بطولة العالم بسنغافورة أفضل المحطات.. وأحلم بالتواجد في أولمبياد 2028
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
حاوره - وليد أمبوسعيدي
يمثل السباح الشاب علي الحسني نموذجا مشرقا لجيلٍ جديد من الرياضيين العُمانيين الذين يصنعون طريقهم بإصرار وعزيمة نحو العالمية، فمنذ أن خطا أولى خطواته في عالم السباحة وهو في السابعة من عمره، لم يكن يدرك أن تلك الدروس البسيطة في المسبح ستتحول إلى بداية حلم كبير يحمل اسم عمان، ومع مرور السنوات، تدرج الحسني بهدوء وثبات، متنقلا بين المشاركات المحلية والخارجية حتى أصبح أحد أبرز الوجوه الواعدة في رياضة السباحة، ولم يكن الطريق سهلا، فبين فترات التحدي والنجاح، واجه الحسني مراحل من الصبر والعمل الجاد، حتى جاءت اللحظة التي كلل فيها جهده بالفوز بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب، قبل أن يكرر الإنجاز في بطولة الخليج التاسعة والعشرين، ويخوض تجربة استثنائية في بطولة العالم للسباحة في سنغافورة، حيث احتك بأفضل السباحين في العالم في مشهد لا ينسى بالنسبة له.
خلال هذا الحوار، يروي علي الحسني لـ«عُمان» تفاصيل رحلته الطويلة منذ طفولته وحتى اليوم، كاشفا عن ساعات التدريب الشاقة، وتقلبات تجربته مع المنتخب الوطني، ورؤيته لواقع السباحة العُمانية واحتياجاتها المستقبلية، كما يتحدث عن طموحاته الكبيرة في بلوغ أولمبياد لوس أنجلوس 2028 وتمثيل سلطنة عُمان في المحافل العالمية، وعن الجوانب الشخصية التي تشكل توازنه الإنساني بعيدا عن المسبح.
قصة البداية
بدأ السباح علي الحسني رحلته مع السباحة وهو في السابعة من عمره، حين كانت الفكرة مجرد وسيلة لتقوية لياقته البدنية وتحسين بنيته الجسدية، دون أن يدرك حينها أن هذه الخطوة الصغيرة ستقوده نحو طريق الاحتراف في رياضة السباحة، وقال الحسني: إن البداية لم تكن بدافع الهواية أو الطموح الرياضي، بل رغبة في تطوير نفسي جسديا، قبل أن تتحول مع مرور السنوات إلى شغف حقيقي ورغبة في الوصول إلى أعلى المراتب.
وكشف الحسني أن والده كان الداعم الأول له في دخول عالم السباحة، إذ شجعه منذ الصغر على ممارسة الرياضة، فكانت السباحة هي الخيار الأقرب والأسهل له في تلك المرحلة، ومنذ ذلك الوقت، ظل والده السند الأكبر والداعم الرئيسي لمسيرته الرياضية حتى اليوم، وأضاف الحسني أنه بعد خمس أو ست سنوات من الممارسة المنتظمة بدأ يدرك قيمة الالتزام ووضع أهدافا واضحة نحو الاحتراف، لتبدأ معها مرحلة جديدة من الجدية والطموح، ويتذكر أولى مشاركاته الرسمية في البطولات عندما كان في التاسعة أو العاشرة من عمره، بعد عامين أو ثلاثة من دخوله عالم السباحة، مؤكدا أنها كانت تجربة مميزة شكلت نقطة انطلاق لمسيرته، إذ تمكن خلالها من تحقيق ميداليتين ذهبيتين، لتكون أولى بشائر النجاح في مشواره الرياضي.
المشاركات الخارجية
تحدث علي الحسني بفخر عن أولى محطات التتويج في مسيرته، حين نال الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب، واصفا تلك اللحظة بأنها من أجمل اللحظات التي عاشها في حياته، إذ جاءت بعد سنوات طويلة من العمل والتحدي دون توقف، وقال الحسني: كانت أول ميدالية خليجية أحققها، ميدالية برونزية في سباق ٢٠٠ متر حرة، وكنت السباح الثاني في الفريق، شعور لا يوصف، لأنني قضيت قرابة عشر سنوات في الرياضة دون أي ميدالية دولية، لكن بفضل الله ثم الجهد والمثابرة، جاءت هذه اللحظة المنتظرة في ثالث مشاركة دولية لي، وكانت بمثابة تتويج لكل التعب الذي بذلته طوال السنوات الماضية.
وأضاف الحسني أن هذه الميدالية منحته دفعة معنوية كبيرة، وأكدت له أن طريق النجاح يبدأ بالصبر، وأن كل تعب في الرياضة له ثمرة مهما طال الزمن، ويرى أن الإنجازات لا تقاس فقط بالميداليات، بل بالتطور الشخصي والذهني الذي يكتسبه الرياضي من كل مشاركة. واستحضر الحسني مشاركته في بطولة الخليج التاسعة والعشرين للسباحة التي أقيمت في منتصف العام الجاري، معتبرا إياها محطة مهمة في مسيرته، خاصة وأنها كانت أول بطولة يشارك فيها ضمن فئة العمر المفتوح، ما يعني أنه تنافس مع سباحين من مختلف الأعمار والخبرات، بعضهم يمتلك خبرة سنوات طويلة في المنافسات الدولية، وقال: كانت البطولة قوية جدا، والمنافسة فيها عالية من حيث المستوى الفني والبدني، لأنك تواجه سباحين كبارا في السن وأكثر خبرة، لكن الحمد لله استطعت أن أحقق فيها برونزية سباق ١٠٠ متر حرة، وهذا الإنجاز كان له طعم خاص لأن المنافسة كانت قوية جدا حتى اللحظة الأخيرة، وأكد الحسني أن هذه البطولة عززت ثقته بنفسه، وبينت له أن الفارق بين الأسماء الكبيرة والناشئة ليس مستحيلا تجاوزه، بل يحتاج إلى العمل المتواصل والإصرار.
أما عن مشاركته الأبرز حتى الآن، فتحدث الحسني بحماس كبير عن تجربته في بطولة العالم للسباحة التي أُقيمت في سنغافورة، والتي وصفها بأنها أكبر وأجمل محطة في مشواره الرياضي، وقال: بطولة العالم كانت من العيار الثقيل فعلا، فيها نخبة السباحين في العالم، وشهدت أرقاما قياسية جديدة كثيرة. أن تكون هناك بينهم، في نفس المسبح، وتعيش نفس الأجواء، وتتنافس معهم عن قرب، شعور لا يمكن وصفه، كنا نأكل في نفس الفندق وننتقل معهم في نفس الحافلات، وتتعلم من قرب كيف يعيش الأبطال الكبار تفاصيل يومهم وكيف يتعاملون مع البطولات.
ويرى الحسني أن هذه التجربة غيرت الكثير في شخصيته، سواء من ناحية الفكر الرياضي أو الانضباط، معتبرا أن الاحتكاك بالسباحين العالميين كان بمثابة مدرسة حقيقية. وأشار قائلا: من خلال السفر والمشاركات الخارجية، تتعرف على ثقافات جديدة وأساليب تدريب مختلفة، وتكتسب مهارات لم تكن تعرفها من قبل، المنافسة في المحافل الدولية تختلف كثيرا عن المحلية، لأنها تفتح لك آفاقا أوسع وتمنحك ثقة أكبر بنفسك.
وحول المقارنة بين البطولات الخليجية والعالمية، يرى الحسني أن الفارق الأساسي يكمن في عدد الدول المشاركة ونوعية السباحين، أما من حيث التنظيم فيرى أن البطولات الخليجية والعربية شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، لتقترب من المعايير العالمية في التنظيم والإدارة.
وأضاف: أرى أن التنظيم في بطولاتنا أصبح متقاربا جدا مع البطولات الدولية، والفارق فقط في حجم المشاركة والمستوى الفني العالي لبعض السباحين، أما البنية الأساسية والاهتمام التنظيمي، فالحمد لله في تطور مستمر. وأكد الحسني على أن هذه المشاركات جعلته أكثر نضجا وثقة، وزادت من طموحه لمواصلة طريق الإنجازات، مؤكدا أن القادم سيكون أجمل بفضل الإصرار والتخطيط، وأن حلمه الأكبر هو رفع علم عُمان في بطولات العالم والأولمبياد مستقبلا.
التدريب والانضباط
يعيش السباح علي الحسني حياة يومية منضبطة ومنظمة بدقة عالية بين الدراسة والتدريبات، حيث يؤمن أن النجاح في رياضة السباحة لا يتحقق إلا من خلال الالتزام الكامل والتوازن بين الجهد البدني والتحضير الذهني، وقال الحسني إن أيامه مقسمة بعناية بين المدرسة والتمارين، موضحا أن في الأيام التي لا تكون لديه فيها التزامات دراسية، يبدأ تدريباته الصباحية من الساعة السابعة وحتى التاسعة أو الثامنة وحتى العاشرة صباحا، ويقطع خلالها من ٤ إلى ٧ كيلومترات في الماء، وهي حصة تركز على التحمل واللياقة، وأضاف أنه بعد التمرين الصباحي ينتقل في بعض الأيام إلى تدريبات الصالة الرياضية، التي تمتد من ساعة إلى ساعة ونصف في المساء، وتتنوع تدريباته بين سباقات المسافات الطويلة والمتوسطة، أو بين تدريبات السرعة لمسافات قصيرة تتراوح من ٣ إلى ٤ كيلومترات.
وأشار الحسني إلى أن أصعب مرحلة في مشواره التدريبي ليست فترة الإعداد قبل البطولات، بل فترة التوقف النسبي، حين يغيب هدف المنافسة المباشر، فترتفع فيها شدة التمارين وتزداد الضغوط البدنية والنفسية، وقال: في التوقف النسبي تكون الرغبة بالراحة عالية جدا، والإرهاق يتضاعف، وكثير من السباحين لا يستطيعون المواصلة أو يبدأون بالتراجع تدريجيا، لكن الفارق الحقيقي بين لاعب وآخر هو في الإرادة والرغبة، هل يريد تحقيق نتيجة أم لا؟، مؤكدا أنه تعلم من هذه المراحل كيف يتغلب على التعب الذهني والجسدي، ويواصل التزامه بثبات.
ويولي الحسني أهمية كبيرة لدور المدرب في مسيرته، معتبرا إياه العنصر الأساسي في صناعة أي نجاح، قائلا: السباحة من الرياضات التي لا يمكن أن تنافس فيها من دون مدرب، وجوده ضروري ليس فقط في الجانب البدني بل أيضا في الجانب الذهني قبل السباق وبعده، المدرب هو من يصنع الفرق، وهو من يوجهك لتفاصيل صغيرة تُحدث أثرا كبيرا داخل الماء.
وأكد الحسني أن استعداده للبطولات تغير كثيرا عن السابق، موضحا أن الخبرة جعلته أكثر وعيا بأهمية التخطيط المسبق، وقال: سابقا كنت أبدأ أستعد قبل البطولة بيومين أو ثلاثة فقط، لكن اليوم أصبح لدي وعي مختلف، أبدأ التحضير بالأسابيع، لأن البطولة لن تصبح حدثا عابرا، بل محطة تحتاج إلى خطة كاملة من تدريب وغذاء وراحة ذهنية. واستطرد: التدريب اليومي، رغم قسوته، أصبح جزءا من حياته وشخصيته، وأن الانضباط هو السلاح الذي يعول عليه في طريقه نحو المزيد من الإنجازات، مضيفا: الالتزام هو الذي يصنع الفرق بين من يحلم بالنجاح، ومن يعيش النجاح فعلا.
المشاركة مع المنتخب
وتحدث السباح علي الحسني بصراحة وشفافية عن تجربته مع المنتخب الوطني للسباحة، واصفا إياها بأنها تجربة مليئة بالتقلبات، شهدت لحظات جميلة وأخرى صعبة، لكنها شكلت في مجملها مدرسة مهمة في مسيرته الرياضية، وقال الحسني: تجربتي داخل المنتخب كانت فيها أيام جميلة وأيام سيئة، مررنا بتجارب ممتازة وأخرى كانت صعبة جدا، في جوانب نشكر المنتخب والاتحاد العُماني للرياضات المائية عليها كثير، وقفوا معنا وساعدونا، لكن في أحيان كثيرة تصادف مواقف غريبة تستغرب حدوثها، خصوصا في اتحاداتنا داخل عُمان وهناك أشياء محبطة، لكننا نتمنى دائما الأفضل.
ورغم تلك التحديات، أكد الحسني أن الواقع الحالي للمنتخب العُماني يشهد روحا جديدة وطموحا كبيرا، خاصة بين الجيل الصاعد من السباحين، مشيرا إلى أن هناك مواهب واعدة تحتاج فقط إلى الدعم والاهتمام لتواصل طريقها نحو النجومية.
وأشار: المنتخب حاليا يملك سباحين لديهم همة عالية وطموح كبير، والروح موجودة بينهم، نتمنى فقط أن تُمنح فرص أكبر للسباحين الشباب، خصوصا في هذه المرحلة المهمة من عمر الرياضة العُمانية، والسنوات الأخيرة شهدت تطورا في بعض الجوانب، لكن ما زالت هناك حاجة إلى رؤية أوسع تشمل كل السباحين الموهوبين.
وأثنى الحسني على مجموعة من السباحين الصغار الذين يراهم مستقبل السباحة في سلطنة عُمان، مثل عمران الريامي وخليل الحسني ومحمود أولاد ثاني وآخرين، معتبرا أنهم يمثلون الجيل القادم الذي سيحمل الراية في المحافل الخليجية والعربية، وقال عنهم: سباحون ما شاء الله لديهم مستقبل كبير في الرياضة، وإذا حصلوا على الفرص الكافية والدعم المناسب، سيحققون إنجازات ترفع اسم عُمان في المستقبل.
وفي حديثه عن التحديات، يرى الحسني أن الدعم المادي هو العامل الأهم الذي يحتاجه السباحون في المرحلة الحالية، معتبرا أن بقية أنواع الدعم المعنوي والإداري موجودة بشكل جيد، لكن لا يمكن للسباحين التطور بدون تمويل مستمر ومعسكرات خارجية منتظمة، وقال: أكبر دعم ممكن نحصل عليه كلاعبين هو الدعم المادي، السباحة تختلف عن رياضات ثانية، تحتاج لمعسكرات كثيرة، وتدريبات أكثر من أي رياضة أخرى تقريبا، نحن نتدرب ١٤ حصة في الأسبوع أو أكثر، ونقطع كيلومترات طويلة كل يوم. هذا مجهود ضخم يحتاج إلى تمويل حتى نحافظ على المستوى ونستطيع المشارك في بطولات مستمرة.
وأضاف الحسني أن غياب الدعم الكافي قد يؤثر سلبا على طموحات السباحين ويُضعف الدافع لديهم للاستمرار، مشددا على أن الاستثمار في هذا الجيل من اللاعبين هو الخطوة الأهم لضمان مستقبل اللعبة في سلطنة عُمان، موضحا: من دون بيئة احترافية ودعم متواصل، يصعب على أي رياضي أن يواصل بنفس القوة، السباحة رياضة مكلفة، لكن مردودها المعنوي والوطني كبير جدًا.
وعند سؤاله عن رؤيته لمستقبل السباحة العُمانية، أجاب الحسني بواقعية: أعتقد أن السنوات القادمة ممكن لا تكون بنفس مستوى السنوات الماضية من حيث عدد الميداليات أو الإنجازات، بسبب قلة عدد السباحين الحاليين، وأيضا لأن الدعم المادي الذي نتحدث عنه باستمرار ليس بالمستوى المطلوب، لكني متفائل أن بعد ٣ أو ٤ سنوات يمكن أن نرى نتائج أفضل، لأن الجيل الجديد واعد جدا، فقط يحتاج لوقت وخطة واضحة.
طموحات مستقبلية
يرى السباح الشاب علي الحسني أن المرحلة القادمة من مسيرته الرياضية تمثل منعطفا مهما، إذ يسعى خلالها إلى الموازنة بين التحصيل الدراسي والتطور الرياضي، مؤكدا أن طموحه لم يتراجع رغم انشغاله بالدراسة الثانوية، وقال الحسني: حاليا أنا في مرحلة الثانوية، لذلك أحاول أن أطيل فترة "الأوف سيزن" خلال هذه السنة الدراسية كاملة، من بدايتها حتى نهايتها، حتى أستطيع التركيز على الدراسة وفي الوقت نفسه أستمر في السباحة داخل سلطنة عُمان والمشاركات الداخلية.
