عرض عربي أول ناجح لفيلم اغتراب في مهرجان القاهرة السينمائي
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
حضور جماهيري كبير للعرض العربي الأول الفيلم التونسي اغتراب للمخرج مهدي هميلي الذي شهد استقبالًا حماسيًا من المشاهدين بالمسابقة الدولية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
قدم الفيلم للجمهور فريق عمله، بمن فيهم المخرج مهدي هميلي، والمنتجة مفيدة فضيلة، والممثلون الرئيسيون غانم زرلي، ومرام بن عزيزة، وسليم بكار، والمونتيرة روشن ميزوري، والملحنة الموسيقية إميلي لوجراند، وشريف فتحي من استوديوهات شيفت.
من بين الحضور المميزين المخرجة والممثلة الفلسطينية هيام عباس، والممثلة السودانية إيمان يوسف، المعروفة بدورها المشهود في فيلم "وداعًا جوليا".
بعد العرض، صعد المخرج مهدي هميلي إلى المسرح برفقة المنتجة مفيدة فضيلة، والممثلين الثلاث الرئيسيين في ندوة نقاشية تفاعل فيها الجمهور بأسئلة حول قصة الفيلم.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي وشارك في عدة مهرجانات منها مهرجان سينيميد مونبلييه للفيلم المتوسطي والمهرجان الدولي للفيلم الفرانكوفوني بنامور.
تدور أحداث الفيلم في تونس، حيث يلقى عامل مصرعه إثر حادث مأساوي داخل مصنع صلب. وينطلق زميله محمد، في رحلة ثأر سعيًا للعدالة والحقيقة، بينما قطعة من المعدن الناتجة عن الحادث تستقر في رأسه وتبدأ بالصدأ تدريجيًا.
في حديثه عن الفيلم يقول هميلي "فيلم اغتراب هو محاولتي لتحويل مكانٍ مشبع بالألم والاغتراب إلى ساحة معركة سينمائية. صوّرنا في أعماق مصنع حديد حقيقي، وسط آلات صدئة، مهاجع مهجورة، وممرات موحشة تنبض بظلال التضحية. لكن ما أردت توثيقه يتجاوز الحديد والنار. كنت أبحث عن ما هو غائب في أغلب الشاشات: الرجال. صمتهم، ضحكاتهم، هشاشتهم، وكرامتهم المتصلبة. تابعتهم عن كثب، استمعت إلى جراحهم، وبنيت الحكاية من شظاياهم، المرئية منها، وتلك المدفونة في العمق".
تلقى الفيلم دعمًا من عدة جهات منها فيلم فاند لوكسمبورغ، ومؤسسة الدوحة للأفلام، والمركز الوطني للسينما والصورة المتحركة (فرنسا)، والمركز الوطني للسينما والصورة (تونس)، وصندوق البحر الأحمر، والصندوق العربي للثقافة والفنون - آفاق، وصندوق صورة الفرانكوفونية، وفرانس تليفزيون، ولافابريك سينما - مهرجان كان السينمائي، وقمرة - مؤسسة الدوحة للأفلام، وسيني جونة - مهرجان الجونة السينمائي.
الفيلم من تأليف وإخراج مهدي هميلي وإنتاج مفيدة فضيلة لشركة الإنتاج يول فيلم هاوس (تونس)، ومهدي هميلي ودوناتو روتونو لشركة تارانتولا (لوكسمبورغ) وميشيل بالاغي لشركة فولت فيلم (فرنسا). وإنتاج مشترك لكل من صندوق البحر الأحمر ومؤسسة الدوحة للأفلام.
شارك في بطولة الفيلم عدد من الأسماء التونسية الشهيرة مثل غانم زرلي، ومرام بن عزيزة، وسليم بكار، ومحمد قلصي، ويونس فارحي، ومراد غرسلي. الفيلم من تصوير فاروق العريض، ومونتاج روشن ميزوري، وموسيقى إميلي لوجراند.
وكاتب ومنتج تونسي، عُرف بأفلامه الجريئة والمُلفتة التي نالت إشادة واسعة على الصعيد الدولي. في فرنسا، أخرج ثلاثية بالأبيض والأسود نالت استحسان النقاد، تناولت مواضيع الحب والاغتراب، وهي: لحظة، وليلة، وليلة بدر.
