تحقيق أوروبي: روسيا تسرق الحبوب من جزيرة القرم وتهربه إلى الحوثيين في اليمن
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
كشف تحقيق أوروبي عن ناقلة بضائع سائبة أخرى تحمل العلم الروسي، تُدعى إيرتيش (رقم المنظمة البحرية الدولية: 9664976)، تعمل في تحدٍّ للعقوبات الغربية بتصدير الحبوب من شبه جزيرة القرم المحتلة إلى اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين.
وذكرت منصة "بيلينغكات" في تحقيق ترجمه للعربية "الموقع بوست" أنه على غرار سفن أخرى متورطة فيما تصفه أوكرانيا بـ"سرقة الحبوب"، عطّلت إيرتيش نظام تتبع موقعها في طريقها من وإلى ميناء سيفاستوبول.
صوّتت غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا ضد غزو روسيا لأوكرانيا. وصرحت آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) لبيلينغكات: "بصفتها هيئة مُفوضة من الأمم المتحدة، لا تملك آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) سلطة منع الشحنات بناءً على عقوبات وطنية أو إقليمية أحادية الجانب".
وأضافوا: "ينحصر تفويض آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في التحقق من الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن".
ومع ذلك، سبق أن سلط خبراء الضوء لموقع بيلينغكات على أنه حتى مع قيود هذا التفويض، فإن مرور شحنات الحبوب من الأراضي الأوكرانية المحتلة عبر آلية التفتيش التابعة للأمم المتحدة يُشكل وضعًا حرجًا.
وحسب التحقيق فإن بيلينغكات رسمت خريطة رحلة إرتيش من خلال الجمع بين بيانات نظام التعريف الآلي (AIS) من شركة لويدز ليست إنتليجنس وتحليلات الأقمار الصناعية. وخلال التحقيق، تم تحديد سفينتين إضافيتين معطلة أنظمة التتبع الخاصة بهما أثناء تحميل الحبوب في سيفاستوبول: ماتروس بوزينيتش (IMO: 9573816) وزفر (IMO: 9720263).
بعد أكثر من شهر بقليل من رؤية إرتيش لأول مرة وهي تُحمّل حبوبًا في ميناء سيفاستوبول، رصدت بيلينغكات سفينة روسية أخرى، تُدعى ماتروس بوزينيتش، على الرصيف نفسه. وكانت شبكة CNN قد رصدتها سابقًا عام 2022 لتصديرها حبوبًا من أوكرانيا المحتلة، ثم رصدتها بيلينغكات في العام التالي، وقد رست السفينة في محطة أفليتا للحبوب في 20 سبتمبر.
بعد يومين، أعادت ماتروس بوزينيتش تشغيل نظام التعريف الآلي (AIS) قبل الإبحار عبر مضيق البوسفور، تمامًا كما فعلت إرتيش. وبهيكلها المنخفض في الماء، صُوّرت السفينة وهي تمر عبر المياه التركية وهي تبدو محملة بالكامل.
وفق التحقيق فإنه بعد رسوها في جيبوتي، على الأرجح لتفتيشها من قِبل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش، تُظهر بيانات نظام التعريف الآلي (AIS) أن سفينة البضائع السائبة غادرت إلى الصليف، اليمن، في 8 أكتوبر. وحتى وقت النشر، لا تزال ماتروس بوزينيتش راسية قبالة ميناء الصليف، اليمن.
وأفادت بأن صور للأقمار الصناعية التقطت سفينة ثالثة، اتُهمت سابقًا بتهريب الحبوب، وهي سفينة "ظفر"، مع إيقاف نظام تحديد الهوية التلقائي (AIS) الخاص بها في ميناء سيفاستوبول اعتبارًا من 23 سبتمبر/أيلول.
حتى وقت النشر، لم تكن سفينة "ظفر" قد أبحرت إلى اليمن عبر جيبوتي. بل رست قبالة ميناء الإسكندرية في مصر، وهو موقع معروف آخر لتفريغ الحبوب من أوكرانيا المحتلة، وفقًا لتقارير OCCRP.
سرقة الحبوب
وأشارت إلى أن أوكرانيا حاولت مرارًا وتكرارًا ثني الدول عن شراء شحنات محملة بما تصفه بالحبوب المسروقة من المناطق المحتلة.
وأكدت المنصة أن ميناء سيفاستوبول ومحطة أفليتا للحبوب لا يزالا خاضعين لعقوبات أوروبية وبريطانية وأمريكية. وبينما لا تستهدف عقوبات الأمم المتحدة الميناء تحديدًا، فقد أصدرت غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قرارات تدين غزو روسيا لأوكرانيا واحتلالها لشبه جزيرة القرم منذ عام 2024.
وتابعت "سلّم كل من إرتيش وماتروس بوزينيتش الحبوب إلى ميناء الصليف الذي يسيطر عليه الحوثيون عبر جيبوتي، نقطة التفتيش التابعة لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن. بعد عشر سنوات من الحرب، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عشرات الآلاف من الناس في اليمن يعيشون في ظروف أشبه بالمجاعة، مع معاناة خمسة ملايين شخص آخرين من انعدام الأمن الغذائي.
أكدت آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) لموقع بيلينغكات أن سفينة إرتيش فُتشت "وفقًا للبروتوكولات التشغيلية لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش" في 7 سبتمبر/أيلول، وحصلت على تصريح من خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية (EHOC) التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية - وهي هيئة منفصلة تمامًا عن الأمم المتحدة - في 8 سبتمبر/أيلول.
وطبقا للتحقيق فإنه عندما سُئلت عما إذا كانت آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش على علم بأن السفينة قد حملت حبوبًا من ميناء خاضع لعقوبات غربية، أجابت الوكالة: "ينحصر تفويض آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في التحقق من الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن. أما العقوبات الوطنية الأحادية الجانب أو التدابير التي تتجاوز هذا النطاق، فهي خارج نطاق تفويض آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش".
وأردف موقع بيلينغكات "لم تستجب الحكومة الروسية ولا وزارة خارجيتها لطلبات التعليق".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا القمح الحوثي تهريب میناء سیفاستوبول الحبوب من فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن يطرح تحدياته البيئية أمام الأمم المتحدة ويطالب بتمويل مناخي عادل
واستعرض العواضي، في كلمة اليمن، أبرز التحديات البيئية التي تواجه البلاد، وفي مقدمتها الجفاف وتراجع الموارد المائية، وتكرار الفيضانات، وتدهور الأراضي، وفقدان الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي، إضافة إلى ضعف أنظمة الرصد والإنذار المبكر.
وأوضح أن هذه التحديات تفاقمت نتيجة انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية على الدولة، وما نتج عنه من تدمير للبنى البيئية الأساسية، وفرض ضغوط كبيرة على الموارد الطبيعية وسبل العيش.
وأكد أن اليمن، ورغم الظروف الصعبة، يواصل جهوده في تعزيز حماية البيئة، ودعم مبادرات الطاقة البديلة المجتمعية، والإدارة المستدامة للموارد، وبناء قدرات الشباب، إلى جانب إعادة تأهيل أنظمة الرصد والقياس بالتعاون مع الجهات الداعمة.
وشدد على أهمية توفير تمويل مناخي عادل وميسر يمكّن الدول الأقل نمواً من مواجهة آثار التغيرات المناخية، وتعزيز قدرتها على الصمود، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات المؤسسية.
وجدد العواضي التزام الجمهورية اليمنية بالعمل البيئي متعدد الأطراف، بما يسهم في بناء منظومة بيئية عالمية أكثر توازناً وقدرة على مواجهة التحديات المشتركة.
وشارك في الاجتماع وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع البيئة عبدالحكيم علاية.