استضافت جامعة طنطا، اليوم فضيلة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في ندوة بعنوان "تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب"، حيث كان في استقباله الدكتور محمد حسين رئيس الجامعة، والدكتور محمود سليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حاتم أمين نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وبحضور عدد من عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والعاملين وذلك بقاعة المؤتمرات بإدارة الجامعة.

 

في مستهل كلمته، أعرب الدكتور محمد حسين رئيس الجامعة عن خالص سعادته باستضافة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية في رحاب جامعة طنطا، مؤكدًا أن تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة بقاء وحتمية حضارية، في عالم يتسارع فيه التغيير وتتعدد فيه مصادر المعلومات الموثوقة والمغلوطة، مضيفًا أن بناء الوعي أصبح ضرورة ملحة، وهو الحصن المنيع الذي نُحصِّن به أبناءنا الطلاب ضد موجات التطرف الفكري والإرهاب المعرفي.

 

وأضاف رئيس الجامعة، أن هذه الجهود المؤسسية لبناء الوعي تأتي استجابة ودعمًا للرؤية الشاملة التي تتبناها القيادة السياسية الحكيمة، ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مضيفاً أن الدور الريادي الذي تقوم به الدولة المصرية، بقيادة رئيسها، يتطلب من جميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها جامعاتنا العريقة، أن تقوم بدورها الداعم لهذا البناء، وهذا يتحقق عبر العمل على بناء منظومة وعي وطني متكاملة قائمة على ثوابت عقائدية ومجتمعية ووطنية راسخة، تُعلي من قيمة الانتماء، وتفخر بالحضارة المصرية، وتُدرك حجم التحديات والإنجازات، مشددًا على أن وعي الشباب هو الركيزة التي تُصان بها منجزات الوطن وتُستكمل بها مسيرة البناء، مضيفًا أنه لتحقيق هذه الأهداف الوطنية السامية، لا بديل عن التكامل الضروري والحتمي بين المؤسسات الدينية والمؤسسات التعليمية، موضحًا أن تضافر جهود الأزهر الشريف ودار الإفتاء مع جهود جامعاتنا ومعاهدنا، يجب أن يتم في إطار تنظيمي وطني متماسك وموحد، يرتكز على قوة العقيدة المستنيرة والمبنية على المفاهيم الصحيحة للدين والوطنية، ويهدف بشكل أساسي إلى تحصين ورعاية فئة الشباب التي تُمثل القطاع الأكبر والأكثر تأثيرًا في مجتمعنا، وضمان تزويدهم بالمنهج الوسطي الرصين الذي يحمي عقولهم ويقوي انتماءهم ويدعم مسيرة التنمية الشاملة للوطننا.

 

وتابع رئيس الجامعة، أن دور الجامعة يبرز في العمل على تنمية الوعي لدى طلابها من خلال تنظيم سلسلة من الندوات وورش العمل المتخصصة والمحاضرات التفاعلية التي تستضيف الخبراء في مجالات الأمن الفكري والمجتمعي، إضافةً إلى تعزيز الشراكات الفاعلة مع المؤسسات الدينية المعتدلة كالأزهر ودار الإفتاء، لضمان وصول الخطاب الديني الوسطي للطلاب، فضلا عن توفير منصات آمنة للحوار الطلابي المفتوح والإرشاد النفسي والفكري، لتبديد الشبهات والرد على الاستفسارات بمنهج علمي.

 

ومن جانبه أكد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي يمثل ضرورة حياتية ملحة في ظل ما يشهده العصر من أزمات فكرية وقيمية وتناقضات متعددة. وأوضح فضيلته خلال كلمته في ندوة "تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب" بجامعة طنطا، أن التجديد الحقيقي لا يعني التنصل من ثوابت الدين أو الجمود، بل يقوم على الفهم الرشيد والقراءة الواعية التي توازن بين الثابت والمتغير. 

 

وأشار إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الخطاب الديني هي تصدي غير المتخصصين لشؤون الدين دون تأهيل علمي، مما يؤدي إلى تشويه المفاهيم، مؤكدًا أن الخطاب الديني الرشيد هو الذي يصل إلى الناس جميعًا بأدوات العصر ويعبر عن روح الدين ومقاصده دون هدم لأصوله.

 

وفي سياق متصل، شدد مفتي الجمهورية على أن العلاقة بين العلم والدين علاقة تكامل لا تعارض، فكل منهما له مجاله ووظيفته، محذرًا من أن الخلل يقع عند طغيان أحدهما على الآخر. وبيّن أن ما يُظن من تعارض بينهما ينشأ عن سوء الفهم أو القراءة الخاطئة للنصوص خارج سياقها الصحيح، مؤكدًا أن النصوص الشرعية تحتكم إلى الفهم المستنير الذي يوازن بين النص والعقل ويستحضر مقاصد الشريعة. وحذر فضيلته من الانسياق وراء الممارسات غير الأخلاقية التي تُروّج تحت دعاوى الحرية، مثل خطابات الإلحاد والشذوذ الفكري، مُعتبرها خطرًا على الأمن القومي، ودعا الشباب للرجوع في التعلم الصحيح إلى أهل الاختصاص الذين يمتلكون أدوات الفهم والتأصيل.

 

وأكد الدكتور نظير عياد، أن الدين هو الإطار القيمي والأخلاقي الذي يوجّه مسار العلم ويضبط استخدامه، في حين يبقى العلم وسيلة لفهم سنن الله في الكون وتسخيرها لخدمة الإنسان، مشيرًا إلى أن هذا التوازن يقوم على ثلاث دوائر متكاملة تحكم العلاقة بينهما: دائرة الاختصاص، ودائرة التعاون بين العقل والدين، ثم دائرة الحاكمية والمحكومية حيث يظل الدين المرجعية العليا التي تضبط مسار العلوم والمعارف بمنظومة من القيم. واختتم كلمته بالتأكيد على أن الفهم الصحيح لطبيعة العلاقة بين العلم والدين يسهم في تجاوز مظاهر الانغلاق والتشدد والانفلات الفكري، ويدعو الشباب إلى أن يكونوا دعاة خير وسلام يتمتعون بوعي فكري وبصيرة في فهم العلاقة بين العلم والدين والعمران الإنساني.

 

وفي لفتة تقدير قام الدكتور محمد حسين بتقديم درع الجامعة لفضيلة المفتي، تقديرًا لجهوده البارزة في رفع مستوى الوعي لدى الشباب ونشر الفكر الوسطي المستنير، وإسهاماته العلمية والدعوية في ترسيخ قيم الانتماء والمسؤولية وتعزيز التواصل بين المؤسسات الدينية والعلمية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لدى الشباب أوز البح آكا جهود ا لقيا الث الجهود المؤسسية مؤسسية تجدید الخطاب الدینی رئیس الجامعة الدکتور نظیر العلاقة بین الوعی لدى التی ت

إقرأ أيضاً:

الأوقاف تنظم ندوة علمية بعنوان: "أثر القيم المجتمعية في توجيه السلوك"

نظّمت مديرية أوقاف دمياط ندوة علمية بعنوان: "أثر القيم المجتمعية في توجيه السلوك" بالمعهد العالي للحاسب الآلي وإدارة الأعمال بالزرقا – دمياط، في إطار فعاليات مبادرة «صحح مفاهيمك» التي تنفذها وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبحضور عدد من قيادات المعهد ومسئولي مديرية الأوقاف.

وزارة الأوقاف تحدد خطبة الجمعة القادمة وزارة الأوقاف تحيي ذكرى العلامة الشيخ محمد عياد الطنطاوي

تناولت الندوة أهمية القيم والأخلاق في بناء الفرد والمجتمع، ودورها في توجيه السلوك وتصحيح المفاهيم، وأوضح الدكتور هاني عنتر السباعي، مدير مديرية أوقاف دمياط، أن إدارة المعهد تُولي اهتمامًا بالتكامل بين الجانب الأكاديمي والتربوي، مؤكدًا ضرورة غرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الطلاب، ومشيرًا إلى قول النبي ﷺ: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (رواه أبو هريرة رضي الله عنه).

ومن جانبه، أشاد الدكتور عبد الله بدر، عميد المعهد بدور وزارة الأوقاف في تنفيذ المبادرات التوعوية التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم وتعزيز القيم المجتمعية، مؤكدًا أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والدعوية في دعم السلوك الإيجابي لدى الشباب.

وفي ختام الندوة، قدّمت إدارة المعهد درعًا تذكاريًّا إلى الدكتور هاني عنتر السباعي تقديرًا لتعاون مديرية أوقاف دمياط وجهودها في نشر الوعي الديني والمجتمعي.

 الأوقاف تطلق 1010 قافلة دعوية بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية

وعلى صعيد اخر، أطلقت وزارة الأوقاف 1010 قافلة دعوية بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية، تحت عنوان: "صناعة الوعي لدى الشباب بمتطلبات العصر"، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وذلك تنفيذًا لاستراتيجية الوزارة في محاورها الأربعة، وحرصًا على تعزيز مشاركتها المجتمعية مع مختلف فئات المجتمع.

وتأتي هذه القوافل في إطار التعاون المستمر بين وزارتي الأوقاف والشباب والرياضة، بهدف نشر الفكر الوسطي الرشيد، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة، بما يُسهم في بناء شخصية واعية قادرة على التعامل مع تحديات العصر.

كما تهدف القوافل إلى تعزيز قيم الانتماء الوطني، وإبراز دور الشباب في نهضة المجتمع، من خلال ترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة، والقيم الداعية إلى العمل والعطاء والتسامح والتعاون التي تُسهم في بناء مجتمع متماسك ومستنير.

وتؤكد وزارة الأوقاف أن هذه القوافل تمثل امتدادًا لجهودها في بناء الوعي الديني والوطني، وترسيخ منهج الوسطية، وتعزيز الشراكة المجتمعية مع مؤسسات الدولة، دعمًا لمسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة المصرية.

مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير


- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.

- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002

- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول  الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.

- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.

- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.

- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.

- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).

- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.

- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.

- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.

المتحف المصري الكبير
الفراعنة
مصر 
العالم 
الحضارة 
توت عنخ امون 
الرئيس السيسي 
موكب الملوك 
الجيزة 
الأهرامات

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية في جامعة طنطا: تجديد الخطاب الديني ضرورة حياتية وبناء الوعي حصن الشباب ضد التطرف
  • الأوقاف تنظم ندوة علمية بعنوان: "أثر القيم المجتمعية في توجيه السلوك"
  • رئيس جامعة طنطا يستعرض الخطة التنفيذية لصيانة ورفع كفاءة المنشآت الجامعية
  • رئيس جامعة طنطا: تسريع تنفيذ خطة الصيانة ورفع كفاءة المنشآت الأكاديمية
  • مفتي الجمهورية: محافظة الغربية تمثل نموذجًا متميزًا في دعم الفكر المستنير
  • رئيس جامعة طنطا: افتتاح المتحف المصري الكبير تتويج لجهود الرئيس السيسي التنموية
  • محافظ الغربية يستقبل مفتي الجمهورية لبحث سبل التعاون المشترك
  • رئيس جامعة طنطا يستعرض تقريرا عن الخطة التنفيذية لتنفيذ مبادرة 100 يوم رياضة
  • رئيس جامعة طنطا يستعرض الخطة التنفيذية لبدء مبادرة "100 يوم رياضة"