كبسولة من بكتيريا الأمعاء تبشّر بعصر جديد في علاج السمنة
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
في "أوتياروا" (نيوزيلندا)، يُصنف طفل من بين كل عشرة، وواحد من بين كل ثلاثة بالغين على أنهم يعانون من السمنة، ما يضع البلاد ثالثاً بين دول الـOECD من حيث ارتفاع المعدلات.
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "Nature Communications" أن جرعة واحدة من كبسولات تحتوي بكتيريا معوية صحية قد تُحدث أثراً طويل الأمد في الوقاية من مضاعفات السمنة، رغم عدم خسارة الوزن بشكل مباشر.
وشارك قبل ثماني سنوات، 87 مراهقاً يعانون من السمنة في تجربة أجرتها جامعة أوكلاند عبر معهد ليغينز، لاختبار فعالية نقل الميكروبيوم البرازي (FMT) من متبرعين أصحاء عبر كبسولات فموية. والآن، وبعد أربع سنوات من انتهاء التجربة الأصلية، تُظهر النتائج أن المشاركين الذين تلقوا الكبسولات كانوا أقل عُرضة لتطور المتلازمة الأيضية المرتبطة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية مقارنةً بمَن تلقوا دواءً وهمياً.
عبء السمنةويوضح البروفيسور واين كاتفيلد أن المشاركين الذين تلقوا البكتيريا لم يخسروا وزناً، لكنهم لم يكتسبوا وزناً إضافياً، على عكس مجموعة الدواء الوهمي، مع فارق متوسط بلغ 11 كغ (24 رطلاً)—رغم غياب الدلالة الإحصائية. الأهم، بحسب كاتفيلد، كان التأثير المستمر على المتلازمة الأيضية، التي تشمل خمسة مؤشرات: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع سكر الدم، ومحيط الخصر الكبير، وارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL).
ويضيف: "كان أكثر من ثلث المراهقين يعانون من المتلازمة الأيضية، التي تضاعف خطر الوفاة من أمراض القلب والسكتة، وترفع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني خمس مرات. ومن المذهل أن جرعة واحدة من FMT أدت إلى انخفاض كبير في المتلازمة استمر أربع سنوات."
Related دراسة تكشف.. كيف يقي الشاي الأخضر العضلات من آثار السمنةدراسة: 70% من البالغين في الولايات المتحدة مصابون بالسمنة وفق تعريف طبي جديددراسة تحذّر: الكيتو يقي من السمنة لكنه يُضعف الأنسولين ويُسبب الكبد الدهنيففي "أوتياروا" (نيوزيلندا)، يُصنف طفل من بين كل عشرة، وواحد من بين كل ثلاثة بالغين على أنهم يعانون من السمنة، ما يضع البلاد ثالثاً بين دول الـOECD من حيث ارتفاع المعدلات.
وغالباً ما يُترجم بدانة المراهقين إلى أمراض مزمنة في البلوغ، أبرزها السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان، وهشاشة المفاصل، وانقطاع النفس أثناء النوم، ومضاعفات الحمل.
بكتيريا تعيش أربع سنواتويشير البروفيسور جاستن أو سوليفان إلى ملاحظة بالغة الأهمية: البكتيريا الصحية التي نُقلت عبر الكبسولات لا تزال حاضرة ونشطة في أمعاء المشاركين بعد أربع سنوات. ويقول: "هذا يدفعنا لإعادة التفكير في الإطارات الزمنية التي نقيّم خلالها تأثير العلاجات القائمة على الميكروبيوم."
ويشير الفريق الآن إلى العمل على عزل عدد صغير من السلالات البكتيرية "الجيدة" المسؤولة عن الفوائد الصحية، تمهيداً لتطوير بروبيوتيك من الجيل التالي تستهدف حالات محددة عبر تغييرات مستدامة في الميكروبيوم.
ويؤكد كاتفيلد أن الهدف النهائي هو التسويق التجاري، وأن معهد ليغينز يعمل على إنتاج الكبسولات وتجريب تركيبة مخصصة، قائلاً: "هدفنا الأسمى هو تطوير مزيج فائق من البكتيريا يمكن تناوله للوقاية من المتلازمة الأيضية أو التخفيف منها. والخطوة الأولى هي إثبات أن تركيبتنا المخصصة فعّالة بالفعل."
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا بحث علمي حركة حماس دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا بحث علمي حركة حماس اضرابا عن الطعام بكتيريا سمنة مفرطة داء السكري الغذاء دراسة دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا بحث علمي حركة حماس الصحة شرطة تهريب المخدرات الكاريبي بريطانيا دراسة أربع سنوات یعانون من من السمنة من بین کل
إقرأ أيضاً:
تعتقد أنك بخير؟ جسدك قد يخفي دهونًا خطيرة رغم جسدك الرشيق
حتى الأشخاص الذين يبدون في صحة مثالية، قد يخفي جسدهم خطرًا صامتًا: الدهون العميقة. تتسلل هذه الدهون بهدوء إلى البطن والكبد، ويمكن أن تُلحق أضرارًا بالشرايين بصمت، مسببة مشكلات في القلب والأوعية .
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ماكماستر الكندية، ونُشرت في مجلة "كوميونيكيشنز ميديسن" في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أن الدهون العميقة داخل الجسم قد تسهم بشكل مباشر في تلف الشرايين، ما يثير تساؤلات حول جدوى الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم (BMI) كمقياس أساسي لتحديد مستوى السمنة والمخاطر المرتبطة بها.
الخطر الصامتلطالما ارتبطت لدهون العميقة، وهي الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية في البطن مثل الكبد والكلى والبنكرياس، بارتفاع خطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، غير أن الصلة المباشرة بين هذه الدهون ووظائف الشرايين لم تكن واضحة بعد.
واستند الباحثون إلى فحوصات تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وبيانات لأكثر من 33 ألف شخص في كندا والمملكة المتحدة، ليكتشفوا أن هذه الدهون ترتبط بشكل مباشر بتسمّك جدران الشرايين السباتية في الرقبة وتكوّن اللويحات داخلها. وتُعد هذه الشرايين أساسية لنقل الدم إلى الدماغ، فيما يشكّل تضيقها إنذارًا مبكرًا لاحتمال الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
ويقول راسل دي سوزا، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ في جامعة ماكماستر: "رغم أخذ عوامل الخطر التقليدية في الاعتبار كالكوليسترول وضغط الدم، تظلّ الدهون العميقة عامل أساسي في تلف الشرايين". ويضيف: "تشكل هذه النتائج جرس إنذار للأطباء وللجمهور على حد سواء، إذ تُظهر أن الخطر قد يكمن في الداخل وليس في الوزن".
منهج بحثي واسع وتحليل دقيقاعتمد فريق الدراسة على بيانات من مشروعين بحثيين كبيرين: "التحالف الكندي لصحة القلب والأوعية الدموية والعقل" (CAHHM) و"البنك الحيوي البريطاني" (UK Biobank)، مستخدمين تقنيات تصوير دقيقة لقياس توزيع الدهون وصحة الشرايين.
وتبيّن أن الدهون العميقة كانت الأكثر ارتباطًا بزيادة سماكة جدران الشرايين وتكوّن اللويحات داخلها. والأهم أن هذا الارتباط استمر حتى بعد أخذ العوامل المتعلقة بنمط الحياة والتمثيل الغذائي في الحسبان، ما يشير إلى أن هذه الدهون قد تؤثر في الشرايين بصرف النظر عن الوزن أو النظام الغذائي.
Related دراسة تكشف سر السمنة الوراثية: هل جينات الأم هي العامل الحاسم؟بهدف تعزيز حضورها في سوق أدوية السمنة..فايزر تستحوذ على شركة "ميتسيرا" مقابل 4.9 مليار دولاردراسة تكشف: تناول الطعام مبكرًا قد يحميك من السمنة إعادة التفكير في مفهوم السمنةتدعو الدراسة إلى إعادة النظر في الطريقة التي تُقاس بها السمنة والمخاطر المرتبطة بها، فمؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر لا يعكسان دائمًا الصورة الحقيقية لما يحدث داخل الجسد.
وتوضح سونيا أناند، المؤلفة المسؤولة عن الدراسة وأستاذة طب الأوعية الدموية في مركز "هاميلتون" للعلوم الصحية، أن "مظهر الشخص لا يكشف بالضرورة عن نوع الدهون التي يحملها، لأن الدهون الحشوية دهون نشطة أيضيًا وخطيرة، ترتبط بالالتهاب وتلف الشرايين حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة في الوزن".
وترى أناند أن "إعادة التفكير في أدوات قياس السمنة أمر ضروري لتطوير استراتيجيات وقائية أكثر دقة"، مشيرة إلى أن التقييمات التي تعتمد على التصوير قد تساعد في كشف هذه الدهون الخفية قبل أن تُحدث أضرارًا يصعب معالجتها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة