مارجوري تايلور غرين سياسية أميركية وعضو في مجلس النواب عن الحزب الجمهوري منذ عام 2021. ذاع صيتها بسبب مواقفها المثيرة للجدل، واشتهرت بخطاب سياسي تصفه وسائل إعلام أميركية بـ"الصدامي" و"الشعبوي".

ارتبط اسمها في بدايات مشوارها السياسي بحملة "كيو أنون"، حين كانت ضمن الوجوه البارزة "المهووسة" بنظرية المؤامرة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد عرفت بتمسكها بالموقف المدافع عن الحق في حمل السلاح، والالتزام بسياسات حركة "لنعد مجد أميركا" (ماغا).

بعد ولوجها العمل البرلماني أصبحت غرين شخصية بارزة في الساحة السياسية الأميركية، وجمعت ملايين الدولارات من التبرعات الفردية، وساندت قيادة الحزب الجمهوري في المجلس لتولي مناصب قيادية، كما عرفت بقدرتها على التأثير على النقاش العام من خلال حضورها في التجمعات والمؤتمرات، وبمواقفها المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

في يوليو/تموز 2025 كانت أول عضو جمهوري في الكونغرس يصف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية"، كما انتقدت لاحقا في أغسطس/آب من العام نفسه نفوذ إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية، وقالت "إن لإسرائيل نفوذا وسيطرة هائلين على جميع أعضاء الكونغرس تقريبا".

المولد والنشأة

ولدت مارجوري تايلور غرين يوم 27 مايو/أيار 1974 في مدينة ميلدجفيل، بمقاطعة بالدوين الواقعة في ولاية جورجيا.

هي الابنة البكر لأسرة من 5 أفراد، تتكون من والدها "روبرت (بوب) تايلور" ووالدتها "كاري فيديل (ديل) بيكون"، إضافة إلى أخيها "ديريك" وأختها "جينيفير".

نشأت في الضواحي الشمالية الشرقية لأتلانتا، وكانت تساعد والدها في إدارة شركته الخاصة أثناء فترة الدراسة الثانوية، ولم تبد حينها أي ميول للعمل السياسي.

أثناء فترة دراستها الجامعية، تعرفت تايلور على زميل لها يدعى "بيري غرين"، وتزوجت منه عام 1995، وأنجبا 3 أبناء (لورين وتايلور وديريك)، قبل أن ينفصلا في ديسمبر/كانون الأول 2022.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في مدارس محلية بضواحي أتلانتا في ولاية جورجيا، قبل أن تلتحق بمدرسة "ساوث فورسايث الثانوية" في مدينة كومينغ بالولاية نفسها، حيث تخرجت عام 1992.

إعلان

تخصصت تايلور بعد ذلك في إدارة الأعمال بجامعة جورجيا وتخرجت فيها عام 1996 حاصلة على البكالوريوس.

المسيرة المهنية

تملك مارجوري تايلور غرين خبرة طويلة في المجال التجاري، إذ نشأت منذ صغرها وهي تعمل في شركة عائلتها، مما أكسبها معرفة عملية بالإدارة والأعمال.

اشترت عام 2002 شركة متخصصة في الإنشاءات وترميم المباني، وأطلقت عليها "تايلور للتجارة"، فطورت إدارتها وأشرفت على مشاريع إنشائية بقيمة تقارب ربع مليار دولار.

علاوة على ذلك، أسست غرين ناديا رياضيا لـ"كروس فيت" عام 2013، -وهي صالات رياضية تركز على تدريبات القوة والتحمل والوظائف البدنية المتنوعة-، ونجحت في تطوير المشروع وتوسيعه وأصبح من بين أفضل صالات "كروس فيت" على مستوى أميركا، قبل أن تبيع حصتها فيه لاحقا عام 2016.

مارجوري تايلور غرين تأثرت بأفكار وتوجهات حركة "ماغا" الداعمة للرئيس دونالد ترامب (أسوشيتد برس)مسارها السياسي

إلى حدود 2016 لم تكن غرين مهتمة بالشأن السياسي، إذ اعترفت بأنها لم تصوت في الانتخابات الرئاسية عام 2012، وكذلك في الانتخابات النصفية عام 2014.

بداياتها السياسية ارتبطت بحملة دونالد ترامب الرئاسية في عام 2016، إذ لفتت شخصيته اهتمامها، فانخرطت مع الداعمين له وتبرعت بالمال لدعم حملته الانتخابية في السباق نحو البيت الأبيض.

تأثرت كثيرا بحركة "كيو أنون" عام 2017، وهي حركة تعتمد "نظرية المؤامرة" وتتبنى مزاعم وجود "دولة عميقة" تعمل ضد ترامب وتروج لمؤامرات سرية تهدف إلى إطاحته.

وبدا ذلك جليا عبر تفاعلاتها وتدويناتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ انخرطت في صف المروجين لهذا الخطاب، عبر اتهامات وادعاءات عدة، أبرزها اتهامها لعائلة روتشيلد بإطلاق ليزرات فضائية مسببة للحرائق، وادعائها أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 كانت عملية داخلية.

