موقع النيلين:
2025-11-03@08:43:04 GMT

مأزق بشري في حرب السودان

تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT

من البديهات أن التقنين يلاحق الأحداث.. فعندما تتراكم الأحداث والسوابق… يأتي المشرعون ويصيغون القواعد في شكل نصوص محكمة الصياغة.. لتصبح موادا قانونية مرقمة … ومع ذلك يصر أهل القانون على قاعدة لا جريمة بدون نص… منعا للقضاء من التشريع… وتأسيساً على قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة.. وإن يفلت مجرم من العقاب خير من أن يُجرم بريء … وبما أن أي فعل مؤذي لابد من أن يُعاقب مرتكبه يلجأ القضاة في حالة عدم وجود المادة القانونية التي تنطبق تماما على الوقائع… للسوابق وأصول الأحكام القضائية وغيرها حتى لا يفلت مجرم من العقاب بقدر الإمكان…

هذة واحدة، أما الثانية فقد حاول أهل القانون الدولي محاصرة الجريمة المتعدية للحدود… وتقليص فكرة السيادة… التي كانت تحتمي بها بعض الجرائم… فطوروا القانون الجنائي الدولي وحددوا جرائم تبيح التدخل الأممي… مثل جريمة الابادة الجماعية.

. والجريمة ضد الإنسانية… وجريمة الحرب… وتوسعوا في توسيع مدى هذة الجرائم…. ومع ذلك فإن الحرب السودانية الحالية أفرزت جرائم لا تحتويها الجرائم الثلاثة أعلاه… والإشارة هناك لسوق المعتدين للمحرقة جماعات ووحدانا… ولنأخذ لذلك مثلا بما حدث في الفاشر مؤخراً، فهذة المدينة ظلت محاصرة لمدة 600 يوم وقاربت الهجمات عليها من قبل الدعامة الثلاثمائة هجوم.. وفي كل هجمة تزهق فيها أرواح العشرات وأحيانا المئات من المهاجمين… الذين لا بواكي لهم… فمعظمهم… مغامرين مأجورين… أو باحثين عن الغنائم… وبعضهم مغيب العقل… وبعضهم بدافع عنصري… يهجمون ويموتون دون أن يسأل عنهم سائل… لأن معظمهم قد قبض ثمن حياته مقدما.. قد يكون استلمها مباشرة أو قد يكون استلمها السمسار الذي أتى به …. لذلك يستخدمون في التكتيكات الحربية… كتفجير الألغام… أو استنزاف الخصم أو حتى إرهاقه…

لنا أن نتخيل عدد الذين ماتوا في الفاشر قبل سقوطها من قبل المهاجمين… وقبل ذلك حدث نفس الشيء في سلاح المدرعات وفي جهات أخرى… دون شك هذة جريمة مكتملة الأركان.. َولكن للأسف لا تدخل في جرائم الحرب المتعدية الثلاثة المشار إليها أعلاه… لأنه ليس هناك نصاً ينص عليها…. فالجرائم المعرفة الآن كلها محصورة في المعتدى عليهم…. جربمة المعتدي على من يستخدمهم في العدوان لم تتبلور بعد.. فهذة جريمة حرب تبحث عن نص…

لكن الأخطر أن هؤلاء المستخدمين لم يُعدوا فاقداً بشرياً لا يسأل عنهم أحد فحسب…. بل إن هؤلاء تمت إعادة صياغتهم وتم القضاء على طبيعتهم الآدمية…. فأصبحوا وحوشا بشرية يتتلذون بالقتل بدم بارد… وهم لا يدرون أن ما يقومون به عمل ممنهج لإثارة الرعب في الآخرين…. فمن يستخدمهم يريد أن ينتصر بالرعب… فهولاء لن تكون لهم حرفة بعد الآن إلا العدوان بكافة أشكاله وعلى كافة البشر مقاتلين أو مسالمين .. ..فالذي رباهم لابد من أن يواصل حربه تجاه بقية السودان (دا أكان وقف على السودان)… لأن تركهم في حدود دارفور يعني قتل من بقى فيها… وإن لم يجدوا خصما يقتلونه فسوف يقتلون بعضهم البعض.. وقد رأينا شيئا من ذلك في الجزيرة بأم أعيننا… يومها كان قتالا من أجل التغنيم… أي صراع حول الذي تمت (شفشفته)… لكن يبدو الآن أن نزعتهم العدوانية قد تطورت لتصبح القتل من أجل القتل… فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم….

