شرق المتوسط يتخذ خطوة تاريخية.. اعتماد قرار لتوسيع خدمات الرعاية التلطيفية وضمان “رعاية بلا معاناة”
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
في تحول غير مسبوق نحو نظام صحي أكثر إنصافًا وإنسانية، أقرت دول إقليم شرق المتوسط القرار ش م/ل إ72/ق-4 بشأن النهوض بالرعاية التلطيفية، خلال الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية.
ويُعد هذا القرار علامة فارقة في التزام الإقليم بتوفير الدعم والرعاية للمرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة أو مهدِّدة للحياة.
وقد جاءت هذه الخطوة عقب عرض شامل قدمته الدكتورة لمياء محمود، المستشارة الإقليمية للوقاية من الأمراض غير السارية، أبرزت فيه فجوة هائلة في تلبية احتياجات المرضى؛ إذ يحتاج نحو 2.4 مليون شخص سنويًا إلى الرعاية التلطيفية، بينما يحصل أقل من 1% منهم عليها. وترجع هذه الفجوة إلى الأزمات الإنسانية، ونقص الأدوية الأساسية، وسوء الفهم الشائع بأن الرعاية التلطيفية تقتصر على مرحلة نهاية الحياة فقط.
القرار الجديد يستند إلى ضرورات أخلاقية وعلمية واقتصادية، ويدعو الدول الأعضاء إلى:
دمج الرعاية التلطيفية في الاستراتيجيات الوطنية وحزم المنافع الصحية.ضمان توافر الأدوية الأساسية، خاصة المسكنات الأفيونية الفموية.تدريب جميع المهنيين الصحيين على مهارات الرعاية التلطيفية الأساسية.الاعتراف بالتخصص المهني المتقدم في هذا المجال.تعزيز الرعاية المنزلية والمشاركة المجتمعية.إرساء نظم للرصد والتقييم والبحث العلمي.وأكدت الورقة التقنية أن الإدماج المبكر للرعاية التلطيفية لا يخفف من معاناة المرضى فحسب، بل يحسن نتائج العلاج ويزيد رضا المرضى وأسرهم، كما يقلل نفقات الرعاية الصحية بنسبة تصل إلى 30%.
وشددت على أن نجاح الرعاية التلطيفية يتطلب نهجًا متكاملًا يشمل النظام الصحي بأكمله، من المستشفيات المتخصصة إلى الرعاية الأولية والمنزلية، مع رفع الوعي العام وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ودعم الأسر ومقدمي الرعاية.
التزام إقليمي واسعشارك في صياغة القرار ممثلون من 22 دولة من دول الإقليم، بعد مشاورات تناولت ستة محاور رئيسية: الحوكمة، وتقديم الخدمات، والمجتمع، والأدوية، والتعليم، والرصد. واستند القرار إلى مرجعيات دولية من أبرزها قرار جمعية الصحة العالمية 67-19 (2014)، إضافة إلى أحدث التقارير الصادرة عن المجلة الصحية لشرق المتوسط (2022) وقمة الابتكار في الرعاية الصحية (2024).
وقد عرضت الدول الأعضاء تجاربها الوطنية، حيث شدد الأردن على أهمية الصمود في الأزمات، وأكدت الإمارات أن الرعاية التلطيفية "حق للجميع"، بينما تعمل العراق والكويت ومصر على تعزيز التدريب والإتاحة وتطوير الرعاية المنزلية. كما أحرزت عُمان والسعودية والمغرب وإيران والبحرين تقدمًا في الإصلاحات التشريعية والرقمنة والتطبيب عن بُعد.
وأبدت منظمات إقليمية ودولية دعمها القوي، من بينها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية ومجلس شباب منظمة الصحة العالمية، الذي دعا إلى دمج دعم الصحة النفسية ضمن برامج الرعاية التلطيفية.
وفي ختام الجلسة، أكدت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن:
“الرعاية التلطيفية ليست تحديًا، بل حلًّا. فلنضمن أن لا يعاني أي مريض دون داعٍ. لقد حان وقت العمل.”
بهذا القرار، يفتح إقليم شرق المتوسط صفحة جديدة نحو رعاية صحية رحيمة وشاملة تضع كرامة الإنسان في صميم كل سياسة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دول إقليم شرق المتوسط نظام صحي الرعاية التلطيفية الرعایة التلطیفیة الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
سوريا تعزز تواصلها بشبكة الاتصالات العالمية
وقعت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات السورية، أمس، اتفاقية مع شركة «ميدوسا» الإسبانية لإنزال أول كابل بحري دولي يصل إلى سوريا.
وذكرت وزارة الاتصالات السورية، أن المشروع يهدف إلى ربط سوريا بشبكة الاتصالات العالمية عبر البحر الأبيض المتوسط، ضمن منظومة تربط أكثر من 12 دولة في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، بما يسهم في تعزيز البنية التحتية الرقمية وتطوير خدمات الإنترنت والبيانات في البلاد. وأكد عبد السلام هيكل وزير الاتصالات السوري، أن الاتفاق يمثل خطوة إستراتيجية نحو تحقيق التحول الرقمي وتوسيع الربط الدولي، مشيدا بالتعاون التقني واللوجستي مع الجانب الإسباني.
من جانبها، أوضحت شركة «ميدوسا» أن إنزال الكابل في السواحل السورية يعد محطة أساسية في مشروعها الإقليمي الممتد من المحيط الأطلسي إلى شرق المتوسط.