عقب لقائهما.. تعرف على نقاط الخلاف بين ترامب وممداني
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
رغم الاستقبال الحار الذي منحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني في البيت الأبيض، فإن هذا اللقاء لم يحجب رؤية الهوة العميقة بين الرجلين، إذ تعكس تصريحاتهما السابقة تناقضا يمتد من الاقتصاد والهجرة إلى الأمن والقضية الفلسطينية.
وجاء اللقاء -حسب تقرير أحمد جرار- بعد سنوات من تبادل الهجمات العلنية، إذ سبق لترامب أن وصف ممداني بأنه "شيوعي مختل"، بينما اتهمه الأخير بالعنصرية والسعي لحكم البلاد بالابتزاز، رغم اتفاقهما مؤقتا على ضرورة معالجة عبء تكاليف المعيشة في نيويورك.
ومع ذلك بقيت الملفات الكبرى مجالا لصدام واضح، فترامب ينطلق من رؤية محافظة تقوم على خفض الضرائب وتقليص دور الدولة في السوق وتوسيع الخصخصة وبرامج تقليص الدعم، معتبرا أن السوق هو الأقدر على تلبية الحاجات الأساسية.
في المقابل، يتبنى ممداني مقاربة اجتماعية تقدمية تدعو لزيادة الضرائب على الأثرياء، وتمويل حكومي أوسع للخدمات، وتوفير مواصلات مجانية، مستلهما سياسات الرفاه الإسكندنافي في السكن والتعليم والرعاية الصحية.
ويبرز التباين الأكبر في ملف الهجرة، إذ يواصل ترامب الدفاع عن تشديد الحدود وتقليص اللجوء وزيادة الترحيل وربط الهجرة بارتفاع الجريمة، في حين يرى ممداني -ابن المهاجرين- أن الهجرة "روح أميركا"، ويدعو لتسهيل مسارات اللجوء وإنهاء الاحتجاز والحفاظ على برنامج "داكا".
كما يتسع الخلاف في قضايا الأمن والشرطة، فترامب يؤيد زيادة التمويل والصلاحيات، انطلاقا من مقاربة ردعية مباشرة، في حين يدعو ممداني لإعادة هيكلة الشرطة ونقل جزء من موازناتها لبرامج اجتماعية وتعليمية، وقد سبق له انتقاد عنفها تجاه الأقليات.
أما الفجوة الأعرض، فتظهر في الموقف من القضية الفلسطينية، إذ يفاخر ترامب بكونه "أفضل صديق لإسرائيل"، واعتبر أن أي يهودي يصوت لممداني "غبي"، بينما يتصدر الأخير الأصوات الأميركية المؤيدة لفلسطين، واصفا ما جرى في غزة بالإبادة الجماعية ومحملا واشنطن مسؤولية تمويلها.
إعلانوتعزز مواقف ممداني غير التقليدية حضوره السياسي، إذ قال إنه سيطلب من شرطة نيويورك اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار المدينة، تنفيذا لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية، في موقف غير مسبوق لمسؤول محلي أميركي.
ورغم أجواء المجاملة في اللقاء الأخير، تبدو هوة الخلاف بين الرجلين ثابتة وعميقة، تعكس رؤيتين متناقضتين لأميركا ودورها في الداخل والخارج، وتكشف عن أن التقارب اللحظي لا يلغي الصدام السياسي الممتد بينهما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
عاجل | ترمب: لم أناقش مع ممداني ما إن كان سيعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار نيويورك
في تصريح أثار انتباه المراقبين، قال الرئيس دونالد ترامب إنه لم يتطرق خلال اجتماعه الأخير مع عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني إلى أي نقاش يتعلق باحتمال “اعتقال” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال زيارته المدينة. وجاء هذا التوضيح بعد تداول تكهنات إعلامية حول طبيعة الملفات التي طُرحت في اللقاء، خاصة في ظل الانتقادات القوية التي وجهها ممداني للسياسات الأمريكية تجاه إسرائيل، ودعوته لإعادة توجيه الإنفاق الخارجي نحو الداخل الأمريكي.
شهدت الأيام الماضية حالة اهتمام غير مسبوقة بلقاء ممداني مع الرئيس في البيت الأبيض، خصوصًا بعد تأكيد العمدة المنتخب أنه تحدث بصراحة عن ما وصفه بـ“الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بتمويل أمريكي، مطالبًا بإعادة ترتيب الأولويات المالية لخدمة المواطنين داخل الولايات المتحدة. تصريحات ممداني جاءت في سياق توتر سياسي سببه مواقفه الاشتراكية ودفاعه الصريح عن حقوق المهاجرين، إضافة إلى انتقاده ارتفاع تكاليف المعيشة في نيويورك وإلقائه باللائمة على الإدارة الفيدرالية التي “تعطي الأفضلية للأثرياء”.
هل ينفتح ترامب بشكل أكثر ذكاءً في تعامله مع "ممداني" العمدة المسلم المنتخب لمدينة نيويورك؟ عاجل | ممداني: تحدثت عن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بتمويل أمريكي وأشارك الرئيس فكرة تخصيص أموالنا لخدمة مواطنيناويُعد ممداني “البالغ من العمر 34 عامًا والمولود في أوغندا لعائلة هندية” من أبرز الأصوات المعارضة لترامب خلال الحملة. ورغم ذلك، لم يمنعه هذا الاختلاف من التأكيد أنه مستعد للعمل مع الرئيس في كل ما يخدم سكان نيويورك، بينما لن يتردد في مواجهة أي سياسات لا تحقق مصالحهم الأساسية.
الانتخابات الأخيرة شهدت مشاركة قياسية تجاوزت مليوني ناخب، انتهت بفوز ممداني بأكثر من 50% من الأصوات رغم دعم ترامب لمنافسه أندرو كومو. هذا الفوز وضعه في موقع حساس، خاصة أن عددًا من مشاريعه للمدينة يعتمد على التعاون الفيدرالي في ملفات الأمن والاقتصاد. ولتعزيز الثقة بقدرته الإدارية، بدأ العمدة المنتخب بتعيين شخصيات ذات خبرة مثل دين فوليهان وجيسيكا تيش لضمان استقرار المؤسسات في ولايته التي تبدأ في الأول من يناير.
ورغم الحدة التي طبعت الحملة بين الرجلين، تُظهر الرسائل المتبادلة في الأيام الأخيرة — بين توضيحات ترامب وحرص ممداني على إبقاء باب الحوار مفتوحًا — أن الطرفين يدركان ضرورة تهدئة المشهد السياسي لصالح الملفات العملية التي تمس حياة ملايين السكان.