استدعت كولومبيا، الإثنين، سفيرها لدى الولايات المتحدة دانييل غارسيا بينا للتشاور، في خطوة تعكس تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقف المساعدات الأمريكية المقدمة إلى بوغوتا.


وجاء القرار بعد خلاف شخصي متفاقم بين ترمب ونظيره الكولومبي غوستافو بيترو، بدأ منذ مشاركة الأخير في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث وجه انتقادات حادة للسياسة الخارجية الأمريكية، وشارك في تظاهرة ضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، داعياً إلى تشكيل "جيش دولي للدفاع عن الفلسطينيين".


وردت واشنطن بإلغاء تأشيرة الرئيس بيترو أثناء وجوده في نيويورك، متهمة إياه بـ"التحريض" و"الدعوة إلى عصيان الأوامر العسكرية"، وهو ما وصفه بيترو بمحاولة لإسكاته.


وتزامنت الأزمة مع عمليات عسكرية أمريكية مثيرة للجدل في منطقة الكاريبي، أمر بها ترمب منذ سبتمبر الماضي، استهدفت قوارب قيل إنها تنقل المخدرات من فنزويلا وكولومبيا إلى الولايات المتحدة، وأدت إلى مقتل 27 شخصاً.


وأثارت تلك العمليات قلقاً واسعاً في الكونغرس الأمريكي، حيث طالب مشرعون من الحزبين بتوضيحات حول الأساس القانوني للضربات ودقة المعلومات الاستخبارية، لكن الإدارة الأمريكية امتنعت عن تقديم تفاصيل كافية.


ويرى مراقبون أن هذه العمليات العسكرية ساهمت في تصعيد غضب الرئيس بيترو، المعروف بانتقاداته الشديدة لـ"الحرب على المخدرات" التي تقودها واشنطن، ودعوته إلى نهج بديل يقوم على التنمية لا المواجهة.


وفي خطوة اعتُبرت تصعيداً جديداً، أعلن ترمب إنهاء المساعدات الأمريكية لبوغوتا، ما دفع الحكومة الكولومبية إلى الرد باستدعاء سفيرها. وقالت وزارة الخارجية في بيان مقتضب إن السفير عاد بالفعل إلى بوغوتا للتشاور، مشيرة إلى أن الحكومة ستعلن مواقف إضافية خلال الساعات المقبلة لتحديد خطواتها التالية.

ويشير هذا التطور إلى انهيار شبه كامل في العلاقة بين واشنطن وبوغوتا، الحليفين التقليديين في أمريكا اللاتينية.


ويرجّح أن ينعكس التوتر الحالي سلباً على ملفات التعاون الحيوية بين البلدين، وفي مقدمتها مكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، في وقت يتزايد فيه نفوذ التيار اليساري في المنطقة وانتقاداته لسياسات واشنطن.


بهذا، تدخل العلاقات الأمريكية الكولومبية مرحلة حرجة ومفتوحة على جميع الاحتمالات، في انتظار ما ستعلنه حكومة بيترو من خطوات لاحقة، وما إذا كانت هناك وساطات محتملة لاحتواء الأزمة قبل اتساعها على مستوى الإقليم.

طباعة شارك الولايات المتحدة دانييل غارسيا بينا المساعدات الأمريكية الخارجية الأمريكية بنيامين نتنياهو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة المساعدات الأمريكية الخارجية الأمريكية بنيامين نتنياهو

إقرأ أيضاً:

إجلاء عشرات آلاف السكان جراء فيضانات في الولايات المتحدة وكندا

أُجلي عشرات آلاف الأشخاص وأُغلقت عشرات الطرق في المنطقة الشمالية الغربية التي يحدها المحيط الهادي في أميركا الشمالية، جراء هطول أمطار غزيرة تحوّلت إلى سيول وفيضانات أنهار.

وتمتد المنطقة المتأثرة بالسيول من شمال ولاية أوريغون الأميركية وعبر ولاية واشنطن وحتى كولومبيا البريطانية في كندا.

وبدأ هطول الأمطار الغزيرة في وقت سابق من الأسبوع، مع عاصفة اجتاحت المنطقة وأطلق عليها خبراء الأرصاد اسم "النهر الجوي".

وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية بأن غرب ولاية واشنطن كان الأكثر تضررا من العاصفة، إذ صدرت تحذيرات من السيول عبر جبال كاسكيد والجبال الأولمبية وبيوغيت ساوند، وكذلك في جزء شمالي من ولاية أوريغون، وهي منطقة يقطنها حوالي 5.8 ملايين شخص.

متطوعون يضعون أكياس رمل في مكان فيضان جدول مائي في مونتانا الأميركية (أسوشيتد برس)

وتوقعت ولاية واشنطن ارتفاعا بمقدار 61 سنتيمترا فوق مستوى الفيضان القياسي جراء الأمطار الغزيرة.

وأدت العاصفة ذاتها لهطول أمطار غزيرة وسيول في غرب ولاية مونتانا وجزء من شمال ولاية آيداهو.

وخفت حدة الأمطار الخميس، لكن هيئة الأرصاد الجوية الأميركية حذرت من استمرار الفيضانات أياما عدة في أجزاء من غرب ولاية واشنطن وشمال غرب أوريغون.

إجلاء وإغلاق

وأكدت المتحدثة باسم قسم إدارة الطوارئ في ولاية واشنطن كارينا شاغرين صدور أوامر إجلاء من "المستوى الثالث" لحوالي 100 ألف شخص في غرب الولاية، تحثهم على الانتقال فورا إلى أراضٍ مرتفعة.

وأضافت أن فرق إنقاذ متخصصة في التعامل مع المياه سريعة التدفق نُشرت في أنحاء المنطقة، ولكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو وجود مفقودين أو عالقين جراء السيول.

صورة جوية لمنازل محاطة بمياه الفيضانات في سنوهوميش بواشنطن (أسوشيتد برس)

وقال مسؤولو الولاية إن أكثر من 30 طريقا سريعا وعشرات الطرق الصغيرة أُغلقت بسبب السيول.

إعلان

وكذلك قالت شركة "بي إن إس إف" للسكك الحديدية إن عدة أجزاء من خط الشحن الرئيسي التابع لها الذي يخدم المنطقة الشمالية الغربية، جرفتها المياه أو تسببت في وقفها.

وأُمر سكان مناطق واقعة جنوب مدينة سياتل في ولاية واشنطن بإخلاء منازلهم، بينما أظهرت صور جوية أراضي زراعية تغمرها المياه.

نهر تشيليواك في وادي فريزر بكولومبيا البريطانية بعد أن جلبت عاصفة جوية أمطارا غزيرة عبر المنطقة (رويترز)

وفي كولومبيا البريطانية، ذكرت السلطات أن 5 من الطرق السريعة الكندية الستة المؤدية إلى مدينة فانكوفر المطلة على المحيط الهادي أغلقت بسبب السيول وتساقط الصخور وخطر الانهيارات الجليدية.

كما غمرت المياه مساحات واسعة من مدينة أبوتسفورد الكندية، مهددة مئات المنازل.

وهذه العواصف ليست أمرا غير عادي بمنطقة ساحل المحيط الهادي في الولايات المتحدة، إلا أن خبراء الأرصاد يقولون إنها ستصبح أكثر تواترا وتطرفا على الأرجح خلال القرن المقبل إذا استمر ارتفاع درجة حرارة الأرض الناجم عن تغير المناخ بالمعدلات الحالية.

مقالات مشابهة

  • خبير سياسات دولية: التحركات الأمريكية ضد فنزويلا غطاء جيوسياسي يتجاوز ملف المخدرات
  • الرئيس البيلاروسي يحذر واشنطن من تكرار حرب فيتنام في فنزويلا
  • ترامب يتكتم على مصير أصول النفط الفنزويلية تحت ذريعة مكافحة المخدرات
  • ترامب يعتزم تصنيف بيرو كحليف رئيسي لـ أمريكا من خارج الناتو
  • نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا
  • ترامب يعلن حربًا على قوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات الأمريكية
  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
  • إجلاء عشرات آلاف السكان جراء فيضانات في الولايات المتحدة وكندا
  • ترامب يتوعد بضرب شحنات المخدرات البرية من فنزويلا ومادورو يتهم واشنطن بالقرصنة