اختيار زيت الطهي المناسب لصحتك... بين الفوائد والمخاطر
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
زيت الطعام .. تثير زيوت الطهي منذ سنوات نقاشًا واسعًا بين الخبراء حول فوائدها ومخاطرها، وبينما تُعد عنصرًا أساسيًا في كل مطبخ، يختلف تأثيرها الصحي باختلاف نوعها وطريقة استخدامها.
ويؤكد خبراء التغذية أن اختيار الزيت المناسب للطهي لا يقل أهمية عن نوع الطعام نفسه، إذ يمكن لبعض الزيوت أن تدعم صحة القلب والدماغ، بينما قد تسبب أخرى التهابات ومشكلات مزمنة إذا استُخدمت بشكل غير صحيح.
يعتبر زيت الزيتون البكر الممتاز رمزًا للصحة في النظام الغذائي المتوسطي، إذ يحتوي على دهون أحادية غير مشبعة ومضادات أكسدة تحمي القلب والأوعية الدموية. إلا أن الخبراء يحذرون من استخدامه في درجات حرارة مرتفعة، لأن نقطة دخانه المنخفضة تجعل مركباته المفيدة تتحلل وتُنتج جزيئات ضارة عند القلي الشديد. لذا يُنصح باستخدامه في تتبيلات السلطة أو لإضافة نكهة للأطعمة المطهية، بينما يُفضل زيت الزيتون المكرر للطهي في درجات حرارة أعلى، رغم أنه يفقد بعض فوائده أثناء التكرير.
يُروَّج لزيت جوز الهند كخيار “صحي”، لكنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة تصل إلى نحو 13 جرامًا في الملعقة الواحدة، وهي نصف الحد اليومي الموصى به. وتوضح خبيرة التغذية ريانون لامبرت أن هذه الدهون قد ترفع مستويات الكوليسترول الضار، مما يزيد خطر أمراض القلب.
ورغم احتوائه على حمض اللوريك الذي قد يرفع الكوليسترول الجيد، يوصي الخبراء باستخدامه باعتدال، ويفضلون قصره على الأطعمة التي تستفيد من نكهته المميزة مثل الكاري والحلويات.
زيت بذور اللفت... منافس قوي وزاخر بالأوميغا 3
يصف خبير التغذية روب هوبسون زيت بذور اللفت بأنه أحد أكثر الزيوت توازنًا من حيث الفوائد والسعر، إذ يحتوي على كميات قليلة من الدهون المشبعة وغني بالأحماض الدهنية أوميغا 3 التي تدعم صحة القلب والدماغ.
كما يتمتع بنقطة دخان مرتفعة تجعله مناسبًا للقلي والتحميص. ويؤكد هوبسون أن المخاوف من أحماض أوميغا 6 الموجودة فيه مبالغ فيها، وأن الدراسات لم تثبت صلتها المباشرة بأمراض القلب عند استهلاكها باعتدال.
زيت بذور الكتان... مغذٍ لكنه لا يتحمل الحرارة
يحتوي زيت بذور الكتان على نسبة ممتازة من أحماض أوميغا 3، لكنه حساس جدًا للحرارة ولا يصلح للطهي، إذ يتحلل عند درجات منخفضة. لذلك يُنصح باستخدامه فقط في تتبيلات السلطة أو الأطعمة الباردة للحفاظ على فوائده الغذائية.
نال زيت دوار الشمس انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره من “الزيوت السيئة”، بسبب احتوائه على نسبة عالية من أوميغا 6. لكن الخبراء يؤكدون أنه آمن تمامًا عند استخدامه باعتدال، خاصة أنه منخفض الدهون المشبعة ويتمتع بنقطة دخان مرتفعة تصل إلى 232 درجة مئوية، ما يجعله خيارًا ممتازًا للقلي.
تؤكد الأبحاث أن الاعتدال هو المفتاح عند اختيار زيت الطهي. فبينما يقدم زيت الزيتون والبذور والكتان فوائد كبيرة، يجب الانتباه لطريقة الاستخدام ودرجة الحرارة. ويظل التنويع بين الزيوت الطبيعية، مع تجنب الإفراط في أي نوع واحد، هو الطريق الأمثل للحفاظ على قلبٍ صحي وجسمٍ متوازن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زيت زيت الطعام تحمي القلب الأوعية الدموية ا زيت الزيتون القلب والأوعية الدموية الكوليسترول درجات منخفضة زيت جوز الهند زیت الزیتون زیت بذور
إقرأ أيضاً:
الزيوت العطرية.. علاج طبيعي يوازن بين الصحة والجمال والمزاج
تُعد الزيوت العطرية واحدة من أقدم وسائل العلاج والتجميل التي استخدمها الإنسان منذ العصور القديمة، وما زالت حتى اليوم تحظى بشعبية واسعة لما تمتلكه من خصائص علاجية وجمالية فريدة فهي ليست مجرد روائح مهدئة، بل مكونات طبيعية فعالة تُسهم في تحسين المزاج، وتعزيز الصحة العامة، والعناية بالبشرة والشعر بطرق آمنة وطبيعية.
تُستخلص الزيوت العطرية من الأزهار، والأعشاب، والفواكه، والجذور، مثل اللافندر، والياسمين، والبابونج، والنعناع، وزيت شجرة الشاي ولكل نوع منها تأثيره الخاص على الجسم والعقل. فعلى سبيل المثال، يُعرف زيت اللافندر بقدرته على تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر، بينما يساعد زيت النعناع على تنشيط الذهن ومحاربة الإرهاق.
وتُستخدم هذه الزيوت في ما يُعرف بـالعلاج بالروائح (Aromatherapy)، وهو أسلوب يعتمد على استنشاق الزيوت أو استخدامها في جلسات التدليك، حيث تعمل الجزيئات العطرية على تحفيز مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن المزاج والمشاعر. هذا التأثير النفسي يُترجم إلى راحة جسدية حقيقية، إذ يُساعد على خفض ضغط الدم وتحسين جودة النوم وتقليل القلق.
أما في مجال الجمال، فتُعتبر الزيوت العطرية عنصرًا أساسيًا في العناية بالبشرة والشعر. فزيت شجرة الشاي مثلًا يُعد من أقوى مضادات البكتيريا والفطريات، مما يجعله فعالًا في علاج حب الشباب وتنظيف المسام. بينما يعمل زيت الورد على ترطيب البشرة وتوحيد لونها ومنحها إشراقة طبيعية.
كما يمكن استخدام زيت إكليل الجبل (الروزماري) لتحفيز نمو الشعر وتقوية البصيلات، في حين يمنح زيت الأرجان نعومة ولمعانًا مذهلًا للشعر الجاف والمتقصف. ولتعزيز النتائج، يُنصح بمزج بضع قطرات من الزيت العطري مع زيت ناقل مثل زيت اللوز أو جوز الهند قبل الاستخدام.
ولا تقتصر فوائد الزيوت على الجمال فحسب، بل تُسهم أيضًا في تعزيز المناعة وتنقية الهواء داخل المنزل عند استخدامها في أجهزة نشر الروائح، حيث تعمل بعض الزيوت مثل الليمون والأوكالبتوس على تنقية الجو وقتل البكتيريا.