المارشال بيتان ينكأ جراح فرنسا مجددا وفتح تحقيق بتهمة تمجيده
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
أعلنت النيابة العامة الفرنسية -اليوم الاثنين- أنها فتحت تحقيقا بتهمة إنكار جرائم ضد الإنسانية ضد رئيس جمعية الدفاع عن ذكرى المارشال فيليب بيتا (1856-1951) بعد قداس أقيم أول أمس السبت في منطقة فردان، وفقا لما أوردته وسائل إعلام فرنسية اليوم.
وأوضحت صحيفة لوفيغارو أن الشكوى تستهدف بشكل خاص رئيس الجمعية جاك بونكومبين الذي صرح للصحفيين بعد خروجه من الكنيسة أن بيتان كان "أول مقاوم في فرنسا".
واعتبر بونكومبين أن محاكمة بيتان عام 1945 "لم تتوفر فيها كل شروط المحكمة العادلة" وفقا لما أوردته لوموند.
ووسط صيحات الاستهجان، قام ناشط من أقصى اليمين (بيير-نيكولا نوبس) المرشح السابق للانتخابات التشريعية لعام 2024 بترديد أغنية "مارشال، نحن هنا" التي تمجد زعيم حكومة فيشي.
كما تستهدف القضية الكاهن الذي أقام القداس غوتييه لوكين (31 عاما) بتهمة "تحريض رجل دين على مقاومة تنفيذ قوانين أو إجراءات السلطة العامة".
وأوضحت لوموند أن "حوالي 20 شخصا على الأكثر" حضروا حفل القداس التكريمي لبيتان.
جرائم ضد الإنسانيةوبحسب صحيفة لوفيغارو، فقد فتح تحقيق بتهمة "الطعن العلني بوجود جرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية" وكذلك بتهمة "عقد اجتماع سياسي في مكان يستخدم عادة لممارسة العبادة" حسبما أوضحت دلفين مونكويت المدعية العامة لفردان، في رسالة إلكترونية موجهة إلى وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت الصحيفة عن محافظ ميز أنه سيبلغ المدعي العام عن التصريحات التي "تنطوي بوضوح على الدعوة لإعادة كتابة التاريخ" وتم الإدلاء بها في هذه المناسبة.
ويحتمل أن تبادر السلطات إلى حل جمعية الدفاع عن ذكرى بيتان، وهو قرار يرجع إلى وزارة الداخلية، بحسب ما صرح به محافظ منطقة ميز.
إعلانوذكرت لوفيغارو أن صامويل هازارد عمدة فردان كان قد أصدر قرارا الأسبوع الماضي بحظر هذا القداس التكريمي، لكن قراره ألغي الجمعة من قبل المحكمة الإدارية في نانسي.
السلطات فتحت تحقيقا بتهمة "الطعن العلني بوجود جرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية" وكذلك "عقد اجتماع سياسي في مكان يستخدم عادة لممارسة العبادة"
شخصية جدليةوتخضع التصريحات التحريفية لعقوبة تصل إلى السجن لمدة عام وغرامة قدرها 45 ألف يورو. وتُعرّف هذه التصريحات بأنها إنكار أو التقليل من شأن أو التهوين بشكل مفرط من جريمة الإبادة الجماعية أو جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.
ويعتبر بيتان واحدا من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الفرنسي، فقد جمع بين صورة البطل القومي في الحرب العالمية الأولى، ورمز "الخيانة الوطنية" في الحرب العالمية الثانية.
وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان يُنظر إليه كضابط تقليدي منضبط لكنه غير لافت، لكن دوره في معركة فردان ضد الغزو الألماني عام 1916 غيّر مصير هذا الجنرال وملامح تاريخه.
وقد كانت فردان واحدة من أكثر المعارك دموية في تلك الحرب، وقد ظهر في بدايتها أن الجيش الفرنسي يترنح أمام الهجمات الألمانية الكاسحة.
كان بيتان رمزا للوطنية إثر الحرب العالمية الأولى، لكن بعد غزو النازيين لفرنسا ترأس حكومة فيشي المتعاونة معهم، ثم اتهم لاحقا بالخيانة العظمى، وحكم عليه بالإعدام، وخفف الحكم لاحقا إلى السجن المؤبد
معركة فردانثم ما لبث أن استدعي بيتان لقيادة الجبهة، واشتهرت المعركة بشعار "لن يمروا" واستطاع الفرنسيون الصمود وتحويل فردان إلى رمز للمقاومة الوطنية، ونال بيتان على إثرها أعلى المراتب العسكرية، وصولا إلى رتبة المارشال عام 1918.
