بروح شغوفة لاستكشاف الحدث الأكبر في العالم، زرتُ المتحف المصري الكبير، والذي يقع في المنطقة الواقعة بين هرم خوفو والطريق المؤدي إلى أهرامات الجيزة. لتكتمل بذلك القطعة الأخيرة من لوحة البازل الفرعونية العظمى. ويتجلى لنا المشهد الأثري الأشهر في العالم في امتداد طبيعي. حيث يمكن لزائر المتحف أن يرى الأهرامات الثلاثة تقف شامخة في خلفية بانورامية مذهلة تسر الناظرين.
اعتمد تصميم المبنى -الذي استغرق تنفيذه عقدين من الزمان- على فكرة أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير، كامتداد لرحلة الحضارة المصرية القديمة. ضمن جهود واضحة من الدولة المصرية للاحتفاء بالتراث الفرعوني، على اعتبار أنه مكون أساسي من مكونات الهُوية الثقافية والتاريخية لمصر، ويُعد واحدا من أعظم المشاريع الثقافية في تاريخها الحديث وأكبر متحف للآثار المصرية القديمة في العالم.
المتحف الذي تم افتتاحه رسميا وفي حفل مهيب بتاريخ 1 نوفمبر 2025م، يضم بين جنباته نحو مائة ألف قطعة أثرية، من بينها مجموعة الكنوز الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، التي تعرض لأول مرة في تاريخ المتاحف منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر1922. بالإضافة إلى أكبر تمثال لرمسيس الثاني، وضع في بهو المدخل. ومجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو، وكذلك مراكب الملك خوفو، فضلا عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني. بحسب قناة القاهرة الإخبارية، فقد شهد حفل الافتتاح حضورا استثنائيا تمثّل في 18 رئيس دولة، وثمانية رؤساء وزراء، وأربعين وفدا وزاريا وبرلمانيا رفيع المستوى، إضافة إلى ستة وفود من المنظمات الإقليمية والدولية. وقد مثّل سلطنة عُمان في هذا الحدث صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، ليجسّد حضورُه عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، ويعكس اهتمام السلطنة المتواصل بالمشاريع الثقافية التي تُعلي من شأن الهُوية والإنسان.
تمتد مباني المتحف على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع. تشمل أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والتي تشمل محال تجارية، ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات تحيط بالمكان. ويعتمد المتحف أحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم لعرض المجموعات الأثرية وتبسيط التاريخ الممتد للزائر بلغات مختلفة. إذ أن كل زائر يتلقى تذاكر الدخول مع خيار إمكانية توفير سماعات متصلة بجهاز يقوم مقام المرشد السياحي. حيث تعتمد الفكرة على ترقيم كل قطعة معروضة ليتسنى للزائر وضع رقم القطعة على جهازه، فينطلق المرشد الصوتي بالحديث عن القطعة وتاريخها وتفاصيلها.
أُنشئ المتحف ليكون صرحا حضاريا وثقافيا وترفيهيا عالميا ينطلق من أرض عربية إلى العالم. في تجربة متكاملة تمزج بين الماضي العريق والتصميم العصري والوجهة السياحية والثقافية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی العالم
إقرأ أيضاً:
فليمنج: افتتاح المتحف المصري الكبير سيعيد الحماس للتعرف على تاريخ مصر
تحدثت ميليسا فليمنج وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، عن إمكانية دعم الأمم المتحدة لبنان في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، قائلة: "لدينا هناك بعثة لحفظ السلام، كما أن لدينا فريقًا كبيرًا، ونقوم بالكثير من الوساطات والجهود الدبلوماسية. نحن نريد حقًا أن يحصل لبنان الآن على فرصة لإعادة البناء".
وأضافت "فليمنج"، في حوارها مع الإعلامية مارينا المصري، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "لقد تلقى ضربات كثيرة، من الانفجار المروع في مرفأه إلى الصدمات الاقتصادية، وفوق ذلك، استضافته نسبة كبيرة من اللاجئين قياسًا بعدد سكانه"، مشيرةً، إلى أن هذا الوضع شكل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد اللبناني، ولذلك يحتاج لبنان إلى فرصة للتعافي وفرصة لإعادة البناء وفرصة ليعود ذلك البلد المستقر في الشرق الأوسط الذي نحتاج إليه جميعًا.
وتطرقت إلى متابعة منصات الأمم المتحدة ووسائل الإعلام حول العالم حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، ورأيها وانطباعها عن هذا الحدث التاريخي وعن التغطية الإعلامية له، قائلة، إنها شاهدت التغطية عندما كانت في الولايات المتحدة وكانت رائعة حقًا على قناة بي بي سي.
وواصلت، أنها تلقت في ألمانيا الكثير من الرسائل من أصدقائها يقولون: "أأنتِ ذاهبة إلى القاهرة؟ يا لكِ من محظوظة! هل ستزورين المتحف المصري الكبير؟" فقلت: "نعم"، مواصلة: "لذا، لا يمكنني التعليق على المتحف بعد، لأنني سأزوره".
وأردفت: "أنا متحمسة جدًا لذلك، وأعتقد أن هذا الحدث المتعلق بالتراث الثقافي والتاريخي سيعيد إحياء الحماس للتعرف على تاريخ مصر المذهل، وسيجذب بالتأكيد عددًا كبيرًا من السياح إلى مصر، وأتطلع بشغف إلى ذلك، كما أود أن أهنئ مصر على تعيين رئيس جديد مصري لمنظمة اليونسكو، فهو شخص يمتلك خلفية ثرية في مجال التراث الثقافي المصري، ويكن تقديرًا عميقًا للثقافة في جميع أنحاء العالم".