ولد مطيع.. عرض يفتح جراح المراهقة وانعكاسات الإهمال على مسرح مركز الإبداع الفني
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
*مدرين المكتومية*
شهد مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية مساء أمس عرض الفلم " ولد مطيع " ضمن فعاليات الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسط حضور لافت من عشاق السينما المهتمين بالأفلام الاجتماعية ذات الطابع الإنساني، حيث تقريبا كانت القاعة شبة ممتلئة، وأكثر الحضور ايضا من فئة الشباب.
ويبدأ الفلم بمشهد صاخب يكشف واقع مجموعة من المراهقين الذين ينغمسون في تعاطي المخدرات وافتعال المشكلات ليضع الجمهور مباشرة أمام عالم فوضوي يقود أحداث القصة إلى نقطة التحول الكبرى حيث تدور الحكاية حول "تومي" الذي يستيقظ ليجد نفسه مكبلاً بالأصفاد الحديدية داخل سرداب منزل عائلة غامضة دون أن يعرف سبب احتجازه ويظل يردد انتم مجانين تعانون من أمراض نفسية.
تتضح مع مرور الوقت دوافع الأم التي فقدت ابنها بسبب إهمال المراهقين وسلوكياتهم الخطرة، فتلجأ إلى احتواء "تومي" الذي كان يشبه ابنها وفي سنه ويعيش كما يعيش تومي بطريقة عشوائية وغير منظمة ويفتعل المشكلات، بإعادة تهذيبه ومحاولة تحويله من "ولد سيئ" إلى "ولد جيد" من خلال تعليمه القراءة ومشاركته مشاهدة أفلام توعوية عن أضرار المخدرات. وتنضم إلى العائلة لاحقا فتاة هاربة من أسرتها تعمل كمعاونة منزلية لتتداخل خطوط العلاقات بين الجميع ولكن تومي كان دائما ما ينتظر الفرصة للهرب فلديه دائما ذلك الشعور المستمر بالرغبة في الهرب والعودة إلى عائلته.
وتتصاعد الأحداث حين تتعرض المعاونة لملاحقة من رجال مجهولين قبل أن تجبر على العودة لعائلتها بالقوة، وفي لحظة فارقة تساعد تومي على فك قيوده قبل مغادرتها باعطائه رقم الرمز الخاص بالسلاسل الحديدية لينجح في الهروب بعد اشتباك مع أفراد العائلة، ومع المواجهة الأخيرة يعترف الأب بأن التمسك المبالغ فيه بالابن المفقود كان سبب فقدانه لتسمح الأم لتومي بالمغادرة على أمل أن يعود إليهم بإرادته كطائر حر.
وجاء الفلم بتصوير واقعي لافت يقترب من عالم المراهقين بتفاصيله المظلمة كاشفا كيف يمكن أن تتحول حياة بعض الشباب مهما كانت ظروفهم الأسرية جيدة ويطرح " ولد مطيع " قضية اجتماعية مؤلمة بجرعة درامية مشوقة تحافظ على اهتمام الجمهور حتى اللحظة الأخيرة.
ويعد الفلم واحدا من أبرز العروض التي لاقت تفاعلا إيجابيا ضمن عروض المهرجان بفضل رؤيته المؤثرة وإيقاعه المتماسك وصورته البصرية القريبة من الحياة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المارشال بيتان ينكأ جراح فرنسا مجددا وفتح تحقيق بتهمة تمجيده
أعلنت النيابة العامة الفرنسية -اليوم الاثنين- أنها فتحت تحقيقا بتهمة إنكار جرائم ضد الإنسانية ضد رئيس جمعية الدفاع عن ذكرى المارشال فيليب بيتا (1856-1951) بعد قداس أقيم أول أمس السبت في منطقة فردان، وفقا لما أوردته وسائل إعلام فرنسية اليوم.
وأوضحت صحيفة لوفيغارو أن الشكوى تستهدف بشكل خاص رئيس الجمعية جاك بونكومبين الذي صرح للصحفيين بعد خروجه من الكنيسة أن بيتان كان "أول مقاوم في فرنسا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنترسبت: العالم يخوض غمار حرب عالمية ثالثة بالفعلlist 2 of 2لوتان: هل تجر حرب أوكرانيا العالم إلى حرب باردة جديدة أم حرب عالمية ثالثة؟end of listواعتبر بونكومبين أن محاكمة بيتان عام 1945 "لم تتوفر فيها كل شروط المحكمة العادلة" وفقا لما أوردته لوموند.
ووسط صيحات الاستهجان، قام ناشط من أقصى اليمين (بيير-نيكولا نوبس) المرشح السابق للانتخابات التشريعية لعام 2024 بترديد أغنية "مارشال، نحن هنا" التي تمجد زعيم حكومة فيشي.
