يُعدّ وادي قناة أحد أبرز المعالم التاريخية في المدينة المنورة، إذ ارتبط اسمه بعدد من الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ فجر الإسلام، ومن أبرزها معركة أحد في السنة الثالثة من الهجرة النبوية.

ويقع الوادي جنوب جبل أحد وجبل الرماة (جبل عينين)، ويمتد من الشمال الغربي حتى منطقة مجمع الأسيال، التي تجتمع فيها أودية المدينة الكبرى مثل بطحان والعقيق ومهزور.

ويرتبط الوادي بتاريخ عريق سبق بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ تشير المصادر التاريخية إلى زيارة تُبّع اليماني له قبل البعثة بأكثر من 130 عامًا، وسُمّي “قناة” نسبةً إلى الحفرة التي تتجمع فيها المياه. وقد شكّل الوادي على مرّ العصور عنصرًا طبيعيًّا مهمًا في تكوين المدينة المنورة ومشهدها الجغرافي والتاريخي.

وفي إطار العناية بالمواقع التاريخية ذات البعد البيئي، نفّذت أمانة منطقة المدينة المنورة أعمال تأهيل وتطوير لوادي قناة شملت تأهيل أجزاء من ضفافه، وإنشاء ميادين وممرات واسعة للمشاة، ورصف الأرصفة بالرخام الطبيعي المتناغم مع تضاريس المكان، إلى جانب إنشاء مطلّ جميل على الوادي عند تقاطعه مع طريق المطار، وإحاطته بسور حجري بارتفاع متر واحد من الجانبين.

وشملت الأعمال زراعة أشجار النخيل والمسطحات الخضراء وتزيين الموقع بالأنوار الأرضية، مع الحرص على تجانس المواد المستخدمة مع طبيعة المكان، بما في ذلك الكراسي الدائمة وحاويات النفايات والأحواض الزراعية المصممة من الأحجار، ليصبح وادي قناة وجهة بيئية وتاريخية تعزز المشهد الحضري للمدينة المنورة.

المدينة المنورةوادي قناةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: المدينة المنورة وادي قناة المدینة المنورة

إقرأ أيضاً:

الأوزبك في القدس.. أحفاد حجاج آسيويين تعلقوا بالمدينة المقدسة

تعود بدايات وجود الأوزبك في مدينة القدس إلى عهد الدولة العثمانية، واستقروا فيها على فترات متقطعة. وكان لجماعات الأوزبك دور مهم في الحياة الدينية والثقافية للقدس، إذ أسسوا فيها زوايا خاصة بهم، وعززوا من وجودهم الديني والاجتماعي في المدينة.

من الأوزبك؟

ينتسب الأوزبك إلى "أزبك خان"، أحد أحفاد القائد المغولي جنكيز خان، والذي أسلم عام 1320م، وسمي "غياث الدين محمد"، وانتسبت إليه قبائل عدة في بلاد القوقاز وآسيا الوسطى، وهم يشكلون غالبية سكان جمهورية أوزبكستان.

والأوزبك إحدى المجموعات التركية الكبرى التي تعيش في وسط آسيا، وظهرت في نحو القرن الثاني الميلادي، ويبلغ عددهم إلى حدود عام 2025 نحو 20 مليون نسمة، ويسكنون فيما كان يعرف قديما باسم بلاد ما وراء النهر، والمقصود به نهر جيحون.

ويسكن جزء منهم في جمهوريتي أوزبكستان وطاجيكستان وفي شمالي دولة أفغانستان، والباقي موزعون على الجمهوريات المجاورة، وهي: قرغيزستان وكازاخستان وتركمانستان.

واشتغل الأوزبك برعاية الأغنام والخيول والإبل، وعاشوا بعد تغلبهم على قبائل السارت في أعالي نهر سيحون. ويتميز الأوزبك بأنهم خليط من القوميتين التركية والإيرانية.

مدخل الزاوية النقشبندية في القدس (الجزيرة)

وبدأ دخول الإسلام إلى مناطق الأوزبك سنة 31هــ، ومن أشهر المعارك التي خاضها المسلمون في هذه المنطقة معركة تالاس سنة 134هـ، ومن أشهر العلماء المسلمين الذين عاشوا في تلك الأرض محمد بن إسماعيل البخاري.

وقامت في بلاد الأوزبك بعض السلطنات مثل خوارزم السلجوقية، ثم سيطر المغول ومن بعدهم الروس على تلك المناطق.

