باحثون يكشفون سر الإحساس بالراحة بعد التنهيدة العميقة
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
الدراسة أوضحت أن هذا السائل، الذي أنقذ حياة آلاف الأطفال الخدّج في ثمانينيات القرن الماضي، يتكوّن من طبقات يعيد التنفس العميق ترتيبها لتستعيد الرئة توازنها الطبيعي. اعلان
تمكن باحثون من المعهد التقني الفدرالي في زيورخ (ETH Zurich) من تفسير الإحساس بالارتياح الذي يشعر به الإنسان بعد التنهيدة العميقة، من خلال دراسة خصائص السائل الرئوي الذي يغلف الحويصلات الهوائية ويساعد على تنفس طبيعي وسلس.
قبل نحو أربعة عقود، كان الأطفال الخدّج الذين يولدون قبل الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل يواجهون خطر الموت بسبب متلازمة ضيق التنفس، إذ تكون رئاتهم غير مكتملة النمو وتفتقر إلى السائل الذي يقلل التوتر السطحي داخل الرئتين. هذا السائل الحيوي يمنع الحويصلات الهوائية من الانهيار ويسمح بتبادل الأكسجين.
في أواخر الثمانينيات، اكتشف أطباء الأطفال علاجًا منقذًا للحياة عبر استخراج هذا السائل من رئات الحيوانات وحقنه في رئات الأطفال حديثي الولادة، وهو ما أنقذ حياة آلاف منهم. يوضح البروفيسور يان فيرمان، أستاذ المواد اللينة في ETH Zurich، أن "هذا السائل يغطي سطح الرئة بالكامل ويجعلها أكثر مرونة، أي أكثر قدرة على التمدد والانقباض بسهولة".
Related الولايات المتحدة تجيز للمرة الأولى استخدام لقاح مضاد لفيروس الجهاز التنفسي المخلويقلق أممي إزاء ازدياد حالات الأمراض التنفسية في الصيندراسة: الاطفال يلعبون دورا في نقل عدوى كورونا السائل نفسه... لكن في رئات البالغينغير أن العلماء لاحظوا أن استخدام هذا السائل الحيواني لا يساعد البالغين الذين يعانون من فشل رئوي، مثل حالات الضيق التنفسي الحاد التي سُجلت خلال جائحة كورونا. يقول فيرمان: "هذا يوضح أن المشكلة ليست فقط في تقليل التوتر السطحي، بل إن هناك عوامل ميكانيكية أخرى داخل السائل تلعب دورًا مهمًا".
من هنا بدأ فريقه، بالتعاون مع باحثين من إسبانيا وبلجيكا والولايات المتحدة، في دراسة السلوك الفيزيائي لهذا السائل تحت ظروف تحاكي حركة التنفس الطبيعي في المختبر، لفهم كيفية تغير خصائصه أثناء تمدد الرئتين وانقباضهما.
لماذا نشعر بالارتياح بعد التنهيدة؟أظهرت القياسات الدقيقة أن التوتر السطحي للسائل الرئوي ينخفض بعد التنفس العميق، ما يجعل الرئتين أكثر مرونة وأسهل في الحركة. هذا الانخفاض في التوتر يفسر الشعور بالراحة في الصدر بعد "التنهيدة" أو التنفس الطويل.
توضح الباحثة ماريا نوفايس سيلفا، المؤلفة الأولى للدراسة، أن السائل الرئوي يتكون من عدة طبقات: "الطبقة الأقرب إلى الهواء أكثر صلابة قليلًا، وتحتها طبقات أكثر ليونة. ومع التنفس السطحي لفترات طويلة يختل هذا التوازن، لكن التنفس العميق يعيد ترتيب هذه الطبقات إلى حالتها المثالية".
آفاق علاجية جديدةيشير فيرمان إلى أن فهم هذا التفاعل المعقد بين الطبقات قد يساعد في تصميم علاجات جديدة لأمراض التنفس، من خلال مواد تحاكي هذه البنية المتعددة الطبقات. ويضيف: "نحن نعتقد أن بعض العلاجات المعتمدة على رغوة صناعية يمكن أن تعيد بناء هذا النظام الحيوي وتساعد المرضى الذين يعانون من فشل رئوي حاد".
الدراسة لا تتناول الأطفال تحديدًا، لكنها تنطلق من فهم طبي قديم حول دور هذا السائل في حياة الإنسان منذ الولادة، لتصل اليوم إلى تفسير جديد يربط العلم بأبسط تجربة بشرية يومية: التنهيدة التي تعيد الحياة إلى الرئتين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة دونالد ترامب إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة سويسرا علاج دراسة دونالد ترامب إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة إيران باكستان أفغانستان الاتحاد الأوروبي فلاديمير بوتين قطاع غزة هذا السائل
إقرأ أيضاً:
وُعدنا بالراحة فأورثتنا الإرهاق.. الوجه المظلم للأدوات الرقمية في العمل
كلنا نعرف ذاك الشعور جيدا، حين تبدأ يومك بذهن صافٍ وهمّة عالية لإنجاز مهمة بعينها، لتجد نفسك وقد ابتلعك دوامة الأدوات الرقمية الحديثة من الإشعارات المتلاحقة، والرسائل العاجلة. وعندما يحل المساء، لا يتبقى لك إلا شعور بالإنهاك وحصاد لا يرقى لطموحك.
هذا الموقف المتكرر بات يعرف بظاهرة "الإنهاك الرقمي". هذا الضجيج الرقمي لا يؤثر على تركيزنا فحسب، بل ينخر في صحتنا النفسية ويفتت الروابط الحقيقية بين فرق العمل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2“كلمة شكرا” هذا هو الفارق بين القائد والمديرlist 2 of 2خجول أو انطوائي.. كيف تعلم طفلك فن تكوين الصداقات؟end of listوالمفارقة أن الذكاء الاصطناعي، الذي تعقد عليه الآمال ليكون طوق النجاة، تحول في أحيانا إلى وقودٍ لهذه الفوضى. وهي الأزمة التي لخصها تقرير لمجلة فوربس بعنوان "الإنهاك الرقمي: تآكل الصحة النفسية والإنتاجية المهنية".
سراب الإنتاجيةنظريا كان وعد الإنتاجية العالية كلما استخدمنا الأدوات الرقمية، لكن على أرض الواقع، كشفت الأرقام عن حقيقة أخرى، ففي استطلاع شمل 1000 مهني في الولايات المتحدة، كانت أبرز النتائج كالتالي:
%79 من الموظفين أفادوا بأن مؤسساتهم تقف موقف المتفرج، دون أي مبادرة جادة لكبح جماح هذا الإنهاك. %60 يعيشون تحت ضغط دائم للشعور بأنهم "متاحون" للرد على الإشعارات حتى بعد انقضاء يوم العمل. موظف من كل خمسة يبدد ما يزيد على ساعتين أسبوعيا في رحلات مكوكية بين النوافذ والتطبيقات. %45 أصبحوا على قناعة بأن أدواتهم الرقمية تُعيق إنتاجيتهم بدلا من أن تطلق لها العنان.هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي دليل على أن كثرة التشتت تضر بعقولنا، فالتنقل المستمر بين التطبيقات يستنزف تركيزنا بشدة، ويمنعنا من الوصول إلى مرحلة التركيز الكامل التي نحتاجها لإنجاز أفضل الأعمال، وهي المرحلة التي يولد فيها الإبداع.
الذكاء الاصطناعي يفاقم الأزمةكان الأمل أن يحررنا الذكاء الاصطناعي من المهام المتكررة، لكننا طبقناه في بيئات عمل تعاني أصلا من مشكلات وفوضى. وبدلا من أن نصلح تلك الأنظمة أولا، قمنا باستخدام التقنية "لأتمتة هذه الفوضى".
إعلانوالنتيجة كما يوضح تقرير عالمي لعام 2025، أن 70% من الموظفين صاروا يعتمدون على الذكاء الاصطناعي، لكن الإرهاق الرقمي لديهم قفز إلى 84%.
سبب كبير لهذه المشكلة هو ما يعرف بـ"المخرجات الجوفاء"، وهي أعمال ينتجها الذكاء الاصطناعي تبدو رائعة، لكنها في الحقيقة ضعيفة الجودة وتحتاج للكثير من التصحيح.
هذا يعني أن المشكلة ليست في الأداة نفسها، بل في غياب الرؤية؛ فنحن نستخدمه بلا إستراتيجية واضحة أو معايير جودة إلزامية.
دليلك إلى السكينة الرقميةالخلاص ليس في تبني أداة جديدة، بل في تبني عقلية جديدة؛ عقلية تعود إلى مبادئ بسيطة ومنضبطة لاستعادة الهدوء المفقود في يومنا. وهذه هي مبادئها الخمسة:
الأقل قوة: احذف بلا تردد كل ما هو مكرر أو غير ضروري. لا تحتفظ إلا بالأدوات التي تخدم هدفا واضحا وتُحدث أثرا يمكن قياسه، فكل أداة زائدة هي ثقب يتسرب منه تركيزك. سيادة الانتباه: تحرر من سجن الإشعارات وضع "ميثاقا للتواصل" يحدد ما هو عاجل وما يمكنه الانتظار. تذكر دائما أن وهم الاستجابة الفورية هو أكبر سارق للإنتاجية العميقة. التعلّم الذكي: اعتمد الجرعات المعرفية، لا الفيضانات المعلوماتية. استبدل بالساعات الطويلة من التدريب كبسولات مركزة (15-20 دقيقة) تعالج مشكلة حقيقية ومباشرة يواجهها فريقك. بوصلة الأثر: حوّل مقاييس نجاحك من سؤال "كم ساعة عملنا؟" إلى "ما جودة ما أنجزنا؟". النجاح الحقيقي لا يكمن في حجم النشاط، بل في قيمة الأثر الذي نتركه. قوة الهدف الواحد: ابدأ كل أسبوع بسؤال "ما النتيجة المحورية التي ستجعل هذا الأسبوع ناجحا؟". بمجرد تحديدها، اجعل كل قراراتك وأولوياتك تخدم هذا الهدف وحده، وكل ما عداه يصبح مجرد تفاصيل.إن المقياس الحقيقي للنجاح لم يعد في امتلاك المزيد من الأدوات، بل في امتلاك أنفسنا، فالتقنية التي صنعت لتخدمنا، قد تُحولنا إلى عبيد لها حين تُستخدم بلا حكمة، فتسلبنا صفاء التفكير وسكينة العيش.