دكتور عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

المجلس الوطني: الاحتلال حول الصحفيين الفلسطينيين إلى هدف لآلة الحرب

قال المجلس الوطني، إن الاحتلال حول الصحفيين الفلسطينيين إلى هدف مباشر لآلة الحرب، من قتل وإصابة واعتقال ومنع متعمد من الوصول إلى أماكن الأحداث وحجب التغطية، وتدمير المعدات والمقار الإعلامية والمركبات والمنازل السكنية، ومنع دخول الوكالات والتلفزة الدولية والاممية إلى غزة حتى بعد وقف إطلاق النار الشهر الماضي.

وأضاف المجلس الوطني في بيان له، مساء اليوم الأحد، لمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين الذي يصادف 2 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام واعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن هذه المناسبة تأتي هذا العام وشعبنا في قطاع غزة يرزح تحت جريمة إبادة جماعية متواصلة للعام الثالث، تتخللها هجمات ممنهجة ضد الصحافيين والعاملين في حقل الإعلام بهدف إسكات الحقيقة وطمس الوقائع.

وشدد على أن هذه الاعتداءات تشكل خرقا فاضحاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية الرأي والتعبير وحق الحصول على المعلومات، واعتداء منظماً على قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة التي تكفل الحماية للصحافيين بصفتهم مدنيين يجب احترامهم وعدم استهدافهم.

واستنكر المجلس الوطني الصمت الدولي الذي يمنح دولة الاحتلال حصانة سياسية وقضائية، وطالب المجتمع الدولي بواجب التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات وتوفير الحماية للصحافيين وسائر المدنيين الفلسطينيين، والعمل الجاد على ملاحقة ومساءلة كل من تورط في ارتكاب جرائم بحقهم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

ودعا المؤسسات والهيئات الدولية المعنية إلى تكثيف جهودها لتوثيق وفضح جرائم الاحتلال بحق الإعلام والشعب الفلسطيني وتعزيز حملات التضامن والضغط لإنهاء الحماية غير المشروعة التي يحظى بها الجناة، ترسيخا لسيادة القانون الدولي وعدالة القضية الفلسطينية.

وتوجه المجلس الوطني بالتحية والتقدير للصحفيين والصحفيات الفلسطينيين الذين جسدوا أسمى معاني الانتماء الوطني والمهني، وواصلوا أداء رسالتهم السامية في كشف الحقيقة ونقل معاناة شعبنا إلى العالم رغم كل المخاطر، مؤكدا أن دماء الشهداء من فرسان الحقيقة ستظل شاهدا على جرائم الاحتلال ودافعا لملاحقة مرتكبيها حتى تحقيق العدالة الكاملة وإنهاء الإفلات من العقاب.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين فصائل فلسطينية تجتمع في القاهرة هذا الأسبوع للتوافق بشأن "إدارة غزة" حزب الشعب يحذر من اعتبار خطة ترامب بديلاً لقرارات الشرعية الدولية استشهاد الأسير محمد غوادرة من جنين داخل سجون الاحتلال الأكثر قراءة "الجهاد الإسلامي" تكشف عن ملابسات محاولة اغتيال أحد قيادييها في غزة بالفيديو: طلبة يستأنفون الدراسة وسط قطاع غزة الخليل: مستوطنون يقطعون 80 شجرة زيتون في "واد سعير" طولكرم: الاحتلال يضرم النار في منزل بمخيم نور شمس وسط حصار متواصل عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • جرائم الحرب والسلام!
  • المجلس الوطني: الاحتلال حول الصحفيين الفلسطينيين إلى هدف لآلة الحرب
  • وحش بشري.. تفاصيل اضافية تُكشف عن جريمة الناعمة المروعة
  • من خطأ بنكى لجريمة.. القبض على شخص رفض إعادة أموال وصلت إليه بالخطأ
  • نقابة الصحفيين تتضامن مع الصحفيين السودانيين.. وتدعو لوقف جرائم الدعم السريع
  • لا عذر ولا تخفيف.. القتل بالسم جريمة مأساوية والنهاية حبل المشنقة
  • الشعبية” تحمل العدو الصهيوني المسؤولية عن جرائم الحرب بحق الأسرى الفلسطينيين
  • الجبهة الشعبية: سياسة ممنهجة للاحتلال لتحويل السجون لميادين للإبادة البطيئة
  • 49 أسيرة فلسطينيَّة يواجهن جرائم منظَّمة في سجون الاحتلال الإسرائيليِّ