وخضع الأوزبك لسيطرة الشيوعية في عهد الاتحاد السوفياتي سنة 1917، واستمروا تحت حكمه حتى انهياره سنة 1990، ثم أعلنت أوزبكستان استقلالها في 31 أغسطس/آب 1991.‏

الأوزبك في القدس

بدأ الأوزبك يستقرون في القدس في عهد الدولة العثمانية، وكانت إقامة أغلبهم في المدينة المقدسة عابرة، ولم تكن تحمل صبغة تجارية أو سياسية، وكان بعضهم فقراء يبيتون في الزوايا والمساجد.

إعلان

ومن الزوايا التي تعود للأوزبك في القدس:

الزاوية النقشبندية البخارية

أنشأها الأوزبك الذين قدموا إلى القدس من بخارى ومناطق أخرى، وهي ملاصقة لباب الغوانمة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.

وقد ارتبط وجودهم في القدس أثناء العصر العثماني ارتباطا وثيقا بالطريقة النقشبندية، حتى طغى وجودهم على الجاليات الإسلامية الأخرى نظرا لتشجيع الدولة آنذاك لهذه الطريقة.

مشهد من داخل الزاوية النقشبندية في القدس (الجزيرة)

تقع الزاوية النقشبندية البخارية على أرض مجاورة وملاصقة للمسجد الأقصى المبارك داخل أسوار البلدة القديمة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الشيخ الصوفي نقشبند محمد البخاري.

وقد استقر في القدس وعمل على إيواء الزوار القادمين من دول آسيا مثل أوزبكستان وتركيا، ونشر الطريقة الصوفية النقشبندية، وهي كلمة أوزبكية تجمع مفردتين: "نقش" و"بند"، وتعني أن يكون الله منقوشا في قلب المؤمن ولا تؤثر عليه العوامل الدنيوية.

وكانت الزاوية مكانا خاصا لاستراحة الحجاج من الأتراك والبخاريين، سواء الوافدين على القدس في طريقهم إلى مكة المكرمة، أو العائدين بعد استكمال مناسك الحج، ويكون غرضهم جميعا زيارة المسجد الأقصى ومجاورته أياما عدة.

وكان عدد الزائرين الأوزبك والأتراك والأفغان إلى فلسطين قبل عام 1967 يتراوح بين 30 و80 زائرا سنويا.

تربة (مقبرة) تركان خاتون الأوزبكية

التربة هي مقام ومكان دفن تاريخي، تحظى بأهمية دينية وتاريخية لدى المسلمين، وتزخر مدينة القدس بكثير منها، وبينها تربة "تركان خاتون الأوزبكية".

وسميت هذه المقبرة باسم الخاتون (خاتون باللغة بالتركية تعني السيدة) "تركان" بنت الأمير طقتاي بن سلجوقاي الأزبكي، وسليلة إحدى الأسر الإسلامية التي حكمت شرق العالم الإسلامي.

اشتهرت تركان في المصادر الشعبية والروائية بأنها كانت ذات مكانة عالية في المجتمع، وحُفظ ذكرها من خلال المكان الذي دُفنت فيه، وأصبحت "التربة" التي تحمل اسمها "موقعا مقدسا" يزوره الأوزبك للتبرك والدعاء.

مقالات مشابهة

  • أوس أوس يؤدي مناسك العمرة ويشارك جمهوره بصور من المدينة المنورة
  • مسجد الغمامة.. معلمٌ تاريخيٌّ شاهدٌ على إرث المدينة النبوي
  • الحج السياحي 2025-2026.. الحد الأدنى للإقامة بالمدينة المنورة
  • جامعة قناة السويس تتابع جودة الخدمات الغذائية المقدمة لطلاب المدينة الجامعية
  • مصطفى بكري: نجاح مؤتمر شرم الشيخ أعاد لمصر مكانتها التاريخية.. فيديو
  • الدفاع المدني بالمدينة المنورة يخمد حريقًا في موقع مكشوف محتوياته أثاث مستعمل
  • محافظ الأقصر يتفقد شوارع المدينة لمتابعة النظافة والانضباط
  • "الزراعة" و"الجمعية العضوية" يدشنان منفذ بيع المنتجات العضوية بالمدينة المنورة
  • الأوزبك في القدس.. أحفاد حجاج آسيويين تعلقوا بالمدينة المقدسة