الاحتلال يدخل عصر التكنولوجيا بالروبوتات.. سَوّت غزة بالأرض
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول مرحلة يصفها قادته بأنها "العصر التكنولوجي الجديد" في القتال، بعد ما اعتبرته وزارة الأمن والجيش "أول حرب روبوتات" تشهد دمج عشرات آلاف الطائرات المسيّرة والآليات الذاتية التشغيل في ميدان المعركة خلال الحرب الأخيرة، بحسب صحيفة معاريف العبرية
وجاءت هذه التصريحات في مؤتمر "ديفنس تك"، الذي استعرض فيه قادة الاحتلال منظومات التطوير العسكري والتوجهات الجديدة في الأنظمة الذكية والروبوتية، إلى جانب التحديات التي واجهتها القوات خلال القتال في غزة، فيما سبق واتهم المرصد الأورومتوسطي "إسرائيل" بتسوية أحياء كاملة بمدينة غزة بالأرض عبر استخدام الروبوتات المفخخة.
العميد يارون شاريغ، رئيس مديرية الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذاتية في "مفات" التابعة لوزارة الأمن، قال خلال المؤتمر إن الجيش الإسرائيلي "دمج في الحرب الأخيرة عشرات آلاف الأدوات التكنولوجية الجديدة"، تشمل أسرابًا واسعة من الطائرات المسيّرة ومنصات روبوتية أرضية تم تشغيلها في المناطق المبنية وتحت الأرض.
وأكد شاريغ أن هذه الحرب "هي الأولى التي تخاض بوسائل روبوتية بهذا الحجم"، مضيفًا: "نحن فقط في بداية الثورة التكنولوجية. السنوات القادمة ستشهد زيادة كبيرة في القوة الروبوتية، التي ستصبح جزءًا أساسيًا من كل وسيلة قتالية وكل عمل يقوم به الجندي"، وأوضح أن مؤسسته عملت مع الجيش الإسرائيلي وشركات ناشئة وهيئات بحثية لتسريع تطوير أدوات قتالية ذكية "لحفظ التفوق في البر والجو والبحر".
وفي مداخلة أخرى، كشف العميد أورين غيفر، رئيس شعبة "منْتِك" في وزارة الأمن، عن توجه جديد لإدخال أنظمة روبوتية إلى دبابات الميركافا، بما يسمح لـ"الدبابات بتبادل المعلومات فيما بينها وخلق دائرة عملياتية مكتملة".
وقال غيفر إن المنظومة تعمل على إعادة تعريف دور المنصات البرية في القتال المستقبلي، الذي يتوقع أن يكون "أشد تعقيداً وفتكاً"، وأوضح: "نحن ندمج أدوات غير مأهولة مع الأدوات المأهولة، ونستفيد من منتجات جاهزة من السوق المدني لتقليل الكلفة وتسريع التطوير. نريد بنية قتال متقدمة تمنحنا قدرات عملياتية هائلة".
وأشار غيفر إلى أن تشغيل أنظمة يصل وزنها إلى عشرات الأطنان في مناطق حضرية معقدة مثل قطاع غزة شكّل "تحديًا كبيرًا"، موضحًا أن الفرق الهندسية والقتالية واجهت ظروفًا صعبة للغاية، من بينها وجود أنفاق قريبة حفرتها الفصائل الفلسطينية.
وفي سياق الاستعراض، قالت وزارة الأمن لدى دولة الاحتلال، إن منظومة "معطف الريح" الدفاعية- التي طُورت لسنوات طويلة- أثبتت خلال القتال فعاليتها في حماية القوات والدبابات من الصواريخ المضادة للدروع، وقال غيفر: "التجربة العملياتية دلّت بوضوح على أننا بحاجة إلى أنظمة مرنة يمكن تعديلها بسرعة، وهذا جوهر عملية إعادة اختراع مركباتنا المدرعة. التحدي الآن هو ضمان القدرة على التزوّد بكميات كبيرة من الأدوات المتقدمة، بجودة أعلى وكلفة أقل".
وبحسب كبار ضباط جيش الاحتلال المشاركين، فإن إسرائيل تتجه إلى مضاعفة حجم القوة الروبوتية في الجيش ضمن خطة طويلة الأمد تأخذ بالحسبان تطور القتال في الساحات الحضرية والمفتوحة، مع اعتماد أكبر على الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذاتية، ودمجها في كل مستوى عملياتي، ويأتي هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه في إسرائيل النقاشات حول أداء الجيش خلال الحرب الأخيرة والنواقص التي ظهرت في قدرات المناورة البرية، ما يدفع المؤسسة الأمنية إلى تسريع خطط التطوير التقني لمواجهة التحديات المقبلة.
ويأتي إعلان جيش الاحتلال بالتزامن مع تحذير أممي من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض العسكرية، حيث حذر كبير اقتصاديي المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في آسيا والمحيط الهادئ فيليب شيليكنز من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض العسكرية.
وشدد شيليكنز خلال تقرير عرضه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول مخاطر الذكاء الاصطناعي ودوره في تعميق الفجوة بين الدول، على أن استخدام هذه البرمجيات في الأغراض العسكرية قد يشكل تهديدًا وجوديًا ويؤدي إلى خسائر بشرية جماعية، مشددًا على ضرورة التعامل مع تنظيمه بمسؤولية فائقة، وتناول التقرير أيضا دور الذكاء الاصطناعي في التسلح واستخدامه في الأغراض العسكرية، ويؤكد على أهمية المراقبة الصارمة لمخاطره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الروبوتات المفخخة الروبوتات المفخخة مسيرات الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
2 مليار دولار قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في إفريقيا خلال 2025
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن البنك الدولي حول التحول الرقمي في قارة أفريقيا ودورها في تعزيز الوظائف والنمو، مشيراً إلى أن القارة الأفريقية تقف عند لحظة حاسمة في مسار التحول الرقمي، حيث تمتلك طاقة شبابية هائلة وإمكانات واسعة لتوفير ملايين الوظائف الرقمية بحلول عام 2030، لكنها لا تزال تواجه فجوة كبيرة تتمثل في انخفاض مهارات الاستخدام وارتفاع تكلفة البيانات وضعف البنية التحتية.
وأوضح التقرير أن الثروة الحقيقية لأفريقيا قد لا تكمن في معادنها أو نفطها أو أراضيها، بل في شبابها الذين يشكلون 60% من سكان القارة تحت سن الخامسة والعشرين، وهو ما يمثل طاقة هائلة غير مُستغلة في ظل عالم يتطور بسرعة مع التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، بينما يظل ملايين الشباب الأفارقة غير متصلين بسبب نقص الفرص، الأمر الذي يشكل دعوة ملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة.
وتمر أفريقيا بمرحلة انتقالية مهمة في مسار التحول الرقمي؛ إذ من المتوقع أن تُنتج منطقة أفريقيا جنوب الصحراء نحو 230 مليون وظيفة رقمية بحلول عام 2030 نتيجة الانتشار الواسع للخدمات الرقمية، غير أن التحدي الأساسي يكمن في كيفية استثمار هذا الإمكان الكبير وتحويله إلى مكاسب اقتصادية واجتماعية ملموسة، وفي هذا الصدد استعرض التقرير بيانات توضح تقدمًا كبيرًا في انتشار الإنترنت، حيث بلغ 40% عام 2024 مقارنة بـ3.2% في عام 2005، ووصل عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهواتف المحمولة إلى أكثر من 600 مليون شخص، ومع ذلك يظل أكثر من 900 مليون شخص غير متصلين، ويواجه 76% فجوة في الاستخدام نتيجة نقص المهارات أو محدودية القدرة على الوصول، خاصة في المناطق الريفية التي لا يتجاوز مستوى الاتصال فيها 28%، ما يجعل تضييق الفجوة الرقمية ضرورة اقتصادية واجتماعية.
تناول التقرير نماذج تطبيقية ناجحة في غرب ووسط أفريقيا، وخاصة في بنين، حيث أصبحت أكثر من 250 خدمة عامة متاحة عبر الإنترنت، وتم ربط 68 بلدية بالألياف الضوئية، وبلغت تغطية الهاتف المحمول 92%، إلى جانب تنفيذ برامج تدريب مجتمعية مكّنت آلاف الأفراد من اكتساب المهارات الرقمية، لكن في المقابل، أكد التقرير أن تعميم هذه النجاحات يتطلب توسيع نطاق التوعية، وخفض تكلفة البيانات، وتعزيز جودة التعليم الرقمي.
واستعرض التقرير السياق الإقليمي المتمثل في انعقاد القمة الإقليمية للتحول الرقمي في "مدينة كوتونو" بدولة بنين يومي 17 و18 نوفمبر 2025، والتي ناقشت قضايا الفجوة الرقمية، وفرص الذكاء الاصطناعي، وآفاق السوق الرقمية الموحدة، موضحًا أن سوق الذكاء الاصطناعي في أفريقيا يُقدّر بنحو ملياري دولار عام 2025 ويرتكز على الشركات الناشئة وحلول التحسين الرقمي، مع تأكيد ضرورة تطوير حلول محلية وأخلاقية تتناسب مع احتياجات المجتمعات.
أشار التقرير إلى الحاجة لاستثمارات واسعة في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وفي البنية التحتية الرقمية، وفي الأطر التنظيمية الداعمة، مع الاستناد إلى إستراتيجية الاتحاد الإفريقي للتحول الرقمي (2020-2030) التي تهدف إلى إنشاء سوق رقمية موحدة تُسهّل التجارة الإلكترونية والمدفوعات عبر الحدود، وهي سوق تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار في عام 2024 ومن المتوقع نموها بنسبة 10% سنويًا.
استعرض التقرير الفرص التي توفرها قمة "كوتونو" لتجديد الالتزام بمسار التحول الرقمي الشامل في غرب ووسط أفريقيا، عبر التركيز على سد الفجوة الرقمية، وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع فرص العمل الرقمية، وهي أهداف طموحة قابلة للتحقيق من خلال شراكات تجمع الحكومات والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بما يسهم في تعزيز التكامل الإقليمي.
أكد التقرير في ختامه على أهمية إشراك جميع الفاعلين في صياغة مستقبل رقمي شامل؛ حيث يقع على الحكومات دور القيادة والإصلاح، وعلى القطاع الخاص مسؤولية الاستثمار في البنية التحتية والابتكار، بينما يمثل الشباب عنصرًا محوريًّا بإبداعه ومرونته، مما يجعل اللحظة الحالية مناسبة لدفع التحول الرقمي، وبناء مستقبل إفريقي قائم على الذكاء الاصطناعي والتنمية المشتركة.