ماريا زاخاروفا.. أول امرأة تتولى منصب المتحدث الرسمي للخارجية الروسية
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
في زمنٍ تتسابق فيه الوجوه السياسية على لفت الأنظار، تبرز ماريا زاخاروفا كإستثناءٍ لافت، تجمع بين الذكاء الدبلوماسي والحضور الإنساني والإعلامي، وبين القوة في الموقف والبساطة في التعبير.
ليست مجرد متحدثة بإسم وزارة الخارجية الروسية، بل صورة متكاملة لوجه روسيا الثقافي والحضاري أمام العالم.
في منتدى التعاون الدولي الذي أقيم في موسكو، خطفت الأنظار بحضورها الطاغي وأناقتها المتزنة، تلك الأناقة التي لا تُقاس بالثوب أو المظهر، بل بقدرة العقل على التواصل، والروح على الإقناع.
ما يميز ماريا زاخاروفا هو أنها لا تؤدي دوراً وظيفياً فحسب، بل تمثل فناً دبلوماسياً متقناً قائماً على الثقافة والمعرفة والقدرة على إيصال المعلومة بلغة يفهمها الجميع.
في كلماتها تجد سحر الأدب الروسي وعمق الفكر السياسي، وفي أسلوبها تشعر بروح الفنانة التي تعرف متى ترفع نبرة الصوت، ومتى تترك الصمت يتحدث نيابةً عنها
ماريا ليست مجرد صوتٍ لوزارة الخارجية الروسية، بل وجهٌ أنثوي لقوة الحضور والعقل في السياسة.
استطاعت أن تُعيد تعريف مفهوم "المتحدث الرسمي" ليصبح سفيراً ثقافياً وإنسانياً قبل أن يكون سياسياً. ومن يتابعها يدرك أن الدبلوماسية، كما تراها، ليست معركة كلمات، بل حوار حضارات وتبادل رؤى.
لقد أثبتت ماريا زاخاروفا أن المرأة، حين تمتلك العلم والثقافة والثقة، يمكنها أن تكون رمزًا للتوازن بين العقل والعاطفة، والسياسة والفن، والصرامة والجمال.
وهكذا تظل ماريا زاخاروفا صوتاً روسياً عالمياً يجمع بين صدى القوة ورقي الفكر، في عالمٍ يحتاج أكثر من أي وقتٍ مضى إلى وجوهٍ كهذه، تنطق بالحكمة لا بالصخب
في المنتديات الدولية مثل منتدى التعاون الدولي في موسكو، يظهر جانبها الإنساني والثقافي الذي يجعلها قريبة من الناس، رغم تمثيلها لمؤسسة رسمية كبرى مثل وزارة الخارجية الروسية.
أسلوبها في الحوار واستخدامها الماهر للغة والإشارات الثقافية يجعلها شخصية فريدة في عالم السياسة، تجمع بين الدبلوماسية والثقافة في التعبير.
تُجيد مخاطبة الإعلام الغربي بلغته، وتفهم كيف تُصاغ الأخبار والعناوين، وتوجه رسائلها بما يضمن انتشارها وتأثيرها.
إنها ليست مجرد متحدثة رسمية، بل رمز لأسلوب روسي جديد في التواصل الدبلوماسي
أسلوب يعتمد على الذكاء الخطابي، وسرعة الرد، والقدرة على التأثير في الرأي العام داخلياً وخارجياً.
إن نجاحها يعكس تحوّل الإعلام والدبلوماسية في روسيا من البيروقراطية الصامتة إلى الخطاب السياسي الحي المؤثر، لتصبح ماريا زاخاروفا علامة مضيئة في مسار الدبلوماسية الحديثة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ماریا زاخاروفا
إقرأ أيضاً:
إيفيت كوبر.. خريجة جامعتين تقود الخارجية البريطانية
سياسية بريطانية بارزة وُلدت عام 1969 في أسكتلندا، ودرست الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعتي أوكسفورد البريطانية وهارفارد الأميركية. بعد عودتها إلى المملكة المتحدة، عملت في صحيفة الإندبندنت، ثم انخرطت في العمل السياسي وانضمت إلى حزب العمال.
نجحت كوبر عام 1997 في الحصول على مقعد برلماني عن حزب العمال، ومنذ ذلك الحين تولت عددا من المناصب الوزارية المهمة، أبرزها منصب الأمينة العامة للخزانة، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ بريطانيا.
مع عودة حزب العمال إلى السلطة بقيادة كير ستارمر، تسلمت كوبر وزارة الداخلية وركزت على ملفات الأمن والهجرة، وفي سبتمبر/أيلول 2025 أصبحت وزيرة للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية.
المولد والنشأةوُلدت إيفيت كوبر يوم 20 مارس/آذار 1969 في مدينة إينفرنيس شمالي أسكتلندا، ونشأت في مقاطعة هبمشاير بجنوب شرق إنجلترا بعد انتقال أسرتها إلى هناك.
كان والدها يشغل منصب الأمين العام لإحدى النقابات المهنية في بريطانيا، في حين كانت والدتها معلمة رياضيات.
في 1998 تزوجت من السياسي البريطاني إيد بولز، ورُزقا بـ3 أبناء، وأصبحا أول زوجين يعملان معا في مجلس الوزراء البريطاني.
تلقت كوبر تعليمها الأولي والثانوي في مدارس حكومية بريطانية وواصلت دراستها الجامعية في جامعة أوكسفورد، وتخصصت في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وحصلت على درجة البكالوريوس بامتياز.
وفي 1991، التحقت بجامعة هارفارد الأميركية بعد فوزها بمنحة كينيدي الدراسية المخصصة للطلاب البريطانيين المتفوقين.
