في ظل هذه الظروف الانسانية المأساوية في دارفور ، اختار السيد مسعد بولس مستشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب للشؤون الافريقية افتراع معارك سياسية ، ولم يكن الحديث المتكرر عن الاسلاميين أو الفلول أو النظام السابق مجرد شهوة كلام ، بل هو أمر مقصود لغايات واهداف أخرى ،
واولها: تحوير معركة أهل السودان المفصلية والوجودية وكأنها صراع اهداف ضد تيار سياسي ، ومحاولة تحويل كل هذا الذى جرى في السودان من ابادة جماعية وتطهير وتصفيات وقتل ونهب وسلب على أساس انه هدف لإبعاد الاسلاميين ، وهو بذلك يخدم اجندة دولة الإمارات العربية المتحدة ويعطى ذرائع لمليشيا آل دقلو الارهابية ومرتزقتها وداعميها وعلى ذات نسق جماعة دكتور حمدوك التى اعلنت قبل اسابيع حملة اساءة على الاسلاميين.
وثانيهما: شغل التيار الاسلامي والوطني عن معركته الاساسية الكبرى وعن دوره الفاعل بالبحث عن مواقعه ومستقبله ، خاصة أن تصريحات مسعد بولس تضمنت تلميحات خبيثة حين اوضح (أن المكون العسكري لا يمانع في ابعادهم – اي الاسلاميين – واتخاذ اجراءات ضدهم) ، والقصد هنا أحداث خلخلة في الصف الوطني والارادة الوطنية والتماسك وشل القدرة على النفير..
وثالثها : شغل الرأى العام والفضاء العام بنقاشات بعيدة عن جرائم وانتهاكات مليشيا آل دقلو المروعة والقتل الممنهج والتصفيات الفظيعة في الفاشر وبارا ، وللعلم فإن قضية الابادة في الفاشر تصدرت الأحداث أمس الثلاثاء 27 اكتوبر ، وللاسلاميين دور فعال في المعركة الاعلامية وتفاعلات الرأى العام..
وهذا اسلوب معلوم في إدارة المعارك ، حين تسقط كلياً القيم الانسانية والأخلاقية لصالح المكاسب والمصالح السياسية والمالية والشخصية ، والجشع السياسي يفعل أكثر من ذلك..
ولهذا فإن الأوفق الرد على مسعد بولس وامثاله بما يستحق دون الاستغراق في معاركه وتوهماته ، فهذا ما يرغب فيه ويسعي إليه، فخيبوا ظنونه ومخططاته.
معركتنا الكبرى الآن كسر شوكة هذا التمرد وإفشال مؤامرة إختطاف السودان بحضارته وانسانه وارضه وقيمه وموارده ، وهذه معركة اصطف فيها كل أهل السودان ولن تنجح المخططات الخبيثة في تفتيت وحدتهم وتفريق جمعهم..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
29 اكتوبر 2025م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مسعد بولس
إقرأ أيضاً:
لماذا استماتت قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر؟
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن أهمية مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني تكمن في كونها نقطة تحول أساسية، حيث تفتح الباب باتجاه الدول المجاورة ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأوضح حنا أن سيطرة قوات الدعم السريع على إقليم دارفور قد تشكل نقطة انطلاق نحو كردفان الشمالية والجنوبية وحتى الغربية، مشيرا إلى أن المعارك تدور بعد سقوط الفاشر في شمال وجنوب كردفان، لكنه استبعد أن تتمكن قوات الدعم السريع من السيطرة على كردفان وجنوب كردفان بسبب المساحات الشاسعة.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وأشار العميد حنا إلى أن الجيش السوداني لديه دبابات وسيطرة جوية، في حين قوات الدعم السريع تعتمد على قتال المليشيات وتستخدم المسيّرات، وهي تسعى اليوم بعد سقوط الفاشر إلى السيطرة على كردفان الشمالية والجنوبية ومناطق واسعة.
ولفت إلى أن مشكلة السودان تتمثل في المساحات الكبيرة والطرق الضيقة والإلزامية، موضحا ان هناك ما يزيد على 31 ألف كيلومتر من الطرقات في السودان ككل، منها 7 آلاف كيلومتر فقط معبدة، وهذا يفرض عوائق على الطرفين المتقاتلين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبشأن التكلفة البشرية للحرب الدائرة في السودان، قال العميد حنا إن هناك أكثر من 12 مليون في الداخل وعمليات قتل جماعي حدثت في الفاشر، وهي حرب طويلة لن تربح من أي طرف، ولن تنتهي إلا بتفاهم داخلي والحد من التدخل الخارجي.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا منذ 15 أبريل/نيسان 2023 لم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائها، وسط معاناة إنسانية متفاقمة.