المتحف المصري الكبير.. أعظم صرح أثري في العالم على أبواب الأهرامات
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
بعد أكثر من ثلاثة عقود على إعلان فكرته وعشرين عامًا من أعمال البناء المتواصلة، تستعد مصر أخيرًا لافتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر المقبل، في حدث يوصف بأنه الحدث الثقافي الأكبر في القرن الحادي والعشرين.
ويعد المتحف، الذي يقع على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، أكبر متحف أثري في العالم، إذ يجمع تحت سقف واحد أغلب كنوز الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك المجموعة الكاملة لمقتنيات مقبرة الملك توت عنخ آمون التي تعرض لأول مرة مجتمعة أمام الجمهور.
يمتد المتحف على مساحة 90 ألف متر مربع ضمن موقع تبلغ مساحته 50 هكتارًا، أي ما يعادل نحو ستة أضعاف حجم المتحف المصري القديم في ميدان التحرير.
من فكرة إلى إنجازتعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى تسعينيات القرن الماضي، حين أدركت السلطات المصرية أن متحف التحرير لم يعد قادرًا على استيعاب الكم الهائل من الاكتشافات الأثرية الجديدة.
وفي عام 1992 أعلن الرئيس الأسبق حسني مبارك رسميًا عن المشروع، ليكون صرحًا حضاريًا يقف شامخًا إلى جوار الأهرامات، في تجسيد حي لامتداد التاريخ المصري عبر العصور.
وفي عام 2002 أطلقت مسابقة معمارية دولية فازت بها شركة “هينيغان بينغ” الأيرلندية، التي صممت مبنى يأخذ شكلًا هندسيًا مستوحى من فكرة الهرم، بواجهات زجاجية مائلة تحاكي خطوط الصحراء ونور الشمس المصرية.
لكن طريق الإنجاز لم يكن سهلًا؛ فقد واجه المشروع تحديات سياسية واقتصادية وجائحة كورونا، بالإضافة إلى اضطرابات إقليمية متتالية، آخرها الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أثرت على حركة التمويل والسياحة في المنطقة.
ورغم ذلك، نجحت مصر في استكمال المشروع بميزانية تجاوزت مليار دولار، بتمويل مشترك من الدولة وقروض دولية، أبرزها من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي.
ويركز المتحف في تصميمه الداخلي على دمج المسارين الزمني والموضوعي في العرض، بحيث يحصل الزائر على تجربة شاملة للحضارة المصرية من خلال مسارين أفقي وعمودي.
ومن بين أبرز القطع المعروضة سفينة الشمس الخاصة بالملك خوفو، التي تم نقلها بعناية فائقة لتعرض في قاعة مخصصة باعتبارها واحدة من أقدم وأضخم القطع الخشبية في العالم، و«رمزًا لفكرة الخلود في العقيدة المصرية القديمة».
ولا يقتصر افتتاح المتحف المصري الكبير على بعده التراثي، بل يأتي ضمن رؤية شاملة للنهوض بقطاع السياحة الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد المصري.
فوفقًا لبيانات وزارة السياحة، استقبلت مصر نحو 15.8 مليون سائح في عام 2024، وهو رقم قياسي، وتسعى الحكومة لرفع العدد إلى 30 مليون سائح بحلول 2028.
كما يجري تطوير شبكة الفنادق والمطارات، في ظل خطة حكومية متكاملة تهدف إلى تحويل مصر إلى «الوجهة السياحية الأكثر تنوعًا وحيوية في العالم»، بحسب ما أكده وزير السياحة والآثار شريف فتحي في مؤتمر عقده في مايو الماضي.
ويقف المتحف المصري الكبير اليوم كـ جسر معماري وثقافي بين مصر القديمة ومصر الحديثة — بين حضارة عمرها خمسة آلاف عام وطموح يسعى لكتابة فصل جديد في تاريخها.
إنه ليس مجرد متحف للآثار، بل رمز لنهضة ثقافية جديدة تعيد لمصر مكانتها كـ«عاصمة للتاريخ والإنسانية».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير المتحف الكبير مصر المتحف المصری الکبیر فی العالم
إقرأ أيضاً:
مصر تفتح أبواب التاريخ .. 10زعماء زاروا المتحف الكبير قبل الافتتاح.. و60 زعيمًا يحتفون بميلاد صرح للحضارة المصرية
شهدت القاهرة خلال الأسابيع الماضية، في إطار الاستعدادات النهائية للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، توافد عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين الدوليين لزيارة المتحف، الذي يُعد أكبر صرح متحفي في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وجاءت زيارات الزعماء لتؤكد المكانة العالمية للمشروع، والدور الحضاري الذي تسعى مصر إلى ترسيخه عبر هذا المعلم الثقافي الفريد.
زيارات رفيعة المستوىووفقًا لتقارير الصحف العالمية، يحظى المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه السبت المقبل باهتمام واسع دوليا لما لمصر من مكانة ثقافية كبيرة ولما تحظى به فعليا الحضارة الفرعونية من جذب عالمي، وشملت قائمة الزوار قبل الافتتاح الرسمي عددًا من قادة الدول، من أبرزهم:
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،الرئيس الفيتنامي لوونج كوونج،رئيس أنغولا جواو لورينسو،رئيس جزر القمر غزالي عثماني،رئيس سنغافورة ثارمان شانموجاراتنام،رئيس وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتش،رئيس وزراء صربيا ديورو ماتسوت،رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام،الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بان كي مون.مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكيكما زار المتحف أيضًا كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، وعدد من رؤساء الوفود الدولية المشاركين في المؤتمرات التي استضافتها مصر مؤخرًا، بحسب ما تداولته تقارير الإعلام الدولي.
إشراف مصري ومتابعة ميدانيةرافق كبار الزوار خلال جولاتهم داخل المتحف رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير السياحة والآثار شريف فتحي، إضافة إلى عدد من قيادات وزارة الثقافة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
واطلع الضيوف على المراحل النهائية لتجهيزات القاعات الكبرى، ولا سيما قاعة مقتنيات الملك توت عنخ آمون التي تضم نحو 5 آلاف قطعة أثرية تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.
المتحف... مشروع حضاري عالميويُعد المتحف المصري الكبير أحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، إذ يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق تاريخ مصر منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني.
وتؤكد وزارة السياحة والآثار أن المشروع يهدف إلى «تقديم تجربة متحفية متكاملة تُبرز الهوية المصرية بوسائل عرض حديثة وتفاعلية»، مع اعتماد أحدث تقنيات الإضاءة والتحكم البيئي للحفاظ على الآثار.
رسائل الزيارات وأبعادهاوتؤكد الزيارات المتكررة من شخصيات دولية بارزة أن المتحف المصري الكبير لا يمثل مشروعًا أثريًا فحسب، بل هو منصة دبلوماسية وثقافية تجسّد مكانة مصر الحضارية.
ووفقًا لموقع «روسيا اليوم»، يُتوقّع أن يحضر الافتتاح الرسمي، المقرر في نوفمبر المقبل، ما لا يقل عن 60 زعيمًا ورئيس حكومة من مختلف أنحاء العالم
وتعكس هذه الزيارات الرفيعة المكانة التي يحتلها المتحف المصري الكبير في الوعي العالمي، كأكبر مشروع ثقافي في تاريخ مصر الحديث، وكجسر حضاري يربط الماضي بالمستقبل، ومصر بالعالم.