تحديات خروج الجامعات السودانية من تصنيف دافوس العالمي
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
د. الفاتح يس*
ضجت الأسافير بالتقرير الصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام 2024 لجودة التعليم؛ بخروج الجامعات السودانية من التصنيف العالمي، ليصبح السودان ضمن ست دول عربية غابت بشكل كامل عن المؤشر، وهي ليبيا والصومال والعراق وسوريا واليمن.
وبحسب التقرير، جاءت قطر في المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً.
إذا أردنا أن نعقب على هذا التقرير؛ أولا لا بد أن نعرف أن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هو مؤتمر سنوي يُعقد في دافوس في سويسرا، يجمع قادة الأعمال والسياسيين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذا يدل على أنه مؤتمر اقتصادي، وليس أكاديمياً كامل الدسم.
ثانياً: تُصنّف الجامعات عالميًا بناءً على معايير معينة أهمها: جودة البحث العلمي (المنتوج العلمي النظري والتطبيقي)، والسمعة الأكاديمية، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، وفرص توظيف الخريجين، وهنا تستخدم مؤشرات حصول الخريجين على جوائز مرموقة مثل جائزة نوبل وميداليات فيلدز وغيرهم، ومخرجات الأبحاث (مثل عدد الأوراق المنشورة في مجلات ذات معامل تأثير عال، ومدى الاستشهادات بها)، ومكانة الجامعة الدولية لتقييم مستوى التعليم والجودة الشاملة.
ثالثاً: الجهات الأكاديمية (منظمات غير حكومية، وغير ربحية) المسؤولة عن التصنيف العالمي للجامعات هي: تصنيف التايمز (THE) الذي يركز على الأبحاث (الحجم والسمعة والدخل).
وتصنيف كيو إس (QS) ويركز على السمعة الأكاديمية، وسمعة جهة العمل، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وتصنيف شنغهاي (ARWU) الذي يعتمد على معايير مثل جودة التعليم.
وتصنيف ويبومتركس (Webometrics) ويركز على الجانب الرقمي للجامعات.
كُلُّ ما ذُكر أعلاه لا يعني أن نغُض الطرف عن تقرير دافوس؛ وبالعكس هذا التقرير يُعتبر بمثابة جرس تنبيه يجعل ملف إصلاح التعليم العالي في السودان أمام تحديات متجددة، تتطلب حلولاً جذرية عاجلة؛ لإعادة الجامعات إلى خارطة التنافس الدولي، وعدم الاستسلام لظروف الحرب، بالاهتمام بالبحث العلمي والمنتوج العلمي، وتفعيل التعليم الإلكتروني والشراكات الدولية الذكية بين الجامعات والكليات الذكية، وتفعيل عمل الأستاذ الزائر والطالب الزائر والتشبيك مع المؤسسات المهنية والأكاديمية والبحثية، والتركيز على الجانب الرقمي لهذه الجامعات، وغيرها من وسائل التعليم الحديثة المواكبة للتكنولوجيا العالمية.
ختاماً التصنيف العالمي للجامعات؛ لا علاقة له بالاعتراف والاعتماد الأكاديمي؛ لكنه يؤثر في سمعة الجامعات، وهذا أيضاً يضع أساتذة وطلاب الجامعات السودانية أمام تحد كبير؛ بزيادة منتوجهم العلمي؛ لرفع سمعة هذه الجامعات إلى ما كانت عليه وهم أهل لهذا التحدي بإذن الله.
[email protected]
*أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاستدامة
الوسومد. الفاتح يسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د الفاتح يس
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: دعم متكامل للطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية
تواصل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جهودها في دعم وتمكين الطلاب من ذوي الإعاقة داخل الجامعات المصرية، تزامنًا مع الاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام، بما يعكس التزام الدولة بترسيخ مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص.
قال الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن الوزارة تدعم بصورة مباشرة تنفيذ المبادرة الرئاسية "تمكين"، التي تستهدف دعم وتمكين الطلاب ذوي الإعاقة داخل الجامعات المصرية، من خلال توفير بيئة أكاديمية دامجة، وخدمات تعليمية وتكنولوجية متطورة، وبنية تحتية جامعية مهيأة بما يتناسب مع احتياجاتهم، بما يضمن مشاركتهم الفاعلة في العملية التعليمية.
وأوضح الوزير أن مبادرة "تمكين" أسهمت خلال الفترة الماضية في تعزيز قدرات الجامعات على توفير الوسائل المساعدة، وتنفيذ البرامج التدريبية والخدمات الداعمة، التي تُسهِّل دمج الطلاب في الحياة الجامعية، مشيرًا إلى أن الوزارة تتابع بشكل دوري ما يتم إنجازه لضمان تحقيق أهداف المبادرة على أرض الواقع.
كما أشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن الوزارة تواصل دعم الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية والمعاهد العليا في التوسع بإنشاء وحدات دعم ذوي الإعاقة، وتطوير الأدوات الرقمية المساعدة، وتقديم الدعم الأكاديمي والإرشادي، بما يعزز تكافؤ الفرص ويرفع الوعي المجتمعي داخل الحرم الجامعي.
واختتم الوزير بالتأكيد على أن الجامعات والمعاهد المصرية ستواصل تنفيذ الفعاليات والبرامج التوعوية والتعليمية والثقافية الموجهة للطلاب ذوي الإعاقة، والتي تعكس التزام الدولة الراسخ بدعم وتمكين هذه الفئة، اتساقًا مع رؤية مصر لبناء مجتمع شامل يتيح للجميع فرصًا متكافئة في التعليم والمشاركة المجتمعية.