عاجل: مستشار مالي لـ”اليوم“: الادخار ”ثقافة وطنية“ وأولوية لتحقيق الأمان
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
أكد المستشار المالي الدكتور حسين العطاس، أن الادخار يمثل ”ثقافة اقتصادية“ وركيزة أساسية للاقتصاد الوطني المستدام، وليس مجرد سلوك مالي عابر.
وتزامناً مع احتفالات العالم بيوم الادخار العالمي في 31 أكتوبر، أوضح العطاس أن الوعي المالي هو ”الوسيلة الأذكى لبناء غدٍ أكثر أماناً، ونقطة البداية لكل استثمار ناجح“.
أخبار متعلقة إطلاق تحالف جديد لتعزيز ريادة السعودية في الاتصالات الآمنةعاجل: نتائج دراسة جينية تكشف عن تنوع أحيائي غير مسبوق في البحر الأحمراعتبر العطاس الادخار المنتظم ”حجر الزاوية“ في الاستقرار المالي للفرد، كونه يمكنه من مواجهة الأزمات الطارئة دون الحاجة إلى الاستدانة أو القروض.الدكتور حسين العطاس
وأشار إلى أن هذا السلوك يعزز الشعور بالأمان ويتيح للأفراد التخطيط بثقة للمستقبل، سواء للتعليم أو التقاعد، فضلاً عن كونه أداة فعالة لضبط الإنفاق وتحقيق التوازن بين متطلبات الحاضر والمستقبل.
وعلى المستوى الوطني، أشار الخبير المالي إلى أن ارتفاع معدلات الادخار يؤدي إلى زيادة السيولة في النظام المالي. وهذا بدوره يمكّن البنوك من تمويل المشاريع التنموية والاستثمارية، مما يساهم في خلق اقتصاد وطني أكثر مرونة واستقلالية في مواجهة التقلبات العالمية.اقتصاد مستدام
أكد العطاس أن نشر هذه الثقافة يتكامل مباشرة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى لبناء مجتمع مزدهر واقتصاد مستدام.
وشدد على أنه رغم الضغوط المعيشية، أصبح الادخار اليوم ”أكثر ضرورة من أي وقت مضى“.
ولبناء ثقافة ادخار فعالة ومستدامة، دعا العطاس إلى ضرورة التعامل مع الادخار ك ”أولوية“ تُخصّص فور استلام الدخل، وليس ك ”فائض“ متبقٍ.
وأضاف أن تحديد الأهداف المالية بوضوح، سواء كانت قصيرة أم طويلة المدى، يجعل الالتزام بالادخار أكثر تحفيزاً.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } في يومه العالمي.. مستشار مالي لـ”اليوم“: الادخار ”ثقافة وطنية“ وأولوية لتحقيق الأمانمحافظ استثمارية
نصح بالاستفادة من الأدوات المالية الحديثة كبرامج الادخار البنكية والمحافظ الاستثمارية منخفضة المخاطر.
وأكد على أهمية مراجعة العادات الاستهلاكية لتقليل المصروفات غير الضرورية، وتعزيز الوعي المالي كونه الأساس لاتخاذ قرارات رشيدة، وتشجيع الادخار الأسري لغرس هذه القيم لدى الأبناء.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جدة الاقتصاد الوطني الاقتصاد المستدام مشاريع تنموية يوم الادخار رؤﻳﺔ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ 2030
إقرأ أيضاً:
من معنى الشهادة إلى مقاومة الخوف .. قراءة في مواجهة حملات الإنهزامية (الصهيو-أمريكية)
في زمنٍ تكثر فيه التحدّيات وتتشابك فيه أدوات الهيمنة، تخوض الأمة معركةً هي الأخطر في تاريخها الحديث، معركة الوعي والإيمان والمعنى، فبعد أن عجز العدو الصهيوأمريكي عن كسر إرادة الأمة في الميدان، اتجه إلى حربٍ من نوعٍ آخر، حربٍ تستهدف القلب والعقل معًا، لتُضعف اليقين وتُطفئ شعلة العزيمة، وتفكّك القيم التي شكّلت روح المقاومة والصمود.
يمانيون / تقرير / خاص
إنها حرب ناعمة الملمس، عميقة الجرح، تُدار بالكلمة والصورة والمعلومة، لا بالبندقية فقط. حرب تسعى إلى اقتلاع ثقافة الشهادة والاستشهاد من جذورها، لأنها تدرك أن هذه الثقافة هي جوهر القوة الإيمانية التي تصنع الثبات في وجه الطغيان، لذلك سعى العدو إلى إعادة تشكيل وعي الناس بالشهادة، فحوّلها من قمة العزّة إلى مشهد حزنٍ وبكاء، ومن عنوانٍ للحياة الأبدية إلى صورةٍ للموت والضياع، ومن مصدرٍ للكرامة إلى سببٍ للخسارة واليأس، لكن القرآن الكريم سبق أن رسم للأمة معالم المواجهة في قوله تعالى ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139).
بهذا التوجيه يربط القرآن بين الإيمان والعزّة، بين الصبر والنصر، ويؤكد أن المعركة الحقيقية تبدأ من داخل النفس قبل أن تُحسم على أرض الواقع، ومن هنا تتجلّى أهمية إعادة قراءة ثقافة الشهادة بمنظارٍ قرآني واعٍ، يكشف أبعادها الواسعة، الروحية والإنسانية والاجتماعية والسياسية، ويحصّنها من محاولات التشويه والتفريغ التي يقودها الإعلام الموجّه والآلة الدعائية للعدو.
لقد قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) رؤية قرآنية راسخة تُعيد الشهادة إلى مقامها الأسمى، باعتبارها عطاءً يقابله الله بعطاء، وكرامةً تتجاوز حدود الزمن والمكان، فهي ليست خسارةً كما يُروّج لها العدو، بل ولادة جديدة في ساحة القرب الإلهي، وامتداد لروح الأمة في وعيها وجهادها، ومن هذا المنطلق، يصبح الحديث عن الشهادة ليس مجرد تمجيدٍ لتضحيةٍ فردية، بل تأصيلٌ لمنهج حياةٍ يصنع الحرية ويهزم الخوف، ويعيد تشكيل وعيٍ جمعيٍّ يرى في العطاء سبيلًا للكرامة وفي الموت في سبيل الله حياةً خالدة.
الشهادة من منظور قرآني .. وعيٌ يصنع الحياة
الشهادة في القرآن الكريم ليست حدثًا يُنهي الحياة، بل بوابةٌ إلى الخلود، فالله تعالى يقول: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران: 169)، هذه الحياة الربانية للشهداء تُعبّر عن استمرار الرسالة لا توقفها، وعن امتداد القوة الإيمانية في الأمة لا انقطاعها، فالشهادة، من هذا المنظور، هي ذروة الوعي بالله والولاء للحق، والتجرد من الأنانية والخوف، إنها تجسيدٌ عملي للآية الكريمة: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (التوبة: 111).
دلالاتها على المستويات المتعددة
روحيًا، الشهادة تزكّي النفس وتحرّرها من عبودية الدنيا، فتُثمر طمأنينة وثقة بوعد الله.
أما على المستوى الاجتماعي تبني روابط الانتماء والتكافل في الأمة، إذ يُصبح الشهيد رمزًا جامعًا للقيم والمبادئ.
وسياسياً ، تكرّس الشهادة رفض الاستعباد والخضوع، وتعلن أن السيادة لا تُشترى بالدم، بل تُحمى به.
وعلى المستوى الثقافي، تُكوّن ذاكرة جمعية تحفظ الهوية وتمنع طمس التاريخ المقاوم، فتبقى الشعوب حيّة ما دامت تكرّم شهداءها.
في توجيهاته القرآنية، يصف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، الشهادة بأنها عطاءٌ قابلَه الله بعطاء، موضحًا أن الشهيد لا يفقد شيئًا، بل ينال كمال العطاء الإلهي، فهو حيٌّ في رضوان الله، وحيٌّ في ضمير الأمة، وحيٌّ في امتداد أثره التربوي والتوعوي.
ويؤكد أن ثقافة الشهادة هي ما يصنع تماسك الأمة في مواجهة سلاح التخويف، لأنها تزرع في النفوس شجاعةً نابعةً من الإيمان، لا من التهوّر، فحين يدرك الإنسان أن الموت في سبيل الله حياة، يسقط سلاح العدو الأشد فتكًا، الخوف.
الحرب الصهيوأمريكية على وعي الأمة .. صناعة الخوف وتقزيم الشهادة
حين فشل العدو في كسر إرادة الأمة في ميادين القتال، لجأ إلى ميدانٍ أكثر خطرًا، ميدان الوعي، فبدأت الحرب الناعمة التي لا تُسمع لها انفجارات لكنها تُحدث تشويشًا في العقول وتصدّعًا في القلوب.
وتهدف هذه الحرب إلى نزع القداسة عن قيم التضحية والجهاد، وتضخيم الخسائر وتعتيم الانتصارات، وتحويل الشهداء من رموزٍ للنور إلى أرقامٍ في سجلات الموت، وإقناع الشعوب بأن الكرامة عبءٌ، وأن المقاومة مغامرة، من خلال أدوات خبيثة تعتمد على التضليل الإعلامي و صناعة محتوى يستبدل الحقائق بالروايات الموجَّهة، والتهويل النفسي من خلال ضخ صور الدمار والدماء لتوليد خوفٍ جماعي، وتقديم ثقافة الإيمان والشهادة كرموزٍ للتخلّف لا للعزّة، ومن أخطر الأدوات التي يستهدفها العدو هو تشويه الرموز من الشهداء القادة لضرب القيمة المعنوية العظيمة لهم في النفوس وتفكيك المرجعيات المعنوية، حتى يصل الفرد إلى مرحلة يظنّ فيها أن النجاة الفردية أهم من النصر الجماعي، وهنا تتحقق غاية العدو دون إطلاق رصاصة.
مواجهة الحرب النفسية .. الوعي القرآني كسلاح
يعلّمنا القرآن أن الصراع على الوعي لا يُحسم بالصوت العالي، بل بالبصيرة والصدق والثبات.
ويؤكد السيد القائد على أن تكون ثقافة الشهادة حاضرة في كل ميادين الحياة، لا في ساحة القتال فقط، فالعطاء في سبيل الله قد يكون بالكلمة، أو بالعمل، أو بالصبر، أو بالتربية، أو بالبناء، فكل من يهب نفسه لله في سبيل إعلاء الحق يحمل روح الشهادة.
إن الشهادة ليست نهاية طريق، بل بداية لمسيرة وعي، فهي تعلّم الأمة أن الكرامة لا تُستورد، وأن الضعف النفسي هو أول الهزائم، وهي تحصّن المجتمع من الخضوع للإرجاف، وتغرس الثقة بأن النصر وعدٌ من الله لا يمنحه إلا لمن صدق في العطاء، (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) (آل عمران: 160).
وحين تُدرك الأمة هذا المعنى، تتحوّل تضحياتها إلى طاقة روحية متجددة، وتصبح ذكرى الشهداء منارةً للوعي لا مناسبة للبكاء.
ختاماً
تثبت التجارب أن الأمم التي تُحافظ على ثقافة الشهادة الواعية لا تُهزم، مهما اشتدت الحروب عليها، لأنها تحمل في داخلها مصدرًا لا ينضب من القوة، أما العدو الصهيوأمريكي، وأدواته وأعوانه وتحالفه، فمهما امتلك من أدوات الخداع والتضليل، سيبقى عاجزًا عن هزيمة أمةٍ آمنت بأن الحياة لا تكون إلا بكرامة، وأن الموت في سبيل الله حياةٌ خالدة.
إنها معركة وعيٍ قبل أن تكون معركة سلاح، ومعركة قيمٍ قبل أن تكون معركة مواقع، والنصر فيها يُصنع بالعقول المؤمنة والقلوب الصابرة، وبإحياء روح الشهادة في النفوس، لتظل الأمة، كما أراد الله لها، عاليةً لا تَهِن، صابرةً لا تَضعف، موقنةً بأن وعد الله حق.