يمانيون:
2025-10-19@17:20:12 GMT

إنجاز أمني يكشف وجه الحرب التجسسية على اليمن

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

إنجاز أمني يكشف وجه الحرب التجسسية على اليمن

تكشف التطورات الأمنية الأخيرة في اليمن عن فصل جديد من فصول الحرب غير التقليدية التي يتعرض لها الشعب اليمني منذ أكثر من عقد، فبعيدًا عن صخب المواجهات العسكرية، تدور حرب خفية وشرسة لا تقل خطرًا، تقودها أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، عبر أدوات ناعمة تتخفى خلف شعارات إنسانية وأدوار إغاثية، أحدث هذه الفصول تمثل في الكشف عن شبكات تجسس واسعة تعمل لصالح العدو الصهيوأمريكي تحت غطاء منظمات أممية عاملة في اليمن.

يمانيون/ تقرير / خاص

 

كشفت الأجهزة الأمنية اليمنية مؤخرًا عن شبكة تجسس كبرى تعمل لصالح الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، متغلغلة داخل عدد من المنظمات الأممية والدولية العاملة في البلاد، ووفقًا للمعلومات الرسمية، فقد تم ضبط عدد من العملاء والمتورطين في تنفيذ أنشطة تجسسية وتخريبية استهدفت البنية الأمنية والسياسية والاجتماعية لليمن.

تتضمن الشبكة أفرادًا يحملون صفات رسمية أو يعملون كمستشارين وخبراء ضمن منظمات إغاثية وتنموية، لكنهم في الحقيقة ينفذون أجندات استخباراتية، تشمل جمع معلومات عن القدرات العسكرية والبنية التحتية الحيوية، وإثارة القلاقل الاجتماعية، وتنفيذ عمليات اختراق سيبراني.

 

 الحرب الأمنية .. المعركة غير المرئية

الحرب على اليمن لم تعد تقتصر على الغارات الجوية أو المعارك العسكرية، بل أخذت منحىً أشد خطورة يتمثل في الحرب الأمنية والاستخباراتية، هذه الحرب تُدار بهدوء ودهاء، هدفها ضرب الجبهة الداخلية من الداخل، وإحداث اختراقات استراتيجية تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار، دون أن يُطلق فيها رصاصة واحدة.

العدو الصهيوأمريكي يدرك أن الصمود العسكري اليمني بات عصيًّا على الكسر، لذا انتقل إلى أدوات ناعمة ومتخفية، تعتمد على شبكات التجسس، وغرف العمليات الإلكترونية، والعملاء المحليين الذين يعملون تحت لافتات إنسانية في منظمات دولية.

 

لطالما وُجهت اتهامات للمنظمات الأممية العاملة في اليمن بأنها تتجاوز أدوارها الإنسانية، وتعمل في سياقات تتقاطع مع أجندات الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ومع الكشف عن هذه الشبكة التجسسية، تأكدت الشكوك حول تورط منظمات بعينها في أنشطة استخباراتية، بعض هذه المنظمات حصلت على تسهيلات كبيرة وتحركات واسعة داخل المناطق الحساسة، ما منحها قدرة على الوصول إلى معلومات استراتيجية، لا يمكن الوصول إليها بدون غطاء رسمي أو تنسيق مع جهات دولية.

 

 ماذا كانت تبحث عنه واشنطن وتل أبيب؟

كشفت التحقيقات الأولية أن أهداف الشبكة التجسسية كانت متعددة، منها، رصد مواقع القوة العسكرية اليمنية، وخاصة في مجال التصنيع العسكري والدفاع الجوي، والتجسس على القيادات الوطنية، وتحليل نمط تحركاتهم وخطابهم السياسي، وإثارة البلبلة الاجتماعية عبر تقارير مضللة وبرامج إجتماعية تنموية مشبوهة، وجمع قواعد بيانات ضخمة عن المواطنين والمؤسسات الحكومية، بهدف بناء بنك أهداف للاختراق والتدمير الداخلي، وكذلك تحريض المكونات اليمنية على بعضها البعض، في محاولة لضرب النسيج الاجتماعي وإشعال الفتنة من الداخل.

دلالات الإنجاز الأمني

الكشف عن هذه الشبكة لا يمثل مجرد نجاح أمني، بل هو إنجاز استراتيجي يُعيد رسم خريطة المواجهة الأمنية ويؤكد يقظة الأجهزة اليمنية في التصدي لهذا النوع من الحروب المعقدة، فعلى المستوى الداخلي، يعزز ثقة المواطن اليمني بالأجهزة الأمنية، ويُحبط مشاريع الاختراق والتجسس التي تسعى لزرع الفوضى من الداخل، ويكشف للمجتمع المحلي طبيعة الحرب الجديدة التي تخاض ضده تحت عباءة العمل الإنساني، أما على المستوى الإقليمي والدولي، فهو يفضح الوجه الحقيقي لبعض المنظمات الدولية التي تتماهى مع المشاريع الاستخباراتية، ويوجه رسالة للدول الكبرى بأن اليمن بات يمتلك منظومة أمنية قادرة على التصدي لأعتى أجهزة التجسس، وكذلك يعري ازدواجية المعايير الأممية في تعاملها مع قضايا السيادة الوطنية.

يقظة أمنية أمام حرب مركّبة

الحرب على اليمن لم تعد فقط عسكرية أو سياسية، بل هي اليوم حرب استخباراتية ناعمة، تُدار بأدوات خبيثة وأساليب خفية، وكشف هذه الشبكات التجسسية هو مؤشر على أن اليمن بات يمتلك أدوات دفاع غير تقليدية، قادرة على خوض هذا النوع من المعارك المعقدة.

كما أن اليقظة الأمنية، والوعي الشعبي، والقدرة على كشف الاختراقات قبل وقوعها، باتت اليوم أحد أهم عناصر معركة التحرر والسيادة، في وجه عدو لا يتورع عن استخدام أبشع الوسائل، حتى لو كانت تتخفى خلف شعارات إنسانية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

انتكاسة جديدة في العلاقات اليمنية-السعودية.. وتصعيد محتمل وسط تعزيزات أمريكية

الجديد برس| خاص| شهدت العلاقات اليمنية-السعودية، السبت، انتكاسة جديدة بعد سنوات من الهدوء، مع عودة الرياض للارتباط بالحماية الأمريكية، في وقت يلوح فيه اليمن بخيارات تصعيدية. وأظهرت صور أقمار صناعية وصول سرب من مقاتلات أمريكية من نوع F-16 برفقة طائرة تزود بالوقود إلى قاعدة الأمير سلطان بالرياض، في خطوة تُفسّر على أنها محاولة أمريكية لتهدئة الرياض خوفاً من تصاعد المواجهات مع صنعاء. وتشير تقارير بريطانية إلى أن السعودية تدفع نحو اتفاق دفاعي جديد مع واشنطن، فيما سربت الأخيرة خلافات حول استحالة تزويد الرياض بطائرات شبحية، حفاظاً على التفوق الإسرائيلي في المنطقة. وتأتي هذه التحركات في وقت بلغت فيه الأزمة مع اليمن ذروتها، حيث شهدت منصات التواصل الاجتماعي تراشقات وتهديدات من النخب اليمنية، بما في ذلك التحذير من استهداف منشآت حيوية رداً على أي تحرك سعودي لإشعال الحرب مجدداً. ويُعد تصعيد الرياض جزءاً من حملة واسعة تهدف، بحسب خبراء، إلى إعادة توحيد فصائلها المتناحرة جنوب وشرق اليمن وتهيئة الأرضية لحرب داخلية، بالتوازي مع استمرار الحصار. وردت صنعاء على التحركات السعودية، إذ دعا رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط إلى الانتقال من الهدنة إلى استقرار دائم وتنفيذ استحقاقات السلام، في حين أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي إلى استعداد اليمنيين للخيارات الدفاعية الاستراتيجية، بما في ذلك تسليح الشعب في مواجهة أي تهديدات. وتظل الهدنة الهشة مهددة بالانهيار في أي لحظة، في ظل محاولات الرياض الرهان على تحولات إقليمية ودولية لتعويض خسائرها في اليمن منذ بدء الحرب عام 2015.

مقالات مشابهة

  • إنجاز بحثي في تجمع مكة الصحي يكشف العلاقة بين رهاب الحركة وآلام الكتف
  • القائد الذي لم ينحني .. الرواية الكاملة لاستشهاد رئيس هيئة الأركان اليمنية
  • انتكاسة جديدة في العلاقات اليمنية-السعودية.. وتصعيد محتمل وسط تعزيزات أمريكية
  • الخلايا التجسسية للمنظمات الأممية.. مصائد الموت في اليمن!
  • أسبيدس: تحذر من خطر انفجار إضافي للسفينة "فالكون" التي تعرضت لحادث قبالة سواحل اليمن
  • الخارجية اليمنية تستهجن تصريحات الحوثي ضد منظمات الأمم المتحدة والعاملين فيها
  • الشبكة يرصد حل غسالة نوبل للسلام السحري لإزالة جرائم الحرب
  • الإعلام الإسرائيلي يعترف بتأثير العمليات العسكرية اليمنية على أهداف حساسة داخل الكيان
  • منظمات دولية: نصف أطفال اليمن يعانون سوء التغذية في بلد يواجه ثالث أكبر أزمة غذاء بالعالم