رئيس كوريا الجنوبية يعلن من تحت قبة جامعة القاهرة رؤى ومبادرات لتعزيز الشراكة مع الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
استقبلت جامعة القاهرة، فى قاعة الاحتفالات الكبرى، الرئيس الكوري لى جاى ميونغ في أول زيارة رسمية لمصر منذ توليه منصبه في يونيو 2025، وذلك لإلقاء كلمة حول مبادرات كوريا الجنوبية في الشرق الأوسط، وذلك بحضور د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، ود.
توسيع آفاق التعاون الثنائي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي
وتأتي هذه الزيارة في إطار تأكيد التزام البلدين بتوسيع آفاق التعاون الثنائي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، بما يعزز من فرص التنمية المستدامة ويخدم الأجيال القادمة.
وفي مستهل كلمته، اعرب رئيس جمهورية كوريا عن سعادته بالتواجد داخل جامعة القاهرة ذات التاريخ والحضارة، وهي أول جامعة يقوم بزيارتها، مشيرًا إلى أن السبب في هذه الزيارة هو اللقاء مع الطلاب الذين يمثلون القوة التي تدفع مستقبل العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى مرور ٣٠ عام على العلاقات بين مصر وكوريا، وأنهما يمتلكان تاريخا عريقا يمتد لآلاف السنين.
وأشار الرئيس الكوري إلى شراكات التعاون الشاملة بين مصر وكوريا، ونجاح البلدين في بناء أساس متين لهذه العلاقات من خلال تبادل الزيارات، والعلاقات التجارية القائمة بين البلدين، متطلعًا إلى توسيع أطر التعاون بين مصر وكوريا إلى مستويات أعلى في ظل الاحترام المتبادل بين البلدين، لاسيما في مجالات الطاقة والبناء والابتكار والذكاء الاصطناعي والهيدروجين والتعليم، مؤكدًا أن الحضارة المصرية العظيمة تركت إرثًا تاريخيًا للبشرية جمعاء، وتمكنت من الإزدهار لفترة طويلة.
وأضاف الرئيس الكوري، أن الثقافة الكورية فريدة من نوعها وتمزج بين قوة ثقافات متعددة، مؤكدًا أنه على الرغم من البعد الجغرافي بين مصر وكوريا فإنه يمكن القول بأنهما كيان واحد، وأن مصر تتمتع بموقع استراتيجي حيوي، وأنّ المصريين والكوريين ثابروا وكتبوا تاريخًا جديدًا حتي حققوا الاستقرار والحرية والمساواة، مشيدًا بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي فى إنجاح قمة شرم الشيخ للسلام، كما استدعى دور الرئيس الراحل أنور السادات من أجل تحقيق السلام للحفاظ علي مستقبل الأجيال القادمة وهو ما مثل نقطة تحول جديدة في الشرق الأوسط.
كما أشار الرئيس الكوري إلى مبادرة "SHINE" والتي تشمل ثلاثة مجالات تتمثل في السلام والازدهار والثقافة، وفتح مستقبل مشرق للشرق الاوسط وشبة جزيرة كوريا لتحقيق الاستقرار، وأن الحكومة الكورية ساهمت بشكل مباشر في إرساء السلام داخل الشرق الأوسط، معلنًا عن تقديم كوريا مساهمات بمقدار ١٠ ملايين دولار للهلال الأحمر المصري، واتفاقه مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي علي المشاركة في إعادة الاعمار داخل قطاع غزة، مؤكدًا حرصه على تحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا من خلال الابتكار المشترك ودفع التنمية الاقتصادية.
وقال الرئيس الكوري، إن هناك العديد من نماذج التعاون بين مصر كوريا تتمثل في القطارات الكهربائية لنقل السكان داخل مصر، والهواتف المحمولة، مؤكدًا حرصه علي زيادة الصادرات والعمل علي تحقيق الانتاج المشترك من خلال التوصل إلي اتفاقية شراكة اقتصادية شامل بين كوريا ومصر، مؤكدًا أنه بفضل استيراد مصادر الطاقة من النفط والغاز من دول الشرق الأوسط أصبحت كوريا من أقوى اقتصاديات العالم، لافتًا إلى توفير عدد من المنح الدراسية للطلاب المصريين للدراسة داخل كوريا والحصول علي درجة الماجستير في تكنولوجيا المعلومات والاتصال وبرامج التدريب.
