اختتام دورة “طوفان الأقصى” بكلية التربية في ريمة
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
الثورة نت /..
اختتمت بمحافظة ريمة اليوم، الدورة التدريبية الأولى لقيادة ومنتسبو كلية التربية والعلوم التطبيقية بالمحافظة دفعة ” الشهيد القائد الفريق الركن محمد الغماري، ضمن دورات ” طوفان الأقصى “.
هدفت الدورة التي نظمتها على مدى سبعة أيام، الكلية بالتعاون مع التعبئة العامة، بالمحافظة، إلى إكساب المشاركين معارف حول الأساليب القتالية، في إطار التعبئة العامة لمواجهة العدو الصهيوني والأمريكي ونصرة غزة والأقصى الشريف.
وفي الاختتام، أشاد وكيل المحافظة محمد مراد بتفاعل قيادة ومنتسبي الكلية مع الدورات المفتوحة “لطوفان الأقصى ” وتخريج هذه الكوكبة من منتسبيها وفاءً للشهداء وإسنادا للشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة.
ولفت إلى ضرورة استشعار المشاركين في الدورة للمسؤولية انطلاقا من الواجب الديني والوطني في الدفاع عن الوطن وسيادته، والاستعداد التام لأي مواجهة مع الأعداء.
من جانبه أشار عميد الكلية بالمحافظة الدكتور عاصم الوليدي، إلى أهمية الدورات التأهيلية والتدريبية لتحقيق الاستفادة المثلى منها والعمل على تطوير قدرات المشاركين بالالتحاق بالمستويات المتقدمة من دورات التعبئة.
فيما أشار خليل النهاري في كملة المشاركين، إلى أنه سيتم الاستمرار في طريق الثبات وبناء الوطن وإفشال كافة مؤامرات الأعداء، والجهوزية لتنفيذ الخيارات الثورية للدفاع عن الوطن، ومناصرة الشعب الفلسطيني.
إلى ذلك نظم المشاركون في الدورة مسيرا راجلاً ومناورة قتالية، عكس مدى الجهوزية العالية لمواجهة أي مخاطر والتغلب على المؤامرات التي تستهدف البلاد.
وأكدوا الاستعداد للمشاركة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس ” وتقديم التضحيات حتى تحرير فلسطين من دنس الكيان الغاصب.
وجدد المشاركون العهد والولاء لقائد الثورة وللشهيد الغماري وكل الشهداء الذين ساروا على درب الجهاد والحرية والتحرر والاستقلال ومواجهة الأعداء ونصرة مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“خطاب العرش… وثيقة وطنية تؤكد الثبات والعبور نحو المستقبل”
صراحة نيوز- بقلم/ د. بسام ابوخضير
في خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة العشرين، تجلّى عمق القيادة وصدق الانتماء، واتضحت ملامح الرؤية الملكية التي لا تتوقف عند تشخيص الواقع، بل تتجاوزه إلى رسم خارطة طريق لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للوطن.
هذا الخطاب لم يكن مناسبة بروتوكولية فحسب، بل وثيقة وطنية جامعة حملت في طيّاتها الرسالة، والرؤية، والتحفيز، والموقف؛ فكل جملة جاءت موزونة بالمعنى والدلالة، وكل عبارة مشبعة بروح الانتماء والثقة بالشعب ومؤسساته.
وقف جلالته أمام ممثلي الأمة، بعمق الرؤية وشمول في التوجيه. كما هي عادته في كل دورة برلمانية، متحدثًا من موقع القائد الأب، لا المتفرج أو الموجّه من بعيد، بل المشارك في الهمّ الوطني والراصد لتفاصيله.
وقد حمل مستهل الخطاب بعدًا وجدانيًا حين قال جلالته:
> “يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم، يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله…”
في هذه العبارات العميقة نلمس صدق القيادة الإنسانية وعلاقة الثقة المتبادلة بين القائد وشعبه. فالملك لا يتحدث من برجٍ عالٍ، بل من قلب الوطن وبين أبنائه، فيكشف ما يعتمل في صدره من قلق على الوطن، واعتزاز بشعبه الاباة الصيد وتاريخ الهاشميين التليد.
لم يُخفِ أن طريق الإصلاح لا يزال طويلاً، لكنه أكد بلهجة الحزم والمسؤولية أن الإنجاز ممكن بالإرادة والعمل، داعيًا إلى مواصلة مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.
وهنا، تتجلى الواقعية السياسية للخطاب الملكي، إذ لم يكتفِ بالإشادة بما تحقق، بل وضع الإصبع على الحاجة إلى “العمل المنقطع النظير” واستثمار الوقت وعدم التراخي.
لقد كان الخطاب بمثابة خارطة طريق متجددة، تربط بين تحديث الدولة وتطوير الخدمات والتعليم والصحة والنقل، وتضع المواطن في قلب العملية الإصلاحية لا على هامشها.
أبرز ما ميز الخطاب هو التمجيد الصادق للأردني الإنسان، وتأكيد الثقة بالاردنيين: العامل والمزارع والمعلم والجندي، بوصفه عماد الدولة وسرّ بقائها.
قال جلالته:
> “الأردني الذي تعلم فعلم، الذي زرع فأطعم، الذي تميز فرفع رؤوسنا بين الشعوب”
بهذا المعنى، فإن الخطاب لا يخاطب المؤسسات فقط، بل يحتفي بالإنسان الأردني ذاته، الذي يواجه الصعاب ويصنع الإنجاز رغم الأزمات، مجسّدًا روح العزيمة التي قامت عليها الدولة منذ نشأتها.
في الموقف القومي والإنساني وفي الشق الإقليمي من الخطاب، عبّر جلالته عن موقف أردني ثابت وأصيل تجاه القضايا العربية، وفي مقدمتها مأساة غزة.
قال جلالته بوضوح وحزم:
> “سنقف إلى جانب أهلنا في غزة بكل إمكانياتنا… ولن نقبل باستمرار الانتهاكات في الضفة الغربية.”
تلك العبارات تختصر الهوية الدبلوماسية الأردنية: إنسانية في نهجها، ثابتة في مواقفها، وعادلة في بوصلتها.
كما أعاد جلالته التأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلانية والمسيحية في القدس الشريف، باعتبارها مسؤولية تاريخية وشرفًا قوميًا لا يحيد عنه الأردن مهما تبدلت الظروف.
وجاء في خاتمة الخطاب نبرة الثقة والالهام اذ لم تخل من جرعة معنوية عالية حين أكد جلالته أن “خدمة الوطن واجب مقدس علينا جميعًا، فلا خوف على الأردن القوي بشعبه ومؤسساته.”
هذه الجملة، بقدر ما تحمل من ثقة وثبات، فإنها تشحن الهمم وتغرس في النفوس الاطمئنان بأن الأردن، رغم كل ما يحيط به من تحديات، سيبقى صامدًا ما دام شعبه موحدًا خلف قيادته.
إن خطاب العرش الأخير ليس مجرد نص سياسي، بل بيان وطني شامل يجمع بين الحكمة والعزم، بين الواقعية والطموح، وبين العمق الإنساني والصلابة في الموقف.
وقد جسّد جلالة الملك عبدالله الثاني من خلاله نهج الدولة الأردنية الحديثة: دولة تستمد قوتها من وحدتها، وتواجه التحديات بالإيمان والعزيمة والعمل.
في هذا الخطاب، رأى الأردنيون صورتهم في مرآة قائدهم، وسمعوا صوت الوطن الذي لا يعرف الانكسار، بل يعرف طريقه نحو الغد بثقة وثبات واقتدار .
> والأردنيون، وهم يتشربون خطاب جلالته بكل مضامينه ومنطلقاته ودلالاته، يمضون بكل معاني الوفاء والولاء على عهدهم الراسخ الذي عاهدوا عليه، عهدٍ لم يعتْره وهنٌ ولم ينتبه هزال، مؤكدين بيعتهم المتجددة بُكرةً وأصيلًا، مستمدّين مؤونة عزمهم من اعتزازهم بمواقف قيادتهم الهاشمية الرائدة وتاريخها المشرّف الممتد من جذور العروبة والإسلام. ويؤكد الأردنيون أنهم ماضون على النهج ذاته، يحيطون العرش بالأرواح والمهج، ويمضون بثباتٍ وإيمان.