كان ذلك قبل أن تعترف علنا في عام 2021 بأنها قد خدعت بمزاعم "كيو أنون"، وتراجعت عن دعمها لهذه النظريات.

في مايو/أيار 2019 قدمت غرين طلب ترشحها في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الدائرة السادسة بولاية جورجيا، وبعدما تعرضت لضغوط من كتلة الحرية في الكونغرس نقلت ترشيحها إلى الدائرة 14.

جذبت اهتماما وطنيا لافتا بسبب دعمها لنظرية "كيو أنون" عبر منشوراتها المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكنت من الفوز في الانتخابات التمهيدية أولا، ثم العامة بعد ذلك عندما وجدت الطريق معبدا للظفر بمقعدها في مجلس النواب بسبب انسحاب منافسها من الحزب الديمقراطي.

مارجوري تايلور غرين اعتبرت جائحة كورونا "مؤامرة" (أسوشيتد برس)نشاطها البرلماني

أدت غرين اليمين الدستورية في الثالث من يناير/كانون الثاني 2021، مرتدية كمامة تحمل عبارة "فاز ترامب"، في إشارة إلى كونها من بين الذين يدّعون تزوير الانتخابات الرئاسية عام 2020.

وبعد اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني، انضمت إلى أكثر من 100 عضو جمهوري في مجلس النواب للاعتراض رسميا على نتائج الانتخابات، غير أن اعتراضها لم يُقبل للنقاش لعدم حصوله على توقيع أي عضو من مجلس الشيوخ، كما تقتضي الإجراءات القانونية في الكونغرس.

إعلان

في الأشهر الأولى من ولايتها التشريعية، تبنت غرين مواقف صدامية مع زملائها من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إذ دأبت على تقديم اعتراضات متكررة باعتبارها أداة ضغط سياسي، الهدف منها إجبار زملائها في المجلس على إبداء مواقفهم من القضايا المطروحة بشكل صريح بدل التواري وراء اللغة الدبلوماسية والمواقف الغامضة.

واستغلت استبعادها من عضوية اللجان البرلمانية لتبني خطاب سياسي وصفه معارضوها بـ"الشعبوي"، مكنها من تعزيز حضورها في التجمعات والمؤتمرات العامة، كما سمح لها بجمع ملايين الدولارات من تبرعات الأفراد دون أي دعم من الشركات.

في يناير/كانون الثاني 2022، تم تعليق حسابها الشخصي على منصة إكس بعدما نشرت معلومات وصفت بـ"المضللة" عن جائحة كورنا (كوفيد-19) وقضية التطعيمات. وبعد استحواذ إيلون ماسك على المنصة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، أعاد تفعيل الحساب، في إطار عملية أشرف عليها شخصيا لإعادة تفعيل حسابات لشخصيات يمينية كانت محظورة سابقا.

كانت غرين صوتا بارزا للقاعدة المحافظة داخل الحزب الجمهوري، خاصة الناخبين الداعمين لحركة "لنعد مجد أميركا" (ماغا)، مما دفع زعيم الأقلية كيفن مكارثي لعقد لقاءات دورية معها لمناقشة السياسات وتنسيق المواقف داخل الحزب.

أعيد انتخابها بفوز ساحق في الانتخابات النصفية لعام 2022، وساندت مكارثي لتولي رئاسة مجلس النواب، مما أكسبها عضوية في لجنة الرقابة والمساءلة ولجنة الأمن الداخلي.

مارجوري تايلور غرين في مبنى الكابيتول قبيل خطاب لترامب أمام الكونغرس في مارس/آذار 2025 (أسوشيتد برس)موقفها من الإبادة الجماعية بغزة

في يوليو/تموز 2025، وصفت النائبة الجمهورية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها "إبادة جماعية"، لتصبح بذلك أول عضو جمهوري في الكونغرس الأميركي يستخدم هذا المصطلح لوصف الأحداث الجارية في القطاع.

وأكدت غرين أن "الناس الأبرياء في غزة لم يقتلوا ويختطفوا الأبرياء في إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، مشيرة إلى أن الدعم الأميركي لإسرائيل يعني أن دافعي الضرائب الأميركيين يسهمون في هذه الأعمال العسكرية".

وأضافت أن "البرامج الإسرائيلية المشتركة" يجب أن تتوقف، في إشارة إلى المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.

وفي أغسطس/آب من العام ذاته، أثارت غرين مزيدا من الجدل بتصريحاتها حول تأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الأميركية، عندما قالت في لقاء خاص مع ميغين كيلي على منصة "سيريوس إكس إم" إن إسرائيل "هي الدولة الوحيدة التي تمتلك نوعا من التأثير والسيطرة على كل واحد من زملائي تقريبا"، مشيرة إلى رحلات مدفوعة التكاليف ينظمها اللوبي المؤيد لإسرائيل للنواب الأميركيين لزيارة تل أبيب، وهو ما تعتبره ضغطا عليهم لدعم سياسات الحكومة الإسرائيلية.