وأضاف: أن خطته بعد انتهاء الدراسة تتضمن العودة القوية إلى المشاركات الخارجية، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي في المرحلة المقبلة هو بطولة العالم للمسافات القصيرة، التي يتوقع أن تُقام في روسيا، مؤكدا أنها ستكون محطة إعداد أساسية نحو تحقيق حلم أكبر هو الوصول إلى الأولمبياد. وقال الحسني بثقة: إن شاء الله من بعد هذه السنة الدراسية نحاول أن نبدأ التحضير لبطولة العالم للمسافات القصيرة، والهدف الأكبر طبعا هو التأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس 2028 أو التي بعدها، لأن الأولمبياد هو الحلم الأكبر لأي رياضي، وأنا بإذن الله أسعى لتمثيل سلطنة عُمان هناك ورفع علم عُمان في هذا الحدث العالمي.
وأشار الحسني إلى أن هذا الحلم لا يقتصر فقط على المشاركة، بل يطمح إلى تحقيق إنجاز يخلّد اسمه واسم بلده، موضحا أن الوصول إلى الأولمبياد يتطلب إعدادا متكاملا على مدى سنوات، من تدريب، وتغذية، ودعم نفسي، مؤكدا أن الوقت ما زال في صالحه لتحقيق هذا الطموح الكبير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بطولة العالم علی الحسنی فی مسیرته مؤکدا أن فی بطولة ع مان فی أن هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
قادة الإعلام يستكشفون تجارب التحوّل الرقمي والإبداعي في كُبرى المؤسسات العالمية بسنغافورة
خصصت أكاديمية الإعلام السعودية التابعة لوزارة الإعلام، ضمن برنامجها التدريبي الدولي “التحوّلات في المشهد الإعلامي العالمي”، المقام في جمهورية سنغافورة، زيارات ميدانية لعدد من المؤسسات العالمية الرائدة بهدف الاستزادة المعرفية، والاستفادة من التجارب النوعية في التحوّل الرقمي والإبداعي، بما يعزز تبني ممارسات متقدمة تُسهم في تطوير منظومة الاتصال وصناعة التأثير على المستوى العالمي.
ويأتي البرنامج ضمن المرحلة الثالثة من مسار “قادة الإعلام” الذي تنفّذه الأكاديمية، بمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية من القطاعين العام والخاص، وينفذ بالتعاون مع جامعة (NUS) المصنفة في المرتبة الثامنة عالميًّا والأولى آسيويًّا وفق تصنيف QS العالمي للجامعات لعام 2025.
واستهلّ المشاركون اليوم الأول بزيارة شركة Oceanus Media Global، التي تُعد من أبرز الشركات المتخصصة في الحلول الإعلامية الرقمية المتكاملة، حيث اطّلعوا على أحدث التقنيات المستخدمة في إنتاج المحتوى والبث الرقمي، وتعرّفوا على نماذج عملية في بناء الإستراتيجيات الإعلامية القائمة على التحليلات والبيانات، كما ناقشوا مع فرق الإبداع والتحوّل الرقمي بالشركة تجارب رائدة لعلامات تجارية عالمية في توظيف التكنولوجيا لبناء السمعة المؤسسية وتعزيز الاتصال الإستراتيجي.
اقرأ أيضاًالمجتمع“الشؤون الدينية” بجمهورية قيرغيزستان تمنح وزير الشؤون الإسلامية وسام خدمة القرآن الكريم لعام 2025
وفي اليوم الرابع، زار المشاركون Changi Experience Studio في مطار شانغي، إحدى أبرز الوجهات التفاعلية في سنغافورة، حيث خاضوا تجربة غامرة تحكي رحلة تطوّر المطار وبناء علامته الوطنية المميزة. وتعرفوا خلال الجولة على كيفية توظيف الابتكار والتقنيات الذكية في تحسين تجربة المسافرين وصناعة هوية وطنية قائمة على التميّز والجاذبية العالمية.
ويختتم البرنامج في اليوم الخامس بزيارة المقر الإقليمي لشركة “Meta”، حيث يعقد المشاركون جلسات مع عدد من قادة الشركة تتناول إستراتيجيات الاتصال الرقمي، وإدارة الأزمات، والتعامل مع المؤثرين، إلى جانب مناقشة دراسات حالة حول الشراكات الإعلامية وسرد القصص الإبداعي، واستكشاف بيئات العمل المبتكرة التي تحفّز الإبداع والإنتاجية.
يُذكر أن مسار “قادة الإعلام”، الذي تنفّذه أكاديمية الإعلام السعودية، يهدف إلى بناء قدرات قيادية وطنية قادرة على قيادة التحوّل في القطاع، والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.