التعليم.. ركيزة التحوّل نحو المستقبل
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
دينا جوني (دبي)
مع احتفال الإمارات بعيد الاتحاد الرابع والخمسين تحت شعار «متّحدين»، يقدّم قطاع التعليم الحكومي واحدة من أبهى صور هذا الاتحاد، إذ تحوّل خلال عام 2025 إلى ورشة عمل مفتوحة لإعادة تصميم المدرسة الإماراتية، بما يواكب اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي، ويُرسّخ الهوية الوطنية.
وشهد العام 2025 إطلاق حزمة واسعة من المبادرات والسياسات التي طالت المنهج والتقويم والبنية التحتية، إلى جانب تعزيز مكانة المعلم، وتوسيع الفرص أمام الطلبة في المسارات التعليمية والأنشطة الوطنية، بما يعكس رؤية القيادة لجعل التعليم ركيزة التحوّل نحو المستقبل.
مناهج المستقبل
أبرز المنجزات تمثّل في اعتماد أول منهج وطني متكامل للذكاء الاصطناعي في المدارس الحكومية، يمتدّ من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.
ويركّز المنهج على بناء «ثقافة ذكاء اصطناعي» مبسّطة في المراحل الأولى، ثم التدرج إلى مهارات البرمجة، وتحليل البيانات، وتعلّم الآلة، وأخلاقيات استخدام التقنيات في المراحل الأعلى، بما يهيّئ الطلبة لتخصصات ووظائف المستقبل في سوق العمل المحلي والعالمي. هذا التحوّل النوعي لا يقتصر على إضافة مادة جديدة، بل يُعيد تعريف مفهوم «الكفاءة الرقمية» في المدرسة الإماراتية، بحيث تصبح القدرة على التعامل مع الأنظمة الذكية وتحليل البيانات جزءاً أصيلاً من مخرجات التعليم العام.
تقويم دراسي موحّد
على مستوى تنظيم العام الدراسي، اعتمدت وزارة التربية والتعليم تقويماً جديداً بدأ في 25 أغسطس 2025، ويطبّق بشكل موحّد على المدارس الحكومية والمدارس الخاصة التي تطبّق منهاج الوزارة، وكذلك مؤسسات التعليم العالي، بما يضمن انسجاماً أكبر بين المراحل التعليمية المختلفة، ويحقق توازناً بين أيام التمدرس وفترات الراحة. ويتضمن التقويم إجازة شتوية موسّعة تمتد أربعة أسابيع، بما يتيح للطلبة المشاركة في الأنشطة الوطنية والمجتمعية خلال موسم الاحتفالات باليوم الوطني وما بعده.
مسارات تعليمية محدّثة
في المرحلة الثانوية (الحلقة الثالثة)، أعلنت الوزارة تحديث المسارات التعليمية «العام والمتقدم»، استناداً إلى دراسات ميدانية واسعة شملت المختصين وأولياء الأمور وتحليل ميول الطلبة خلال السنوات الأخيرة. الهدف هو مواءمة الخطط الدراسية مع متطلبات الجامعات والوظائف المستقبلية، مع مرونة أكبر في الانتقال بين المسارات، وربط أوثق بين اختيار المواد والميول المهنية لكل طالب.
مدارس جديدة
شهد العام الدراسي 2025 – 2026 افتتاح تسع مدارس حكومية جديدة في عدد من إمارات الدولة، بتصاميم حديثة تراعي متطلبات التعلّم التفاعلي، وتضم مختبرات متقدمة للعلوم والروبوتات والذكاء الاصطناعي، ومساحات مفتوحة للأنشطة الرياضية والفنية، ومرافق داعمة لطلبة أصحاب الهمم، بما يضمن بيئة تعليمية دامجة وآمنة.
تطوير مهني
لم يغِب المُعلّم عن مشهد المنجزات في 2025، إذ تواصلت برامج التطوير المهني وورش التدريب المتخصص، إلى جانب مبادرات لتكريم الكفاءات التعليمية، كان من أبرزها منح أكثر من 200 معلّم وأكاديمي «الإقامة الذهبية» في دبي بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، في خطوة تجسّد تقدير الدولة لدور المعلّم في صياغة مستقبل الأجيال، وتُعزّز جاذبية المهنة واستقرار كوادرها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التعليم عيد الاتحاد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الثاني من ديسمبر مسيرة الاتحاد الإمارات
إقرأ أيضاً:
نقيب المعلمين يوجه بوضع قواعد لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية
شهدت اجتماعات المجلس التنفيذى لمنظمة الدولية للتربية "Education International" المنعقدة حالياً في العاصمة البلجيكية بروكسل، لقاءًا موسعا جمع بين خلف الزناتي نقيب المعلمين المصريين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، ودانيال كييدى الأمين العام لاتحاد التعليم في إنجلترا ( NEU ) والذى يعد من أكبر نقابات المعلمين فى أوروبا.
حضر كل من ياسر عرفات الأمين العام لنقابة المعلمين المصرية، وعدد من أعضاء الوفد الانجليزى، وذلك في إطار سلسلة اجتماعات ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون بين النقابات التعليمية حول العالم، وتبادل الخبرات في تطوير السياسات التعليمية ودعم حقوق المعلمين.
في مستهل اللقاء، رحّب "الزناتي" بالأمين العام لاتحاد التعليم الإنجليزي، مؤكدًا عمق الروابط التاريخية والمهنية بين الجانبين، ومشددًا على أهمية التعاون الدولي في ظل ما يشهده العالم من تطورات متسارعة في أنظمة التعليم، والضرورة الملحة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعى فى العملية التعليمية، ولكن بطريقة رشيدة تضمن الحفاظ على دور المعلم فى قيادة المنظومة التربوية باعتباره العمود الفقرى للتعليم وتربية النشئ.
وأوضح الزناتي أن نقابة المعلمين في مصر تعمل خلال الفترة الحالية على تنفيذ خطة شاملة لتحسين أوضاع المعلمين، وتطوير الخدمات النقابية المقدمة لهم، وتطوير برامج التدريب المستمر، خاصة فى الوعى بالقضايا الوطنية والدولية.
من جانبه، أعرب دانيال كييدى عن تقديره للدور الذي تلعبه نقابة المعلمين المصرية داخل المنظمة الدولية للتربية، مؤكدًا أن الاتحاد الإنجليزي للتعليم الذى يتولى منصب الأمين العام له، يولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير الشراكات الدولية، خاصة مع الدول التي تمتلك تجارب واسعة في التعليم مثل مصر من خلال التعاون مع نقابة المعلمين المصرية.
وأشار إلى أن التعاون بين النقابات لا يقتصر على تبادل الرؤى فحسب، بل يشمل أيضًا بناء مشروعات مشتركة تعزز من قدرات المعلمين وتدعم جودة التعليم.
وأوضح ياسر عرفات الأمين العام لنقابة المعلمين، أن اللقاء بحث إمكانية تنفيذ برامج تدريبية مشتركة تركز على دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، وسبل دعم المعلمين في مواجهة التحديات الجديدة التي فرضتها التحولات الرقمية، بالإضافة إلى مناقشة فرص تبادل الزيارات المهنية بين الوفود النقابية في البلدين.
وأضاف "عرفات" أن خلف الزناتي نقيب المعلمين، استعرض خلال اللقاء جهود النقابة في حماية حقوق المعلمين، والتصدي للتحديات المهنية التي يواجهونها، وفرص التدريب المهنى التى توفرها النقابة بما ينعكس إيجابًا على جودة مخرجات التعليم.
وفي ختام اللقاء، اتفق الطرفان على استمرار التواصل خلال الفترة المقبلة من أجل وضع آليات واضحة للتعاون المشترك، مؤكدين أن دعم المعلم هو الركيزة الأساسية لصناعة تعليم قوي قادر على مواكبة المستقبل.
وأشاد المشاركون في اجتماعات منظمة الدولية للتربية "Education International" المنعقدة حالياً في العاصمة البلجيكية بروكسل، بأجواء الحوار البنّاء، والتي تعكس الدور المهم للنقابات في تشكيل مستقبل التعليم عالميًا.
اقرأ أيضاًنقيب المعلمين: دمج الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة لمواكبة تطورات النظم التعليمية
رابط وخطوات التقديم على وظائف التربية والتعليم 2025.. الشروط والتخصصات المطلوبة