اكتشاف آلية لفقدان الوزن دون حمية أو قمع للشهية
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
اكتشف باحثون من كوريا الجنوبية رؤى جديدة في تنظيم التمثيل الغذائي للدهون دون اللجوء إلى حمية أو قمع الشهية، في تطور مهم يبعث الأمل لدى الملايين الذين يعانون من السمنة في جميع أنحاء العالم.
أجريت الدراسة بقيادة سي. جاستن لي من مركز تابع لمعهد العلوم الأساسية في كوريا الجنوبية.
تركز الدراسة على الخلايا غير عصبية في الدماغ، والمعروفة باسم «الخلايا النجمية».
يشرف جزء المهاد في الدماغ على التوازن المعقد بين تناول الطعام وإنفاق الطاقة. في حين أن من المعروف أن الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد الجانبي مرتبطة بالأنسجة الدهنية وتشارك في التمثيل الغذائي للدهون، إلا أن دورها الدقيق في تنظيم التمثيل الغذائي للدهون ظل لغزًا.
اكتشف الباحثون مجموعة من الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد تعبر على وجه التحديد عن مستقبل الناقل العصبي المثبط «GABA (حمض جاما أمينوبوتيريك)». تم العثور على هذه المجموعة مرتبطة بالوحدة الفرعية α 5 لمستقبل GABAA وبالتالي سميت المجموعة GABRA5.
في نموذج فأر يعاني من السمنة بسبب النظام الغذائي، لاحظ الباحثون تباطؤًا كبيرًا في إطلاق الخلايا العصبية GABRA5. واصل الباحثون الدراسة من خلال محاولة تثبيط نشاط هذه الخلايا العصبية GABRA5 باستخدام طرق الوراثة الكيميائية. تسبب هذا بدوره في انخفاض إنتاج الحرارة (استهلاك الطاقة) في الأنسجة الدهنية البنية، مما أدى إلى تراكم الدهون وزيادة الوزن.
من ناحية أخرى، عندما تم تنشيط الخلايا العصبية GABRA5 في منطقة ما تحت المهاد، تمكنت الفئران من تحقيق تخفيض ناجح في الوزن. يشير هذا إلى أن الخلايا العصبية GABRA5 قد تعمل كمفتاح لتنظيم الوزن.
في تحول جديد مفاجئ وغير متوقع للأحداث، اكتشف فريق البحث أن الخلايا النجمية في منطقة تحت المهاد الجانبي تنظم نشاط الخلايا العصبية GABRA5. تزداد أعداد وأحجام الخلايا النجمية التفاعلية، وتبدأ في الإفراط في التعبير عن إنزيم أكسيداز أحادي الأمين (بالإنجليزية: Monoamine oxidase B، اختصارا MAO-B).
يلعب هذا الإنزيم دورًا مهمًا في استقلاب الناقلات العصبية في الجهاز العصبي ويتم التعبير عنه في الغالب في الخلايا النجمية التفاعلية. ينتهي هذا بإنتاج كمية كبيرة من منشط GABA (حمض جاما أمينوبوتيريك)، الذي يثبط الخلايا العصبية GABRA5 المحيطة.
كما اكتشف الباحثون أن قمع التعبير عن جين أكسيداز أحادي الأمين (MAO-B) في الخلايا النجمية التفاعلية يمكن أن يقلل من إفراز حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA)، وبالتالي عكس التثبيط غير المرغوب فيه للخلايا العصبية GABRA5. باستخدام هذا النهج، تمكن الباحثون من زيادة إنتاج الحرارة في الأنسجة الدهنية للفئران البدينة، مما سمح لها بفقدان الوزن حتى أثناء اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية.
يثبت هذا تجريبيًا أن إنزيم أكسيداز أحادي الأمين (MAO-B) في الخلايا النجمية التفاعلية يمكن أن يكون هدفًا فعالًا لعلاج السمنة دون المساس بالشهية.
علاوة على ذلك، تم اختبار مثبط إنزم أكسيداز أحادي الأمين MAO-B الانتقائي (KDS2010)، الذي يخضع حاليًا للمرحلة الأولى من التجارب السريرية، على نموذج فأر سمين. أسفر الدواء الجديد عن نتائج ملحوظة، مما أظهر انخفاضًا كبيرًا في تراكم الدهون والوزن دون أي تأثيرات على كمية الطعام المتناولة.
وقالت الباحثة سا مونسون: «ركزت علاجات السمنة السابقة، التي تستهدف منطقة ما تحت المهاد بشكل أساسي، على الآليات العصبية المتعلقة بتنظيم الشهية». وأضافت: «للتغلب على هذا، ركزنا على» الخلايا النجمية «غير العصبية وحددنا أن الخلايا النجمية التفاعلية هي سبب السمنة».
وقال مدير المركز سي. جاستن لي «بالنظر إلى أن السمنة قد تم تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها» المرض الناشئ في القرن الحادي والعشرين «فإننا نتطلع إلى العقار KDS2010 كعلاج محتمل للسمنة من الجيل التالي يمكنه مكافحة السمنة بشكل فعال دون قمع الشهية».
نُشرت نتائج البحث في Nature Metabolism.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السمنة حمية غذائية عقار جديد الشهية أن الخلایا فی منطقة
إقرأ أيضاً:
قلة النوم ترفع خطر السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي.. دراسة تحذر
حذّرت دراسة طبية حديثة من أن النوم لفترات قصيرة وغير منتظمة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة واضطرابات التمثيل الغذائي، مؤكدة أن قلة النوم تؤثر بشكل مباشر على هرمونات الجوع والشبع في الجسم، وأوضح الباحثون أن النوم أقل من 6 ساعات يوميًا قد يُخلّ بالتوازن الهرموني، ما يدفع الشخص لتناول كميات أكبر من الطعام دون شعور حقيقي بالشبع.
وأشارت الدراسة إلى أن الحرمان من النوم يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الجريلين المسؤول عن تحفيز الشهية، مقابل انخفاض هرمون اللبتين الذي يرسل إشارات الشبع إلى المخ، وهذا الخلل يجعل الفرد أكثر ميلًا لتناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، خاصة في ساعات الليل، وهو ما يسهم بشكل مباشر في زيادة الوزن مع مرور الوقت.
وأضاف الباحثون أن قلة النوم تؤثر أيضًا على قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية بكفاءة، حيث تبطئ عملية الأيض، وتزيد من مقاومة الإنسولين، ما يرفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما لفتت النتائج إلى أن اضطرابات النوم قد ترتبط بزيادة محيط الخصر، وهو أحد المؤشرات الخطيرة المرتبطة بأمراض القلب.
وأكد الأطباء أن النوم الجيد لا يقل أهمية عن التغذية السليمة وممارسة الرياضة، بل يُعد أحد الركائز الأساسية للحفاظ على صحة الجسم والوزن المثالي، ونصحوا البالغين بالحصول على ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم المتواصل يوميًا، مع ضرورة الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة، حتى في أيام الإجازات.
وقدّم الخبراء مجموعة من النصائح لتحسين جودة النوم، من بينها تقليل استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وتجنب تناول المنبهات مثل القهوة والشاي في ساعات المساء، وتهيئة غرفة النوم لتكون هادئة ومظلمة ومريحة، كما أوصوا بممارسة تمارين الاسترخاء أو القراءة الخفيفة للمساعدة على النوم بشكل أفضل.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن تجاهل اضطرابات النوم قد يؤدي إلى مشكلات صحية تتجاوز زيادة الوزن، لتشمل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم واضطرابات المزاج، وشدد الباحثون على أن الاهتمام بالنوم الجيد خطوة أساسية لا غنى عنها للحفاظ على صحة الجسم والوقاية من الأمراض المزمنة.