مستوطن يضرب مسنَّة فلسطينية لمنعها من جني الزيتون
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
لم تمنع سنوات مسنَّة فلسطينية السبعين مستوطنا إسرائيليا من الاعتداء عليها بالضرب، رغم أنها لم تفعل شيئا سوى أنها كانت تحمل كيسا لجني ثمار الزيتون من حقلها، في صورة جديدة من صور الاستيلاء على الأرض بالقوة.
ووفقا لتقرير أعدته مراسلة الجزيرة في فلسطين جيفارا البديري، فقد شن مستوطنون مسلحون هجوما على المزارعين الفلسطينيين في بلدة ترمسعيا شمال مدينة رام الله، فأصابوا عددا منهم ومن المتضامين الأجانب معهم.
وجرى الاعتداء الذي شارك فيه عشرات المستوطنين الملثمين تحت حماية قوات الاحتلال، وقد أحرق المستوطنون عددا من المركبات، وحاولوا الوصول لمنازل الفلسطينيين دون أن يمنعهم أحد.
وبعد جهد كبير، تمكن الدفاع المدني من الوصول وإخماد الحرائق التي كانت تهدد آلاف الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون.
وقال المزارع الفلسطيني محمد الكركوك -الذي تعرض للاعتداء- إن المستوطنين هاجموهم وانهالوا عليهم بالضرب المبرح وأطلقوا عليهم الرصاص الحي.
اعتداء بحماية حكوميةووفقا لكركوك، فقد حدث هذا كله أمام قوات الاحتلال التي أطلقت هي الأخرى الرصاص وقنابل الغاز على المزارعين حتى حاصرتهم.
وقالت واحدة من المتضامنين الأجانب الذين جاؤوا لمساندة المزارعين الفلسطينيين إن "ما يجري عنصرية وسيطرة بالقوة"، وإنهم "يحتلون الأرض بطريقة غير قانونية".
وأضافت المتضامنة -التي أخفت هويتها خشية الترحيل– أن ما يقوم به المستوطنون "مخيف، فهم يضربون بالعصي المعدنية والأسلحة، ويمكنهم قتل أي أحد".
ومع ذلك، أكدت المتضامنة أنها ومن معها حضروا لدعم الفلسطينيين إيمانا منهم بقضيتهم، وقالت إن ما يمرون به كل يوم "هو مصدر إلهام لمواصلة هذا الدعم".
ويعتبر موسم الزيتون أحد أهم موارد الخزينة الفلسطينية، لكنه أصبح خارج حساباتها في الوقت الراهن بسبب هذه الممارسات، إضافة إلى حظر الاحتلال تصدير الزيتون الفلسطيني وزيته إلى الخارج.
إعلانوالأنكى، أن وجود غرفة استيطانية تقام في مساحة واسعة من الأرض كفيلة بوضع اليد على آلاف الدونمات الفلسطينية حيث يحظر على أي فلسطيني الاقتراب من هذه البؤر التي يتم ربطها لاحقا بالمستوطنات، كما يقول التقرير.
وفي ظل السعي الإسرائيلي المحموم لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية عبر طرد سكانها، تحول موسم جني الزيتون إلى مواجهة واسعة بين الطرفين حيث تسعى قوات الاحتلال ومعها المستوطنون لمنع الفلسطينيين من جني أشجارهم التي يقولون إن عمر بعضها أكبر من عمر إسرائيل.
وأمس الأحد، اعتدى مستوطنون على المزارعين في بلدات كوبر ودير عمار وبيتا وسالم، وذلك في إطار التصعيد غير المسبوق ضد مساحات الزيتون الفلسطينية.
وتصل هذه المساحة إلى 820 ألف دونم في جبال وتلال الضفة، وهي تضم 11 مليون شجرة مملوكة للفلسطينيين الذين قالت البديري إنهم أصبحوا عاجزين عن جمع محاصيلها حتى الآن.
وحتى لا تصل هذه المشاهد إلى العالم، يقوم الاحتلال بالاعتداء على الطواقم الصحفية ويجبرها على مغادرة مواقع هذه الأحداث والقرى التي يجري حصارها بكل الطرق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
فيضانات وموت تحت الأنقاض: فصل جديد من الكارثة الإنسانية يضرب مخيمات غزة (تفاصيل)
يعيش قطاع غزة اليوم، كارثة إنسانية غير مسبوقة مع اشتداد الأمطار جراء المنخفض الجوي العميق، بالتزامن مع استمرار الإبادة الجماعية والحصار والتجويع للعام الثالث على التوالي، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف نازح قسريًا في خيام مهترئة ومساكن مدمرة، معرضين لتهديد مباشر على حياتهم مع دخول فصل الشتاء، تفاقمت المأساة الإنسانية بفعل المنخفضات الجوية، التي أدت إلى غرق آلاف الخيام والمساكن، وأسفرت أمس عن وفاة 13 مواطنًا، من بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة انهيار المنازل المدمرة وغرق الخيام، إلى جانب استشهاد 4 وإصابة 10 آخرين نتيجة استهداف الاحتلال. ويصل عدد ضحايا الإبادة منذ أكتوبر 2023 إلى 70373 شهيدًا، وعشرات الآلاف من المفقودين، و171079 إصابة.
وأكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن نحو 850 ألف نازح في أكثر من 760 موقع نزوح - أي ما يعادل 40% من سكان القطاع - يواجهون خطر الفيضانات المباشر، بعد أن غمرت المياه أو غرقت أكثر من 27 ألف خيمة، ما ترك سكانها بلا مأوى. وحذر من مخاطر تداخل مياه الأمطار مع مياه الصرف الصحي، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة، ويفاقم مأساة السكان، خصوصًا الأطفال وحديثي الولادة وكبار السن، الذين يواجهون البرد القارس دون مأوى أو تدفئة أو ملابس مناسبة.
وأشاد «عبد العاطي» بدور الطواقم الطبية والدفاع المدني، مشيرا إلى أنها تعمل بإمكانات محدودة للاستجابة لآلاف نداءات الاستغاثة، في ظل مواصلة الاحتلال عرقلة ومنع إدخال الخيام والمنازل المؤقتة والمعدات الثقيلة ومضخات المياه والمستلزمات الشتوية ومواد الإغاثة والإعمار والوقود من تداعيات الكارثة الإنسانية، ويحوّل المخيمات إلى ساحات موت يومية.
وأكد عبد العاطي أن ما يجري اليوم يشكل فصلًا جديدًا من الإبادة الجماعية، عبر مختلف الأدوات التي تشمل القتل الحصار والتجويع وترك المدنيين تحت وطأة الطقس القاسي، هذه السياسات والجرائم التي يتحمل المسؤولية الكاملة عنها دولة الاحتلال الإسرائيلي تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، كما أن العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية، الذي تفاقم مع دخول المنخفض الجوي، يعكس فشلًا أخلاقيًا وانهيارًا كاملًا لمنظومة القوانين والقيم الدولية، ويشكل تواطؤًا يشرّع استمرار حرب الإبادة، حيث يترك المدنيين بلا حماية أمام تهديدات الموت اليومي.
وشدد عبد العاطي على الحاجة لتدخل دولي عاجل وجاد لإنقاذ سكان غزة قبل فوات الأوان، فكل ساعة تمر تزيد حجم الكارثة، مطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية وأحرار العالم بالضغط والتدخل العاجل من اجل إلزام الاحتلال بإدخال جميع احتياجات القطاع، بما في ذلك خيام مقاومة للمياه والعواصف وكرافانات عاجلة، تضمن الحد الأدنى من الحماية والكرامة الإنسانية، وفتح جميع المعابر بشكل كامل ودون قيود لإدخال الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية، وتوفير حماية دولية فعّالة للمدنيين ووقف استهداف مراكز الإيواء، وتمكين المؤسسات الإنسانية، وخاصة الأونروا، من العمل دون قيود، مع تحرك أممي عاجل لوقف الإبادة الجماعية وبدء عملية استجابة إنسانية عاجلة لإنقاذ حياة السكان.
اقرأ أيضاًأكثر من 250 ألف نازح بسبب الأمطار.. بلدية غزة: الأوضاع كارثية (عاجل)
وزير الخارجية يبحث مع «جوتيريش» جهود دعم مسار التهدئة وتثبيت وقف اطلاق النار فى غزة
مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة