كتبت الأستاذة عفراء حريري  مقالاّ علقت فيه على منشور كتبه الدكتور عبدالله النفيسي

إليكم منشور النفيسي ويليه مقال الأستاذة عفراء حريري

——————–

بقلم# عفراء الحريري

 

ماكتبه د/ عبدالله النفيسي السياسي والأكاديمي الكويتي في تغريدته، حز في نفسي كثيرًا ليس غضبًا مما كتبه وإنما حزن على كرامتي التي مضى العمر وأنا أحافظ عليها ولم أتسول يومًا على بيوت هؤلاء جميعًا ممن يتسولون بنا وباسماءنا وهم من قبل على أنفسهم هذا الوضع المزري في سبيل أنفسهم وحسابات ارصدتهم البنكية وسمحوا للفساد بأن يستشري في وضع كهذا، أضاعوا فيه الثروة وبعثروا أرض الوطن وسيادته رهن وإيجار وبيع.

كان صائبًا في طرحه، لست وحدي من يدرك هذا، بل حتى من قصدهم يدركون، المجلس الرئاسي والسلطة التنفيذية والمحلية والقضائية والتشريعية والرقابية بالطول والعرض ويستميثون على السحت والشحاته والتسول ليحصلوا على فتات الفتات ليرموه في أوجه البسطاء والقسم الأكبر معهم، والمخجل في الأمر بأنهم يقتطعون ماهو فوق حاجتهم من المنح والهبات والودائع والتبرعات لإعاشتهم وإعاشت من يجيد فن الضرب على الطبول بأنواعها.

يتنازلون عن الأرض ومافي باطنها وعن السماء ومايجول فيها وماتحتها، من سهول وجبال ووديان وبحار وماتحتويه من معادن ونفط وغاز، من موانئ وكائنات بحرية وبرية وإن كانت هناك كائنات فضائية فأنهم سيتقاضون نصيبها أيضًا، في سبيل بقائهم على سدة الحكم وأن يقال عنهم:” فلان رئيس، وفلان وزير، وفلان نائب …وإلخ” من أجل دخل بالعملة الصعبة وللسفر وحضور فعاليات بمسميات مختلفة لما يخصهم ومالايخصهم، يعنيهم ولايعنيهم ويستهلكون ماهو موجود في خزائن دولة لا ملمح لها ولا معلم.

ماذنبنا نحن حتى يذلونا ويخنعونا ويهينونا هكذا؟ لا شيء غير أن هناك من نصبهم علينا ومكنهم منا بالسلاح وبدون سلاح، سلب إرادتهم وقرارهم وسيادتهم ورضخوا في سبيل أن يكونوا حكامنا، ليس هذا فحسب، بل منعونا ويمنعونا من الغضب والتعبير عنه، فيسجنون ويعتقلون ويغتالون ويلفقون التهم ويتعنتون ضدنا، لم يلفت انتباههم ابدا تلك الشعوب التي يتسولون من حكامها وأمراءها وملوكها ورؤوساءها حتى الفقيرة منها، كيف تعيش شعوبها؟ كيف تتوفر الخدمات لهم وتدور عجلة التنمية وبعض هذه الدول بالأمس لم تكن مدونة في معاجم التاريخ ومع ذلك صارت دول وشعوب، والأخرى لم تحرم شعوبها من إستحقاقات الحياة.

فأنت ياأستاذي الفاضل لم تخطئ عليهم وإنما أوجعتني، لانك تعلم جيدًا بأنهم طلاب سلطة، وأن الحاكم منهم لا يكون إلا هو فقط، حتى لو ضحى بالشعب كاملًا، ونظرا لانعدام الثقة بيننا وبينهم، -بين الحاكم والمحكوم- فى الداخل اتجهوا إلى الاعتماد على حكامكم لسحقنا، وأني اتسأل مشدوهة، هل بالفعل لاتعلم بأن كلُّ هؤلاء وانا منهم الأبرياء، المظلومين( رجال ونساء وشباب وفتية وصبايا وأطفال وشيوخ وكهول) الغارقين في الحزن والكآبة والمرارة وليس لهم رغبة بالبقاء على قيد الحياة في وطنهم، فضياع الكرامة يجعل الانسان – إن كنا نعتبر كذلك- يتأثر ويتألم، لأن معناها ضياع جزء من إنسانيته، ألاّ تعرف بأن إنسانيتنا قد هدمت ودمرت بسبب هؤلاء، بسبب كلُّ أولئك اللذين يتسولوا بأسماؤنا من أجل أنفسهم، وصرنا وبتنا واصبحنا ولانزال ضحايا إختيار حكامكم وامراءكم وملوككم ورؤساءكم لهم، والاصرار على بقائهم، وكأن البلد قد خلت من الأجدر والاصلح ولم تهتز خلية إحساس بالرحمة لنا كشعب مغلوب على أمره، حتى نظرة بالشفقة ولاغيرها، أتدرك لماذا؟ لأن هناك في هذا الشعب من لايزال له كرامة، ويأملوا بأن يتغير الحال، وربما يغضبون على كرامتهم ذات يوم، ولن يطول، فثقتنا بالله كبيرة وقد قال الله في آياته:” وقد كرمنا بني أدام، في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”، فالله خلق الإنسان بعظمة الكرامة. وإن كانوا هم فقدوها ليقتاتوا منها، وإن كان بأسماؤنا، فإنهم بالتأكيد يقولون لحكامكم:” إذا لن تعطونا فأنهم- اي الشعب- ، سيثورونا علينا، وتضيع مصالحكم، قبل مصالحنا.

هم من فقدوا كرامتهم أما نحن فلا…

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

شبابنا.. طاقات مؤهلة

لا خلاف على أن دولتنا الرشيدة أولت التعليم عناية خاصة، فوضعت له الخطط، ورصدت له الميزانيات، وأرسلت أبناءها وبناتها في برامج الابتعاث إلى أرقى الجامعات العالمية، ليعودوا وهم يحملون علمًا ومعرفة تؤهلهم لقيادة المستقبل، والمساهمة في بناء وطن طموح ينافس في مقدمة الأمم ، هؤلاء الشباب اليوم يمتلكون المعرفة، والحماس، وروح المبادرة ، وكلهم استعداد ليكونوا شركاء فاعلين في مسيرة التنمية.
غير أن كثيرًا من هؤلاء الخريجين يصطدمون بواقع لا يوازي حجم ما بذلته الدولة من استثمار في تعليمهم؛ إذ يجدون أنفسهم خارج دائرة الفرص التي تُمنح- في كثير من الأحيان- لوافدين قد لا يمتلك بعضهم ذات التأهيل أو الحماس، بينما ينتظر الشاب السعودي فرصة يثبت فيها قدرته، ويقدم من خلالها نموذجًا مشرفًا لأبناء وطنه، وخلال الفترة الماضية شهدت المملكة مشاريع وطنية عملاقة. كان من الطبيعي أن تكون منصة واسعة لاحتضان الكفاءات الوطنية، خاصة وأن أغلب الشركات المنفذة لها شركات سعودية، ومع ذلك، ما زلنا نلحظ حضورًا واسعًا للعمالة الوافدة في الوظائف الهندسية والفنية والميدانية، رغم وجود طاقات وطنية جاهزة ومؤهلة تنتظر دورها.
إن تمكين أبناء الوطن من فرص العمل هو استثمار طويل المدى، وأحد المستهدفات الرئيسية لتحقيق رؤية المملكة 2030، بل هو واجب وطني ينعكس أثره على المجتمع والاقتصاد على حدّ سواء ، وستظل قناعتنا راسخة بأن شباب هذا الوطن قادرون على العطاء والبناء والإنجاز متى ما أعطوا الفرصة ، وكلنا في خدمة هذا الوطن.

مقالات مشابهة

  • أسامة كمال: كنوز مصر المسروقة مُحتجزة في متاحف أوروبا
  • 12 محضر ضبط بحقّ هؤلاء!
  • فاجعة في ليلة فرح
  • فاجعة في ليلة وطن
  • سبيل الله.. التفوق اليمني في معادلة الصراع العالمي
  • قرآن كريم.. اجعل لنفسك وردا تغنم فى الدنيا والآخرة
  • دعاء الفرج القريب.. أفضل دعوة في سوط الليل تخلصك من هموم الدنيا
  • افتتاح كنوز من المتاحف المصرية بقصر هونج كونج في الصين- صور
  • شبابنا.. طاقات مؤهلة