بذريعة الأموات.. يقتل الاحتلال المزيد من الأحياء!
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
تتعهد حركة حماس، بموجب اتفاق وقف العدوان على غزة، بتسليم جميع الأسرى — الأحياء منهم (20 أسيرًا) — وقد أوفت بالتزامها بالكامل، كما تعهدت بتسليم 19 جثمانًا من الإسرائيليين الذين قتلهم قصف الكيان المحتل نفسه بمقاتلاته ومدفعيته ومسيراته !! و هي تحقق تقدماً وان كان بطيئاً لأن جهود الإنقاذ المطلوبة شاقة وتستغرق وقتًا، والأسباب موضوعية معروفة:
أولًا، لأن الاحتلال دمّر 90% من عمران غزة فوق الأرض وتحتها، مما جعل مواقع الدفن مجهولة أو مطمورة تحت الأنقاض.
ثانيًا، لندرة المعدات الثقيلة المطلوبة للحفر والنقل بعد أن حوّل الاحتلال معظم آليات البلديات إلى خردة.
وثالثًا، لأن نقص الكوادر والخبرات الفنية بات فادحًا بعد استهداف فرق الإنقاذ والطوارئ والمسعفين والأطباء، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية.
رابعاً. ظروف عامة صعبة للغاية لقطاع خرج لتوه من الابادة.
ورغم ذلك، تواصل فرق التحري عن الجثامين في بلدية غزة العمل ليلًا ونهارًا بحثًا عن الجثث وتسليمها للصليب الأحمر، وقد أحرزت تقدمًا ملموسًا يومًا بعد يوم.
ومع أن هذا الملف يحظى بأولوية على ملف 9,500 مفقود فلسطيني يُعتقد أن غالبيتهم استُشهدوا، فإن هذا الموقف ليس فقط لا يحظى باهتمام الكيان المحتل بل كالعادة لا يتورع عن كيل الاتهامات والتهديد بخرق وقف إطلاق النار بذريعة أن “حماس تخرق الاتفاق”!
وتبقى الحقيقة مختلفة تمامًا: تأخر التسليم سببه القهر والدمار والعوز، لا النية أو المراوغة.
فهل يعقل أن ترفض الحركة تسليم الجثامين، وهي التي سارعت إلى تسليم الأحياء العشرين فورًا؟
وما المصلحة التي تجنيها من إبقاء الملف مفتوحًا؟
وأين الأدلة على مزاعم نتنياهو بأن الحركة “تعلم بمواقع الجثامين” وتخفيها عمدًا؟
إذا كان مجرم الحرب نتنياهو حريصًا فعلًا على استعادة الجثامين، فلماذا قتلهم أصلاً !! ولماذا رفض صفقة تبادل كاملة بعد ايام من 7 اكتوبر ؟؟ ولماذا لم يدعم الجهود الدولية للمساعدة في جهود البحث الجارية حالياً ؟
ولماذا منع دخول فريق تركي متخصص في الإنقاذ؟
ولماذا يتلاعب بإدخال المساعدات إلى غزة بطريقة انتقائية تحرم البلديات من المعدات اللازمة؟
بل لماذا يُصرّ على البقاء داخل الخط الأصفر خلافًا للاتفاق، مانعًا فرق الإنقاذ من الوصول إلى مناطق واسعة قد تحتوي على جثامين مفقودين؟
الجواب واضح: يريد نتنياهو أن يبقي الملف مفتوحًا لاسباب سياسية داخلية تتيح له الافلات من المحاسبة اولاً، وليبتزّ حماس سياسيًا ثانياً، و هاهو يتخذ من ذريعة “الجثامين” ستارًا لاستئناف الإبادة الجماعية في غزة، هو لم يخرج من العدوان على غزة منتصراً، لم يحقق اغراضه، بل فرض الاتفاق عليه فرضاً، لذا لن يتردد في تمزيقه في اول فرصة.
يصبح الحديث عن “التزام الاحتلال بوقف إطلاق النار” محض وهم
أما عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الأرقام لا تكذب:
فقد سجّلت المنظمات الحقوقية 35 خرقًا إسرائيليًا حتى الآن، أبرزها:
• عدم انسحاب الجيش من الخط الأصفر بعد التزام حماس بالمرحلة الأولى.
• إطلاق النار على مدنيين عائدين إلى منازلهم في الشجاعية وقتل سبعة منهم.
• مجزرة حي الجعبري في غزة قبل يومين، التي أسفرت عن استشهاد 11 من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال و3 نساء.
• فضلًا عن استهدافات متفرقة أسفرت عن عشرات الشهداء بحجج واهية.
• واستمرار إغلاق معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية رغم نص الاتفاق على فتح جميع المعابر.
٠ التلاعب بقائمة 250 أسيرا فلسطينيا من ذوي الاحكام الثقيلة، حيث استبعد العديد من المرشحين، إلى جانب حرمان آخرين من المطلق سراحهم الالتحاق بعوائلهم في غزة او الضفة.
وغير ذلك من الخروقات كثير …
بهذا، يصبح الحديث عن “التزام الاحتلال بوقف إطلاق النار” محض وهم.
فنتنياهو، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف الحرب في غزة، يتصرف كما لو أنه في حالة حرب دائمة — لا في غزة فقط بل أيضًا في لبنان.
إنها عربدة بلا قيود ولا ضوابط، تُحرج حتى حلفاءه، وتضع الدول الضامنة للاتفاق أمام مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية.
وربما لهذا السبب، سارع الرئيس ترامب إلى إيفاد نائبه فانس ومبعوثه للشرق الأوسط في زيارة عاجلة إلى الأراضي المحتلة يوم الاثنين، في محاولة لاحتواء تصرفات نتنياهو التي باتت تهدد مصداقية الإدارة الأمريكية، خصوصًا بعد العدوان الغادر على دولة قطر في التاسع من أيلول الماضي والذي وجدت فيه الادارة الأمريكية تجاوزاً لا يمكن السكوت عليه.
الشرق القطرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال المقاومة اتفاق غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: الاحتلال يعرقل تسليم الجثامين ويستغل الملف الإنساني لتحقيق أهدافه
صراحة نيوز- أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الخميس، أن تهديدات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتأخير فتح معبر رفح وتقليص دخول المساعدات الإنسانية تعكس “سياسة حكومته الفاشية في معاقبة سكان غزة واستغلال معاناتهم لتحقيق أهداف سياسية”.
وأوضحت الحركة أن عملية استعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق بعض الوقت، مشيرة إلى أن عدداً منها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، بينما لا تزال أخرى تحت أنقاض الأبنية المهدمة، محمّلة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ذلك.
وأضافت “حماس” أن الجثامين التي تمكنت المقاومة من الوصول إليها تم تسليمها فورًا، غير أن استخراج البقية يتطلب معدات خاصة يمنع الاحتلال إدخالها إلى القطاع، مؤكدة أن أي تأخير في التسليم يقع على عاتق حكومة نتنياهو.
وجددت الحركة التزامها بالاتفاق وحرصها على إنجاز ملف الجثامين بالكامل، مقابل ما وصفته بـ”مماطلة الاحتلال وعرقلته للجهود الإنسانية”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري عن التوصل إلى اتفاق بين الاحتلال و”حماس” بشأن المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، عقب مفاوضات غير مباشرة في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر وبإشراف أمريكي.
وبموجب الاتفاق، سلّمت المقاومة الفلسطينية جثامين أربعة من أصل 28 أسيرًا إسرائيليًا متوفى، مقابل إفراج الاحتلال عن جثامين فلسطينيين استشهدوا خلال العدوان على غزة. كما كانت “حماس” قد أفرجت في وقت سابق عن 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وأوروبي، يواصل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حرب إبادة ضد قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 238 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط دمار واسع ومجاعة حادة أودت بحياة الكثيرين.