الخليج الجديد:
2025-06-13@16:46:07 GMT

طلال سلمان ومؤسّسة السفير

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

طلال سلمان ومؤسّسة السفير

طلال سلمان ومؤسّسة السفير

خلال 40 عاما من الحروب الكبيرة، والأحداث المهمة التي غيّرت وجه الشرق الأوسط، كانت "السفير" في قلبها، تشهد وتسجل وتتفاعل عن كثب.

شكّلت السفير مدرسة جديدة في الصحافة العربية، ألقت بتأثيرها على جيلٍ كامل من الإعلاميين والإعلام العربي ولم يكن هذا هيّنا، مع سطوة مدارس مهنية بتوجّه محلي قوي.

لا يقف الحديث عن طلال سلمان عند سيرة الصحافي بل هو مناسبةٌ لكلمة حقّ عن مؤسّسة إعلامية كبيرة، نجحت بكل المعايير في مواكبة مرحلةٍ مهمةٍ من عمر لبنان وفلسطين وسورية.

عاش طلال سلمان 4 عقودٍ من الأحداث وواجه مصاعب كبيرة وتعرّض لأكثر من محاولة اغتيال. قد يكون هادن، وأجرى مساومة لكنه، بنهاية المطاف، صحافي، تحتمل مهنته الصواب والخطأ والاختلاف.

ظل طلال سلمان محافظا على استمرار صدور السفير أكثر من أربعة عقود، بمستوىً لائق وأدار التنوّع والاختلاف لتوفير منبر عربي، سياسي وثقافي وحافظ على مهنيةٍ عالية شكّلت مدرسة صحافية عربية.

* * *

لقي رحيل مؤسّس صحيفة السفير ورئيس تحريرها طلال سلمان في الأوساط اللبنانية والفلسطينية السورية عدم اهتمام ملحوظ، مردّه إلى سببين. الأول، حالة من التمحور حول الذات، تقيس حسنات الآخرين وسيئاتهم بميزان، كل من ليس على مواقفنا مائة بالمائة لا يستحقّ منا سوى إدارة الظهر.

وهذا نتاج تربية ذات جذور مديدة في الثقافة السياسية العربية التي لم تتعلم قيمة الاختلاف، ولا تتحلّى بفضيلة الاعتراف بجهد الآخرين، حتى لو كانوا خصوما. السبب الثاني الإحباط العام، على اختلاف المواقع السياسية والثقافية، وهذا حالٌ قاد إلى عزوفٍ عن التفاعل مع التطورات خارج دائرة المحيط المباشر.

ولم تعد الأغلبية تملك ترف التعاطي مع أي حدث، بسبب الكوارث التي حلّت بالمنطقة. وقد يجد المرء مبرّرا لفئاتٍ كثيرة، لكن المُصاب الكبير يجب ألا يمنع الهيئات والمؤسّسات والنخب السياسية والثقافية من رد الفعل تجاه ما يحصل من أحداث وتطوّرات.

لا يقف الحديث عن طلال سلمان عند سيرة الصحافي فقط، بل هو مناسبةٌ لقول كلمة حقّ عن مؤسّسة إعلامية كبيرة، نجحت بكل المعايير في مواكبة مرحلةٍ مهمةٍ من عمر لبنان وفلسطين وسورية، بدأت في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وتتواصل، ولم تكن خاتمتها مع إقفال السفير عام 2016، بل واحدة من نتائجها الكارثية.

وبالتالي، نحن إزاء 40 عاما من الحروب الكبيرة، والأحداث المهمة التي غيّرت وجه الشرق الأوسط، وكانت "السفير" في قلبها، تشهد وتسجل وتتفاعل عن كثب.

في أتون الحرب الأهلية اللبنانية، وتدخل النظام السوري في لبنان ضد المقاومة الفلسطينية، والحركة الوطنية اللبنانية، وسقوط مخيم تل الزعتر، ومن ثم اغتيال الزعيم كمال جنبلاط، وبعد ذلك الاجتياح الإسرائيلي لبنان، ودخول بيروت عام 1982، وإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان.

وبعد ذلك انتخاب بشير الجميّل واغتياله، واتفاق 17 أيار ومعركة إسقاطه، وصولا إلى الحرب العراقية الإيرانية، واجتياح الكويت، وحرب الخليج الأولى، والاحتلال الأميركي للعراق.

ومن ثم الربيع العربي الذي تفاعلت معه الصحيفة بإيجابية، حتى وصلت رياحه إلى سورية، وحينها حاول سلمان أن يوازن موقفه بين النظام والثورة، ولكنه فشل، وربما كان هذا أحد الأسباب التي دفعته إلى قرار إقفال الصحيفة.

في كل مسيرة "السفير"، كان سلمان مهموما بأمرين معا، صناعة صحيفة مهنيّة قادرة على المنافسة في لبنان، وذات حضور في العالم العربي. ومواكبة الأحداث، من موقع التفاعل وتسجيل موقف سياسي، يحافظ على الثوابت التي تشكل قواسم عربية مشتركة من فلسطين، ومقاومة الاحتلال، إلى الديمقراطية والإصلاح.

ولم يكن وحدَه في خوض هذه التجربة، التي قامت على خبرات صحافية متنوّعة، من لبنان، فلسطين، سورية، مصر، الأردن، تونس، العراق، والمغرب ... إلخ.

وما يميز هذا الصحافي أنه ظل محافظا على استمرار صدور الصحيفة أكثر من أربعة عقود، في مستوىً لائق، واستطاع إدارة التنوّع والاختلاف من أجل توفير منبر عربي، سياسي وثقافي، وحافظ على مهنيةٍ عالية، شكّلت مدرسة جديدة في الصحافة العربية، ألقت بتأثيرها على جيلٍ كامل من الإعلاميين ووسائل الإعلام العربية. ولم يكن هذا أمرا هيّنا، في ظل سطوة مدارس مهنية ذات توجّه محلي قوي.

