفّل بإعادتنا إلى النقطة ذاتها، مرة بعد مرة".

مقالات مشابهة

  • عامان من الإبادة.. كيف دمرت إسرائيل مرافق الرياضة في غزة؟
  • كاتب إسرائيلي: اتفاق ترامب أعاد إسرائيل إلى نقطة الصفر
  • أكاديمي إسرائيلي: إسرائيل تراهن على خطة خطيرة في غزة
  • دراج كندي مطالب بدفع 30 مليون يورو تعويضا لرحيله عن فريق إسرائيلي
  • أسوشيتد برس: إندونيسيا ستمنع مشاركة فريق إسرائيلي ببطولة العالم للجمباز
  • المستشار الألماني: سنقدم 29 مليون يورو مساعدة إنسانية لغزة
  • المشاط: 600 مليون يورو لمصر لتعزيز التعاون والشراكة مع الاتحاد الأوروبي
  • مؤتمر لإعادة إعمار غزة .. المانيا ستقد 29 مليون يورو لغزة
  • ألمانيا تقدم مساعدة إنسانية لغزة بقيمة 29 مليون يورو