لاحقا عادت إلى بريطانيا وأكملت دراستها العليا ونالت درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن.
المسيرة المهنية والصحفيةبدأت كوبر مسيرتها المهنية مبكرا بتجربة عملية بعيدة عن ساحة السياسة، إذ عملت في إحدى المزارع، وهي تجربة قالت إنها أكسبتها خبرة قيّمة في الحياة وعلمتها الاعتماد على النفس.
لاحقا اتجهت إلى المجال الصحفي، وعملت محررة في قسم الاقتصاد بصحيفة الإندبندنت البريطانية، وكتبت فيها عددا من المقالات التحليلية المتخصصة في الشأن الاقتصادي.
التجربة السياسيةبدأت كوبر مسيرتها السياسية عام 1992، حين شاركت في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي الراحل بيل كلينتون في ولاية أركنساس، وهي تجربة منحتها معرفة عملية بآليات العمل السياسي والحملات الانتخابية.
إعلانوبعد عودتها إلى بريطانيا، انضمت إلى حزب العمال، وعملت في مكتب زعيم الحزب آنذاك جون سميث، ثم تولت منصب مستشارة لدى السياسية البريطانية البارزة هاريت هارمان، إحدى أكثر النساء نفوذا داخل الحزب.
المسيرة البرلمانية والحكوميةفي ظل النهضة السياسية التي شهدها حزب العمال في عهد توني بلير، فازت كوبر في أبريل/نيسان 1997 بمقعد في البرلمان البريطاني ممثلة عن الحزب، وبدأت مسارا سياسيا متدرجا في المناصب التنفيذية.
وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول 1999 تولت منصب وكيل وزارة الصحة وهي في الـ30 من عمرها، وأصبحت أصغر من شغل هذا المنصب في تاريخ بريطانيا، واستمرت فيه حتى 28 مايو/أيار 2002.
لاحقا، تولت حقيبة وزارة الإسكان والتخطيط من 10 مايو/أيار 2005 حتى 6 مايو/أيار 2006، وأطلقت مشروع "هوم إنفورميشن باكس"، الهادف إلى تبسيط معاملات بيع العقارات عبر حزم معلومات إلزامية للمشترين، غير أن المشروع أثار جدلا واسعا وانتهى بإلغائه من قبل حكومة الائتلاف اللاحقة.
وفي يناير/كانون الثاني 2008، تولت منصب الأمينة العامة للخزانة البريطانية، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد، وأشرفت على الإنفاق الحكومي لجميع الوزارات.
كما تسلمت في الفترة بين 6 يونيو/حزيران 2009 و6 مايو/أيار 2010 وزارة العمل والمعاشات في حكومة رئيس الوزراء الأسبق غوردن براون.
مناصبها في حكومة الظلمع انتقال حزب العمال إلى المعارضة بعد خسارة الانتخابات العامة في مايو/أيار 2010، واصلت كوبر نشاطها السياسي في حكومة الظل، وشغلت عام 2010 منصب وزيرة العمل والمعاشات، ثم تولت بين أكتوبر/تشرين الأول 2010 ويناير/كانون الثاني 2011 حقيبة وزيرة الخارجية وشؤون المرأة والمساواة.
لاحقا، شغلت بين عامي 2011 و2015 منصب وزيرة الداخلية، وكانت من أبرز الأصوات المعارضة لسياسات حكومة المحافظين، خاصة في قضايا الأمن والهجرة واللجوء، وطرحت بدائل إصلاحية ضمن برنامج حزب العمال.
وعادت إلى الصفوف الأمامية للحزب حين كُلّفت مجددا بمنصب وزيرة الداخلية بين عامي 2021 و2024، ثم انتقلت إلى الحكومة الفعلية عقب عودة كير ستارمر إلى رئاسة الحكومة في يوليو/تموز 2024.
في تلك الفترة، اهتمت كوبر بملفي الأمن الداخلي والهجرة غير النظامية، وسعت لتطوير التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي في مكافحة الهجرة، ونجحت في إبرام اتفاقيات تعاون مع فرنسا وألمانيا لتنظيم الهجرة وحماية الحدود.
وفي 5 سبتمبر/أيلول 2025، أجرى رئيس الوزراء ستارمر تعديلا وزاريا شمل تعيين إيفيت كوبر وزيرة للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية خلفا لديفيد لامي.
مواقف وتصريحاتأكدت كوبر أن الحكومة أعادت المصداقية للسياسة الخارجية البريطانية بعد 14 عاما من حكم المحافظين، مشددة على تبني مواقف حازمة تجاه الأزمات الدولية، بما في ذلك دعم أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا.
وفي ملف الهجرة غير النظامية، أبرزت أهمية التعاون الدولي لمواجهة شبكات التهريب ومعالجة أسباب اللجوء، مؤكدة جهود المملكة المتحدة لإصلاح نظام اللجوء الدولي وحماية النساء في مناطق النزاعات مثل السودان وميانمار.
إعلانأما فيما يخص القضية الفلسطينية، فأكدت دعمها لحل الدولتين واعتبار قطاع غزة جزءا من هذا الحل، داعية لتحويل اتفاق وقف إطلاق النار إلى "سلام دائم ومستدام"، مع استعداد المملكة المتحدة للتنسيق مع الولايات المتحدة ودول أخرى لضمان تنفيذ الاتفاقيات وتقديم المساعدات للفلسطينيين.
وأوضحت أن المملكة المتحدة تعتمد على الحلول الدبلوماسية والسلمية لمعالجة النزاعات، مع الالتزام بالقوانين والمعاهدات الدولية.