عاش سلمان وسط أربعة عقودٍ من الأحداث، وواجه مصاعب كبيرة، وتعرّض إلى أكثر من محاولة اغتيال. قد يكون هادن، وأجرى مساومة في مكان، لكنه، في نهاية المطاف، صحافي، تحتمل مهنته الصواب والخطأ والاختلاف.

ومن المنطقي أن تكون وفاته مناسبة لتسجيل ما له وما عليه، من خلال تشخيص موضوعي، يعتمد معايير مهنيّة وقيمية تترفّع عن الحسابات الصغيرة والرؤى القصيرة النظر. ولكن من المؤسف أن حال التردّي العام الذي تعيشه المنطقة لا يترك مجالا سوى للنسيان.

*بشير البكر كاتب صحفي وشاعر سوري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان فلسطين سورية السفير طلال سلمان المقاومة الفلسطينية الحرب الأهلية الربيع العربي الصحافة العربية طلال سلمان

إقرأ أيضاً:

أحد سأل عني .. محمد عبده يستعد لطرح ألبومه الجديد

يستعد الفنان محمد عبده، لطرح ألبوم جديد له، يحمل اسم أحد سأل عني، تزامنا مع الموسم الصيفي الحالي. 

وأعلن محمد عبده -في حفله الأخير بمدينة الخبر السعودية- عن طرح ألبوم أحد سأل عني، خلال الفترة المقبلة، ولم يكشف الموعد النهائي المحدد. 

أحدث أغاني محمد عبده 

وكان محمد عبده، طرح أولى أغاني ألبومه الجديد "أحد سأل عني"، الذي يجمعه برمز الكلمة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، وعبقري اللحن الموسيقار الدكتور طلال، تحت إشراف عام خالد أبو منذر. 

وأغاني محمد عبده، هي: "أحد سأل عني" توزيع أمير عبد المجيد، "قالت قصيدك ليل" توزيع وليد فايد، "يا صاحبي طالت" توزيع عصام الشرايطي، "لليل حارس" توزيع يحيى الموجي، "الشفق" توزيع عصام الشرايطي.

أعمال محمد عبده

وفي شهر نوفمبر 2024، طرحت شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، ألبوم الفنان محمد عبده، الجديد الذي تضمن 7 أغاني، جميعها من ألحان الموسيقار طلال، وهي: 

أغنية المدينة، من كلمات: الأمير بدر بن عبد المحسن، ألحان: الموسيقار الدكتور طلال، توزيع موسيقي: يحيى الموجي.أغنيةيا جنة الدنيا، من كلمات: علي مساعد، ألحان: الموسيقار الدكتور طلال، توزيع موسيقي: عصام الشرايطي.أغنيةبين الوجيه، من كلمات: منادي، ألحان: الموسيقار الدكتور طلال، توزيع موسيقي: أمير عبد المجيد.أغنية الله يجازي، من كلمات: محمد بن فطيس، ألحان: الموسيقار الدكتور طلال، توزيع موسيقي: سي روس.أغنية أحبك، من كلمات: الأمير بدر بن عبد المحسن، ألحان: الموسيقار الدكتور طلال، توزيع موسيقي: وليد فاي.أغنية أكتب لها حرف، من كلمات: الأمير بدر بن عبد المحسن، ألحان الموسيقار الدكتور طلال، توزيع موسيقي: سي روس.أغنية خذ فؤادي، من كلمات: أنور المشيري، ألحان: الموسيقار الدكتور طلال، توزيع موسيقي: أمير عبد المجيد.

ويعد هذا الألبوم هو الأول لـ محمد عبده، بعدما أعلن عن إصابته بمرض السرطان، في شهر مايو الماضي، وابتعد بعدها عن نشاطه الفني بسبب وعكته الصحية. 

أغاني محمد عبده

وكانت أحدث أغاني فنان العرب محمد عبده هي أغنية كثير اشتقت، التي تم طرحها في 30 يناير 2024، عبر موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب.

أغنية كثير اشتقت لـ محمد عبده، من كلمات: منصور الشادي، ألحان: ناصر الصالح، توزيع موسيقي: عمرو عبد العزيز.

طباعة شارك محمد عبده الفنان محمد عبده السعودية أغاني محمد عبده

مقالات مشابهة

  • أحد سأل عني .. محمد عبده يستعد لطرح ألبومه الجديد
  • من لبنان إلى سوريا.. تفاصيل أكبر العصابات التي تطوّق الحدود
  • هكذا علّق السفير الإيراني في بيروت على الضربات الإسرائيلية
  • توقيف وزير الاقتصاد اللبناني السابق بشبهات فساد
  • لبنان ودولة المواطنة: أيّ رؤية؟.. ورقة عمل في شراكة بين ملتقى التأثير المدني ومؤسَّسة كونراد آديناور – لبنان
  • التشكيلات القضائيّة على الطاولة:تبدّلات كبيرة في مفاصل العدليّة
  • السفير الأميركي السابق غادر بيروت... وهذا موعد عودته
  • لبنان .. توقيف وزير سابق بتهم التزوير وإبرام عقود مشبوهة
  • رئيس البرلمان اللبناني: نرفض مغادرة الـ"يونيفيل" ولا نقبل بتعديل المهمات التي تقوم بها
  • وزارة الاتصالات تكرم مجموعة طلال أبو غزالة للتدريب المهني