د. حسن محمد صالح يكتب: الحول الأخلاقي في بيان صمود
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
أصدرت ما يسمى بالتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود بيانا حول ما زعمت أنها تطورات الراهن السياسي والخطوات المطلوبة لإنهاء الحرب.
جاء البيان كعادة صمود ملئ بالعموميات ولم يتطرق لأحداث الفاشر والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع المتمردة من إبادة جماعية في المدينة وتصفية الأسرى والمرضى وقتل النساء والأطفال.
صمود تعرف هذه الحرب بأنها حربا أهلية من شأنها أن تؤدي إلى انفراط عقد البلاد الاجتماعي وليست تمردا وخروج على القانون من قبل قوات شبه عسكرية تتبع للجيش الوطني تم حلها بقرار من القائد العام للقوات المسلحة.
التمرد الذي أعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة تحالف فيه سياسيا مكونات قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ومليشيا الدعم السريع والدولية مهندسة الاتفاق الاطاري الهادف لتفكيك القوات المسلحة وسلب سيادة السودان وأمنه ومقدراته الاقتصادية والاجتماعية من خلال تغيير ديمغرافي باحلال عرب الشتات القادمين من الصحراء محل سكان السودان الأصليين.
بيان صمود دليل على أن هذا المكون البائس الذي يقوده عبد الله آدم حمدوك موغل في العمالة باستناده الى الرباعية الدولية عندما يقول: أننا ننظر بتقدير بالغ لخارطة الطريق التي أقترحها بيان دول الرباعية الصادر بتاريخ ١٢ سبتمبر ٢٠٢٥م والجهود التي بذلتها مؤخرا في اجتماعات واشنطن. مجرد بيان للرباعية. مبادئ عامة وخطوط عريضة يسلب صمود لبها. وهذا الاندفاع يؤكد حقيقة كون صمود أو ثمود هذه لا تنظر إلى الشعب السوداني على أنه شعب قادر على حل مشكلاته بنفسه بعيدا عن التدخل الخارجي.
بل هي تسبح ضد التيار عندما تتحدث عن الرباعية واجتماعات واشنطن والأمة السودانية كلها الآن في حالة استنفار لرد العدوان وتحرير الفاشر ودارفور من دنس الجنجويد المرتزقة القادمين من كولومبيا وجنوب السودان وتشاد وليبيا والنيجر لتمزيق السودان وإقامة دولة تأسيس في إقليم دارفور على غرار ما حدث في ليبيا واليمن وسوريا والعراق.
تحدث بيان صمود عن هدنة إنسانية شاملة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في كل أرجاء البلاد تشمل فتح الممرات وتوصيل المساعدات المطلوبة للمتضررين وحماية المدنيين في كل مناطق النزاع (انتهى) سبق وأن أعلن القائد العام للقوات المسلحة عن هدنة إنسانية بناءا على طلب الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش لمدة سبعة أيام لتوصيل المساعدات الإنسانية لمواطني مدينة الفاشر شمال دارفور وتم رفض الهدنة من قبل مليشيا الدعم السريع وحكومة تأسيس بحجة أن الفاشر لا يوجد بها مواطنون.
الآن عرفت صمود وحلفاؤها أن هناك مواطنين يفتحون لهم ممر للخروج من الفاشر ليس بغرض حمايتهم ولكن لابادتهم إبادة جماعية على يد مليشيا الجنجويد والمرتزقة الأجانب. وبناءا على حقيقة كون الفاشر لم ينج أحد من أهلها من المذابح ولم تعد في حاجة إلى مواد إغاثة لأن الموتى لا يأكلون ولا يشربون.
أما بقية مناطق السودان فإن الطرق إليها سالكة ولكن لا تصل إليها مواد إغاثة فلم تتلق ولاية الخرطوم منذ تحريرها قبل أكثر من عام من الآن أية مساعدات إنسانية غير دولتي قطر والسعودية.
