اللباس غير الرسمي معيار الشركات: مكاتب بريطانيا تعيد تعريف قواعد لباس العمل
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
ارتفعت الإشارات إلى الزي غير الرسمي في إعلانات الوظائف بالمملكة المتحدة خلال الجائحة وبقيت مرتفعة منذ ذلك الحين. ومع ترسخ العمل الهجين وإعادة الأجيال الشابة تشكيل ثقافة المكاتب، هل صارت ربطات العنق والأحذية ذات الكعب العالي أثراً من الماضي؟
تتغير أزياء العمل في أنحاء كثيرة من العالم. وقد سرّعت جائحة كوفيد-19 هذا التحول، إذ استبدل كثيرون ملابس المكتب بملابس رياضية مريحة والنعال المنزلية.
تُظهر بيانات منصة التوظيف العالمية "إنديد" أن المملكة المتحدة ليست بمنأى عن هذا التحول في النظرة إلى أزياء العمل. فالبدلة وربطة العنق التقليدية لم تعودا رائجتين مع اتجاه العديد من أصحاب العمل إلى قواعد لباس أكثر ارتخاء. وإلى جانب كوفيد-19، تشمل العوامل الدافعة ازدياد حصة جيل زد وجيل الألفية في سوق العمل، إلى جانب تأثير الصناعة التكنولوجية في مهن أخرى.
في يوليو 2025، أشارت 3.3 في المئة من إعلانات الوظائف في المملكة المتحدة إلى اللباس غير الرسمي، أي أكثر بأكثر من عشرة أضعاف مقارنة بما قبل الجائحة. ومن العبارات الشائعة الاستخدام "smart casual" أو "dress for your day". وقد ارتفعت وتيرة ذكر ذلك بشكل حاد في بدايات الجائحة، وبلغت ذروتها نحو 4.0 في المئة مطلع عام 2023.
قبل الجائحة، كانت الإشارات إلى اللباس غير الرسمي موجودة في أقل من واحد في المئة من الإعلانات، وفي النصف الأول من عام 2019 لم تتجاوز 0.2 في المئة. ومنذ مايو 2021، لم تنخفض قط عن 3 في المئة.
قالت تدوينة كتبها اقتصاديا "إنديد" كالام بيكرينغ وجاك كينيدي: "أطلقت الجائحة تغييرات واسعة في طريقة عمل الناس في المملكة المتحدة، فأثرت في التوقعات بشأن مكان وكيفية العمل، وكذلك ما نرتديه".
وأضافا: "بالنسبة لأصحاب العمل، تقول سياسة الزيّ المريح الكثير عن ثقافة مكان العمل. وفي سوق توظيف تنافسي، فإن تقديم المرونة، حتى في اللباس، قد يساعد في جذب أفضل المواهب".
شدّدت الدكتورة آبي بارتوسياك-آيسون، المتخصصة في علوم المستهلك والتحليلات، على أنه قبل الجائحة كانت شركات كثيرة تركّز بقوة أكبر على الربح، وغالبا ما تضع الرفاه في المرتبة الثانية.
وقالت لـيورونيوز بيزنس: "أثناء الجائحة، تغيّر التركيز جذريا؛ وكان لا بدّ من ذلك. ومع حالة عدم اليقين الواسعة والقلق المتزايد، أعطى الموظفون الذين عملوا من المنزل الأولوية للصحة والأسرة والإنتاجية على المظهر".
اتجاه طويل الأمديرى كالام بيكرينغ وجاك كينيدي أنه رغم أن الجائحة أسهمت في دفع هذا التحول في معايير اللباس في أماكن العمل، فإنه ما يزال مدعوما بتغيرات اجتماعية وثقافية أوسع.
فعلى سبيل المثال، سيصبح جيل الألفية وجيل زد قريبا الجيلين الأوسع حضورا في سوق العمل، وقد بات كثيرون منهم يشغلون مواقع سلطة أو تأثير. وبالمقارنة مع الزملاء الأكبر سنا، يميلون أكثر إلى تفضيل قواعد اللباس المريحة.يُضاف إلى ذلك أن ثقافة التقنية، التي طالما قاومت الأعراف المكتبية التقليدية، تؤثر الآن في قطاعات أخرى. فمنذ زمن طويل عُرفت "سيليكون فالي" بالسترات ذات القلنسوة والأحذية الرياضية، مع إعطاء أولوية للإبداع وبيئة العمل المريحة على حساب التقاليد.
اللباس غير الرسمي أكثر شيوعا في وظائف الرعاية والتسويق والإعلامبين 2020 و2023، كانت إعلانات الوظائف التي توفر عملا عن بُعد بنسبة لا تقل عن 20 في المئة أكثر ميلا إلى ذكر اللباس غير الرسمي.
وفي عام 2025، ما تزال التوقعات بشأن اللباس المهني تتأثر بقوة بطبيعة المهنة. فالرعاية الشخصية والرعاية الصحية المنزلية، والتسويق، والإعلام والاتصال، وكذلك التعليم والتدريب، من القطاعات التي تسجل معدلات مرتفعة لذكر اللباس غير الرسمي في الإعلانات.
كما تتأثر المواقف من أزياء العمل بالعامل الجغرافي.
سجلت إيرلندا الشمالية أعلى حصة من إعلانات الوظائف التي تشير إلى اللباس غير الرسمي، تلتها منطقة شمال غرب إنجلترا ثم ميدلاندز الشرقية. أما لندن فسجلت أدنى حصة عند 2.3 في المئة فقط، مع نسبة أعلى بقليل في اسكتلندا.
وأشار خبراء "إنديد" إلى أن انخفاض النسبة في لندن قد يعكس تركيبة وظائفها، إذ تقع وظائف كثيرة في قطاع الخدمات المالية حيث ما يزال اللباس الرسمي متوقعا. وفي قطاع التقنية، يُعد اللباس غير الرسمي شائعا إلى حد نادر ما يُذكر في الإعلانات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة المملكة المتحدة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الصحة فرنسا الذكاء الاصطناعي تغير المناخ إسرائيل دونالد ترامب الصحة فرنسا الذكاء الاصطناعي تغير المناخ كوفيد 19 المملكة المتحدة إسرائيل دونالد ترامب الصحة فرنسا الذكاء الاصطناعي تغير المناخ فلسطين إيران روسيا الاتحاد الأوروبي الصين إعلانات الوظائف المملکة المتحدة فی المئة
إقرأ أيضاً:
أوروبا تدرس تعليق أجزاء من قانون الذكاء الاصطناعي لمنح المطورين مهلة في تطبيق قواعد الرقابة
تدرس المفوضية تأجيل فرض غرامات على مخالفة قواعد الشفافية الجديدة للذكاء الاصطناعي حتى أغسطس 2027 "لمنح المزوّدين والمستخدمين للأنظمة الذكية وقتاً كافياً للامتثال".
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" أن المفوضية الأوروبية تدرس تعليق أجزاء من قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي تحت ضغط شديد من الشركات وإدارة دونالد ترامب.
وبحسب وثيقة داخلية حصلت عليها الصحيفة، تُمهل المفوضية الأوروبية مطوري الذكاء الاصطناعي التوليدي عاماً إضافياً للامتثال لقواعد الشفافية والرقابة. ويمكن لمرّوّجي الذكاء الاصطناعي التوليدي ــ الأنظمة القادرة على إنتاج محتوى مثل النصوص أو الصور ــ الذين أطلقوا منتجاتهم قبل تاريخ التنفيذ، الحصول على تأجيل عام من تطبيق القوانين "لمنحهم وقتاً كافياً... للتكيف مع ممارساتهم ضمن إطار معقول دون إرباك السوق".
وفقاً الصحيفة تدرس المفوضية تأجيل فرض غرامات على مخالفة قواعد الشفافية الجديدة للذكاء الاصطناعي حتى أغسطس 2027 "لمنح المزوّدين والمستخدمين للأنظمة الذكية وقتاً كافياً للامتثال للقوانين".