وأثارت هذه التصريحات انتقادات واسعة من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، كانت أبرزها تلك الصادرة عن "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة" (إيباك)، التي اعتبرت تصريحات غرين بمثابة "خيانة للقيم الأميركية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی الانتخابات مجلس النواب فی الکونغرس قبل أن

إقرأ أيضاً:

فنزويلا تحشد قواتها مع تصاعد التوترات العسكرية الأمريكية.. نائبة الرئيس تنفي أي مفاوضات لإزاحة مادورو!

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده «مستعدة للقتال» مع تصاعد التوترات في البحر الكاريبي إثر تحركات عسكرية وأمنية أميركية قرب سواحل فنزويلا، في خطوة وصفها محلّون بأنها استعراض للقوة من الطرفين.

وقالت الرئاسة إن مادورو خاطب حشدًا من أنصاره هذا الأسبوع مؤكّدًا أن «الشعب مستعد للقتال» وأن «فنزويلا لن تُهان ولن ترضخ لأحد»، في خطاب شدد فيه على الاستعداد للدفاع عن السيادة الوطنية رغم اعترافات متباينة حول جاهزية الجيش والمقارنة بالقدرات العسكرية الأميركية.

وفق تقارير إعلامية، حشَدت كراكاس قواتها على الساحل الكاريبي ورافقتها تصريحات عن تعبئة ميليشيات محلية ضخمة. ونقلت وسائل إعلام عن مادورو أنه أعلن نشر «4.5 مليون» من عناصر الميليشيات عبر البلاد، في تأكيد رمزي على قدرة الاحتشاد الشعبي لمواجهة أي تهديد خارجي، بعد زيادة الولايات المتحدة مكافأة اعتقاله ونشر قواعد وقوات بحرية وجوية في محيط أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.

في المقابل، قالت واشنطن إنها كثّفت وجودها البحري في المنطقة في إطار عمليات عدة، بينها إجراءات قالت إنها لمكافحة تهريب المخدرات؛ حيث نشرت تقارير عن وجود سفن حربية أميركية في البحر الكاريبي وخليج المكسيك، بالإضافة إلى وحدات قوات خاصة ومهام استخباراتية أُشير إليها في تقارير صحفية دولية.

ومواكبة للحشد العسكري، شنت وسائل الإعلام الرسمية والفصائل القريبة من الحكومة حملات دعائية على التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي؛ تصف التدخّل الأميركي المحتمل بأنه تهديد إمبريالي لثروات البلاد النفطية وتدعو إلى الوحدة الوطنية ضد «العدو الخارجي».

بدورها، نفت نائبة الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريغيز، بشكل قاطع التقارير التي تحدثت عن مفاوضات سرية مع واشنطن لإزاحة الرئيس نيكولاس مادورو، واصفة تلك الأنباء بـ”الكاذبة” والمغرضة، ومؤكدة أن القيادة السياسية والعسكرية في البلاد موحدة حول مادورو وإرادة الشعب الفنزويلي.

وجاء نفي رودريغيز عقب ما نشرته صحيفة “ميامي هيرالد” حول وساطة قطرية مزعومة تهدف إلى بحث رحيل مادورو مقابل بقاء ديلسي رودريغيز وشقيقها في السلطة، وهو ما اعتبرته جزءًا من حملة إعلامية معادية لا تستند لأي أساس واقعي.

يأتي هذا في ظل تقارير سابقة لصحيفة “نيويورك تايمز” التي ذكرت أن إدارة ترامب فوضت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإجراء عمليات سرية داخل فنزويلا، في محاولة لزيادة الضغط على مادورو بهدف الإطاحة به.

لكن خبراء ومراقبين يرون أن محاولات الولايات المتحدة لإزاحة مادورو بالوسائل غير العسكرية قد باءت بالفشل، حيث أكد إيغور ليدوفسكي، مدير عام مركز أمريكا اللاتينية الثقافي الحامل اسم هوغو تشافيز، أن واشنطن جربت عدة خطوات في هذا الاتجاه دون تحقيق نتائج.

وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه التوترات بين فنزويلا والولايات المتحدة، حيث تقدمت كاراكاس بشكوى إلى أعلى هيئة دولية احتجاجًا على الضربات الأمريكية التي وقعت قبالة سواحلها.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدرس إدخال طواقم مصرية وتركية إلى غزة وسط ترتيبات أميركية
  • أخطأت في قراءته.. نائبة الشيوخ إيفا نصيف تعيد القسم 3 مرات
  • الصادق: ربما من الأفضل ان يذهب لبنان الى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل
  • تركيا ترسل أسلحة إلى سوريا مقابل توسيع نفوذ أنقرة ضد الأكراد
  • فنزويلا تحشد قواتها مع تصاعد التوترات العسكرية الأمريكية.. نائبة الرئيس تنفي أي مفاوضات لإزاحة مادورو!
  • شبكة الضفتين: آلة نفوذ إماراتية بخمسة مفاتيح على سواحل اليمن والقرن الإفريقي (تحليل خاص)
  • دعوات للتحقيق في نفوذ الإخوان في أيرلندا
  • نائبة الرئيس الفنزويلي تنفي التفاوض مع واشنطن لإزاحة مادورو
  • ضغوط أميركية على إسرائيل لاستكمال اتفاق غزة والبدء بإعمار رفح