قالت صمود في بيانها أنها تعمل على حشد السودانيين في داخل السودان وخارجه لتفعيل العمل الجماهيري الرافض للحرب والداعي للسلام العادل والدائم (انتهى). الحرب مرفوضة وكون هناك قوى تريد الحرب هذه تعتبر مزايدة رخيصة من صمود تريد من خلالها التأثير على الجبهة الداخلية السودانية الرافضة لعدوان دولة الإمارات العربية المتحدة ضد الامة السودانية. فالعمل الجماهيري الآن في داخل البلاد وخارجها هو الداعم للقوات المسلحة. ألم أقل لكم أن صمود تسبح ضد التيار الشعبي بطريقة ممنهجة تنحاز فيها الى مليشيا الجنجويد والى الخارج عندما تتحدث عن دعمها لعمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة لتوثيق كافة الانتهاكات التي حدثت خلال الحرب. من يرتكب الانتهاكات خلال هذه الحرب هي مليشيا الدعم السريع المتمردة. وهي التي توثق جرائمها في حق العزل والأبرياء في الفاشر والجنينة والنهود وبارا وود النورة وكان على صمود أن تطالب المجتمع الدولي بتصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية وتقديم قياداتها للعدالة أمام المحاكم المحلية والدولية ولكن صمود تريد أن تساوي بين قوات الشعب المسلحة التي تدافع عن المجتمع السوداني وتحقيق أمنه واستقراره وبين مليشيا متمردة تقتل وتنهب وتغتصب وتعتدى على المواقع الحيوية ومحطات المياه والكهرباء.
فصمود لم تعد كونها منصة سياسية وإعلامية لدويلة الشر كي تمثل صوتا سودانيا يبعد المسؤولية عن الدويلة في إشعال الحرب ودعم المليشيا واختزال هذه الحرب المدمرة في طرفين هما القوات المسلحة والدعم السريع كما تردد صمود هذا القول كما يفعل طائر الببغاء في منزل سيده.
تقول ثمود انها سوف تقوم بابتعاث وفود لعقد لقاءات مع الفاعلين الإقليميين والدوليين لطرح تصورات عملية حول كيفية تسريع وتيرة جهود إحلال السلام في السودان وفقا لخارطة الطريق التي طرحتها الرباعية.
صمود المرجفة لا تتحدث عن عقد لقاءات مع أبناء الشعب السوداني ولو كان ذلك مع السودانيين داخل الامارات حيث يقيم حمدوك وخالد سلك والسبب أن ابناء السودان في كل مكان يدعمون قواتهم المسلحة ويعتبرون صمود وتأسيس ابنتي قحط السند الحقيقي لمليشيا آل دقلو الإرهابية.
أما الفاعلين الاقليميين والدوليين المتآمرين على الشعب السوداني والدولة السودانية يستخدمون ثمود (صمود) هذه في التآمر ضد السودان كما فعلوا مع المعارضة العراقية وأحمد الجلبي والتي من خلالها تم اجتياح بلاد الرافدين.
وبناءا على هذا التآمر المستمر من صمود على وزارة الخارجية أن تحذر الدول والمنظمات التي تدعم أعضاء صمود وتتعامل معهم ضد السودان بأن لا تعامل أو حديث عن السودان إلا عبر حكومته الشرعية ممثلة في رئيس المجلس السيادي الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة ورئيسه ومجلس الوزراء.
تقول صمود أنها ستطلق حملة إعلامية تحاصر خطاب الحرب والكراهية ونشر رسائل تؤسس للسلام والوحدة الوطنية والتحول المدني الديمقراطي.
حملة صمود أو ثمود، (قوم صالح) الذين عقروا الناقة قائمة على الكراهية لأنها مصممة داخل الغرف الإعلامية لدويلة الشر التي تسعى لبث الفرقة والشقاق بين أبناء السودان بدليل أنها تشجع من يسمون أنفسهم عرب وهم ليس بعرب علي قتل من يسمونهم الفلانقايات من أبناء السودان في دارفور وغيرها وتدعم مليشيا آل دقلو الإرهابية التي تمارس التطهير العرقي ضد أبناء دارفور من خلال عمل اعلامي موثق من الميدان مباشرة.
صمود تقول انها توجه نداء صادقا لكافة مكونات الشعب السوداني وقواه الحية بأن ترفض الحرب. القوى السودانية الحية يا صمود هي القوى التي تدافع عن السودان وتدعم القوات المسلحة وهؤلاء لا توجه لهم صمود النداء وانما توجه النداء الى فئات تجاوزها الزمن وصارت هي النطيحة والمتردية وما أكل السبع. صمود لم تصدق إلا في تاريخ اصدار بيانها في يوم ٢٩ اكتوبر ٢٠٢٥م وقد مضت ثلاث ليالي على مذبحة الفاشر على يد مليشيا آل دقلو الإرهابية وهي مذبحة لا تقل بشاعة عن مذابح صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها اسرائيل بقيادة شارون والكتائب العميلة المتحالفة معها ضد اللاجئيين الفلسطينيين في لبنان. صمود أرخت لبيانها بهذا التاريخ ولا زالت دماء الفاشريين تنزف ولم تأبه لهم لأنها تريد إعادة الحكم المدني الديمقراطي ليس من خلال صناديق الانتخابات ولكن على جماجم ضحايا المليشيا الإرهابية.
د. حسن محمد صالح
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القائد العام للقوات المسلحة ملیشیا آل دقلو الإرهابیة ملیشیا الدعم السریع القوات المسلحة الشعب السودانی من خلال
إقرأ أيضاً:
السودان يطالب بتصنيف “الدعم السريع” ككيان إرهابي
أشار مندوب السودان لدى الاتحاد الإفريقي إلى أن قوات الدعم السريع استولت على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي وارتكبت مجازر بحق المدنيين، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد..
التغيير: الخرطوم
جدد السودان، الثلاثاء، دعوته للمجتمع الدولي لتجفيف منابع تسليح “قوات الدعم السريع” وضرورة تصنيفها كـ”كيان إرهابي”، في وقت تستمر فيه هذه القوات بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في الفاشر وبارا ومناطق أخرى.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مندوب السودان لدى الاتحاد الإفريقي، السفير الزين إبراهيم حسين، بمقر سفارة الخرطوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، والذي أفضى إلى فرض حالة الطوارئ وتعطيل العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، أعلن الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية السودان في الإطار القاري حتى «استعادة فعّالة لسلطة مدنية انتقالية».
وقال حسين إن “الأسرة الدولية والإقليمية تتحمل مسؤولية تشجيع ما اسماه ا”لمليشيا الإرهابية” على ارتكاب الجرائم والفظائع المروعة بمدينة الفاشر وعدد من المدن والقرى”.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع استولت على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي وارتكبت مجازر بحق المدنيين، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ودعا حسين إلى “وقف الانتهاكات عبر تجفيف منابع الدعم ومصادر السلاح للمليشيا الإرهابية” وحث المجتمع الدولي على “تصنيف المليشيا باعتبارها كيانا إرهابيا”.
وأضاف أن مقاطع مصورة تظهر “الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجرائم القتل الجماعي التي نفذتها المليشيا المتمردة عند دخولها الفاشر وبارا ومناطق أخرى ضد المدنيين العزل”.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” بارتكاب قواته ما اعتبرها مجرد “تجاوزات” في الفاشر، مدعيا فتح تحقيق فيها.
واندلعت الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع” في أبريل 2023، نتيجة خلافات بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 13 مليون شخص، وتفاقم المجاعة والأمراض في مناطق النزاع.
الوسومالإنتهاكات والجرائم الاتحاد الإفريقي حرب الجيش والدعم السريع