وعندما اجتاحت ألمانيا النازية فرنسا عام 1940، انهارت المقاومة الفرنسية سريعا، وظهرت خلافات بين القادة حول الاستمرار في القتال، أو المهادنة والحفاظ على البلاد من الدمار.
وفي جو من الهزيمة والصدمة الشعبية، وقعت يوم 22 يونيو/حزيران 1940 الهدنة بين فرنسا وألمانيا، ونتج عنها تقسيم فرنسا، حيث احتلت ألمانيا الجزء الشمالي والغربي، في حين احتلت إيطاليا جزءا صغيرا بالجنوب الشرقي، أما الجزء الباقي فسُمّي المنطقة الحرة وخضع لسيطرة حكومة فيشي المشكلة حديثا من قبل المارشال بيتان.
ومُنح بيتان سلطات واسعة بعدما اختار التعاون مع نظام أدولف هتلر، واتهم لاحقا بارتكاب عمليات قمع شديد وجرائم ضد الإنسانية.
وبعد نجاح الحلفاء في هزيمة الألمان عام 1945، اتهم بيتان بالخيانة العظمى، وحكم عليه بالإعدام، وخفف الحكم لاحقا إلى السجن المؤبد اعترافا بدوره في الحرب العالمية الأولى، ولتقدمه في السن.
وقضى سنواته الأخيرة في جزيرة "د ييو" في الساحل الفرنسي بعيدا عن الأضواء التي ملأت حياته، حتى وفاته عام 1951.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الحرب العالمیة الأولى جرائم ضد الإنسانیة
إقرأ أيضاً:
“حماس” تدعو للضغط على العدو الصهيوني وداعميه لوقف اعتداءاته وفتح المعابر
الثورة نت/وكالات وجهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)،اليوم الاثنين، نداءً إلى الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم لمواصلة الحراك للضغط على العدو الصهيوني وداعميه لوقف اعتداءاته، وإنهاء الحصار، وفتح المعابر وقالت الحركة في تصريح صحفي، إن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزّة تفرض تحرّكاً عاجلاً لإنقاذ المدنيين وإدخال المساعدات والخيام والبيوت الجاهزة. وأضافت:” تشكّل الظروف المأساوية التي يعيشها شعبُنا الفلسطيني، بعد عامين من جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزّة، من غياب الغذاء والدواء والماء النظيف والخيام ومستلزمات الإيواء، وانهيار المنظومة الصحية، خطراً حقيقياً على حياة المدنيين العزّل من الأطفال والنساء، لا سيما في فصل الشتاء وكثرة الأمطار”. وحملت” العدو الصهيوني الفاشي المسؤولية الكاملة عن استمرار خروقاته لاتفاق إنهاء الحرب، وتصعيد عدوانه ضدّ شعبنا في قطاع غزّة، واستمرار إغلاق المعابر، والحيلولة دون وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية بسلاسة”. ودعت الدول الضامنة للاتفاق إلى ممارسة الضغط على العدو لإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني، وفتح المعابر، وفي مقدّمتها معبر رفح، لدخول المساعدات الإغاثية والطبية، والخيام ومستلزمات الإيواء الطارئ، والسماح بخروج المرضى وحركة الأفراد في الاتجاهين. وأكدت مجدّداً أن استمرار حالة الصمت والعجز الدولي أمام استمرار جرائم الاحتلال الفاشي في قطاع غزّة ينذر بتعميق المأساة الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني محاصر وفاقدٍ لأبسط مقوّمات الحياة، نتيجة جريمة الإبادة المتوحّشة. ووجهت الحركة نداءً إلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى مواصلة حراكهم الشعبي وفعالياتهم الجماهيرية للضغط على العدو وداعميه، لوقف اعتداءاته على المدنيين، وإنهاء الحصار، وفتح المعابر بشكل مستدام لإدخال المساعدات ومستلزمات الإيواء العاجل إلى قطاع غزّة.