مدريد – بعد قرابة شهر على اعتراض القوات البحرية الإسرائيلية قوارب أسطول الصمود العالمي قبل وصولها إلى قطاع غزة، بدأ القائمون على هذه المبادرة الإنسانية بجولة في بعض دول العالم للتوعية والتحشيد حول خطوات مماثلة ينوون القيام بها قريبا.

وفي مدريد، شارك المنظمون في جلسة نقاشية أمس الاثنين، بعد جلستين سبقتها في مدينتي مايوركا وبرشلونة، وبحضور مجموعة من المشاركين السابقين في الأسطول الذين عرضوا تجاربهم وخبراتهم أمام عشرات المدعوين والناشطين.

وكان من بين المحاورين كل من منسق الحملة الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، والناطق باسم الأسطول سيف أبو كشك، والناشطة خالدية أبو بكرة، والصحافية الإسبانية أولغا رودريغز.

وأكد المشاركون على أهمية الاستمرار في الحراك الشعبي والسعي لفك الحصار عن قطاع غزة، ومواصلة العمل لفتح ممر إنساني لإيصال المساعدات، إذ يرون أن المأساة الإنسانية والإبادة الجماعية لا تزال مستمرة في القطاع رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

الحضور استمعوا لتجارب المشاركين في أسطول الصمود ووجهوا لهم أسئلة عن نشاطهم القادم (الجزيرة)الخطوات القادمة

اعتبر المتحدث باسم أسطول الصمود سيف أبو كشك أن المواجهة بالسفن مع قوات الاحتلال في المياه الدولية كانت إحدى مراحل أسطول الصمود، وأكد أن المرحلة القادمة ستركز على مواجهة التحديات في المساحات القانونية باعتبار أنها مساحة هامة لن يتم إغفالها أو التغاضي عنها.

وذكر أبو كشك، في حديثه للجزيرة نت، أنه سيتم العمل على رفع دعاوى قانونية بعد الانتهاكات التي تعرض لها المشاركون واختطافهم من المياه الدولية من جهة، واختطاف قوارب الأسطول من جهة أخرى، وما يمثله ذلك من "اعتداء على سيادة الدول التي كانت أعلامها مرفوعة على سفن الأسطول"، حسب قوله.

وردا على سؤال الجزيرة نت عن إمكانية إطلاق أسطول قادم، أوضح أبو كشك أن برنامج الفريق حاليا يقوم على تكثيف الأنشطة التوعوية والندوات في عديد من دول العالم، وعلى حشد الدعم والتأييد لأسطول قادم يبحر نحو غزة.

إعلان

وقال أبو كشك إن "البرنامج يقوم على تعدد الأنشطة لمواجهة الاحتلال وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وسيكون هناك مساحة جديدة لمحاولة الوصول إلى غزة من خلال البحر المتوسط".

وعن فتح المجال للمتطوعين الجدد، أكد الناطق باسم الأسطول أن القائمين حريصون على زيادة عدد ومستوى المشاركين في المبادرات، وأنهم سيفتحون المجال لتمثيل جميع شعوب ودول العالم للمشاركة في الأسطول القادم.

جدوى الاستمرارية

يرى الناشط البرازيلي تياغو أفيلا أن التغيير الأكبر بعد تجربة أسطول الصمود الأخيرة يتمثل في أن "شعوب العالم استوعبت أنه باتحادها تمثل قوة لا يمكن هزيمتها من أكبر قوة عسكرية وهي الولايات المتحدة الأميركية".

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أنهم يشعرون بأن "الصهيونية باتت الأيديولوجية الأكثر كرها وعنصرية في العالم أجمع"، وأن "الصهاينة اضطروا للتراجع أمام الضغط العالمي الرافض لممارساتهم"، مؤكدا أنه "يمكن ويجب هزيمتهم حتى تحرير كامل فلسطين".

ويعتبر أفيلا أن الخطوات القادمة يجب أن تركز على منع الحكومات من مواصلة التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي، والبدء بتجهيز أسطول جديد أكبر من السابق ليمثل أكبر تظاهرة عالمية على الإطلاق، وقال "واجبنا أن نكون أكبر، وأقوى، وأكثر شجاعة".

المنظمون أكدوا مواصلة جهودهم لفتح ممر إنساني دائم نحو قطاع غزة (الجزيرة)

 

من جهة أخرى، قالت الناشطة الإسبانية أليخاندرا مارتينز، التي كانت على متن أسطول الصمود، إن تراجع الجهود أو التوقف عن النضال ومساندة الشعب الفلسطيني هو ما ترغب به إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحكومات المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي، "وهذا فخ علينا أن لا نقع به".

وأكدت مارتينز، في حديثها للجزيرة نت، أن العالم شاهد ما يمكن تحقيقه عندما تتحد الشعوب، وأن الحكومات ستسعى لتفكيك هذه الجهود وإحباطها، "لذا من الخطأ أن نبقى في منازلنا الآن، أو أن نتراجع عن كل هذا الجمال الذي صنعناه من حركة تضامن دولية جماعية، يجب علينا مواصلة بنائها".

وردا على سؤال الجزيرة نت عن رغبتها في إعادة التجربة والمشاركة في أسطول قادم، قالت مارتينز إنها كتبت على جدار الزنزانة التي احتجزت بها "سوف نعود مجددا"، مؤكدة أن هذه رغبتها سواء طُلب منها المشاركة في الإبحار على متن السفينة أو من خلال التنسيق على الأرض وفقا للترتيبات القادمة.

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي سيطرت في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي على جميع سفن أسطول الصمود التي بلغ عددها نحو 42 سفينة، والتي كانت تحمل مساعدات إنسانية بقيمة عشرات آلاف الدولارات، من بينها أدوية ومعدات تنفس ومستلزمات طبية وغذائية، وكان على متنها نحو 462 متضامنا من 47 دولة، أفرج عنهم جميعا في وقت لاحق، في حين تمت مصادرة السفن في ميناء أسدود الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات أسطول الصمود قطاع غزة أبو کشک

إقرأ أيضاً:

العسكر والأمن في العراق يبدؤون انتخابات البرلمان

بدأ الناخبون العراقيون، من أفراد القوات الأمنية، اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم في الاقتراع الخاص قبل يومين من الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الثلاثاء، حيث يضطلع البرلمان بمهمة انتخاب رئيس الجمهورية ومنح الثقة للحكومة.

وأفادت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن التصويت سيجري في أكثر من 800 مركز انتخابي يضم نحو 4500 محطة موزعة في عموم البلاد، على أن تُغلق الصناديق إلكترونيا في السادسة مساء.

ويقدر عدد الناخبين العسكريين المسجلين بنحو مليون و300 ألف و859، ويتوزعون على 597 ألفا و453 لوزارة الداخلية، و298 ألفا و54 لوزارة الدفاع، و128 ألفا و127 لهيئة الحشد الشعبي، و124 ألفا و312 لوزارة داخلية إقليم كردستان، و145 ألفا و907 لوزارة البيشمركة، و18 ألفا و410 لجهاز مكافحة الإرهاب، و1596 لهيئة المنافذ الحدودية.

ويهدف التصويت الخاص إلى تمكين منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، الذين سيضطلعون بمهمة تأمين مراكز الاقتراع في يوم التصويت العام في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، من ممارسة حقهم الدستوري.

المرشحون

ويتنافس في الانتخابات 7 آلاف و743 مرشحا، منهم 5 آلاف و496 رجلا وألفان و247 امرأة، ويحق لنحو 21 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار 329 عضوا في مجلس النواب، الذي يتولى انتخاب رئيس الجمهورية ومنح الثقة للحكومة.

وبدأت الدورة الحالية لمجلس النواب في 9 يناير/كانون الثاني 2022، وتستمر 4 سنوات حتى 8 يناير/كانون الثاني 2026.

ووفق القانون العراقي، يجب إجراء الانتخابات التشريعية قبل 45 يوما من انتهاء الدورة البرلمانية، حيث يضم البرلمان الحالي 320 نائبا، وتمتلك أحزاب وتيارات شيعية الغالبية فيه.

وتتقاسم السلطات الثلاث مكونات مختلفة، إذ تعود رئاسة الجمهورية تقليدا إلى الأكراد، ورئاسة الوزراء إلى الشيعة، كما يتولى السنة رئاسة البرلمان.

إعلان

في السياق ذاته، قالت قيادة العمليات المشتركة، إن يوم الانتخابات لن يشهد فرض أي قيود على حركة السيارات، وأن الطرق ستبقى مفتوحة لتسهيل وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع.

وقد أظهرت نتائج استطلاعات للرأي أجرتها مراكز بحثية عراقية معدلات مشاركة متوسطة إلى منخفضة في الانتخابات البرلمانية العراقية، مقارنة مع سابقاتها. وأرجعت ذلك إلى أسباب عدة، منها دعوات بعض القوى السياسية إلى مقاطعة الانتخابات، لكن هذه الاستطلاعات تباينت خاصة في الكتلة الأكثر عددا والمرشحة لتشكيل الحكومة.

مقالات مشابهة

  • الخطيب: قطاع السياحة يخلق 90 مليون وظيفة إضافية بالعالم خلال الـ 10 سنوات القادمة
  • موعد مباراة منتخب مصر القادمة في دور الـ 32 من كأس العالم تحت 17 عامًا
  • محاصرون يرفضون الاستسلام..ما قصة 200 مقاتل قسامي التي أشغلت العالم؟
  • إسرائيل تطلب مصادرة 50 سفينة شاركت في "أسطول صمود"
  • كاتب سياسي: السودان يشهد أبشع الجرائم التي سجلت في تاريخ الإنسانية
  • مأرب.. جرحى الجيش يبدؤون اعتصاما للمطالبة بصرف مرتباتهم واستكمال علاجهم
  • حماس: سنسلم جثة الضابط التي عثر عليها أمس في رفح الفلسطينية
  • العسكر والأمن في العراق يبدؤون انتخابات البرلمان
  • عصام السقا: الجلابية جزء من هويتنا وملامحنا التي يحسدنا عليها العالم