نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، للصحفي آدم ويليامز، قال فيه إنّ: "باتريك غيلسينغر، الرئيس التنفيذي لشركة Gloo، جعل من مهمته تعزيز المبادئ المسيحية في وادي السيليكون، ففي آذار/ مارس، بعد ثلاثة أشهر من إجباره على ترك منصبه كرئيس تنفيذي لشركة إنتل ورفع المساهمين قضية ضده".

وبحسب التقرير فإنّ: "غيلسينغر قد تولّى زمام الأمور في Gloo، وهي شركة تكنولوجيا مصممة لما يسميه النظام البيئي للإيمان؛ بالإضافة إلى روبوتات الدردشة ومساعدي الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمل الرعوي ودعم الخدمة الدينية".



وتابع: "يأتي هذا التحول في مسيرة الرئيس التنفيذي السابق في الوقت الذي تعود فيه صناعة التكنولوجيا الأمريكية إلى الساحة السياسية كمصدر رئيسي للإيرادات، وقام بعض أبرز قادتها الحاليين بتمويل حملة إعادة انتخاب دونالد ترامب كما جددوا سعيهم للحصول على عقود حكومية مع قيام إدارة ترامب الثانية بإحياء المحافظة الدينية في واشنطن العاصمة".

"الآن، بصفته الرئيس التنفيذي ورئيس قسم التكنولوجيا في Gloo (وبعيدا إلى حد كبير عن دعوى المساهمين)، جعل غيلسينغر من مهمته الأساسية تعزيز مبادئ الشركة المسيحية بقوة ناعمة في وادي السيليكون، وقاعات الكونغرس، وخارجها، مسلحا بصندوق تمويل بقيمة 110 ملايين دولار" وفقا للتقرير نفسه.

واسترسل: "دعوته للعمل هي أيضا دعوة لذكاء اصطناعي يتماشى مع القيم المسيحية: منتجات تقنية مثل تلك التي تبنيها Gloo، والتي تم بناء العديد منها على نماذج لغوية كبيرة موجودة، ولكن تم تعديلها لتعكس المعتقدات اللاهوتية للمستخدمين، حيث قال: كانت مهمتي في الحياة هي العمل على جزء من التكنولوجيا من شأنه تحسين نوعية حياة كل إنسان على هذا الكوكب وتسريع عودة المسيح".

وأردف: "تقول شركة Gloo إنها تخدم أكثر من 140 ألفا من قادة الإيمان والخدمة الدينية والمنظمات غير الربحية، على الرغم من أنّ عملائها المستهدفين ليسوا متماثلين، إلا أن قاعدة مستخدمي Gloo تتضاءل مقارنة بعمالقة صناعة الذكاء الاصطناعي: يعتمد حوالي 800 مليون مستخدم نشط على ChatGPT كل أسبوع، ناهيك عن Claude وGrok  وغيرها".

وأبرز: "لتدين، كما هو الحال مع غيلسينغر - وهو مسيحي متجدد الإيمان وصف وادي السيليكون بأنه "مجال دعوته" - يُشكّل ثقافة وادي السيليكون على صورته، فبينما كان يُزعم في السابق وجود الإلحاد، يوجد الآن ثقافة تكنولوجية مسيحية واضحة المعالم وذات تأثير كبير؛ في وادي السيليكون، بحسب داميان ويليامز، الباحث في جامعة نورث كارولينا في شارلوت الذي يدرس كيفية تأثر التقنيات بالمعتقدات الدينية".

وأردف: "يتجلى ذلك في شخصيات مثل بيتر ثيل - الذي يحذر من مجيء المسيح الدجال إذا فشلت البشرية في العمل نحو أطر تكنولوجية معينة - وكاثرين بويل من شركة أندرسن هورويتز، الصديقة المقربة لنائب الرئيس جيه دي فانس. لطالما كان غيلسينغر صريحا بشأن قيمه المسيحية، حيث ساهم في تأسيس منظمة "تحويل منطقة الخليج (في كاليفورنيا) بالمسيح" في عام 2013، وهي منظمة تهدف إلى إشعال حركة روحية مسيحية في المنطقة".

وفي حديثه بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر في ندوة شاركت في تنظيمها شركة Gloo، وجامعة كولورادو المسيحية، وهي جامعة محافظة، وصحيفة كريستيان بوست، وهي وسيلة إعلامية مسيحية إنجيلية محافظة، وصف غيلسينغر تطور الذكاء الاصطناعي بأنه "لحظة غوتنبرغ أخرى": تحول تاريخي لا يقل أهمية عن الإصلاح الديني. وبنفس الطريقة التي استخدم بها "راهب صغير بدين"، مارتن لوثر، المطبعة لتحفيز "أعظم فترة من الاختراعات البشرية"، يرى غيلسينغر فرصة مماثلة مدفوعة بالإيمان اليوم لتغيير مسار التاريخ من خلال الذكاء الاصطناعي.

Four takeaways from my presentation at the AI for Humanity event with @ChristianPost and @my_ccu yesterday:

• AI is a Gutenberg moment - disruptive and scary, but with enormous potential.

• Christianity must lean in and shape AI for good – because others will shape it if we… pic.twitter.com/4YWRnw5QW8 — Pat Gelsinger (@PGelsinger) October 8, 2025
وقال غيلسينغر عن المطبعة: "لقد احتضنت الكنيسة ذلك الاختراع العظيم في ذلك الوقت لتغيير البشرية حرفيا. لذا سؤالي اليوم هو: هل سنحتضن الذكاء الاصطناعي ونشكله كتقنية تصبح حقا تجسيدا قويا للكنيسة وتعبيرا عنها؟".

الشركة نفسها كانت، وفقا للتقرير، قد استضافت هاكاثون (مؤتمر يضم عددا كبيرا من مبرمجي الكمبيوتر) لمدة ثلاثة أيام بعد الندوة في جامعة كولورادو المسيحية؛ وشهد الحدث مشاركة أكثر من 600 مشارك يتنافسون على جوائز مالية تزيد عن 250 ألف دولار - أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الحضور في عام 2024.

وعلى الرغم من نمو الحدث، إلا أنه لم يخلُ من بعض المشاكل. قال مطور منتجات الذكاء الاصطناعي وأحد المشاركين في الهاكاثون، ريان سيبرت، إنه تمكّن من جعل أحدث نموذج لغوي كبير لشركة Gloo، والذي لم يتم إطلاقه علنا بعد، يقدم له وصفة لصنع الميثامفيتامين من خلال حقن الأوامر.

وتواصل لاحقا مع رئيس شركة Gloo AI لمشاركة تفاصيل حول هذه الثغرة الأمنية. وقال متحدث باسم Gloo إن الشركة دعت صراحة المشاركين في الهاكاثون ليكونوا من بين أوائل من يختبرون النموذج اللغوي الكبير الجديد ويقدمون ملاحظاتهم عليه، حيث أن المنتج في مرحلة تطوير "ما قبل الإصدار التجريبي".

في غضون ذلك، قال غيلسينغر إنّ: "رسالته حول الذكاء الاصطناعي المسيحي تلقى آذانا صاغية في واشنطن العاصمة، وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، وصف تقديمه لعمل Gloo لمجموعات الدفاع القانوني، بالإضافة إلى قادة الكونغرس. ورفض تسمية المؤسسات أو السياسيين، لكنه قال إن بعض المشرعين مهتمون باستخدام منتجات Gloo في كنائسهم".
  
وتتبنى شركة Gloo نفسها نبرة جامعة في رسائلها المؤسسية، وتجنّبت الخوض في السياسة أو الخلافات الطائفية في الهاكاثون؛ عندما شارك أحد الحاضرين خططا على منصة Discord لبناء روبوت ذكاء اصطناعي لشخصية تشارلي كيرك، الشخصية السياسية المحافظة التي اغتيلت في تجمع حاشد في ولاية يوتا الشهر الماضي، والذي سيقدم "إجابات مستوحاة من الكتاب المقدس"، شجع أحد منظمي الهاكاثون على البقاء "مركزين تماما على يسوع هنا"، حتى مع أن "السياسة مهمة بالتأكيد".

وأشارت ليا وويس بروكس، اللذان بنى فريق الهاكاثون الخاص بهما مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر التي تتيح التوافق بين التطبيقات الدينية والتطبيقات الأخرى، وجود مجموعة متنوعة من المشاركين في الحدث وخلفياتهم الدينية المختلفة - بما في ذلك قسيسة - بالإضافة إلى بيئة تعاونية بشكل عام. قالت ليا بروكس: "لم نضطر حتى إلى توقيع بيان إيمان أو أي شيء من هذا القبيل"، وتقول شركة Gloo أيضا إنها لا "تحظر بأي شكل من الأشكال" المنظمات الإسلامية من استخدام تقنيتها.

وقال غيلسينغر لصحيفة الغارديان: "نحن لا نحاول اتخاذ موقف لاهوتي: نحن نبني منصة تكنولوجية، ثم نوفر قدرا كافيا من إمكانيات التخصيص بحيث يمكن للوثرية أن تستفيد منها، ويمكن للأسقفية أن تستفيد منها، ويمكن للكاثوليك أن يستفيدوا منها، ويمكن لكنائس جمعيات (الله) أن تستفيد منها"، مضيفا: "نحن نحاول أن نقول، 'هناك مجال واسع هنا للإيمان والازدهار'، ولكننا نحاول أيضا تلبية احتياجات العديد من المنظمات التي لا تتبنى منظورا طائفيا، [مثل] مدمني الكحول المجهولين".


إلى ذلك، يريد غيلسينغر أن يتغلغل الإيمان في الذكاء الاصطناعي، كما قاد مبادرة Gloo للذكاء الاصطناعي المزدهر، والتي تقيّم تأثيرات نماذج اللغات الكبيرة الرائدة على رفاهية الإنسان عبر سبعة متغيرات - أي قياس ما إذا كانت قوة للخير ولحياة المستخدمين الدينية.

إنه نظام مقتبس من مبادرة بحثية لجامعة هارفارد، برنامج الازدهار البشري. تحصل نماذج مثل Grok 3 وDeepSeek-R1 و GPT-4.1 على درجات عالية، 81 من 100 في المتوسط، عندما يتعلق الأمر بمساعدة المستخدمين في الأسئلة المالية، ولكنها تحقق أداء ضعيفا، حوالي 35 من 100، عندما يتعلق الأمر بـ"الإيمان"، أو القدرة، وفقا لمقاييس  Gloo، على دعم النمو الروحي للمستخدمين بنجاح.

لم تجذب مبادرة Gloo حتى الآن انتباه وادي السيليكون بشكل ملحوظ. وقال متحدث باسم Gloo إن الشركة "بدأت في التواصل" مع شركات الذكاء الاصطناعي البارزة، قال جيلسنجر: "أريد أن يهتم زوكربيرج بالأمر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی وادی السیلیکون

إقرأ أيضاً:

محركات البحث بالذكاء الاصطناعي هل تختلف عن جوجل؟.. دراسة تكشف الفوارق

في خطوة تكشف عن تحوّل جوهري في طريقة تعامل الذكاء الاصطناعي مع المعلومات على الإنترنت، أظهرت دراسة حديثة أن محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل Gemini وChatGPT، تعتمد على مصادر أقل شهرة وغير تقليدية مقارنةً بنتائج البحث الكلاسيكية في جوجل.
وتشير النتائج إلى أن هذه الأنظمة التوليدية لا تكتفي بجلب الروابط الأكثر انتشارًا، بل تميل إلى تنويع مصادرها وتلخيص المعلومات بطريقة مكثفة، مما يعيد تشكيل مفهوم البحث الإلكتروني كما نعرفه اليوم.

ومنذ إطلاق ميزة "AI Overviews" في محرك بحث جوجل العام الماضي، بدأ العالم يدرك مدى اختلاف نتائج البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي عن القوائم التقليدية للروابط التي اعتدنا عليها لعقود.
  تكشف الدراسة الجديدة عن مدى الاختلاف بالأرقام، كما توضح أن محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي تميل إلى الاستشهاد بمواقع أقل شهرة، بل إن بعضها لا يظهر حتى ضمن أول 100 نتيجة في البحث العادي عبر جوجل.
 الفارق بين البحث التقليدي والذكاء الاصطناعي
في الدراسة الحديثة بعنوان "تشريح البحث عبر الويب في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي"، أجرى باحثون من جامعة الرور في بوخوم ومعهد ماكس بلانك لأنظمة البرمجيات في ألمانيا مقارنة دقيقة بين نتائج البحث التقليدية لجوجل، ونتائج كل من AI Overviews وGemini 2.5 Flash. كما شمل التحليل أيضًا أداء GPT-4o في وضع البحث عبر الويب، ونسخته المزودة بأداة البحث الإضافية التي تلجأ إلى الإنترنت عند الحاجة إلى معلومات خارج البيانات المدربة عليها. بحسب موقع "arstechnica"، المتخصص في أخبار التكنولوجيا.

اعتمد الباحثون على مجموعة متنوعة من الأسئلة، من بينها استفسارات مستخدمي ChatGPT المأخوذة من قاعدة بيانات WildChat، ومواضيع من موقع AllSides، إضافةً إلى المنتجات الأكثر بحثًا في قائمة أمازون.
الذكاء الاصطناعي يبحث خارج "المألوف"
أظهرت النتائج أن أدوات البحث التوليدية تعتمد على مصادر أقل شهرة بكثير من تلك التي تظهر عادةً ضمن أول 10 نتائج في بحث جوجل. وبحسب مقياس ترانكو لترتيب النطاقات، فإن المواقع التي يستشهد بها الذكاء الاصطناعي تقع غالبًا خارج قائمة أفضل 1000 موقع عالمي، وأحيانًا حتى خارج المليون الأول.
وكان محرك Gemini الأكثر ميلاً إلى المواقع غير الشهيرة، حيث جاء متوسط المواقع المستشهد بها خارج نطاق الألف موقع الأولى.

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يكتشف الطفرات الوراثية بدقة مذهلة تصل إلى 98% ماسك يتنبأ بعصرٍ جديد للعمل البشري.. والذكاء الاصطناعي يكتب الفصل!

أما بالنسبة لجوجل نفسه، فقد تبين أن 53% من المصادر التي أدرجها AI Overviews لم تظهر في أول 10 نتائج بحث تقليدية، بينما 40% منها لم ترد حتى ضمن أول 100 نتيجة للاستعلام نفسه.

 النتائج الذكية
أكد الباحثون أن هذا الاختلاف لا يعني بالضرورة أن نتائج الذكاء الاصطناعي أسوأ أو أقل دقة، بل إنها تتبع منهجًا مختلفًا. فقد تبين أن محركات البحث القائمة على نماذج GPT تميل إلى الاعتماد على مصادر مؤسسية وموسوعية، في حين تكاد تتجاهل مواقع التواصل الاجتماعي تمامًا.
كما أظهر التحليل أن نتائج الذكاء الاصطناعي تغطي عددًا مشابهًا من المفاهيم مقارنة بالروابط العشر الأولى في البحث التقليدي، ما يشير إلى مستوى مقارب من التفاصيل والتنوع. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن الأنظمة التوليدية تميل إلى ضغط المعلومات، مما يؤدي أحيانًا إلى تجاهل الجوانب الثانوية أو الغامضة التي تحتفظ بها نتائج البحث الكلاسيكية. 
نتائج الدراسة
خلصت الدراسة إلى أن محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر ملخصات دقيقة ومركزة، لكنها قد تفقد بعض العمق والتعدد في وجهات النظر، خصوصًا عند التعامل مع المصطلحات الغامضة أو متعددة المعاني.
وبينما يبدو المستقبل متجهًا نحو بحث أكثر تفاعلية وسياقية، يبقى التحدي الأكبر هو الموازنة بين الذكاء والشفافية في نتائج البحث التي يعيد الذكاء الاصطناعي صياغتها من جديد.
لمياء الصديق (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • 5 أسئلة تغيّر علاقة الأطباء بالذكاء الاصطناعي
  • أبوظبي للإسكان تحصد جائزة أفضل جهة رائدة بالذكاء الاصطناعي 2025
  • وزير الصحة يستقبل وفد شركة “وادي النيل للمقاولات” لبحث تسريع المشروعات الصحية
  • مدعومة بالذكاء الاصطناعي.. جوجل تكشف عن سلسلة هواتف Pixel 10
  • أطفال قنا يستحضرون مجد الفراعنة بالذكاء الاصطناعي احتفاءً بالمتحف المصري الكبير
  • أدوبي تكشف مساعدها الجديد لتحرير الصور والفيديو بالذكاء الاصطناعي
  • باسم يوسف: مش قادر أحتفل بالذكاء الاصطناعي
  • محركات البحث بالذكاء الاصطناعي هل تختلف عن جوجل؟.. دراسة تكشف الفوارق
  • “زين تك” ترسخ التحول المؤسسي بالذكاء الاصطناعي