من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
لا تخطئ حبيبتي موعدها معي، أقبلتْ يسبقها حسنها، يعلن عنها بهاؤها، عطرها ملأ الأماكن التي مرت بها، شالها الأصفر زادها غموضًا وإجلالًا، حينما ابتسمتْ لي، أطلق الليل سراح الشمس السجينة، لوحتْ لي من بعيد، أقبل إليّ، فأنا اشتقت لك، عيناها حدثتني بما عجزت عنه كل حروف العشق، أخبرتني بأنها لا ترى سواي رجلًا على الأرض.
قالت لي:
- حين نلتقي بعد عشر سنوات، لاتسألني أين كنتِ، لأن النجوم كانت بعيدة، ومبعثرة وطبقات السماء ليست سبعًا.
نهار جمعة صيفي ..
تركتني أرفع شالها، ألمسُ خصلات شعرها المجعد، أما يداي، فقد طال حديثها مع تلك الخدود الناعمة،
انتهى الكلام لتبدأ لغة أخرى، قبّلتها وسط نظرات الناس التي تريد التهامنا، ضحك الجميع وأشاروا إلينا باستغراب، همستُ في أذنها:
- هذه آخر جمعة لن نكون فيها معًا.
ابتسمتْ بخجلٍ وقالت:
ليلة البارحة رأيتكَ في حلمي، وعلى ثوبي نبيذ قرمزي اللون!.
مطر عينيها حبات من وقت، كل ثانية تسقط أعشقها أكثر من التي قبلها.
أجبتها بعد احتضان كفي بكفها:
- بعد هذا النهار سنكون معًا في الأحلام واليقظة، نعوم سويًا في الموجة تحت البنفسجية وفوق الحمراء.
قالت:
- أنتَ وسيم متفرد حين تتطاير النوتات من فمك!.
- وأنت جميلة في الأحمر!.
نهار جمعة خريفي ..
جلسنا متجاورين أكثر مما ينبغي، نترقب سقوط أوراق الشجر، سألتني دون أن ترفع رأسها من على كتفي:
ـ هل تحزن الأشجار لرحيل الأوراق وهجرة الطيور؟.
لم أرد عليها، سؤالها هزني بقوة، جعل الكلمات تتطاير صوب تلك الأشجار وتسألها: هل حقًا تحزنين لرحيل الأوراق وهجرة الطيور؟ أم أن شريان الحب الذي يسري في جذوركِ، يمدك دومًا بأمل جديد؟.
نهار جمعة شتائي ..
لا تخطئ أبدًا موعدها معي، لم يحدث ولو لمرة أن اخطأت منذُ رحيلها مع تلك الأوراق، لم أخطأ أبدًا موعدي معها، انتظرها مع الوقت، في المكانِ نفسه الذي التقيتها فيه، ندخل لذلك المحل، أطلب منها اختيار إطار نظارة مناسب لي، وانتقي لها عطرًا يليق بجسدها الرائع، ثم أدعوها لنحتسي الشاي.
لم يكن ذلك اليوم جمعة، قبّلتني قبل أن تتركني لتقطع ذلك الشارع اللعين وتغيب فيه دون رجعة.
رأيتها في حلمي تدعوني لنحلق بعيدًا عن هذه الأرض، همستْ لي:
- هناك، لن تتشظى أرواحنا.
بعد عشرين جمعة ...
لم تُخطئ أبدًا موعدها معي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فوز حمزة إبداعات الشباب
إقرأ أيضاً:
بعد تحرّك نقابة المهندسين ضد مُرشحين «مُنتحلي صفة».. كيف يواجه القانون جرائم تزوير المستندات؟
بعد إعلان نقابة المهندسين التقدّم بشكوى رسمية إلى "الهيئة الوطنية للانتخابات" ضد عدد من المرشحين لمجلس النواب، بدعوى انتحالهم لقب "مهندس" في دعايتهم الانتخابية دون وجه حق، يتساءل البعض عن العقوبات القانونية الصارمة التي تواجه كل من يزور أو يدعي صفات مهنية دون سند رسمي.
وقال المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، إنه سيتقدم غداً بشكوى رسمية إلى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار حازم بدوي، بشأن عدد من مرشحي مجلس النواب الذين يدعون حملهم لقب «مهندس» دون أن يكونوا حاصلين على هذه الصفة أو الترخيص المهني الذي يخوّلهم استخدام هذا اللقب في الدعاية الانتخابية.
وطالب "النبراوي" بإلزام المرشحين فوراً بوقف ما وصفه بـ"التدليس"، وإزالة لقب "مهندس" من جميع الملصقات والدعايا الانتخابية الخاصة بهم، ومحاسبتهم قانونياً، مع اتخاذ ما يلزم من إجراءات فورية لمتابعة هذا الأمر بالشكل القانوني المطلوب.
وأكد “النبراوي” أن نقابة المهندسين تحترم جميع المهن والشهادات وتقدّر أصحابها، لكنه شدّد أنه لن يقبل بأي حال من الأحوال الادعاء بحمل لقب "مهندس" دون وجه حق، لما يمثله ذلك من مساس بالمهنة وتضليل للرأي العام والناخبين، فضلًا عن كونه إهدار لحقوق المهندسين الحقيقيين.
واختتم المهندس طارق النبراوي بالتأكيد على أن النقابة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية والنقابية اللازمة لحماية المهنة والحفاظ على مكانتها أمام محاولات الانتحال والتدليس، حرصًا على احترام القوانين التي تنظم ممارسة مهنة الهندسة في مصر.
عقوبة تزوير الأوراق الرسميةنصت المادة 211 من قانون العقوبات على أن كل صاحب وظيفة عمومية ارتكب تزويرًا أثناء تأدية عمله من خلال أحكام صادرة أو وثائق أو دفاتر وسجلات أو تقارير ومحاضر وغيرها من الأوراق التي تحتوي على إمضاءات أو أختام مزورة أو بتغيير المحررات أو زيادة كلمات أو بوضع أسماء أو صور أشخاص آخرين يعاقب بالسجن المشدد.
ونصت المادة 212 من قانون العقوبات على أن كل شخص ليس موظفًا قام بارتكاب تزوير كما هو مبين في المادة 211 يعاقب بالسجن المشدد أو مدة قد تصل إلى 10 سنوات سجنا.
ونصت المادة 214 من قانون العقوبات على أنه من استعمل الأوراق المزورة المذكورة في المواد السابقة وهو يعلم تزويرها يعاقب بالسجن المشدد أو بالسجن لمدة ثلاث إلى عشر سنوات.
كما نصت المادة 214 من قانون العقوبات أيضًا إلى أنه طالما ارتكب صاحب الأوراق الجريمة لغرض إجرامي، فإن الجاني يستحق العقوبة للجريمة الأشد في العقاب أو العقوبتين للجريمة، وبالتالي فإن مزور شهادة الثانوية العامة أو أي شهادة دراسية أخرى تصل عقوبته إلى 10 سنوات.