بين الدعاء والقدر.. وصفة روحية لتيسير الزواج
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
قضية تأخّر الزواج واحدة من أكثر القضايا التي تمسّ مشاعر الفتيات وتختبر إيمانهنّ وثقتهنّ بالله، ومع كل ليلة جمعة، تُحيي بعض القلوب رجاءً جديدًا، ترفع الأكفّ إلى السماء، وتبحث عن “الوصفة المجربة” التي تُقرّب الفرج وتفتح باب النصيب.
وصفة روحية لا “سحرية” لتيسير الزواج
يؤكد الداعية الإسلامي الشيخ محمد أبو بكر أن المسألة لا تتعلق بسحرٍ أو طلاسم، بل هي أبواب روحية مناجاة بين العبد وربه، مشيرًا إلى وصفة مجرّبة قالها مشايخ السلف، تُردّد كل ليلة جمعة، وتتكوّن من خمس خطوات روحانية:
الاستغفار مئة مرة، لأنه مفتاح الأرزاق وممحاة للذنوب.
                
      
				
الصلاة على النبي ﷺ مئة مرة، فهي تجلب الرحمة وتفرّج الكرب.
قراءة سورة يس، لما فيها من بركة وتيسير.
قراءة سورة مريم، التي تُذكر فيها قصص الفرج بعد العُسر.
ثم الدعاء بالزوج الصالح، مع قول: “اللهم اختر لي ولا تخيّرني، وارضني بما قسمت لي”.
ويضيف الشيخ أبو بكر: “هذه وصفة جُرّبت، ليس لأنها تُغيّر القدر، ولكن لأنها تفتح أبواب الرضا، ومن رضي عن الله رضي الله عنه”.
الدعاء بابٌ لا يُغلق
ومن زاوية فقهية، يقول الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الدعاء لا يُردّ ما دام خالصًا لله، موضحًا أن تأخر الزواج ليس حرمانًا، بل اختبار للإيمان والتوكل.
ويتابع: “كثرة الاستغفار، والإلحاح على الله، والمحافظة على الطاعات، والصلاة على النبي ﷺ — كلها أسباب يُفتح بها باب الرزق. والزواج أحد أنواع الأرزاق التي كتبها الله في وقت معلوم”.
ويستشهد عثمان بقول النبي ﷺ:«من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه أبو داود].
هل تأخر الزواج عقاب من الله؟
أجاب الدكتور عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلًا: “ليس تأخر الزواج عقابًا من الله، فالزواج رزق مكتوب في كتاب الله قبل أن نُخلق، لكن الله أمرنا بالأخذ بالأسباب والسعي دون يأس أو حزن”.
وأوضح أن بعض الفتيات يرفضْنَ من يتقدّم لهنّ دون تعرّف أو تفكير واقعي، بحثًا عن “المثالي”، قائلًا: “لا يوجد إنسان كامل، القبول هو المعيار، فإن حدث فالحمد لله، وإن لم يحدث فليس في الأمر خسارة، فكل تأخير له حكمة، والزواج مثل المال، كلاهما أرزاق”.
بين الانتظار والدعاء.. دروس من مريم ويعقوب
يرى علماء النفس أن الجانب الإيماني في الانتظار يبعث الطمأنينة ويُقلّل من التوتر الناتج عن ضغط المجتمع. فالله تعالى علّمنا في سورة مريم أن الفرج يأتي بعد طول دعاء، كما علّمنا في قصة يعقوب عليه السلام أن الحزن لا يُنافي الرجاء.
ولهذا، لا يكون الدعاء فقط طلبًا للزوج، بل طلبًا للرضا والسكينة، ليكون الزواج إن أتى رحمة، وإن تأخر حكمة.
دعاء لتيسير الزواج
اللهم يا جامع الناس ليومٍ لا ريب فيه، اجمع بيني وبين من ترضاه لي في خير، واجعل بيننا مودة ورحمة، وبارك لنا في أقدارنا.
اللهم ارزقني زوجًا صالحًا يكون لي عونًا على طاعتك، وراحةً لقلبي، وسكنًا لنفسي.
اللهم ارزق كل من تنتظر الفرج قلبًا راضيًا، وصبرًا جميلاً، ونصيبًا طيبًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ليلة جمعة جمعة اللهم دعاء لتيسير الزواج الدعاء
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: حجة الوداع لقاءً مهمًّا بين النبي ﷺ والمسلمين
حجة الوداع.. قالت دار الإفتاء المصرية إن حجة الوداع لقاءً مهمًّا بين النبي ﷺ والمسلمين، وفيها أرسى رسولُ الله ﷺ القواعدَ التي تضمن للإنسان والمجتمع حياة آمنة ومستقرة، وكذا التطور والنَّماء للفرد خاصة وللمجتمع بصفة عامة.
حجة الوداع:وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنى في حَجَّةِ الوداع: «إنَّ دِماءَكُم وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا» أخرجه مسلم.
دروس حجة الوداع
وقال النبي ﷺ في خطبة الوداع: «..وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟» قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ «اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.. [أخرجه مسلم]
تفسير حجة الوداع:
وأوضح الأزهر أن المعنى أنه ﷺ يقول لأمَّته في آخر كلماته من خطبة وداعه: إنْ انتهت مُهمتي، وخُتمت رسالتي، واقترب أجلي؛ فلا تخافوا من الضلال أو الهلاك فقد تركت فيكم سبب اعتصامكم وثباتكم وهدايتكم ألا وهو كتاب الله عز وجل، فاستمسكوا به، وأحلوا حلاله، واجتنبوا حرامه، وقفوا عند حُدوده.
ثم سأل ﷺ الحاضرين -بأبي هو وأمي- عن قولهم فيه إن سألهم الله عنه؛ حتى يعرف شهادتهم عليه أمام الحق سبحانه.
حجة الوداع 
فقال له السامعون من الصحابة رضوان الله عليهم: سنشهد أمام الله أنك قد بلغت وأديت ما عليك، فأَشْهَدَ ﷺ اللهَ عز وجل على مقالتهم فيه، وقال: اللهم اشهد، اللهم اشهد.
وألقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع في يوم عرفة، ونزلت الآية الكريمة: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" في 9 من ذي الحجة سنة 10 هجرية.
إحرام النبي محمد ﷺ في حجة الوداع
أحرم النبي ﷺ وصلّى ركعتي الإحرام بمسجد ذي الحليفة، فعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: «مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَّا مِنْ عِنْدِ المَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ ذِي الحُلَيْفَةِ». [أخرجه البخاري]
إحرام النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:
ثُمَّ رَكِبَ النبي صلى الله عليه وسلم-ناقته- الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ: «لَبَّيْكَ اللهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ»، وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ. [أخرجه مُسلم]
والنبي ﷺ حج حجَّةً واحدة في عُمره، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة بعد فتح مكة، ودَّع فيها أصحابه وأُمَّته؛ ولذلك سميت بحجة الوداع، فقال لهم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ لَعَلِّي لَا أَرَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا». [أخرجه البيهقي]
 
 جلسة تحفيزية من ممدوح عيد للاعبي بيراميدز قبل لقاء التأمين الأثيوبي
جلسة تحفيزية من ممدوح عيد للاعبي بيراميدز قبل لقاء التأمين الأثيوبي