قال تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية إن الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى إلى ضم سوريا لجناحها ودمجها في النظام الإقليمي بقيادة واشنطن، لكن سياسات إسرائيل العدوانية والتوسعية في المنطقة قد تُفسد تطور العلاقات.

وأوضح الكاتب مارك لينش أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن أن الهدف الأساسي من الخطة هو منع عودة سوريا إلى محور إيران وجعلها موالية للولايات المتحدة، مما سيضعف طهران ويعزز نفوذ واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط.

الخطر الأكبر على استقرار سوريا الجديدة ليس إيران أو الإسلاميين، بل إسرائيل نفسها

ويأتي التحليل بعد رفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الخميس الماضي، ثم زيارته البيت الأبيض أمس الاثنين، في خطوة اعتبرها لينش ذروة حملة دولية تهدف إلى إعادة تأهيل الشرع وإضفاء شرعية دولية على حكمه.

إسرائيل قصفت مبنى هيئة الأركان السورية بدمشق في يوليو/تموز الماضي (الجزيرة)نقطة صدام حرجة

وبينما لا تزال إدارة ترامب حليفا وثيقا لإسرائيل في ملفات غزة وإيران فإن الطموحات الإسرائيلية في سوريا باتت تتعارض بوضوح مع الأولويات الأميركية، وفق الكاتب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: المسيّرات المجهولة في سماء أوروبا تضع الناتو على المحكlist 2 of 2كاتب أميركي: تطبيع كازاخستان مع إسرائيل يثير علامات استفهامend of list

وحذر لينش من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقترب من صدام مباشر مع أبرز داعميه الدوليين، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتوسيع وجودها العسكري في سوريا عبر إنشاء قاعدة جوية قرب دمشق.

وستجبر هذه الخطوة واشنطن على مواجهة الحقيقة الصعبة، وهي أن الخطر الأكبر على استقرار سوريا الجديدة ليس إيران أو الإسلاميين، بل إسرائيل نفسها، حسب التحليل.

وأكد الكاتب أن لهذا الانقسام انعكاسات واسعة على مستقبل التوازنات والتحالفات في الشرق الأوسط، خصوصا مع تقديم واشنطن الرئيس الشرع مثالا على إمكانية دمج "الإسلاميين البراغماتيين" في النظام الدولي.

تدخّل إسرائيلي

ويرى الكاتب أن الخطة الأميركية تستند إلى ركيزتين أساسيتين: الأولى قدرة الشرع على بناء دولة مستقرة، والثانية قبول إسرائيل بهذا الترتيب السياسي.

إعلان

وأشار إلى أن حوادث العنف في السويداء في يوليو/تموز الماضي تمثل تهديدا مباشرا للركيزة الأولى، إذ كشفت المواجهات الدموية بين القوات الحكومية والطائفة الدرزية ومقاتلي العشائر البدوية عن هشاشة الدولة الجديدة وفقدان الثقة في النظام الوليد.

ولفت التحليل إلى أن إسرائيل استغلت هذه الفوضى لتوسيع نفوذها داخل سوريا من خلال شن غارات متكررة على ما وصفتها بـ"الأهداف المعادية"، مستخدمة ذريعة حماية الدروز، في محاولة "واضحة" للتمهيد لاحتلال دائم.

من جهته، أبدى الشرع استعدادا للتعامل مع إسرائيل ما دامت الخطوة تخدم التنمية وجذب الاستثمارات، مدركا أن الصدام المباشر مع تل أبيب لن يجلب سوى العقوبات والاضطرابات، طبقا للمقال.

لكن التحليل أكد أن توقيع سوريا على اتفاقيات أبراهام يبدو بعيد المنال، نظرا لرفض الشعب السوري هذه الخطوة، ولأن حلفاء الشرع الإقليميين -مثل قطر وتركيا والسعودية- لا يدعمون هذا المسار أصلا.

وخلص الكاتب إلى أن الملف السوري سيظل نقطة توتر بين واشنطن وتل أبيب، إذ يعرقل موقف إسرائيل وتوسيع احتلالها الجنوب السوري أي اتفاقية أميركية سورية تهدف إلى تحقيق استقرار المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

الشرع يطالب برفع العقوبات على بلاده: واشنطن تؤيد استقرار سوريا وتعزز دعمها الاقتصادي

الشرع يطالب برفع العقوبات على بلاده: واشنطن تؤيد استقرار سوريا وتعزز دعمها الاقتصادي

مقالات مشابهة

  • الشرع يطالب برفع العقوبات على بلاده: واشنطن تؤيد استقرار سوريا وتعزز دعمها الاقتصادي
  • الشرع: الإدارة الأميركية تتفق على أن سوريا تستحق أن تُمنح فرصة للاستقرار
  • فورين بوليسي: ترامب يستعين بالرئيس السوري لتأمين حليف جديد بالشرق الأوسط
  • الشرع وترامب.. أول محادثات رسمية بعد رفع العقوبة الأميركية
  • الخزانة الأميركية ترفع العقوبات عن الشرع وخطاب
  • الرئيس السوري في واشنطن لأول مرة منذ 79 عامًا
  • الشرع في واشنطن لبحث مرحلة جديدة في العلاقات السورية – الأميركية
  • أول زيارة من نوعها.. الرئيس السوري يصل إلى واشنطن بعد رفع اسمه من قوائم العقوبات
  • بعد رفع العقوبات عن الرئيس السوري.. صفحة جديدة بين واشنطن ودمشق