الجزيرة:
2025-11-28@10:22:34 GMT

البرهان يكتب لوول ستريت جورنال عن حرب السودان

تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT

البرهان يكتب لوول ستريت جورنال عن حرب السودان

قدّم رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال رواية شاملة عن جذور الصراع ومساراته وتداعياته الإقليمية والدولية.

وجاءت رواية البرهان في سياق مساعيه لوضع إطار سياسي وأخلاقي يُعرّف الصراع بوصفه "تمردا وحشيا ضد الدولة" تخوضه قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" ضد السودان وشعبه، وليس مجرد حرب على السلطة بين قيادتين عسكريتين كما تُصوّره بعض الأطراف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مجندون رغما عنهم في الجيش الروسي يضعون جنوب أفريقيا في موقف محرجlist 2 of 2كاتبة أميركية: واشنطن على شفا الحرب لتغيير النظام الحاكم في فنزويلاend of list

واستهل مقاله مشيرا إلى أن السودان بلد ذو ذاكرة طويلة؛ يمتد تاريخه إلى مملكة كوش التوراتية، التي يصفها بأنها إحدى أعظم الحضارات التي شهدتها أفريقيا، مضيفا أن الحرب التي تشنها الآن "مليشيا" الدعم السريع "لا تُشبه أي صراع واجهناه من قبل".

وأوضح أن الحرب تمزق نسيج المجتمع السوداني وتُشرّد ملايين المدنيين وتضع المنطقة الممتدة من البحر الأحمر إلى الساحل الأفريقي بأسرها في مهبّ الخطر.

السودان يقف حاليا على مفترق طرق بين الانهيار أو التعافي، وأن "السلام لا يُبنى على "الأوهام، بل على الحقيقة"، وأن "الحقيقة في هذه اللحظة هي أقوى حليف للسودان".

وقال إن الفظائع المنسوبة لقوات الدعم السريع بلغت ذروتها في مدينة الفاشر، حيث قدّر مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية أن عدد القتلى وصل إلى نحو 10 آلاف شخص قبل انقطاع الاتصال بمصادره.

وأضاف أنه أدرك منذ فترة طويلة أن قوات الدعم السريع كانت "برميل بارود قابلا للانفجار، وكانت تُعرف باسم الجنجويد أوائل الألفية بوصفها مليشيا مساندة في دارفور، ثم تطورت في عام 2019 إلى تشكيل شبه عسكري "منفلت ومسلح تسليحا ثقيلا"، ويتمتع بقدر متزايد من الاستقلالية ويعمل خارج منظومة القيادة الرسمية، مستندة إلى شبكات تمويل خاصة وسجل من الانتهاكات.

واعتبر أن استمرار هذا الوضع كان يشكل تهديدا لبنية الدولة، ولذلك شرعت الحكومة السودانية مع نهاية 2022 في عملية دمج "مسؤولة" للدعم السريع داخل الجيش، بهدف تجنب الحرب وتوحيد السلاح تحت قيادة واحدة.

إعلان

وقال تلك الجهود قُوبلت بـ"غدر" في 15 أبريل/نيسان 2023، عندما قامت قوات الدعم السريع -بحسب روايته- بحشد جنودها سرا في محيط العاصمة الخرطوم، والسيطرة على مواقع إستراتيجية، وشن هجمات على منشآت الدولة والجيش.

ويُعدّ البرهان هذا التحول اللحظة التي انزلقت فيها البلاد إلى الحرب، محملا قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن اندلاعها وما تلاها من فظائع، بما في ذلك مجازر الفاشر الأخيرة.

وفي تقدير رئيس مجلس السيادة الانتقالي أن قوات الدعم السريع لم تكن لتخوض هذه الحرب دون "مساندة سخية" من قوى إقليمية يصفها بأنها تراهن على "المليشيا" لتحقيق مصالحها الخاصة، رغم إدراكها أن الولايات المتحدة سبق أن اتهمت قادتها بجرائم إبادة وتطهير عرقي.

السودان بات ساحة مفتوحة لتدخلات خارجية من شأنها زعزعة المنطقة بالكامل: البحر الأحمر شرقا، والساحل الأفريقي غربا، إضافة إلى تهديد مصالح الولايات المتحدة.

وحذّر من أن السودان بات ساحة مفتوحة لتدخلات خارجية من شأنها زعزعة المنطقة بالكامل: البحر الأحمر شرقا، والساحل الأفريقي غربا، إضافة إلى تهديد مصالح الولايات المتحدة.

واستشهد بحوادث طالت المصالح الأميركية، منها هجوم على موكب دبلوماسي ومقتل حارس بالسفارة أثناء احتجازه لدى الدعم السريع.

وأعرب عن ارتياحه لتطورات سياسية أميركية جديدة، خصوصا تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو في قمة مجموعة السبع، التي اعتبرها أول اعتراف دولي صريح بطبيعة الصراع ومسؤولية الدعم السريع فيه، إضافة إلى تصريحات الرئيس دونالد ترامب بعد لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي رأى فيها دعما لجهود إنهاء الحرب.

نازحون من الفاشر يكشفون للجزيرة نت تفاصيل مروعة (الجزيرة)

وجدّد البرهان التزامه بالانخراط مع واشنطن والرياض في أي مسار سلام "عادل ومتوازن". لكنه رسم خطا أحمر واضحا بأن لا سلام دائما في السودان دون تفكيك قوات الدعم السريع ومرتزقتها، مع إمكانية دمج عناصر محدودة منها في الجيش الوطني شريطة ألا تكون متورطة في جرائم.

البرهان قال إن السودان لا يطلب من العالم الانحياز لشخصه أو لحكومته بل الوقوف بين خيارين: إما دولة تسعى لحماية مواطنيها، أو مليشيا يصفها بأنها "إبادة جماعية"

وأكد أن السودان لا يطلب من العالم الانحياز لشخصه أو لحكومته، بل الوقوف بين خيارين: إما دولة تسعى لحماية مواطنيها، أو ميلشيا يصفها بأنها "إبادة جماعية".

ويرى أن انتهاء الحرب يجب أن يفتح الباب أمام شراكة أوسع مع الولايات المتحدة، سواء في مكافحة الإرهاب أو إعادة الإعمار، وهو ما يتطلب رؤية سياسية تقوم على الديمقراطية وسيادة القانون وحماية الحقوق.

وجدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي التزام الجيش بالانتقال إلى الحكم المدني، مؤكدا أن الحرب أوقفت العملية لكنها لم تُلغها.

واختتم مقاله بالتأكيد على أن السودان يقف حاليا على مفترق طرق بين الانهيار أو التعافي، وأن "السلام لا يُبنى على "الأوهام، بل على الحقيقة"، وأن "الحقيقة في هذه اللحظة هي أقوى حليف للسودان".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قوات الدعم السریع الولایات المتحدة أن السودان

إقرأ أيضاً:

البرهان: أي حل يضمن سلاما دائما يستلزم تفكيك مليشيا الدعم السريع

أبدى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، استعداده للعمل مع الولايات المتحدة والسعودية لإحلال سلام دائم في بلاده "يستلزم تفكيك مليشيا الدعم السريع".

 

ووصف البرهان، بمقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن بـ"الإيجابية والمشجعة".

 

وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قال ترامب إنه "سيبدأ العمل" على حل الأزمة في السودان، بعد طلب من ولي العهد السعودي.

 

وقبلها بـ6 أيام، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن "قوات الدعم السريع لا تفي بالتزاماتها، ويجب حظر تزويدها بالسلاح، ونمارس ضغوطا على الدول الداعمة لها لوقف تسليحها".

 

وأضاف البرهان: "نرحب بالجهود المخلصة للولايات المتحدة والسعودية لتحقيق سلام عادل ومنصف في السودان، ونقدر اهتمامهما والتزامهما المستمر بإنهاء إراقة الدماء".

 

وأعرب عن "الاستعداد للعمل الجاد معهما لإحلال السلام الذي طالما تاق إليه الشعب السوداني".

 

واستدرك البرهان وهو أيضا قائد الجيش: "غير أن أي حل يضمن سلاما دائما يستلزم تفكيك مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها".

 

وشدد على أنه "لا مكان لهم ولا لحلفائهم (لم يسمهم) في مستقبل السودان الأمني أو السياسي".

 

وفي سبتمبر/ أيلول 2025، طرحت الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، خطة تدعو لهدنة إنسانية بالسودان لمدة 3 أشهر، تمهيدا لوقف دائم للحرب، ثم عملية انتقالية جامعة خلال 9 أشهر، تقود نحو حكومة مدنية مستقلة.

 

ورغم مواصلة "قوات الدعم السريع" ارتكاب جرائم بحق المدنيين وتوسيع رقعة سيطرتها بولايات دارفور (غرب) وكردفان (جنوب)، أعلن قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" موافقته على هدنة من طرف واحد لمدة 3 أشهر.

 

فيما تحفظ البرهان على خطة الرباعية التي قدمها مسعد بولس مستشار ترامب، لأنها "تلغي وجود الجيش، وتحل الأجهزة الأمنية، وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها" التي احتلتها.

 

لكن الحكومة السودانية تؤكد في الوقت ذاته أنها لا تمانع التفاوض وفقا لخريطة طريق قدمتها للأمم المتحدة، وتشترط في هذا الإطار انسحاب "قوات الدعم السريع" من المدن والمنشآت المدنية كافة، حتى يعود عشرات آلاف النازحين إلى مناطقهم.

 

‏وقال البرهان إن "الإجماع بين السودانيين هو أن الرئيس ترامب قائد يتحدث مباشرة ويتحرك بحسم، ويعتقد كثيرون أنه يملك الإرادة لمواجهة الأطراف الأجنبية (لم يسمها) التي تطيل أمد معاناتنا".

 

‏وتابع أن "الحرب التي تشنها مليشيا قوات الدعم السريع ليست كأي صراع واجهناه، فهي تمزق نسيج مجتمعنا، وتقتلع ملايين الأشخاص من ديارهم، وتهدد كامل الإقليم بالخطر".

 

البرهان استدرك: "مع ذلك، لا يزال السودانيون ينظرون إلى حلفائهم في المنطقة وواشنطن بأمل".

 

وشدد على أن "السودان مستعد للعمل البناء مع إدارة الرئيس ترامب ومع كل مَن يسعى بصدق إلى السلام".

 

‏ولفت إلى أن "الصراع اندلع لأن قوات الدعم السريع، وهي مليشيا مدججة بالسلاح ذات سجل طويل من الوحشية، تمردت على الدولة".

 

وحذر من أن "الحرب تهدد استقرار البحر الأحمر شرقا ومنطقة الساحل (الإفريقي) الهشة غربا، كما تشكل خطرا مباشرا على المصالح الأمريكية".

 

وزاد البرهان أن "غالبية العالم ما تزال تنظر إلى الصراع باعتباره مجرد صراع على السلطة بين جنرالين، لا تمردا عنيفا ضد الدولة وشعبها".

 

وأردف: "عندما تنتهي الحرب يريد السودان أن يكون شريكا قويا للولايات المتحدة، وأن يساهم في حماية الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وإعادة بناء المدن والبلدات المدمرة".

 

وأضاف أنه "سيكون للشركات الأمريكية دور مهم في إعادة الإعمار والاستثمار والتنمية".

 

وشدد على أن "السلام الحقيقي في السودان لن يتحقق عبر النصر العسكري وحده، ويجب أن يقوم على الديمقراطية وسيادة القانون وحماية حقوق شعبنا".

 

وأكمل رئيس مجلس السيادة أن "القوات المسلحة السودانية ملتزمة بالانتقال إلى الحكم المدني".

 

وحذر من أن "السودان يقف اليوم على مفترق طرق: طريق يؤدي إلى الانهيار وفوضى إقليمية، وآخر يقود إلى التعافي وتحقيق الوعد المؤجل للديمقراطية والاستقرار".

 

وتابع: "لا يمكننا سلوك هذا الطريق (للتعافي) وحدنا، فنحن بحاجة إلى شركاء يدركون خطورة اللحظة، ويملكون الشجاعة لمواجهة الحقائق الصعبة.

 

‏وفي أبريل/ نيسان 2023، اندلعت الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع" بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.

 

وتحتل "الدعم السريع" كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.

 

ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلومتر مربع، غير أن معظم السودانيين وعددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.

 


مقالات مشابهة

  • ‏الحقيقة التي لم يذكرها البرهان في وول ستريت جورنال..!‏
  • الجيش السوداني يشن هجمات مضادة ويحاصر الدعم السريع
  • البرهان يكتب: حقيقة الحرب في السودان
  • البرهان: أي حل يضمن سلاما دائما يستلزم تفكيك مليشيا الدعم السريع
  • خالد عمر: البرهان في مقاله لـ «وول ستريت جورنال» يستجير بإسرائيل حتى يبقى في الحكم
  • البرهان في مقال لـ «وول ستريت جورنال»:السلام الحقيقي في السودان لن يتحقق عبر النصر العسكري
  • البرهان: السلام في السودان مرهون بتفكيك قوات الدعم السريع
  • خطاب قوي لقائد الجيش السوداني.. والإمارات منزعجة
  • خطة واشنطن تتهاوى في السودان: لا الجيش صادَق.. ولا الدعم السريع استجاب