كما تستهدف القضية الكاهن الذي أقام القداس غوتييه لوكين (31 عاما) بتهمة "تحريض رجل دين على مقاومة تنفيذ قوانين أو إجراءات السلطة العامة".
وأوضحت لوموند أن "حوالي 20 شخصا على الأكثر" حضروا حفل القداس التكريمي لبيتان.
جرائم ضد الإنسانيةوبحسب صحيفة لوفيغارو، فقد فتح تحقيق بتهمة "الطعن العلني بوجود جرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية" وكذلك بتهمة "عقد اجتماع سياسي في مكان يستخدم عادة لممارسة العبادة" حسبما أوضحت دلفين مونكويت المدعية العامة لفردان، في رسالة إلكترونية موجهة إلى وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت الصحيفة عن محافظ ميز أنه سيبلغ المدعي العام عن التصريحات التي "تنطوي بوضوح على الدعوة لإعادة كتابة التاريخ" وتم الإدلاء بها في هذه المناسبة.
ويحتمل أن تبادر السلطات إلى حل جمعية الدفاع عن ذكرى بيتان، وهو قرار يرجع إلى وزارة الداخلية، بحسب ما صرح به محافظ منطقة ميز.
إعلانوذكرت لوفيغارو أن صامويل هازارد عمدة فردان كان قد أصدر قرارا الأسبوع الماضي بحظر هذا القداس التكريمي، لكن قراره ألغي الجمعة من قبل المحكمة الإدارية في نانسي.
السلطات فتحت تحقيقا بتهمة "الطعن العلني بوجود جرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية" وكذلك "عقد اجتماع سياسي في مكان يستخدم عادة لممارسة العبادة"
شخصية جدليةوتخضع التصريحات التحريفية لعقوبة تصل إلى السجن لمدة عام وغرامة قدرها 45 ألف يورو. وتُعرّف هذه التصريحات بأنها إنكار أو التقليل من شأن أو التهوين بشكل مفرط من جريمة الإبادة الجماعية أو جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.
ويعتبر بيتان واحدا من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الفرنسي، فقد جمع بين صورة البطل القومي في الحرب العالمية الأولى، ورمز "الخيانة الوطنية" في الحرب العالمية الثانية.
وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان يُنظر إليه كضابط تقليدي منضبط لكنه غير لافت، لكن دوره في معركة فردان ضد الغزو الألماني عام 1916 غيّر مصير هذا الجنرال وملامح تاريخه.
وقد كانت فردان واحدة من أكثر المعارك دموية في تلك الحرب، وقد ظهر في بدايتها أن الجيش الفرنسي يترنح أمام الهجمات الألمانية الكاسحة.
كان بيتان رمزا للوطنية إثر الحرب العالمية الأولى، لكن بعد غزو النازيين لفرنسا ترأس حكومة فيشي المتعاونة معهم، ثم اتهم لاحقا بالخيانة العظمى، وحكم عليه بالإعدام، وخفف الحكم لاحقا إلى السجن المؤبد
معركة فردانثم ما لبث أن استدعي بيتان لقيادة الجبهة، واشتهرت المعركة بشعار "لن يمروا" واستطاع الفرنسيون الصمود وتحويل فردان إلى رمز للمقاومة الوطنية، ونال بيتان على إثرها أعلى المراتب العسكرية، وصولا إلى رتبة المارشال عام 1918.
وعندما اجتاحت ألمانيا النازية فرنسا عام 1940، انهارت المقاومة الفرنسية سريعا، وظهرت خلافات بين القادة حول الاستمرار في القتال، أو المهادنة والحفاظ على البلاد من الدمار.
وفي جو من الهزيمة والصدمة الشعبية، وقعت يوم 22 يونيو/حزيران 1940 الهدنة بين فرنسا وألمانيا، ونتج عنها تقسيم فرنسا، حيث احتلت ألمانيا الجزء الشمالي والغربي، في حين احتلت إيطاليا جزءا صغيرا بالجنوب الشرقي، أما الجزء الباقي فسُمّي المنطقة الحرة وخضع لسيطرة حكومة فيشي المشكلة حديثا من قبل المارشال بيتان.
ومُنح بيتان سلطات واسعة بعدما اختار التعاون مع نظام أدولف هتلر، واتهم لاحقا بارتكاب عمليات قمع شديد وجرائم ضد الإنسانية.
وبعد نجاح الحلفاء في هزيمة الألمان عام 1945، اتهم بيتان بالخيانة العظمى، وحكم عليه بالإعدام، وخفف الحكم لاحقا إلى السجن المؤبد اعترافا بدوره في الحرب العالمية الأولى، ولتقدمه في السن.
وقضى سنواته الأخيرة في جزيرة "د ييو" في الساحل الفرنسي بعيدا عن الأضواء التي ملأت حياته، حتى وفاته عام 1951.