تحقيق دولي بعد رصد قطع أثرية يمنية للبيع في مزاد علني بإسبانيا
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
تجري الشرطة الإسبانية تحقيقًا موسعًا بشأن عرض قطعتين أثريتين من اليمن في مزاد فني بمدينة برشلونة، وفق ما أفاد به الباحث اليمني المتخصص في شؤون الآثار عبدالله محسن.
وقال محسن إن الشرطة الإسبانية باشرت التحقيق عقب نشره معلومات عن القطعتين اللتين عُرضتا في المزاد الصيفي الكبير للفنون الجميلة والآثار والكنوز الملكية والفنون المعاصرة والمجوهرات الذي نظمته دار مزادات "تمبلوم للفنون الجميلة" في برشلونة في 30 يوليو 2025م، مشيرًا إلى أن القطعتين تعودان للحضارة القتبانية في اليمن القديم.
وأوضح محسن أن القطعة الأولى هي شاهد قبر قتباني يُرجح أنه من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، "يبرز في وسطه رأس ثور مهيب منحوت بتفاصيل دقيقة وواقعية، وتتوج الشاهدَ كتابةٌ بخط المسند في أعلاه". غير أن الباحث أشار إلى أن النص المنقوش في الجزء العلوي يبدو مضافًا حديثًا، موضحًا أن "الكتابة لا تتوافق مع قواعد النقوش المسندية الأصلية، خصوصًا في رسم حرفي الفاء والقاف والخط الفاصل".
أما القطعة الثانية فهي شاهد جنائزي استثنائي من قتبان، يُعتقد أنه يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد أيضًا، وتحمل "صورة بشرية محفورة ونقشًا بالعربية الجنوبية القديمة"، وقد صُنعت من المرمر بتقنية راقية، تعكس المعتقدات والتقاليد الجنائزية في اليمن القديم.
وأكد الباحث أن القضية تشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى تجاوب السلطات اليمنية مع قضايا تهريب وبيع الآثار. داعيًا وزارتي الخارجية والثقافة إلى التعاون مع السلطات الإسبانية والجهات المعنية لدعم التحقيق واستعادة القطع المنهوبة.
وتعد هذه الحادثة أحدث مؤشر على تصاعد ظاهرة تهريب وبيع الآثار اليمنية في الأسواق والمزادات العالمية خلال سنوات الحرب، وسط مطالبات متكررة من المختصين بضرورة توثيق واستعادة التراث المنهوب وحمايته من الاتجار غير المشروع.
وجاء هذه الأنباء عقب أيام من اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، مشروع قرار تقدمت به البعثة الدائمة للجمهورية اليمنية لدى المنظمة، يدعو إلى مكافحة تهريب الآثار اليمنية وحماية قطاعات التعليم والثقافة والإعلام.
وقال مندوب اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، إن المجلس التنفيذي للمنظمة الأممية وافق على مشروع القرار الذي تقدم به والذي يدعو إلى توفير الحماية اللازمة للتراث الثقافي اليمني، وفقاً للاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية التراث في زمن الصراع المسلح، وكذا اتفاقية مكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار، واتفاقية حماية التراث غير المادي للبلاد.
وأشار القرار إلى التدمير المستمر الذي تتعرض له مواقع التراث العالمي في اليمن، والمخاطر الناجمة عن تهريب الآثار والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية اليمنية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف كبسولة رصاصية نادرة تحتوي على مجموعة عملات تاريخية بالإسكندرية
في إطار أعمال حفائر الإنقاذ التي يُجريها المجلس الأعلى للآثار في حي وسط الإسكندرية، تم العثور على كبسولة رصاصية أودعت ضمن أساسات إحدى الفيلات، عثر بداخلها على مجموعة نادرة ومتنوعة من العملات المصرية التي تعود إلى عهدي السلطان حسين كامل والملك فؤاد الأول.
كما عثر بداخلها على ثلاث عشرة قطعة نقدية من فئات مختلفة، تراوحت ما بين المليمات والعملات الذهبية من فئة 100 قرش.
كما تضم المجموعة عملات صغيرة من عهد الملك فؤاد الأول، وعملة نادرة من فئة قرشان للسلطان حسين كامل، بالإضافة إلى عملات فضية من فئات 5، 10، 20 قرش وثلاث عملات ذهبية من فئات 20، 50، 100 قرش للملك فؤاد الأول، والتي تعد من أندر الإصدارات في تاريخ المسكوكات المصرية الحديثة.
وأشار السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار هذا الاكتشاف يمثل حلقة مهمة في تاريخ الإسكندرية، إذ يعكس غنى تراثها الحضاري وتنوع مكوناته، بما في ذلك إسهامات الجاليات الأجنبية التي ساهمت في صياغة هوية المدينة الكوزموبوليتانية.
وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أن هذا الكشف يمثل حلقة وصل مهمة بين الطبقات التاريخية لمدينة الإسكندرية منذ العصر الهلينستي والروماني حتى الوجود الحديث للجاليات الأجنبية.
وأضاف أن هذا الكشف يعكس مكانة الجالية اليونانية وإسهاماتها في النسيج الحضاري للمدينة، بما في ذلك الحفاظ على طقوسها وموروثاتها الثقافية التي امتزجت بالبيئة المصرية.
كما يشير إلى عادة تاريخية شائعة في وضع ودائع تأسيس داخل المباني الجديدة لضمان البركة والرخاء، والتي لها جذور عميقة في التراثين اليوناني والمصري القديم.
وأوضح الاستاذ محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الفيلا التي وُجدت بها الكبسولة تقع ضمن ممتلكات عائلة سلفاغو، إحدى أبرز العائلات اليونانية في الإسكندرية، والتي لعبت دورًا محوريًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمدينة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
كما احتوت الكبسولة على وثيقة مكتوبة باللغة اليونانية على الآلة الكاتبة، ملحقة بتوقيعات يدوية ودعوات، تشير إلى وضع حجر الأساس للفيلا في الأول من مايو 1937 على يد قسطنطين م. سلفاغو، بدعم من والدته جوليا ك. سلفاغو، وتحت إشراف المعماري الفرنسي جان والتر، في إشارة إلى الطقوس الثقافية والدينية للجالية اليونانية في توثيق لحظات تأسيس منازلهم.
ويأتي هذا الكشف في إطار حرص الوزارة على تسجيل وتوثيق كافة عناصر التراث المادي بمختلف فتراته، وإبراز إسهامات جميع مكونات المجتمع المصري تاريخيًا، بما فيها الجاليات التي أسهمت في تشكيل هوية الإسكندرية كمدينة كوزموبوليتانية.
ومن المقرر أن يتم عرض العملات المكتشفة ضمن معرض خاص في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، لتكون شاهدًا حيًا على هذا الفصل الفريد من تاريخ المدينة.