أخرج وشارك في إنتاج فيلم أطياف، الذي عُرض لأول مرة عالميًا في الدورة الـ74 من مهرجان لوكارنو السينمائي، وحظي بإشادة واسعة وفاز بعدة جوائز، منها: جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأفضل مخرج في مهرجان مالمو للسينما العربية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كولكاتا السينمائي الدولي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان Plurielles بفرنسا. وقد تم عرض الفيلم تجاريًا في كل من تونس وفرنسا ولوكسمبورغ، ثم اقتنته منصات كبرى مثل نتفليكس وأبل تي في و أمازون برايم فيديو وكانال+ VOD.
أما فيلمه الأحدث "اغتراب"، والذي تم اختياره رسميًا في الدورة الـ78 من مهرجان لوكارنو السينمائي، فقد تميّز سابقًا من خلال مشاركته في La Fabrique Cinéma بالدورة 72 من مهرجان كان السينمائي، وفاز بعدة جوائز تطوير من بينها جائزة سيناريو CineGouna في مهرجان الجونة السينمائي، مما يؤكد على فرادة صوت هميلي السينمائي.
كما شارك مهدي هميلي كعضو لجنة تحكيم ومستشار ومرشد في مهرجانات عديدة في أوروبا والعالم العربي، من ضمنها مهرجان عمّان السينمائي الدولي. وهو خريج Torino Film Lab المرموق، وبرنامج Global Media Makers التابع لـFilm Independent، ويعمل كذلك كمشرف عام على مسلسل ALL ABOUT ADAM المقتبس من قصة حقيقية، والذي يحظى بدعم مختبر المسلسلات التابع لمؤسسة الدوحة للأفلام.
كأحد الوجوه البارزة في الموجة الجديدة للسينما التونسية، يواصل مهدي هميلي تقديم أعمال جريئة تترك صدىً عالميًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اغتراب مهدي هميلي مهرجان القاهرة السینمائی الدولی مهرجان القاهرة الدوحة للأفلام مهدی همیلی فی مهرجان من مهرجان
إقرأ أيضاً:
ماذا قالوا لـ"الرؤية" عن المهرجان؟.. مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46: أكثر من عروض فنية بل منصة حيوية للسينما العربية والعالمية
القاهرة - مدرين المكتومية
في دورته الـ46، يواصل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تأكيد مكانته كأحد أهم الأحداث الفنية والثقافية في المنطقة، إذ يتجاوز دوره مجرد تقديم عروض سينمائية ليصبح منصة متكاملة تجمع بين صناعة السينما والجمهور والنقاد والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
في البداية، حدثنا طارق البحار قائلاً: "تتجاوز أهمية مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية كونه حدثاً فنياً سنوياً، ليترسخ كقوة دافعة ومحور ثقافي لصناعة السينما في المنطقة. فقد نجح المهرجان في تثبيت مكانته كمركز استقطاب للأفلام ذات البصمات الإبداعية الجريئة والرؤى المتجددة، حيث لا تقتصر العروض على الإنتاجات العالمية المنتظرة فحسب، بل يقدّم منصة حيوية للأصوات العربية الشابة والمخضرمة، مما يسهم في خلق حراك نقدي وجماهيري متصاعد. هذا التنوع يتيح للمبدع العربي فرصة الاحتكاك بأحدث الاتجاهات السينمائية العالمية، وفي الوقت نفسه يعرض قصص منطقتنا بصبغة دولية."
وأضاف: "لم يقتصر دور المهرجان على الشاشة الكبيرة؛ بل تمتد رؤيته إلى المستقبل عبر برامجه الموازية التي تشكل شرياناً حيوياً لتطوير الصناعة. فالندوات والنقاشات العامة تشهد تفاعلاً ملحوظاً بين النقاد وصنّاع الأفلام والجمهور، وتتناول قضايا الإنتاج والتوزيع، إضافة إلى ورش عمل مع كبار المخرجين من مصر والعالم. ويحضر هذه الندوات نجوم بارزون تحت إشراف الفنان القدير حسين فهمي، رئيس المهرجان، الذي يتواجد في مختلف فعاليات الحدث."
وتابع البحار: "في هذا الإطار، تكتسب ورش العمل أهمية كبرى، فهي بمثابة حاضنات للمواهب، تقدّم تدريباً عملياً ومكثفاً لجيل جديد من المخرجين والكتّاب والمنتجين، وتزوّدهم بالأدوات اللازمة لصقل مهاراتهم وفق معايير عالمية، خصوصاً ضمن ‘أيام القاهرة لصناعة السينما’ التي تربط المبدعين بالخبراء وصناديق التمويل. وهكذا يرسّخ المهرجان مكانته كحدث متكامل يجمع بين متعة المشاهدة وعمق المعرفة وفرص بناء المستقبل المهني والتعاون الدولي."
وأوضح: "تكتسب الدورة الحالية أهميتها من خلال البريق الخاص للأفلام المختارة بعناية من فريق البرمجة بإشراف مدير المهرجان الناقد محمد طارق وطاقم ‘البروجرامرز’. وتقدّم هذه الاختيارات بانوراما سينمائية تعكس التنوع الفني والعمق القصصي عربياً وعالمياً. فالأفلام المشاركة ليست مجرد عروض للترفيه، بل أعمال قوية تتنافس في المسابقات الرئيسية، بينها أفلام حائزة على جوائز عالمية مرموقة، مما يعزز مكانة المهرجان كمنصة إقليمية لانطلاق أعمال مؤثرة على الساحة الدولية."
وتابع: "تشمل قائمة عروض هذا العام أفلاماً روائية طويلة تطرح قضايا إنسانية واجتماعية معقدة من مصر والخليج، إلى جانب أفلام وثائقية تقدم معالجات جريئة لقضايا سياسية وتاريخية راهنة. كما يولي المهرجان اهتماماً كبيراً بالإنتاجات العربية، خاصة تلك التي تُعرض لأول مرة عالمياً أو إقليمياً، مما يتيح للمخرجين العرب الشباب فرصة استثنائية لإبراز رؤاهم الفريدة أمام جمهور دولي من النقاد والموزعين. إن هذا التنوع – بين الأعمال التجريبية والإنتاجات الضخمة – يجعل من مهرجان القاهرة محطة أساسية لكل مهتم بتطور السينما وجودتها، ويسهم في إثراء الذائقة الفنية وتغذية الحوارات النقدية داخل وخارج قاعات العرض."
حوار وإلهام
من جانبها، أكدت سميرة الحراصية أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يمثل مساحة حيّة تجمع صناع السينما والجمهور في مكان واحد، وهو ما يؤكد الدور التاريخي للقاهرة كجسر ثقافي يصل بين التجارب العربية والعالمية. وقالت إن كل دورة تشهد نقلة نوعية في البرامج والفعاليات المصاحبة، إلى جانب تنوع كبير في الأفلام المشاركة من مختلف الدول.
وأضافت: "المهرجان لا يقدم عروضاً فقط، بل يفتح باباً واسعاً للحوار والإلهام، ويجمع الناس والسينمائيين تحت سقف واحد. كما يرسّخ أهمية السينما كقوة ناعمة تعبّر عن الإنسان وهمومه وأحلامه وتطلعاته."
الفيلم العربي إلى العالمية
أما وردة زرقين، فقالت إن انطباعها عن المهرجان ممتاز، باعتباره واحداً من أعرق المهرجانات العالمية، مشيرة إلى أن دورته الـ46 تقدّم تجربة سينمائية تنقل الفيلم العربي إلى العالمية، وتتيح فرصة للتفاعل والحوار مع نجوم وصناع السينما من مختلف أنحاء العالم.
وأضافت: "يشهد المهرجان إقبالاً كبيراً من المهتمين بعالم السينما، حيث يستمتع الجمهور بمشاهدة أفلام مختارة بعناية. كما أن توقيت تنظيم المهرجان في فصل الخريف يعد مثالياً لمواكبة الحدث. ولا يفوتني الإشادة بالتنظيم القوي والأداء المتكامل، ما يجعل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عند مستوى تطلعات محبي السينما."