وأعرب الرئييس الكوري، عن رغبته فى توسيع نطاق التعاون بين المتحف المصري الكبير والمتحف الوطني الكوري والعمل علي تبادل الخبرات بينهما، باعتبار أن تلك الخبرات تمثل ركيزة مهمة للتبادل الثقافي وتهيئة للشعب الكوري لبناء مشاعر ايجابية للشرق الأوسط، موجهًا كلمته للشباب بأنهم سوف يقودون مستقبل مصر وكوريا نحو العالم، وأنهم سيتواصلون معًا ليكونوا قادة وبداية لمسيرة أكثر اشراقًا لمستقبل مصر وكوريا والشرق الأوسط، معربًا عن حبه للحضارة المصري العريقة وأن الشعب الكوري يحب مصر، وأن الشعب الكوري والمصري سيحبان مستقبل البلدين.
وفى كلمته رحب الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالرئيس الكوري لي جاي ميونغ في مصر في رحاب جامعة القاهرة العريقة التي كانت ولا تزال منارة للعلم ورمزًأ للتواصل بين الحضارات والشعوب، مؤكدًا أن هذه الزيارة ليست مجرد زيارة رسمية فحسب بل هي رسالة صادقة تجسد عمق العلاقات المصرية الكورية، وتؤكد الرغبة المشتركة للبلدين في تطوير التعاون في مجالات التعليم العالي، والبحث العلمي، والابتكار، والصناعة والتكنولوجيا.
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى أن الشراكة التي تجمع بين مصر وكوريا الجنوبية أثمرت عن برامج أكاديمية وبحثية متميزة، ومشروعات صناعية وتقنية رائدة تُعبر عن رؤيتهم المشتركة التي تقوم علي الإستثمار في الإنسان وبناء اقتصاد قائم علي المعرفة، انطلاقا من إيمان الدولة المصرية فى ظل قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية الانفتاح والتعاون الدولي وتعزيز الشراكات الفاعلة مع الدول الصديقة، وأن زيارة الرئيس لي جاي ميونغ تمثل دفعة قوية لهذه الجهود وتفتح آفاقا أوسع أمام الشباب والمؤسسات العلمية بمصر، متطلعًا إلي إلي بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك من أجل بناء مستقبل أكثر إزدهارًا للبلدين.
وأعرب د.محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة عن ترحيبه بالرئيس الكوري داخل الجامعة العريقة التي تمثل ذاكرة مصر العلمية والثقافية، وتقف شاهدًا على لحظة تاريخية فارقة، فى يوم استثنائي في تاريخها لإستقبال فخاما الرئيس، ضيفًا كريمًا وصديًقا عزيزًا لمصر، بعد تولية رئاسة جمهورية كوريا في يونيو الماضي، مؤكدًا أن هذه الزيارة تعكس تقدير الرئيس الكوري لمكانة مصر ولدور جامعة القاهرة في بناء المعرفة وصناعة العقول.
وأكد رئيس جامعة القاهرة اعتزاز المجتمع الجامعي، أساتذة وباحثين وطلابا، بهذه الزيارة التي تمثل رسالة محبة واحترام من الشعب الكوري إلي الشعب المصري، وتعكس الرغبة الصادقة في فتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الكورية تشهد إزدهارًا كبيرًا بفضل الرؤية الثاقبة والقيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي اهتمامًا خاصًا بالعلاقات مع جمهورية كوريا، لدعم مسارمتجدد من التعاون بين البلدين في مجالات الصناعة والتعليم والتكنولوجيا والطاقة والدفاع والإقتصاد وفي غيرها من المجالات.
كما أكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق أن زيارة الرئيس الكوري ليست حدثًا بروتوكوليًا فحسب، بل تمثل بداية لمسار استراتيجي جديد بين جامعة القاهرة والجامعات الكورية تنعكس نتائجه الإيجابية علي شباب البلدين، وتجسد الاحترام المتبادل الذي يجمع بينهما، ويؤكد الرغبة في بناء مستقبل أفضل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة القاهرة الرئيس الكوري كوريا الجنوبية الشرق الأوسط التعلیم العالی والبحث العلمی الرئیس عبد الفتاح السیسی کوریا الجنوبیة بین مصر وکوریا جامعة القاهرة الرئیس الکوری الشرق الأوسط التعاون بین هذه الزیارة بین البلدین فی مجالات مؤکد ا أن
إقرأ أيضاً:
ولي عهد أبوظبي والرئيس الكوري يشهدان اجتماع الطاولة المستديرة للأعمال لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين
شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وفخامة لي جيه ميونغ، رئيس جمهورية كوريا، اجتماع الطاولة المستديرة للأعمال في العاصمة أبوظبي، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الصديقة.
شارك في الحدث، الذي تم بتنظيم مشترك بين وزارة التجارة الخارجية وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي واتحاد الصناعات في جمهورية كوريا، عددٌ من الوزراء وكبار المسؤولين وممثّلي المؤسسات الاستثمارية والصناعية والشركات الكبرى في كلا البلدين الصديقين.
وفي مستهل اللقاء، رحّب سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان بفخامة الرئيس لي جيه ميونغ والوفد المرافق له في دولة الإمارات، معرباً عن أصدق تمنياته بأن تُحقق هذه الزيارة أهدافها المرجوّة، وأن تُسهم في مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
وأكَّد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن دولة الإمارات، برؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة، ماضية قُدماً في ترسيخ الشراكات التنموية لتحفيز النمو الاقتصادي المتبادل مع الدول الصديقة التي تتقاسم معها ذات الرؤى المستقبلية القائمة على تحقيق التنمية الشاملة وضمان مستقبل أكثر استدامةً وازدهاراً للأجيال القادمة، مشيراً سموّه إلى أن تعزيز التعاون الدولي، وتوطيد العلاقات التجارية والاستثمارية، واستكشاف فرص الشراكات في القطاعات الواعدة يُشكّل أساساً لتحقيق هذه الرؤى والطموحات المشتركة.
كما أكَّد سموّه أن الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا تُعد نموذجاً رائداً يُحتذى في العلاقات الدولية، نظراً لما شهدته خلال السنوات الماضية من تطوّرات نوعية متسارعة، بفضل التزام البلدين المشترك بتحقيق المصالح المتبادلة، واستنادها إلى منظومة الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين، وفي مقدمتها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي جرى توقيعها رسمياً في مايو 2024.
وأشار سموّه إلى أن هذه الاتفاقية المهمة تُمهّد لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الثنائي، وتُعزز مسارات النمو المتبادل من خلال إزالة الحواجز التجارية وتوسيع آفاق الشراكات بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، مؤكِّداً أهمية مواصلة دفع هذه الشراكة نحو آفاق أرحب من التعاون والتنسيق، بما يعود بالخير والنفع والازدهار على الشعبين الصديقين.
أخبار ذات صلةحضر الاجتماع من الجانب الإماراتي كلٌّ من معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة "مبادلة للاستثمار"؛ ومعالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار؛ ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية؛ ومعالي سعيد مبارك الهاجري، وزير دولة ومعالي سيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب ولي العهد في ديوان ولي عهد أبوظبي إلى جانب عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال من مختلف القطاعات الرئيسية.
فيما مثّل الجانب الكوري عددٌ من كبار المسؤولين من أعضاء الوفد الرسمي المرافق لفخامة الرئيس الكوري، إلى جانب ممثلي عدد من القطاعات الحيوية في جمهورية كوريا.
وشهد اجتماع الطاولة المستديرة للأعمال بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا استعراض فرص الاستثمار المتاحة في كلا البلدين، حيث قدّمت كل جهة مداخلة تعريفية عن ممكّنات الاستثمار والفرص المتاحة بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وخلال الاجتماع، دعا ممثّلو الجانب الإماراتي مجتمع الأعمال الكوري إلى الاستفادة من البيئة الاستثمارية المحفّزة للتوسّع والنمو في دولة الإمارات، وخصوصاً في القطاع الصناعي الذي يشهد نقلات نوعية تحت مظلة الخطة الاستراتيجية الطموحة "مشروع 300 مليار" الهادف إلى تعزيز إسهامات القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للدولة من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031.
كما شهد اجتماع الطاولة المستديرة للأعمال مجموعة من الجلسات الثنائية بين الشركات الإماراتية ونظيراتها الكورية التي تعمل في المجال نفسه حسب التخصص الاستثماري في كل قطاع.
تجدر الإشارة إلى أن التجارة البينية غير النفطية بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا تواصل نموها المستمر، حيث سجّلت 6.6 مليار دولار في عام 2024، بنمو 11.4% مقارنة مع عام 2023، ونمواً بنسبة 17.8% و40.8% مقارنة بعامَي 2022 و2021 على التوالي، وواصلت ازدهارها في النصف الأول من 2025 مسجِّلة 3.14 مليار دولار.