صحيفة البلاد:
2025-11-05@01:02:20 GMT

عن الأدب المبهج

تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT

عن الأدب المبهج

عجب عجب عجب عجب! *** بقر تمشي ولها ذنب!
ولها في بزبزها لبن *** يبدو للناس إذا حلبوا
هذان بيتان هما مطلع قصيدة كتبها الشاعر المملوكي علي بن سودون (1407-1463م) في كتاب تحت عنوان (نزهة النفوس ومضحك العبوس) يتضمن قصائد هزلية وحكايات ساخرة. وأتذكر أنني قرأت جزءًا من هذه القصيدة في طابور مدرستي في عام 1976م.


يسمى هذا النوع من الأدب (الأدب المبهج)، ويُكتب من أجل إثارة مشاعر إيجابية لدى القارئ؛ مثل الأمل والسعادة والإلهام. وتتنوع موضوعاته ما بين الكوميديا الخفيفة والعلاقات الإنسانية الإيجابية، أو موضوعات أخرى تتنوع لكنها تلتقي جميعًا في ميلها نحو التفاؤل والنهايات السعيدة مع اعتمادها على لغة بسيطة وسلسة، قد يكون شعرًا أو نثرًا.
ويساهم الأدب عمومًا وبمختلف أنواعه في تقليل التوتر عبر عدة تقنيات؛ فمن ذلك أن الأدب، والقراءة عامة، تشتت التوتر والمشاعر السلبية؛ حيث يشعر بعدها القارئ بحالة من الارتياح بعد يوم طويل ومرهق من العمل.
لكن للأدب المبهج (الذي يسمى كذلك الأدب المهدئ) قدرة أكبر على بعث حالة من الارتياح على القارئ لا تتوفر في أنواع أخرى من الأدب. كما يعد جزءًا مما يسمى العلاج بالقراءة؛ لكونه يستعين بآليات متعددة؛ منها استخدامه لشخصيات محببة لدى القارئ، واستعانته بموضوعات إنسانية دافئة وخفيفة لا تتطلب جهدًا فكريًّا كبيرًا وبعيدة عن أي صراعات معقدة أو نهايات حزينة.
وحتى حين لا يكون القارئ بحاجة نفسية إلى قراءة هذا النوع من الأدب فإنه يمكن أن يكون كالوجبة الخفيفة بين الوجبات، أو كقراءة عابرة بين الكتب الدسمة حتى يستعيد لياقته القرائية بانتظار جولة أخرى من القراءة الجادة والمعمقة.
ولا يعني الأدب المبهج بالضرورة هروبًا من الواقع وتجاهلًا لمشكلات الحياة وتعقيداتها، بل قد يعد معينًا على مواجهة ذلك بصدر رحب، وحرزًا يقي من مضاعفات ذلك.
وهناك نماذج وأمثلة عديدة لهذا الأدب في جميع الثقافات عبر التاريخ، قد تكون شعرًا أو نثرًا أو روايات وقصصًا قصيرة، وهي تلقى رواجًا كبيرًا، وعادة ما تبقى حية سنوات طويلة؛ لأنها خفيفة أولًا؛ لا تتطلب جهدًا ذهنيًّا في الغالب، ولأنها تنحو لمعالجة القلب لا العقل، ثانيًا.
ومما قاله ابن سودون أيضًا:
كأننا والماء من حولنا
قوم جلوس حولهم ماء
وقال كذلك:
البحر بحر والنخيل نخيل
والفيل فيل والزراف طويل

@yousefalhasan

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

رنا حامد تروي قصة حصولها على الدكتوراه: الإعاقة لم تمنعني من الحلم

في حلقة مؤثرة من برنامج «واحد من الناس» مع الإعلامي عمرو الليثي على قناة الحياة، روت الدكتورة رنا حامد، أول طالبة كفيفة تحصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، تفاصيل رحلتها الملهمة من التحدي والإصرار حتى تحقيق الحلم.

مأساة في جبال الألب الإيطالية.. مصرع 5 متسلقين ألمان إثر انهيار جليدي مفاجئاليوم.. محاكمة 6 متهمين في قضية داعش أكتوبر

وقالت رنا خلال اللقاء إنها بدأت مشوارها الدراسي في مدرسة عادية قبل أن تنتقل إلى مدرسة النور للمكفوفين بالمنصورة، حيث حققت تفوقًا لافتًا وتوجته بحصولها على المركز الأول على الجمهورية عام 2003. 

وأوضحت أنها التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، لتكمل مشوارها الأكاديمي حتى حصلت على الماجستير ثم الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، مؤكدة أن هذا الإنجاز كان حلمًا منذ طفولتها.

وتحدثت عن الصعوبات التي واجهتها، مشيرة إلى أن أسرتها كانت الداعم الأول لها، وقالت: «أبي وأمي وإخوتي وقفوا بجانبي دائمًا، ووالدتي كانت تؤمن أنه لا فرق بيني وبين أي فتاة من الأصحاء».

وأضافت أن حبها للأدب والعصور والشخصيات الأدبية كان الدافع وراء استمرارها في البحث والدراسة، مشيرة إلى أنها نالت تكريمًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي كأول باحثة كفيفة تحصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، وهو تكريم اعتبرته تتويجًا لسنوات من الجهد.

واختتمت رنا حديثها برسالة مؤثرة وجهتها لكل من يواجه صعوبات في حياته، قائلة:

««الإعاقة ليست سببًا للفشل، بل يمكن أن تكون دافعًا للنجاح، والإرادة والعزيمة والإيمان بالله والثقة بالنفس هي الطريق الحقيقي لتحقيق أي حلم، فالإعاقة لم ولن تعطلني عن المضي قدمًا».»

قصة رنا حامد كما روتها في برنامج «واحد من الناس» تبقى شاهدًا على أن النور الحقيقي ينبع من داخل الإنسان، وأن الإصرار يصنع المعجزات مهما كانت التحديات.

طباعة شارك عمرو الليثي واحد من الناس غناء

مقالات مشابهة

  • نادي الأدب بطنطا يحتفي بالتجربة الإبداعية للأديب محمد نوح
  • هل يكون شتاء 2025 باردًا؟
  • منى زكي: شرف كبير ليا إن صوتي يكون حاضر
  • السعودية تشارك في معرض«كتاب الشارقة»
  • رنا حامد تروي قصة حصولها على الدكتوراه: الإعاقة لم تمنعني من الحلم
  • سيلان الأنف.. متى يكون علامة على اختلال الهرمونات؟
  • نشوى الشريف : البرلمان يجب أن يكون صوتاً يحمى حقوق المواطن
  • عشية الانتخابات.. أوباما يشيد بممداني ويقترح أن يكون مستشاره
  • لماذا قد يكون سريرك أخطر مكان في الشتاء؟