سرّ في أحشاء رجلٍ عاش قبل ألف عام.. بكتيريا تكشف نظامًا غذائيًا من الحشرات والنباتات
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
في أعماق جبال سييرا مادري وسط المكسيك، عثر علماء الآثار داخل أحد الكهوف الحجرية على مومياء تُعرف اليوم باسم "رجل زيمابان"، لتكشف أحشاؤها عن ملامح حياة مضت، وتمنح العلماء مفتاحاً لفهم علاقة الإنسان القديم بعالمه المجهري ونظامه الغذائي. اعلان
كانت زيمابان، البلدة التعدينية السابقة في منطقة هيدالغو، محاطةً بقممٍ شاهقة وصحارى ومياهٍ زرقاء عميقة.
تحت طبقات من القطن المنسوج ونبات الماغوي، استقرّت بقايا محنّطة لرجل تشير لفائفه المعقّدة إلى مكانته العالية، ولكن المفاجأة لم تكن في زخارف الكفن، بل في أحشائه: الميكروبيوم المعوي لديه ما زال حيًا علميًا، محفوظًا بفعل المناخ الجاف.
بعد تحليل عينات من أنسجة الأمعاء والفضلات القديمة، واستخراج الحمض النووي وتسلسل الحمض النووي الريبي منها، توصّل الباحثون إلى صورة نادرة لمجموعات بكتيرية تكشف ما كان يأكله هذا الرجل بين عامي 900 و1200 ميلادي. وتشير الدراسة المنشورة في مجلة PLOS One إلى أنّ "رجل زيمابان" كان يتراوح عمره بين 21 و35 عامًا عند وفاته، فيما ظل سبب موته مجهولًا.
نظام غذائي من الحشرات والنباتاتأظهرت التحاليل الجينية أنّ أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا في أمعائه كانت من نوع Jeotgalicoccus، وهي بكتيريا تتحمّل الملوحة وتُعرف بقدرتها على العيش في البيئات القاسية. كما ظهرت أنواع أخرى مألوفة تنتمي إلى عائلات Clostridiaceae وEnterobacteriaceae وEnterococcaceae وLachnospiraceae وMorganellaceae وPeptostreptococcaceae.
ورغم أن بعض هذه الأسماء يرتبط عادة بالأمراض، إلا أنّها في هذه الحالة كانت تكافلية، تساعد الجسم على استقلاب الكربوهيدرات. ومن بين الأنواع اللافتة Romboutsia hominis التي تُسهم في عمليات الأيض والتخمير، وتنتج مركبات ضرورية لتوازن الأمعاء.
كما احتوى الميكروبيوم على بكتيريا Clostridium، وهي سمة مشتركة مع مومياوات الإنكا المكتشفة في جبال الأنديز. تُظهر هذه البكتيريا قدرة على تحليل الكيتين الموجود في هياكل الحشرات الخارجية، وهو ما يعزز فرضية أن سكان هيدالغو القدماء كانوا يتناولون الحشرات بانتظام.
Related شاهد.. مومياء في الاكوادور قد تبرر أسباب انتشار مرض الروماتيزمشاهد: اكتشاف مومياء كاهن عمرها 2500 سنة في مصر "إف بي آي" تحل لغز رأس المومياء.. وتتحدث عن أصول أوروبية للفراعنة بكتيريا تكشف ما كان يأكله الإنسان القديمإلى جانب ذلك، أظهرت بكتيريا Lachnospiraceae أنّ النظام الغذائي لشعب أوتومي شمل نباتات يصعب هضمها مثل الأغاف واليوكا والمسكي وثمرة الصبار الشوكي Opuntia. هذه الأنواع من البكتيريا تساهم في تفكيك الألياف القاسية وتحويلها إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة ذات قيمة غذائية عالية.
لكن التحليل أظهر أيضًا غياب بعض أنواع البكتيريا التي تُعدّ وفيرة عادة في أمعاء الإنسان. ويعتقد العلماء أنّ غيابها لا يعني أنها لم تكن موجودة في حياته، بل ربما تدهورت مادتها الوراثية عبر الزمن.
وقال روساس-بلازا: "على الرغم من القيود التقنية، فقد تحقق الهدف الأساسي المتمثل في تحديد مكونات ميكروبيوم الأمعاء لدى فرد من صيادي وجامعي الثمار شبه الرحّل"، مشيرًا إلى أنّ هذا الاكتشاف "يوسّع فهمنا للميكروبيوم البشري القديم ضمن سياقات زمنية وثقافية متعددة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الصحة أمريكا الجنوبية الغذاء علم الآثار آثار المكسيك دونالد ترامب إسرائيل غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الصحة حروب الحرب في أوكرانيا سوريا أوكرانيا فلاديمير بوتين
إقرأ أيضاً:
برنامج غذائي صحي يخفف آثار علاج مرضى السرطان
أظهرت دراسة أميركية أنّ برنامجاً افتراضياً يجمع بين التغذية والتمارين الرياضية يمكن أن يقلّل بشكل ملحوظ من الآثار الجانبية لعلاج السرطان.
وأوضح الباحثون في جامعة ميامي أنّ البرنامج يساعد المرضى على استكمال العلاج دون انقطاع، وقد عُرضت نتائجه خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأمراض الدم لعام 2025 في أورلاندو بالولايات المتحدة.
ويعاني مرضى السرطان أثناء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي من آثار جانبية تؤثر في حياتهم اليومية وقدرتهم على مواصلة العلاج، مثل التعب الشديد، والألم، والقلق والاكتئاب، إضافة إلى مشكلات الهضم كالإمساك والغثيان وفقدان الشهية. كما قد يؤدي ضعف القوة البدنية والمناعة إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى، وهي أعراض قد تتسبب في تأخير جرعات العلاج أو خفضها، مما ينعكس سلباً على فاعليته وفرص البقاء على قيد الحياة.
ويهدف البرنامج إلى تقييم ما إذا كانت التدخلات المتعلقة بنمط الحياة يمكن أن تساعد المرضى خلال فترة العلاج. وشمل الاختبار الأولي 72 مريضاً بسرطان الغدد الليمفاوية خضعوا لستّ دورات من العلاج الكيميائي القياسي، حيث حصل 44 مريضاً على وصول فوري إلى برنامج افتراضي مخصّص للتغذية والتمارين، بينما وُضع 28 مريضاً في مجموعة انتظار للمقارنة.
وتضمّن البرنامج جلسات مخصصة تُقدَّم خلال فترة العلاج الكيميائي، تركز على تغذية متوازنة وتمارين رياضية آمنة تساعد في تقليل الأعراض الجانبية وتحسين القدرة البدنية. ويحصل كل مريض على جلسات أسبوعية عبر الإنترنت مع اختصاصي تغذية لتقييم الحالة الصحية ووضع خطط غذائية تعزز الطاقة وتحدّ من التعب وفقدان الشهية، مع تقديم نصائح للتعامل مع مشكلات الهضم المرتبطة بالعلاج. كما يشمل البرنامج جلسات تمارين أسبوعية مع اختصاصي رياضي، تُصمَّم لتقوية العضلات وتحسين اللياقة البدنية وضمان أداء التمارين بأمان