من جهته، أشار موقع "MLex" إلى أن المفوضية تراجع شروط مراقبة أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية الخطورة، وتسمح التعديلات المقترحة للمطورين بالاعتماد على إرشادات أقل تفصيلاً من النظام الأصلي.
وكانت أعلنت "ميتا" هذا العام أنها لن توقع على مدونة السلوك التي وضعتها المفوضية للنماذج العامة للذكاء الاصطناعي.
وكتب جويل كابلان، الرئيس التنفيذي للشؤون العالمية في الشركة على منصة linkedin: "أوروبا تسلك مساراً خاطئاً في الذكاء الاصطناعي"، معتبراً أن المدونة أدخلت "عدم يقين قانونياً" على مطوري النماذج، بالإضافة إلى تدابير تتجاوز بكثير نطاق قانون الذكاء الاصطناعي.
Related الاتحاد الأوروبي يتحدى ترامب: سيادتنا الرقمية ليست للتفاوض أمام الضغوط الأميركيةالذكاء الاصطناعي والفن والشمول يتصدرون المشهد في إكسبو 2025"ميتا" تمنح الاتحاد الأوروبي حق الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي Llama لأغراض الأمن القومي بروكسل تتحدى ترامبوفي أغسطس الماضي، أكدت المفوضية الأوروبية حقها "السيادي" في تنظيم أنشطة شركات التكنولوجيا العملاقة داخل الاتحاد رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعتبر أن القوانين الأوروبية تُلحق الضرر بالشركات الأمريكية.
وهدّد ترامب بفرض رسوم جمركية على أي دولة تفرض تنظيمات تكنولوجية أو ضرائب رقمية يراها "مصممة لإيذاء أو تمييز التكنولوجيا الأمريكية".
وحذّر من أنّه إذا لم تُرفع "إجراءات تمييزية"، فستفرض واشنطن "رسومًا جمركية إضافية كبيرة" على منتجات تلك الدول، بالإضافة إلى قيود على تصدير التقنيات والرقائق الأميركية.
وتابع: "أميركا، وشركات التكنولوجيا الأميركية، لم تعد حصالة نقود، أو ممسحة باب للعالم بعد الآن".
ووردت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية باولا بينو آنذاك: أن "من حق الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء السيادي تنظيم الأنشطة الاقتصادية على أراضينا بما يتماشى مع قيمنا الديمقراطية".
وأضاف توماس رينيه، المتحدث باسم الاتحاد لشؤون التكنولوجيا: "نرفض بشدة ادعاءات ترامب بأننا نستهدف الشركات الأمريكية".
وأوضح أن القوانين الجديدة ــ مثل قانون الأسواق الرقمية وقانون الخدمات الرقمية ــ لا تستهدف دولةً أو شركةً بعينها، بل تهدف إلى منافسة عادلة وإدارة سليمة للمحتوى الرقمي.
وأكد أن الادعاءات بأنها "رقابة" هي "خاطئة تماماً ولا أساس لها من الصحة".
قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبيودخل قانون الذكاء الاصطناعي، أول تشريع شامل في العالم ينظم هذا المجال، حيز التنفيذ في أغسطس 2024، لكن العديد من أحكامه لم تُطبّق بعد. فمعظم الالتزامات المفروضة على الشركات المطوّرة لأنظمة ذكاء اصطناعي عالية الخطورة التي "تُشكل مخاطر جسيمة على الصحة أو السلامة أو الحقوق الأساسية" لن تبدأ سريانها إلا في أغسطس 2026 أو بعد عام من ذلك.
قد تتغير المقترحات قبل نشرها المتوقع في 19 نوفمبر. وبعد النشر، سيتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي الموافقة عليها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة الاتحاد الأوروبي الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب ميتا - فيسبوك الرسوم الجمركية القانون
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم