وسط هذا الصراع العالمى المخيف من حروب واضطرابات داخلية كمنطقة الشرق الأوسط الملتهبة وحرب روسيا وأوكرانيا ودخول دول الاتحاد الأوروبى فى هذا الصراع وتدخل امريكا فى كافة الملفات الدولية بفرض الهيمنة والسيطرة وارادتها على مسار تلك الصراعات وتبقى الصين تعمل فى صمت، فبعد أن أصبحت مصنع العالم وفرضت سيطرتها الاقتصادية باعتبارها أكبر مصدر، حيث تشكل صادراتها أكثر من ٤ ترليون دولار لم تكتفى بهذا السبق وتلك الريادة ولكنها رسمت لنفسها سياسة استراتيجية ثابتة لتحقيق نجاح مستدام لتفوق لا تستطيع دولة من اللحوق بها ووضعت الخطط لتتربع على عرش العالم الاقتصادى دون منافس، وكان لمشروع شى جين بينج التحديث الصينى النمط الذى يحقق التوازن بين الحضارتين المادية والمعنوية ويحترم التنوع الحضارى ويكرس القيم المشتركة ويعزز التبادل والتعاون الإنسانى على المستوى الدولى ويعمل على انتعاش اقتصاد العالم، وكان من أولوياته التحديث المستمر مع الاستقلالية واستكشاف المستقبل، فتفوقت الصين فى كافة الصناعات من الإبرة إلى الفضاء الخارجى وكرست أبحاثها على المستقبل وتقنياته فأولت أهمية كبرى للطاقة النظيفة والمتجددة وأصبحت تنتج ٦٠% من السيارات الكهربائية المنتجة عالميا وعلوم الفضاء وسيطرة على ٩٠% من العناصر الأرضية النادرة التى هى عبارة عن ١٧ عنصرا كيميائيًا، وقد سميت نادرة ليس لقلة وجودها فى القشرة الأرضية فهى متوفرة نسبيًا بل لصعوبة العثور عليها بتراكيز عالية قابلة للاستخراج الاقتصادى ولتعقيد عملية فصلها ومعالجتها، وهى سلسلة اللانثانيدات الـ١٥ بالإضافة إلى عنصرى السكانديوم والإيتريوم، وتلك العناصر النادرة حيوية وضرورية فى العديد من التقنيات المتقدمة والصناعات الحديثة فى الإلكترونيات والتقنيات العالية كتصنيع الهواتف الذكية وشاشات العرض والأقراص الصلبة وتستخدم فى إنتاج المغناطيسات الدائمة عالية الأداء وتستخدم فى البطاريات والمغناطيسات لمحركات السيارات الكهربائية والهجينة وتستخدم لإنتاج المغناطيسات القوية فى توربينات الرياح والطاقة الكهرومائية، كما أنها من المكونات الأساسية لأنظمة الأسلحة الموجهة بدقة وأجهزة الرؤية الليلية ومعدات الاتصالات والـ «جى بى إس» ونظام تحديد المواقع العالمى وتستخدم فى المجال الطبى فى الأجهزة الدقيقة، فيستخدم الجادولينيوم كعامل تباين فى فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسى، كما يستخدم الايتريوم فى علاج بعض أنواع السرطان وفى صناعة الزجاج البصرى الخاص والمحولات الحفازة فى السيارات وسبائك المعادن المتقدمة، ولا شك أن الصين أدركت منذ سنوات ضرورة الاستحواذ على هذا القطاع المهم الذى يتحكم فى إنتاج صناعات استراتيجية وعسكرية وتكنولوجية متقدمة، وباتت تملك السيطرة على ٩٠% من إنتاج تلك العناصر ووضعت هذا العام قواعد وإجراءات حمائية لحظر تصدير تلك المواد النادرة وذلك يعزز الموقف الاقتصادى ويرسخ أقدامها فى عالم الغد القريب فى أن تكون هى القوة الاقتصادية الأولى المهيمنة على الاقتصاد العالمى لسنوات طويلة، ويكون هذا العصر هو انفراد تام للصين فى سيادة اقتصادية مفردة ولقد مهدت لذلك بطريق الحرير وسلاسل إمداد وبنية تحتية وشراكة اقتصادية مع دول الجنوب وأفريقيا ودول البريكس ودول منظمة شنجهاى بأكثر من ٩٠٠ ترليون دولار، وجدير بالذكر أن ما تم ذكره جزء يسير من منظومة شاملة تعمل بخطط مدروسة لمشروع التحديث الصينى النمط الذى سنعرض له فى مقال آخر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسار تلك من ٤ ترليون
إقرأ أيضاً:
فتحي سند تعقيبا على أزمة الإسماعيلي: مرحبا بفتح الصندوق الأسود لنظام احتراف فاسد
علق الناقد الرياضي فتحي سند علي قرار وزارة الشباب والرياضة بإحالة مجلس الإدارة برئاسة المهندس نصر أبو الحسن إلي النيابة العامة.
وكتب فتحي سند :"إذا ..كان تحويل إدارة الإسماعيلي للنيابة العامة ..بداية التصدي لإهدار المال العام .فمرحبا بفتح الصندوق الأسود لنظام
احتراف فاسد ..إما إذا كان الإسماعيلي فقط ..يبقى " ولا مؤاخذة .الصندوق ". حيكمكم".
كانت وزارة الشباب والرياضة أعلنت إحالة مجلس إدارة النادي الإسماعيلي إلي النيابة العامة بداعي وجود مخالفات مالية جسيمة.
قال الإعلامي محمد المحمودي عبر الصفحة الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: : معلوماتنا في هاتريك من أكثر من مصدر، استثمار سعودي قد يكون على وشك الدخول في نادي الإسماعيلي.
تابع الإعلامي محمد المحمودي: القصة كالتالي .. كان هناك رغبة من مستثمرين سعوديين للدخول في نادي الإسماعيلي من خلال قانون الرياضة الجديد.
أضاف الإعلامي محمد المحمودي: قانون الرياضة الجديد سمح بوجود شركة كرة وبعض المستثمرين وكان هناك رغبة سعودية من 3 أو 4 شهور بالتواجد في نادي الإسماعيلي ..