الذكاء الاصطناعي في المدارس: أي الدول الأوروبية يعتمد معلموها هذه التقنيات أكثر من غيرها؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
يتفاوت اعتماد المعلّمين على الذكاء الاصطناعي في أوروبا، إذ تُبدي بعض الدول حذرًا أكبر من غيرها. ويستخدم معظم المعلّمين هذه التقنيات خصوصًا في التحضير للدروس، فيما يتوقع خبراء أن يتسع نطاق استخدامها خلال السنوات المقبلة، مع التأكيد على أهمية الاستخدام المسؤول.
أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءا من الحياة اليومية، وقد تطورت الأدوات والفرص التي تقدمها الشركات الكبرى في هذا المجال بسرعة خلال الأعوام الأخيرة، والتعليم ليس استثناء؛ إذ يكشف مسؤولون ومعلمون وباحثون كيف يستخدم الطلاب أدوات مثل "ChatGPT" لإنجاز الواجبات، وفي الوقت نفسه يتيح الذكاء الاصطناعي دعما قيّما للمعلمين.
أقل نسب الاستخدام سُجّلت في بلغاريا (22)، هنغاريا (23)، المنطقة الناطقة بالفرنسية في بلجيكا (23)، تركيا (24)، إيطاليا (25)، فنلندا (27)، مونتينيغرو (28) وسلوفاكيا (29). وتفسّر الفوارق بعدة عوامل: فقد أوضح متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن الحكومات تبنّت مواقف سياسية متباينة حيال الذكاء الاصطناعي في التعليم، ما قد يؤثر في وعي المعلمين واستخدامهم للتكنولوجيا، وقال لـ "Euronews Next": "بعض البلدان كانت أكثر استباقية في قيادة استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي تشمل قطاع التعليم، فيما اتخذت أخرى نهجا أكثر حذرا إزاء الذكاء الاصطناعي واستخدام النماذج التوليدية في الصفوف، عبر قواعد أشد صرامة بحسب عمر الطلاب". ولفت روتشن لي، مدير مشروع أول في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن "البنية التحتية، والقيود التقنية مثل الجدران النارية، والمواقف الاجتماعية تجاه استخدام التكنولوجيا في المدارس، والسياسات التي قد تشجّع أو تثني المعلمين عن استخدام الذكاء الاصطناعي" يمكن أن تفسّر هذه الفوارق، مضيفا لـ "Euronews Next": "نرى علاقة قوية على مستوى الدول بين حجم التدريب المقدم على استخدام الذكاء الاصطناعي ومستويات استخدامه". وأشار بن هيرتز وأنطوان بيلجين، مديرا الشؤون البيداغوجية والبحث في "European Schoolnet"، إلى أن التباينات الواسعة تعكس بيئة كل بلد وسياساته وثقافته التعليمية، مع تبنّي بعض الدول موقفا وطنيا أكثر احترازاً؛ فإتاحة الدعم العملي مثل التدريب والبنية التحتية تُعد عاملا مسرّعا حاسما، وتؤكد بيانات TALIS أنه في الأنظمة ذات الاستخدام الأعلى، يكون المعلمون أكثر احتمالا لتلقّي تعلّم مهني في الموضوع. وعلى سبيل المثال، بدأت فرنسا هذا العام تنفيذ تدريب وطني على الذكاء الاصطناعي في المدارس العامة (بعد جمع بيانات TALIS)، مضيفين: "الحذر، وغموض القواعد، ومحدودية البنية التحتية عوامل محتملة تفسّر بطء الاعتماد، خاصة في مجال جديد وجدلي مثل الذكاء الاصطناعي". كما تشير مارتينا دي ريدولفو، منسقة السياسات في اللجنة النقابية الأوروبية للتعليم (ETUCE)، إلى أسباب إضافية مثل توفر وجودة التدريب، وعبء العمل، ونقص المعلمين، والدافع الشخصي والفضول، وقالت لـ "Euronews Next" إن هذه العوامل تسهم في الفجوة بين الأنظمة.
لِمَ يستخدم المعلمون الذكاء الاصطناعي؟من بين المعلمين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي، يقول في المتوسط داخل الاتحاد الأوروبي (EU-22) قرابة الثلثين (65 في المئة) إنهم يوظفونه للتعلّم بكفاءة عن موضوع ما وتلخيصه، ويستخدمه 64 في المئة لتوليد خطط دروس أو أنشطة، ما يدل على أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم أساسا في تحضير المعلم نفسه. وتشير النتائج أيضا إلى أن الاستخدامات المباشرة داخل الصف أو المواجهة للطلاب أقل شيوعا، وأن مهام التقييم هي الأقل استخداما؛ ويرجّح هيرتز وبيلجين أن كثيرا من المعلمين سيواصلون استخدامه "خلف الكواليس" في الحاضر والمستقبل القريب، فيما يرى روتشن في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساند المعلمين في الأعمال الإدارية، بما يحرّر وقتهم وطاقتهم لمهام أقرب إلى التدريس المباشر.
أغراض أخرى ونِسَبها:
مساعدة الطلاب على ممارسة مهارات جديدة في سيناريوهات واقعية (49) دعم الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة (40) الضبط التلقائي لصعوبة مواد الدروس وفق احتياجات تعلم الطلاب (39) توليد نص لتغذية راجعة للطلاب أو للتواصل مع أولياء الأمور/الأوصياء (31) مراجعة بيانات مشاركة الطلاب أو أدائهم (29) تقييم أو تصحيح أعمال الطلاب (26) ما التالي للذكاء الاصطناعي في المدارس؟يتفق الخبراء على أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم ينمو بثبات وسيواصل التوسع، مع التحذير من ضرورة الاستخدام المسؤول ووضوح الإرشادات والوعي بما قد ينطوي عليه من مثالب. ويشير هيرتز وبيلجين في "European Schoolnet" إلى أنه مع الوقت سيتفاعل الذكاء الاصطناعي مباشرة أكثر مع الطلاب، مثلا عبر اقتراح أنشطة مُصمَّمة شخصيا أو تقديم تغذية راجعة آنية، لكنهما يقولان: "ينبغي أن يظل المعلم الطرف الرئيسي بين الطالب والتكنولوجيا حفاظا على استقلاليته وإشرافه الأخلاقي ودوره الرعائي". وتشدد اليونسكو على الدور المحوري للمعلمين مع اتساع استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، إذ قال متحدثها: "يجب أن تُكمل أدوات الذكاء الاصطناعي عمل المعلمين لا أن تستبدلهم، وأن يتوافق استخدامها مع المعايير الأخلاقية والأهداف التربوية، مع الحفاظ على استقلالية المعلمين والمتعلمين وخصوصيتهم". وتتوقع دي ريدولفو اتساع الاستخدام بين المعلمين والطلاب، لا سيما مع الأدوات التوليدية، لكنها تبرز هاجسا آخر: "نظرا إلى النقص الحاد في المعلمين الذي نواجهه في أوروبا، نرى مخاطر ملموسة على تأهيل المهنة ومهاراتها"، كما لفتت إلى قيد في مسح منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: فالبيانات لا تقول شيئا عن وتيرة هذا الاستخدام، ولا عمّا إذا كان المعلمون يستخدمون الذكاء الاصطناعي بانتظام أم جرّبوه مرات قليلة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب سوريا الصحة روسيا حروب إسرائيل دونالد ترامب سوريا الصحة روسيا حروب تشات جي بي تي الذكاء الاصطناعي أوروبا إسرائيل دونالد ترامب سوريا الصحة روسيا حروب فنزويلا الذكاء الاصطناعي غزة نيكولاس مادورو تغير المناخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منظمة التعاون الاقتصادی والتنمیة استخدام الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی فی المئة فی فی المدارس إلى أن
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي لطلاب الإعدادي والثانوي بالفيوم
شهد الدكتور خالد قبيصي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، فعاليات ورشة عمل عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الحياتية، والتي نظمتها إدارة الموهوبين والتعلم الذكي بالمديرية، بمقر مدرسة الفيوم التجارية للبنات - إدارة غرب الفيوم التعليمية.
جاء ذلك بحضور رشا يوسف، وكيل المديرية، و طارق هديب، مدير إدارة الموهوبين والتعلم الذكي.
نشر ثقافة الذكاء الاصطناعيوتستهدف الورشة طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية من جميع الإدارات التعليمية، بهدف نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي، وتعريف الطلاب بتطبيقاته في الحياة اليومية، وتحفيزهم على التفكير الابتكاري واكتساب مهارات المستقبل.
أكد وكيل الوزارة في كلمته أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية في التعليم والتطوير، وأن إعداد الطلاب للتعامل مع هذه التقنيات هو خطوة مهمة نحو تعليم عصري يواكب التحولات العالمية، مشيدًا بجهود إدارة الموهوبين في تقديم محتوى تدريبي متميز يدعم مواهب الطلاب.
كما أشار وكيل الوزارة إلى أن الذكاء الاصطناعي في التعليم ليس بديلاً عن المعلم، بل هو أداة داعمة لتعليم أكثر فاعلية وابتكارًا، ومن أبرز مميزات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، ومنها تخصيص التعليم لكل طالب و يتيح الذكاء الاصطناعي تصميم محتوى تعليمي يناسب مستوى كل طالب وقدراته وسرعة تعلمه، مما يعزز الفهم والتحصيل. ودعم المعلمين حيث يوفر أدوات تقييم ذكية، وتحليل أداء الطلاب، واقتراح استراتيجيات تدريس مناسبة، ما يساعد المعلم على التركيز على الجوانب التربوية.و التعلم الذكي والتفاعلي
من خلال استخدام روبوتات الدردشة، والمساعدات الذكية، والألعاب التعليمية، يجعل التعليم أكثر تشويقًا وتفاعلاً.
الوصول العادل للتعليم حيث يساعد في توفير التعليم للطلاب في المناطق النائية أو من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال أدوات تعليمية ذكية ومرنة.
وايضا توفير الوقت والجهد حيث يُستخدم في تصحيح الاختبارات آليًا، وتحليل البيانات، وإعداد التقارير، مما يُخفف الأعباء الإدارية عن المعلمين. وتطوير مهارات المستقبل من خلال تعزيز مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتعامل مع التكنولوجيا، وهي مهارات ضرورية لسوق العمل المستقبلي.
التعلم المستمر حيث يوفر منصات ذكية للتعلم الذاتي مدى الحياة، خارج حدود الفصل الدراسي التقليدي بما يساهم فى تطوير العملية التعليمية.