شاركت المملكة اليوم بوفد يرأسه معالي رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد الأستاذ مازن بن إبراهيم الكهموس، في الاجتماع الوزاري الرابع لمكافحة الفساد لدول مجموعة العشرين المنعقد في مدينة مبومالانجا بجمهورية جنوب أفريقيا.
وأشاد معالي رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بما حققت جمهورية جنوب أفريقيا من إنجازات متميزة في ظل أولوياتها المتمثلة في تعزيز التضامن والمساواة والاستدامة خلال رئاستها لمجموعة العشرين، كما عبر عن شكره وتقديره لجمهورية البرازيل الاتحادية على دعمها المتواصل لرئاسة مجموعة العشرين بصفتها الرئيس المشارك.


ونَوَّهَ معاليه بأن القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية منذ إطلاق رؤيتها 2030، تبنّت نهجًا إستراتيجيًا لمكافحة الجرائم العابرة للحدود، وفي مقدمتها جرائم الفساد، إدراكًا لما تمثله من تهديد للتنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة، وقد ركّزت المملكة على بناء منظومة مؤسسية متكاملة تُعزّز النزاهة والشفافية، وتُسهم في تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وأَكَّدَ معاليه بأن المملكة تدرك الدور المحوري الذي تضطلع به مجموعة عمل مكافحة الفساد في تعزيز التدابير الرامية إلى مكافحة الفساد لبناء مجتمعٍ يقوم على العدالة والازدهار، مبينًا أن تأسيس شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (GlobE Network) يُعدّ من أبرز منجزات المجموعة، لما أسهمت به من تعزيزٍ للتعاون الدولي وتيسيرٍ لاسترداد الأصول المنهوبة، معربًا عن تطلعاته بأن تواصل دول مجموعة العشرين دعمها الفاعل لتطوير الشبكة ودعم أهدافها وتحقيق الغايات التي أُنشئت من أجلها.
وأَشَارَ الكهموس إلى التحديات المتمثلة في غياب أدوات دقيقة وموضوعية لقياس أثر الجهود الرامية إلى مكافحة الفساد، وتقديم توصيات عملية لتطوير هذه الأدوات، موضحًا أن المملكة تعاونت مع عددٍ من المنظمات الدولية لتطوير أدوات تُمكّن الدول من تقييم فاعلية تدابير مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة.
وفي ختام كلمته دَعَا رئيس وفد المملكة معالي رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد الحضور للمشاركة في الدورة الثانية للمؤتمر العالمي بعنوان “تسخير البيانات لتحسين قياس معدلات الفساد”، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، خلال الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر 2025م في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، معربًا عن تطلعاته بأن يسهم في تزويد الدول بأدوات وأطر وآليات تعاون ملموسة لتحسين قياس معدلات الفساد، وذلك تماشيًا مع الإعلان الوزاري لمكافحة الفساد لدول مجموعة العشرين المعتمد العام الماضي تحت الرئاسة البرازيلية.
وعلى هامش أعمال الاجتماع التقى معاليه برؤساء وفود الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية الصين الشعبية، وجمهورية سنغافورة، والجمهورية الإيطالية، ومنظمة الشرطة الجنائية “الإنتربول”، ومنظمة OECD، وجرى خلال اللقاءات بحث سُبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الجرائم العابرة للحدود المرتبطة بقضايا الفساد، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

 

يُذكر أن الاجتماع نتج عنه صدور عددٍ من الوثائق الرئيسة، من أبرزها: بيان الرئاسة، الذي تضمّن التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال استرداد الموجودات من خلال شبكة (غلوب إي)، إضافةً إلى المبادئ رفيعة المستوى بشأن إدارة الأصول المصادرة والمضبوطة، وتقرير المساءلة المتعلّق بحماية المبلّغين عن الفساد لعام 2025م، والخلاصة الوافية للممارسات الجيدة في تعزيز الشفافية والمساءلة في القطاع العام.
الجدير بالذكر أن الاجتماع الوزاري الأول لمكافحة الفساد عُقد بمبادرة من المملكة العربية السعودية أثناء رئاستها لمجموعة العشرين في عام 2020م، بهدف تعزيز الالتزام السياسي بمكافحة الفساد وتوطيد التعاون بين الدول الأعضاء في المجموعة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية لمکافحة الفساد مجموعة العشرین مکافحة الفساد فی تعزیز

إقرأ أيضاً:

الدوحة تحتفي بالروّاد الدوليين في مكافحة الفساد على مدار عقد كامل

شهدت العاصمة القطرية الدوحة أمس الأحد حفل "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد" في نسختها العاشرة، بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وذلك بقاعة "كتارا" بفندقي فيرمونت ورافلز الدوحة.



كما حضر الحفل كل من الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وحسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، وجياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، والرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي، إلى جانب عدد من أصحاب السعادة الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة وكبار المسؤولين وضيوف الحفل.



وخلال الحفل، الذي حضرته "عربي21"، تم عرض فيلم وثائقي تناول تاريخ الجائزة وتطورها في مجال مكافحة الفساد، إلى جانب إبراز جهود الفائزين ومساهماتهم المتميزة من خلال تقديم نماذج مثالية لتعزيز القيادة والإبداع والالتزام في مواجهة الفساد.

وقام الأمير بتكريم الفائزين في مختلف فئات الجائزة، حيث نال البروفيسور نيكوس باساس والدكتورة ماريان كاميرر جائزة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية، فيما حصلت السيدة غلوريا بالاريس فينيولس والسيد تاتيندا تشيتاغو والسيدة أنديسوا ماتيكينكا على جوائز الابتكار والصحافة الاستقصائية.



كما تم تكريم السيد مار نيانغ والسيد مطيع الله ويسا عن فئة إبداع الشباب وتفاعلهم، فيما نال السيد دراغو كاس والدكتورة أوبياغيلي إيزكويسيلي جوائز الإنجاز العمر والإنجاز المتميز.

وشملت فعاليات الحفل كلمات عدة، حيث ألقى جون براندولينو نائب الأمين العام بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة كلمة بهذه المناسبة، بالإضافة إلى كلمات لكل من ألكسندر زويف نائب الأمين العام لمكتب مكافحة الإرهاب، والدكتور علي بن فطيس المري رئيس اللجنة العليا المعنية بالجائزة.

وحضر الحفل أعضاء اللجنة العليا المعنية بالجائزة، واللجنة الاستشارية للجائزة، واللجنة التنفيذية والمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد، بالإضافة إلى عدد من الباحثين الدوليين المتخصصين في هذا المجال.

تصريحات الدكتور علي بن فطيس المري

وأكد الدكتور علي بن فطيس المري، رئيس اللجنة العليا المعنية بـ "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد"، أن دولة قطر بقيادة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تواصل اضطلاعها بدور ريادي على المستوى الدولي في دعم قيم النزاهة والشفافية وتعزيز الجهود العالمية لمكافحة الفساد، باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات عادلة.


الدكتور علي بن فطيس المري، رئيس اللجنة العليا المعنية بـ "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد"

وأوضح المرّي في تصريحات صحفية، أن الجائزة تمثل نموذجًا عمليًا لالتزام قطر بالشراكة مع الأمم المتحدة، ودعم الهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة المتعلق ببناء مؤسسات قوية ومحاربة الفساد.

وبيّن أن الجائزة بدأت مسيرتها من مقر الأمم المتحدة في فيينا، ثم انتقلت إلى جنيف، قبل أن تنتشر في مختلف قارات العالم، بهدف إحداث أثر حقيقي ومستدام في الدول المستضيفة.

كما استعرض المري محطات بارزة للجائزة، منها النسخة الثالثة في كوالالمبور التي أدت إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية الماليزية لمكافحة الفساد وإنشاء مركز وطني مختص، بالإضافة إلى تجربة الجائزة في رواندا وأوزبكستان، حيث ساهمت في تعزيز القدرات المؤسسية وإصدار تشريعات داعمة وخطط وطنية لمكافحة الفساد.

وشدد على أن الجائزة نجحت، من خلال تنقلها بين أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، في تسليط الضوء على خطورة الفساد وضرورة مواجهته، مؤكداً أن المعركة مستمرة وتتطلب تضافر الجهود الدولية ودعم المبادرات والكوادر العاملة في هذا المجال. وأشار إلى أن الحضور الدولي الواسع والدعم المستمر للجائزة يمثلان دافعا أساسيا لمواصلة العمل من أجل عالم أكثر نزاهة وعدالة.

من جانبه، قال الرئيس التونسي الأسبق وعضو لجنة التحكيم في الجائزة، الدكتور منصف المرزوقي، إن تخصيص جائزة دولية لمكافحة الفساد لا يقتصر على التنبيه لخطورة هذه الظاهرة، بل هي أيضًا رسالة دعم للعاملين على الأرض تؤكد أنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك من يسندهم. وأضاف أن مكافحة الفساد المالي تعزز قيم التضامن والأمن والاستقرار، وتشكل أداة لحماية حقوق الإنسان ومواجهة مشكلة عالمية.


     الرئيس التونسي الأسبق وعضو لجنة التحكيم في الجائزة، الدكتور منصف المرزوقي

وتعد جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد الأولى من نوعها عالميًا في هذا المجال، وواحدة من أهم المبادرات الدولية لتعزيز الجهود الرامية لمكافحة الفساد على مختلف الأصعدة.




مقالات مشابهة

  • الدوحة تحتفي بالروّاد الدوليين في مكافحة الفساد على مدار عقد كامل
  • مسراتي تشارك بقطر في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد
  • باكستان وبلجيكا تتفقان على تعزيز التعاون لمكافحة تهريب المهاجرين
  • مناقشة تعزيز الشراكة بين وزارة الثقافة وهيئة مكافحة الفساد في التوعية والتثقيف
  • اجتماع لمناقشة الشراكة بين وزارة الاتصالات وهيئة مكافحة الفساد
  • 192 دولة.. العراق ينضم إلى تحالف عالمي لمكافحة الفساد
  • روسيا وجنوب إفريقيا تؤكدان أهمية التعاون في مجموعة العشرين
  • من يحمى ضحايا مكافحة الفساد؟
  • المملكة تشارك في اجتماع المانحين لدعم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بنيويورك
  • اجتماع موسع في طرابلس لبحث تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد