لإزالتها من القائمة السوداء.. تعيين فريدمان رئيسا لشركة برامج تجسس إسرائيلية
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن تعيين السفير الأمريكي السابق ديفيد فريدمان رئيسًا لمجلس شركة "أن أس أو" (NSO) الإسرائيلية، المدانة باختراق مئات الهواتف عبر تطبيق وأتساب، يمثل نهاية حِقْبَة لشركة الأمن السيبراني الهجومية الإسرائيلية، حيث لم يعد مؤسسو الشركة الثلاثة "شاليف هوليو، وعمري لافي، ونيف كارمي"، يمتلكون أي حصة في الشركة التي بناها الأخيران لتصبح واحدة من أكثر الشركات الإسرائيلية إثارة للجدل التي ظهرت في العقدين الماضيين، والتي استخدامها نتنياهو لصادرات الدفاع في خدمة الدبلوماسية.
Trump's former envoy to Israel David Friedman named chairman of embattled spyware firm NSO as it shifts to U.S. ownership | @omerbenj https://t.co/5D5s3un3nc — Haaretz.com (@haaretzcom) November 9, 2025
وفي تقرير للصحفي عمر بن يعقوب نشرته هآرتس، جاء فيه، إن عمري لافي كان حتى هذا الشهر لا يزال يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة بعد أن تولى على عاتقه محاولة إعادة تأهيل الشركة، وحل شراكته التاريخية مع شاليف هوليو، الذي أصبح منذ ذلك الحين نشطًا في قطاع الأمن السيبراني الدفاعي من خلال شركة ناجحة تسمى دريم سيكيوريتي.
ويأتي إعلان شركة NSO بعد سنوات من المحاولات التي قام بها جماعات الضغط والشخصيات الإسرائيلية لإقناع المسؤولين الأمريكيين، وفي الأشهر الأخيرة إدارة ترامب، برفع العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة على الشركة كجزء من محاولتها للسيطرة على صناعة برامج التجسس العالمية.
كما كشفت صحيفة هآرتس ، شملت الاتصالات التواصل مع جاريد كوشنر، ومسؤولين كبار على صلة بما يطلق عليه "اتفاقيات إبراهيم"، وحتى اتصالات مباشرة من مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لكن كل هذه الجهود لم تُثمر، وتقول مصادر مطلعة إن الشركة خلصت إلى أنه إذا أرادت النجاح في استئناف عملها في الولايات المتحدة، فعليها قيادة عملية تحول، أي "إدارة جديدة وملكية جديدة".
وفرضت العقوبات الأمريكية، إلى جانب التكاليف القانونية الباهظة في المعارك القانونية مع "ميتا وآبل"، ضغوطًا مالية هائلة على الشركة، التي تخدم عملاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الاتحاد الأوروبي، لكنها تراكمت عليها ديون متزايدة، وتزايدت تغيرات السوق في قطاع الإنترنت، مثل التكاليف الباهظة اللازمة للحفاظ على الثغرات الأمنية التي تُمكّن برامج التجسس مثل بيغاسوس من اختراق الأجهزة بنجاح، كما وبرزت مخاوف من أن الشركة لن تتمكن من تحمل هذا الضغط لفترة أطول، ويُعدّ استحواذ مجموعة جديدة وغير معروفة من المستثمرين على الديون، علامةً على التغيير، وقد أدّى إلى إقالة لافي، وفي نهاية المطاف تعيين فريدمان، حيث تشير مصادر في الشركة إلى أنّه من المتوقع إجراء تعيينات إضافية.
NSO appoints former U.S. ambassador David Friedman as chairman amid investor takeover.
Friedman joins spyware maker as it seeks removal from American blacklist.https://t.co/a5O22tURLS — CTech (@Calcalistech) November 10, 2025
وبحسب بيان صحفي صادر عن (NSO)، قال فريدمان لموظفي الشركة: "إن أهم أصول الشركة هو أنتم موظفو NSO"، ويعد هذا شهادة على محاولة إظهار استمرار العمل كالمعتاد والاستقرار، وقال فريدمان، المقيم في القدس المحتلة ويحمل الجنسية الأمريكية: "ينتمي باحثو ومهندسو NSO إلى النخبة المتميزة من رواد التكنولوجيا العالية في إسرائيل"، وأكد في بيانه أن الشركة تعمل على بناء عالم أكثر أمانًا. وحسب قوله، كان لتقنيات NSO دورٌ حيويٌّ في منع الهجمات الإرهابية والجرائم الخطيرة حول العالم.
"ملكية جديدة.. اتصالات باليمين"
من جهتها، أكدت شركة (NSO)، أن تعيين فريدمان ورحيل آخر مؤسسيها عن رئاسة مجلس إدارتها، لم يُكشف عن هوية المستثمرين الأمريكيين، وزعمت منشورات في كالكاليست ووسائل إعلام مالية أن الأمر يتعلق بمجموعة من الأمريكيين، بعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية، ومن بينهم منتج هوليوودي، ولا تُظهر وثائق سجل الشركات في لوكسمبورغ، حيث تُسجل الشركات القابضة لشركة NSO، أي حاملي ديون جدد حتى الآن، لكنها تكشف عن شخصية جديدة على صلة بمسؤولين حكوميين إسرائيليين.
في وثائق قُدّمت أواخر تشرين الأول/أكتوبر وأوائل تشرين الثاني/نوفمبر، سُجِّلَ تعيين محامٍ إسرائيلي مقيم في الأراضي الفلسطينية، يُدعى أوهاد شازار شاليم شريمر، مديرًا لثلاث شركات رئيسية: نورث بول نيوكو، وOSY تكنولوجيز، وكيو سايبر تكنولوجيز، ووفقًا للوثائق، وُلد شريمر في لوس أنجلوس، مما يُشير إلى أنه يحمل الجنسية الأمريكية، وعنوانه المسجل في نيفيه دانييل، وهي مستوطنة في غوش عتصيون، كما يكشف تحقيق أجرته صحيفة هآرتس في مصادر مفتوحة ووثائق شركات عن سلسلة من الصلات بين شريمر وكبار المسؤولين الإسرائيليين
التحركات السيبرانية إلى أمريكا
وينضم نقل السيطرة على ديون شركة (NSO) إلى اتجاه أوسع في سوق الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية حيث تغلق الشركات الإسرائيلية أبوابها أو تباع في الخارج بسبب الضغوط التنظيمية الشديدة من دولة الاحتلال، التي غيرت سياستها في هذا الشأن قبل عدة سنوات وبدأت في تقييد الشركات الإلكترونية الإسرائيلية.
ومن الأمثلة على ذلك، شركة باراغون، التي أسسها إيهود باراك وإيهود شنيورسون وخريجو الوحدة 8200، والتي ظلت خارج قوائم العقوبات الأمريكية، بيعت في بداية العام لشركة ريد لاتيس الأمريكية للأمن السيبراني في صفقة ضخمة بلغت قيمتها مئات الملايين من الدولارات، ووفقًا للتقارير، بيعت أيضًا شركة كانديرو الإسرائيلية ، التي أُدرجت في القائمة السوداء إلى جانب أن أس أو، والمتخصصة في اختراق أجهزة الكمبيوتر، إلى جهة أمريكية مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز بضع عشرات الملايين من الدولارات.
كما وأدرج قرار وزارة التجارة الأمريكية لعام 2021، شركتي NSO وCandiru على قائمة الكيانات، مما منعهما من التعامل مع جهات حكومية أمريكية، بعد أربع سنوات من المواجهة مع الإدارة الديمقراطية، أملت شركات الأمن السيبراني الإسرائيلية الهجومية أن تُغير عودة ترامب إلى البيت الأبيض سياساتها، لكن ذلك لم يحدث، رغم الجهود الرسمية، بل وحتى توظيف جماعات ضغط مرتبطة بإدارة ترامب.
ولا تزال هذه الشركات محظورة من السوق الأمريكية. ليس هذا فحسب، بل في وقت سابق من هذا العام، ورغم تحالف شركات التكنولوجيا الأمريكية مع ترامب، قضت محكمة أمريكية بإلزام الشركة بدفع 168 مليون دولار لشركة ميتا بعد ثبوت استغلال برنامج التجسس بيغاسوس ثغرة أمنية في وأتساب، وبحسب مصادر عدة، فإن المبيعات تهدف إلى تمكين هذه الشركات من أن تصبح كيانات أميركية وبالتالي إزالة نفسها من القائمة.
التجسس واتفاقيات "إبراهام"
لتعيين فريدمان بُعد جيوسياسي أيضًا، فقد ساهمت الدبلوماسية الإلكترونية لنتنياهو - والتي شملت بيع برمجيات بيغاسوس لدول الخليج العربي في إطار مسعى أوسع لتعزيز العلاقات معها - في تمهيد الطريق لاتفاقيات "إبراهيم"، التي كان فريدمان شخصية محورية فيها.
وأصبحت هذه المبيعات، وخاصةً المبيعات للسعودية والإمارات العربية المتحدة، محور انتقاداتٍ لصناعة برامج التجسس الإسرائيلية، كاشفةً عن عدم استعداد إسرائيل للدفاع عنها في وجه الغضب الدولي إزاء ما استُخدمت فيه من أدوات، وتطرق فريدمان إلى هذا الأمر، قائلاً إن: "إجراءات الرقابة التي تتبعها شركة NSO شاملة"، وإنه "لم تطبق أي شركة أخرى في هذا المجال آلياتٍ وقائية مماثلة"، وبحسب قوله، ستواصل شركة NSO العمل من إسرائيل تحت إشراف وزارة الدفاع، لكنها ستعمل على تجديد نشاطها على الساحة الأميركية أيضا.
وفي الأشهر الأخيرة، بدأت العديد من شركات التكنولوجيا والدفاع الإسرائيلية في إنشاء علاقات مع شركات أمريكية، ووفقًا لعدة مصادر، كانت هناك محاولات لإطلاق "اتفاقيات إبراهيم 2.0" من خلال تجديد مبيعات مجموعة واسعة من التقنيات الجديدة.
من جهتها، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن تعيين فريدمان يأتي في إطار مساعي "أن سي أو" لإزالة اسمها من القائمة السوداء الأمريكية، والتأثير في السياسات المتعلقة بتوزيع أدوات الهجوم السيبراني وبرامج التجسس، بعد أن فرضت إدارة الرئيس جو بايدن قيودًا صارمة على الشركات الإسرائيلية العاملة في هذا المجال، وأضافت الصحيفة أن تلك القيود أدت إلى تراجع أداء الشركة وفقدانها العديد من عملائها، كما تسببت في تباطؤ تطوير البرامج الاستخباراتية الجديدة.
Religious Zionist David M. Friedman, Trump's former US Ambassador to Israel, says he believed he was doing "God's will" by pushing the US to move its embassy to Jerusalem.
(This is how policy is actually set in America.) pic.twitter.com/ztnhtgXAYw — Chris Menahan ???????? (@infolibnews) October 23, 2025
وشغل فريدمان منصب السفير الأمريكي في دولة الاحتلال خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، ويعرف عن فريدمان نشاطه في مجال المحاماة ودعم الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد نشر مؤخراً كتاباً بعنوان "دولة يهودية واحدة" فصّل فيه أجندته، وطموحه هو خلق وضع لا يتم فيه إخلاء قطاع غزة عن الفلسطينيين فحسب، بل تصبح الضفة الغربية أيضًا جزءًا من دولة الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاسرائيلية التجسس الاسرائيلي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة برامج التجسس شرکة NSO
إقرأ أيضاً: